الكذب الغير متقن...بقلم آرا سوفاليان
كل الآثار الدينية المسيحية في تركيا تعود للأرمن في الشرق والغرب والشمال والجنوب ولليونان في القسطنطينية وفي جهات غرب تركيا والمخجل هو وجود بعض العبارات المكتوبة بالتركية والانكليزية على اللافتات السياحية والتي تنضوي تحت قائمة الكذب الرخيص والمفضوح والتي تشير الى ان هذه الأوابد المسيحية تعود للمسيحيين القدماء من الأتراك وبالطبع لا تنطلي هذه الاكذوبة على السياح الذين يعرفون انه لم يكن هناك وجود للأتراك قبل الحروب الصليبية في كل جهات الأناضول وان أغلب هذه الاوابد المسيحية بنيت قبل ذلك بكثير عندما كان الأتراك يرعون خرافهم في سهول منغوليا...هناك صورة مشابهة أضحكتني حتى كدت أقع على الأرض مغشياً عليَّ أبحث عن من يشيلني وهي: مسابقة عالمية تتضمن حفلات لتقديم الفنون الشعبية للدول المشاركة ومنها أرمينيا ورأيت بعض هذه الحفلات عرضاً في فضائية غربية هي الاورو نيوز يشارك فيها وفد اسرائيلي وكان الوفد الاسرائيلي مؤلف من يهوديات شقراوات من بولندا وزرقاوات العيون وجميلات والحق يقال...يلبسن الزيّ الشعبي الفلسطيني ويدبكون ثم يدبكون بطريقة مضحكة جداً بمصاحبة موسيقى فلسطينية مقلدة أيضاً ومضحكة أكثر...يحاولون تمثيل اسرائيل عن طريق سرقة تراث الشعب العربي الفلسطيني من زي شعبي ورقص شعبي وموسيقى فلسطينية شعبية...وهذا مضحك الى درجة مذهلة لأنه شيء غير متوقع وينافي ابسط قواعد احترام العقل البشري...وضحكت كما لم أضحك في عمري ووقعت على الأرض مغشياً عليَّ أبحث عن من يشيلني...والبولنديات يعملون جهدهم ويدبكون ويدبكون ويدبكون ولكن ليس من قلبهم كما يقول ياسر العظمة لأنهم غير أصلاء.
وبالمثل أترك أحياناً غرفتي وطاولتي واجهزتي واركض الى الصالون حيث الأولاد وام الأولاد أمام شاشة السوني الـ إل س يدي بعد سماع موسيقى أرمنية جميلة صادرة من الصالون وواردة الى غرفتي تقرع بابي لأكتشف أن الأولاد وأمهم يحضرون فلماً تركياً...بالطبع لقد سرق الأتراك معظم الموسيقى الأرمنية ثم التفتوا الى الموسيقى العربية فسرقوها كلها ونسبوها إليهم...وهذا مضحك أيضاً الى درجة مذهلة لأنه شيء غير متوقع وينافي ابسط قواعد احترام العقل البشري... ولم أحاول منع الأولاد أو أمهم عن حضور هذه الأفلام والمسلسلات التركية لأن الاجبار والاكراه مسألة غير حضارية ولا تليق بي...ولكن وعندما أمر عرضاً وأراهم في هذه الجمعة أقول لهم: حسناً أنظروا الى الأراضي الأرمنية المغتصبة أنظروا كم هي جميلة...واتابع قائلاً اسمعوا الموسيقى الأرمنية وتمتعوا فالموسيقى الأرمنية هي سحر صنعه الآلهة...وعندما تكبروا اقرؤوا كتابات والدكم فتعرفون كل الحقيقة وتعرفون كم هي جميلة أرمنيا أرض أجدادنا التي طردنا منها الأتراك عدواناً وصبراً بعد الابادة والقتل والتشريد.
والمشهد الأكثر اضحاكاً والذي تبادر الى ذهني وهو مشهد خيالي لم يجربه أحد ولكنه قابل للتجريب وفي أميركا بالتحديد وهو نصب حجري أو هرم من حضارة الأنكا يقف عليه ثلاثة رجال وإمرأة يلبسون ملابس الهنود الحمر وبأيديهم أقواس النشاب والسهام ويعتمرون قبعات الريش الملونة بألوان العلم الأميركي في وقفة يبرهنون فيها للعالم أن اميركا هي أميركية قبل كل الهنود الحمر وأميرتهم الجميلة بوكوهانتيس...أما أبطال المشهد الهنود قبل كل هنود أميركا فهم بوش الأب وبوش الأبن وكلينتون والسيدة كلينتون وسيكون هذا المشهد مضحكاً وسيضحكني بالطبع حتى أكاد أقع على الأرض مغشياً عليَّ أبحث عن من يشيلني.
آرا سوفاليان
كاتب إنساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق السبت 15/09/2012
arasouvalian@gmail.com