ماكتب عنها في جريدة الوحدة:
*************
http://wehda.alwehda.gov.sy/_print_v...20120624174743



[TR]




[/TR]
الوحدة
الأثنين25/6/2012
خالد عارف عثمان
يحدث كثيراً أن أكون
محظوظاً فأقابل فنّاناً تشكيلياً يمارس لعبة اللون في بدايتها , أو شاعراً
يرتب


المفردات والصور
في وكنات القصيدة , قاصاً - أو قاصة - يقصّ على الآخرين خواطره نصوصه , أو قصصه في
مراحلها التكوينية الأولى ,. يقرؤك احاديثه , يبوح لك - وعلى خجل - ما يكتب , وحين
تقرأ له , أو تقرأه تجد كم هو جاد في كتابته , أنّ خوفه مما يعدّه مغامرة محض وهم ,
أو لعلّه رهاب النشر , حين تعرية أفكاره أمام الاخرين , بالرغم من امتلاكه لمقومات
الكتابة , وعناصرها وفضاءاتها , ودلالاتها , ورؤاها ... وهناك من يقدم لك نفسه بقوة
, وثبات , وثقة , واعتداد بالنفس وبما يكتب , ويحاججك به , ولعله مصيب , اليس
الدفاع عما نكتب هو بحد ذاته إبداع ?! نمارسه جميعاً وهو طبيعي طالما ابتعد عن
النرجسية .. , وحبّ الذات وتخطئه الآخرين .. لقد قيض لي مؤخراً أن اقرأ نصوصاً
للصديقة زيناء ليلى , نصوصاً على المسودة .. وذيلتها بمفردة « رواية « .. تحكي قصصا
وأحداثاً وفصولاً على ألسنة مجموعة من الشخصيات الروائية الأنثوية والذكورية , «
نور « هي الشخصية الأساسية المحورية .. فتاة شاملة مثقفة .. فنانة تشكيلية , مربيّة
, باحثة في الطب البديل , منفتحة , ذات أفق واسع , جريئة , يمكن أن تكون مثلاً
للفتاة التي تستفيد وتفيد من عملها , ومعارفها العلمية , والطبية , وتمتلك حساً
مرهفاً , تتعامل مع الجميع .. إن تحدثت أو حاورت أقنتعت , وإن عملت أجادت , وإن
عبّرت عن أحاسيسها نجحت , وملكت قارئها .. موضوعات الكتاب في الحياة والموت ,
الفلسفة , والتأمل النفسي , في الروح والمادة العواطف في الجسد والأحاسيس والرغبات
, والعادات والتقاليد , في القيم خيرها وشرها في الطبّ البديل والعلاج به , في
القوة والنجاح والتفوق والطاقة الإنسانية , في العلوم والفيزياء , والعديد من
الموضوعات العلمية كالمعلوماتية , وما يتصل بها .. قدمتها الكاتبة على لسان شخصيتها
نور وشخصيات عديدة . كالأم , والوالد , والأخوات , وزملاء الدراسة الجامعية ,
والحياة العملية والمهنية والثقافية والإعلامية .. على شكل محاضرات , أو حوارات أو
أحاديث مباشرة أو وصفات علاجية طبية .. وفي كلّ ذلك تتقمص أسلوب المدرسة .. مهنتها
.. يكتب حمدي - إحدى شخصيات الرواية - وعلى مبدأ الحوار بين الأستاذ والطالب ,
يعيدنا إلى أسلوب الفلاسفة مع طلابهم .. هذا فضلاً عن ذكرها واستعادتها أحداثاً
وعلاجات مجربّة .. وهذا دون أن يغيب من الكتاب اللمحات الرومانسية , والوصف الجميل
, والصور خاصة عندما تستعيد أيام الدراسة الجامعية وأحوال الزملاء ومواقف وجدانية
حدثت لدى البعض , كما في مثل هذه المواقع من الرواية : كم عينيك تهديني .. متى يا
ربّة النظرات تسافر في مدى عينيك عيناي .. أسوي فيها مراراً بعض أشيائي , وأسوّي
ياقتي حيناً وأسرّح شعري أحياناً , أراني غارقاً عشقاً , ولا تنقذني عيناك .. « ..
إنّ الرواية لا تعدم مقاطع أدبية خالصة , وعبارات وصوراً شاعرية , ولغة شعرية ولكن
الجانب المعرفي الفكري .. الذي يطغى على فصول وأجزاء الرواية يسمح لنا أن نقول ومن
باب التجريب - إذا صحّ هذا - إنّ كتابة الصديقة زيناء في مخطوطها سرد معرفي .. أو
يرقى لأن يكون ذلك تأسيساً « لرواية معرفية « مثلها مثل الرواية التاريخية , والسير
ذاتية , والشعبية , والخيال العلمي وغيرها من التجارب السردية الأخرى .. ربما .. !!
.‏