أختي رهف




أخشى أنني لم أفهم السؤال، لكن لو كان قصدك لمن الخطاب في الفلم فإنه للناس كافة بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية أو المذهبية أو السياسية. فأنا أتكلم عن أهمية هذه الأرض على مدار التاريخ البشري المرصود.






فمبدأ خروج الشيء من ضده ليس في القرآن وحسب بل هو مبدأ من المبادئ التي يقوم الخلق المادي والروحاني عليها في إشارة إلى إعجازه وإبداعه تعالى إذ إن خروج الشيء من ضده يكون بيناً بليغا ومعجزا.

فإخراج الشيئ من مثيله صعب ولكن إخراجه من ضده أصعب وأوضح.

كما إن ظهور هذا المبدأ في القرآن والأكوان على حد سواء فيه إشارة إلى الخالق الواحد سبحانه وتعالى ...

لو أردنا أن نبحث عن ظواهر هذا المبدأ في القرآن الكريم وفي الخلق فسيلزمنا قرون من البحث والتفكر لندرك معانيه العظيمة ولولا خوفي من إطالة الموضوع لتشعبت فيه.




فالأم على سبيل المثال ترى الموت أثناء الولادة كما يقال والسبب يعود إلى أنها تلد الحياة ... خروج للشيء من ضده.




ثم عندما يأتي الأيناء من رحم واحد فإنهم يغارون ويتنافسون مع بعضهم البعض بشدة مجربة للجميع وفي نفس الوقت يتوادون ويتحابون!



هم في هذا كالقوة المغناطيسية تتجاذب من جهة وتتنافر من الأخرى. فما أن يتقارب الأبناء من رحم واحدة إلا ويتباعدوا ثم يعودوا وهكذا ...





ونجد الشيء نفسه في أرض فلسطين والشام المباركة إذ يتخاصم فيها خيار الخلق من جهة وشرارهم من الأخرى على مدار التاريخ فيخرج النور من هذا التفاعل تماما كما هو الحال في التفاعلات الكيميائية إذ تتفاعل المواد المتناقضة بجوار بعضها البعض فتتولد الطاقة والحرارة والنور.





وشكرا وتقديرا وكل عام وأنتم والأمة بكل خير