لا يمكن كتابة نص كبير في حضرة الدم .
مذ مذبحة الحولة ماعدت كاتبة ، أنا أمٌّ تنتحب .
تلك الطفولة النائمة في لحاف دمها عرّتني من أي مجد أدبي ،
أصغر طفل مُسجّى في شاحنات الموت،هو أكبر من أيّ كلمات قد يخطها قلمي.
اسمحوا لي أن أصمت بعض الوقت..لا حبر يتطاول على الدمّ .
هؤلاء الصغار الذين ذهبوا في براءة ثياب طفولتهم ،
يواصلون نومهم في أكفان أصغر من أقدارهم ،
خضّبوا بدمهم دفاتري ، شلوا برحيلهم يدي .
بعدهم أصبحت أخجل أن أكون مازلت على قيد إنسانيتي ،
أتقاسم الحياة في هذا العالم مع قتلة ،يحملون أوراق ثبوتيّة تدّعي انتسابهم لفصيلة البشر .
يوماً، إذا تجاوز دمعي ذهوله، . . سأكتب
رحم الله شهداء سوريا الحبيبة الصغار منهم والكبار ،
وعوّضهم في الآخرة بحياة أجمل من التي سُرقت منهم في هذا العالم الذي أمسى حقيرًا.
أحلام مستغانمي