عَنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَيُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنْ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُالْبَقَرَةُ". أخرجه أحمد(2/165 ، رقم 6543) ، وأبو داود (4/301 ، رقم 5005) ، والترمذى (5/141 ، رقم 2853)وقال : حسن غريب . والبيهقى فى شعب الإيمان (4/251 ، رقم 4972) . وأخرجه أيضًا : ابنأبى شيبة (5/300 ، رقم 26297) وصححه الألباني (صحيح الترمذي، رقم 2853). وفي لفظآخر للحديث ( كما تتخلل الباقرة)
قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذيبشرح جامع الترمذي":
(الْبَلِيغَ) أَيْ الْمُبَالِغ فِيفَصَاحَةِ الْكَلَامِ وَبَلَاغَتِهِ
(الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ)أَيْ يَأْكُلُ بِلِسَانِهِ أَوْ يُدِيرُ لِسَانَهُ حَوْلَ أَسْنَانِهِ مُبَالَغَةًفِي إِظْهَارِ بَلَاغَتِهِ وَبَيَانِهِ
(كَمَاتَتَخَلَّلُ الْبَقَرَةُ) أَيْ بِلِسَانِهَا كَمَا فِي رِوَايَةٍ , قَالَ فِي النِّهَايَةِ:أَيْ يَتَشَدَّقُ فِي الْكَلَامِ بِلِسَانِهِ وَيَلُفُّهُ كَمَا تَلُفُّ الْبَقَرَةُالْكَلَأَ بِلِسَانِهَا لَفًّا اِنْتَهَى. وَخَصَّ الْبَقَرَةَ لِأَنَّ جَمِيعَ الْبَهَائِمِتَأْخُذُ النَّبَاتَ بِأَسْنَانِهَا وَهِيَ تَجْمَعُ بِلِسَانِهَا. وَأَمَّا مَنْ بَلَاغَتُهُخِلْقِيَّةٌ فَغَيْرُ مَبْغُوضٍ, كَذَا فِي السِّرَاجِ الْمُنِيرِ.
أورد أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى:" [ باب ما جاء في المتشدق في الكلام ] وفي بعض النسخ: [ باب التشدق في الكلام] والمقصود بذلك الإنسان الذي يتفاصح ويتقعر ويتعمق في الكلام ويتكلفه، ولم يكن ذلكله سليقة، فيتكلف ويأتي بشيء عن طريق التكلف، أما إذا كان من غير تكلف بأن يعطي اللهالإنسان فصاحة وبلاغة فتكلم واستخدم فصاحته وبلاغته في بيان الحق، فإن ذلك غير مذموم"... انتهى
وفي هذا الحديث إثبات صفة البغض لله عز وجل حيث قال:[ (إن الله يبغض) ] فهذه من صفات الله عز وجل التي يجب إثباتها لله عز وجل كما يليقبه، كما هو الشأن في جميع الصفات.
وفيه:تحريم مثل هذا العمل وذمه، وأن صاحبه ممن هو مبغض عند الله سبحانه
منقولللفائدة – أخوكم أبو رند