باختصار:

2/ النبر:‏

النبر عبارة عن وضوح نسبي يتميز به صوت أو مقطع من بقية الأصوات أو المقاطع الأخرى التي تجاوره في البنية التركيبية، ويسخر المتكلم لتحقيق هذه الحالة جهداً عضلياً أعظم (35).‏

فالضغط الذي يصاحب عملية النّبر، عامل مساعد من بين مجموعة عوامل أخرى، لكنّه يبقى الأقرب، لأن النّبر في حدّ ذاته يُعرف بدرجة الضّغط على الصّوت أكثر ممّا يعرف بأي شيء آخر أو لأنّ الضّغط في صورتيه: صورة الضّغط وصورة النّغمة يتّسع مجال تطبيقه على النّبر أكثر ممّا يتّسع مجال العوامل الأخرى (36).‏

والواقع أنّ النّبر في الكلمات العربية "من وظيفة الميزان الصّرفي لا من وظيفة المثال، فنحن إذا تأمّلنا كلمة "فاعل" نجد أنّ الفاء أوضح أصواتها لوقوع النّبر عليها وباعتبار هذه الصّيغة ميزاناً صرفياً نجد أنّ كلّ ما جاء على مثاله يقع عليه النّبر بنفسه الطّريقة مثل: قاتل، جالس" (37).‏

وهناك نبرٌ آخر يتعلّق بالسّياق "هذا النّبر الذي في السّياق إنّما يكون من وظيفة المعنى العام، أي أنّه نبر دلالي. ومعنى هذا أنّ في اللغة العربية نوعين من موقعية النّبر في التّشكيل الصّوتي" (38).‏

يرى الدّارسون العرب المعاصرون أنّ العرب القدامى لم يهتمّوا بهذا النّوع من الدّراسة، وأنّ اللّغة العربية غير منبورة (39)، مع أنّ العربيّ شديد الحرص على بيان مقاصده الكلامية وأغراضه النّطقية، وهذا لا يتحقّق إلاّ باستخدام هذا الملمح التّمييزي فيضغط على بعض أجزاء كلامه للبيان، والتّوضيح، ثمّ إنّ النبر يعرف من فعل المتكلّم لا من فعل السّامع (40).
لمراجعة الكتاب كاملا:الدراسة فوق التشكيلية عند الفلاسفة المسلمين:ناشر الموضوع : حادي الركب
موسوعة دهشة : كتاب كتب تحميل | الدراسة فوق التشكيلية عند الفلاسفة المسلمين - أمينة طيبي