أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلاَ فَتَحَرَّرَا
وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا
أَسْرِي غَرَى حُرِّيَتِي وَشِعَارُهَا
وَكَرِيهَةٌ تَجْلُو النَّعِيمَ مُحَبَّرَا
فِي جَنَّتِي بَيْنَ الصِّفَادِ وَجَنَّةٍ
خَفْضُ الْخُلُودِ بِرَوْضِهَا قَدْ أَزْهَرَا
أَبْغِي بِهَا بَدَلاً .. ذَخِيرَةَ تَالِدٍ
عَنْ عِيشَةٍ تَرْضَى السَّلاَمَ الأَخْسَرَا
رُوحِي رَقَتْ صَفْوَ الْعُرُوجِ طَلِيقَةً
بَيْنَ الْعُلاَ تَرْقَى السَّرَاحَ الأَسْفَرَا
وَيَحُفُّنِي رَبِّي الْوَدُودُ بِطَلْعَةٍ
لَوْ طَبَّقَتْ وَجْهَ الْوُجُودِ لَسُعِّرَا
لِغَدِي سِوَارُ شَهَادَةٍ وَسِيَادَةٍ
تَجْلُو الْفُتُوحَ مَعَابِراً وَمَفَاخِرَا
عَمَرَتْ فِلِسْطِينَ السَّلِيبَةَ نُصْرَةً
وَالشَّامَ أَضْحَى بِالثُّغُورِ مُطَهَّرَا
لَا تَحْسَبُوا أَنِّي بَئِيسٌ خَاسِرٌ
فَمَسَارُ عُمْرِي فِي الْمَعَارِجِ سُطِّرَا
فَإَذَا قَضَيْتُ حَيَيْتُ بَيْنَ خَمِيلَةٍ
مَلِكاً فَتىً جَمَّ النَّضَارَةِ أَبْهَرَا
وَدَمِي لَكُمْ سُقْيَا الْحَيَاةِ لِأُمَّةٍ
أَزْرَتْ بِعِزٍّ صَانَهَا وَتَأَمَرَا