قال عباس في كلمته، إنه خرج من أرضه مرة ولن يخرج مرة أخرى.. هذا كلام إنشائي جميل، قد يلهب الأيدي تصفيقاً، ولكن هل أرضك هي مساحة المقاطعة فقط.؟ وهل تملك التصرّف بـ (حنفية الماء) أو (بزر الكهرباء).؟ أنت في رام الله، أعني في المقاطعة التي في رام الله، نعم هي في فلسطين، لكن بيتك وأرضك في صفد، ولو قلت ما قلت وأنت في صفد لقدمت لك عرابين الولاء والاحترام، أما وأنت في المقاطعة، لا تملك أي قرار ولا أي تصرّف ولا أي ارض فهي تنساب من تحتك شيئاً فشيئاً ولم يبق غير فتات لا أعتقد أنك فخور بأن تقول ما تقول لو أدركت إلى أين وصل حال الأرض والبلد وفلسطين.. وأنت وكل الفلسطينيين يعرفون لماذا وما السبب في كل هذا، فلماذا تتمسك بالمفاوضات المخزية.؟ ولماذا ما زال اتفاق أوسلو ووادي عربة وغيرهما هم كتبك المقدسة.؟
إن الفلسطيني الذي يقيم في عكا أو في القدس، هو من يحق له أن يقول الذي قلته ولو أنه تحت الاحتلال المباشر لكنه ما يزال يتمسك ببيته وأرضه ويدافع عنها بيديه وقلبه وروحه، أما أنت فخير لك أن تتنحى، وتترك القرار إلى من يستطيع أن يصحح مساره، إلى هؤلاء القادرين على إشعال انتفاضات جديدة تهزّ كيان العدو الذي لم ولن يفهم إلا لغة القوة والصدام والمصادمة، وتأكد أن هؤلاء الشباب هم الطليعة، وهم القادرين..
ورحم الله الختيار أبو عمّار..