منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 35

الموضوع: استراحة الخميس

  1. #21
    ((استراحة الجمعة)) ((38))
    إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..
    نبدأ بقصيدة للشاعر أحمد قنديل ...
    سقط النصيف عن ابنة الخباز *** سلمت بارجمها من الأوخاز
    فبدت به .. وكأنها حورية *** برزت مفاتنها .. بلا برواز
    فأدرت وجهي للجدار محوقلا *** فالحب ممنوع بغير جاز
    ونويت ... إن هي أقدمت فقدمت *** نحوي لمد الساق للدرواز
    للباب بالفصحى كما بينته *** في المتن مذكورا مع الإيجاز
    أو أنه والله أعلم يا أخي *** بمراده بالشرح للألغاز
    ***
    لكنها حفظت التراث صنيعها *** هتفت بصوت ناغم هزهاز
    قف يا ابا دحمان غير محاول *** هربا وقل ما تبتغي لطرازي
    قلت : النصيف. ولم أزد في قولتي *** حرفا فذلك منهجي و ركازي
    فتناولته بصنعة برشاقة *** تزري بلاعبة الجمباز
    وجرت على طرف الأصابع حرة *** كالفلو مفلوتا بلا مهماز
    فكأنها غجرية حفيانة *** تسعى على سجادة شيرازي
    فصرخت لا تفرنقعي بل جحدري *** قلبي يحلق طائرا كالبازي
    ***
    قالت : وماذا بعد؟ قلتُ : فقطرة *** بلي بها ريقي مع الأبواز
    فمشت إلى ثلاجة مدروقة *** خلف الستارة قد مشت بألغاز
    فرشفتها متلذذا بنقاخها *** وركزت متكئا عكازي
    أرنو إلى البنت الجميلة ثغرها *** كالنبقة الخضراء أو ككراز
    ومشيت من قدامها وورائها *** وأريتها تأشيرتي وجوازي
    وسبحت في دنيا العروبة كلها *** تعبان بين تهانئ وتعازي
    أطوي الجزيرة من أباطح دخنة *** أي من ربى نجد لسهل حجازي
    من فاس من مكناس أو مصراطة *** من تونس الخضراء إلى بنغاز
    متنقلا من نيلنا لفراتنا *** حتى القضارف أو ذرى الأهواز
    بين الغدائر للعلاء تفرقت *** مستشزرات لا تلين لغازي
    ***
    قالت : أبا دحمان،قلت مسرحا : *** مهيم؟ فقالت : دونما تبواز
    بالله ما معنى البراجم؟ قل معي *** طاسا طرنطاسا بلا أكواز؟
    إني أشوفك زي أخويا دائما *** يا ليت أنك يا أخي جلوازي
    يا ليتهم حطوك دون مقابل *** وسط الإذاعة أو ورا التلفاز
    فضحكت مبسوطا وقلت لها اقرئي *** يومي مع الأيام دون جواز
    **********
    من البراجم والأوخاز والنقاخ .. وهو "ماء المطر"إذا لم تخني الذاكرة .. إلى .. كاظم خلف .. وهو يقول :
    جاءت تقول ولم تقل *** وأجبتُ دون جواب
    والشوق في أحداقنا *** والدمع في الأهداب
    وسألتها عما بها *** وتساءلت عما بي
    لاحت وقد حان الدجى *** بين الفارقد فرقدا
    وبدا عليها الشوق في *** العينين أروع ما بدا
    ووضعت قلبي في *** يدها حين مدت لي اليدا
    ********
    وهذه أبيات للشاعر لا أعرفه ..
    وأصعب الجراح جرح لا يسيل دما *** وأعمق الحزن حزن ما له سبب
    قالت وفي دمها من لوعة لهب *** علام عيناك يرسو فيهما التعب
    ولم قناديلك الخضراء مطفأة *** كأنما نسيتهما تلكم الشهب
    ولم جوادك جرح رحت تركبه *** فما يضمك بيت حيث تغترب
    ***************
    قد لا تكون التجربة متطابقة بين العاملتين (الكادحتين) .. ولكن – دون شك – هناك خيط ما يجمع بين التجربتين .. من قصيدة "في القميص"لـ"توماس هود"مكتوبة عام 1844م :
    (أعمل ... أعمل ... أعمل
    بمجرد أن أسمع الدورة الأولى ...
    أعمل
    حتى لو أن النجوم أشعت بدموية ..
    ذلك الذي سيرتدي هذا القميص .. لن يعرف الثمن المدفوع من أجله.)
    وهذه عاملة سورية – تعمل في خض اللبن - تقول ... كما روى الأستاذ عصام العطار ... متع الله به ...
    (خضاضات الجف بحيل
    عدادات نجوم الليل
    خضاضيتو .. ما داقيتو ..
    غير السهر ومراريتو)
    **********************
    ونختم بهذه القصية لخالد الفيصل :
    في سحابه
    على متن التمني
    شفت عمري خيال في سحابه
    يا ذهابه
    تعدى ما ارجهن {لم يتهمل}
    كن عامه نهار يا ذهابه
    من غدا به
    ربيع العمر منّي
    حسبي الله على وقت غدا به
    التوى به
    رجا قلب يونّ
    ويل قلب تعلق والتوى به
    في شبابه
    حبس نشواه عنّي
    ما تهيا لذيذه في شبابه
    ذا صوابه {جرحه}
    عقب ما هو طعني
    لو نسيته يذكرني صوابه
    من هقابه
    يخيب كل ظنّي
    وا عذاب الخفوق اللي هقابه
    رد بابه
    زماني وامتحني
    يوم ثوّر عجاجه ردّ بابه
    يا ربابة
    علي المسحوب غنّي
    من قصيدي بكى قوس الربابة
    ***********************************

    على هامش (الاستراحة) .."19" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية) ..وقد بدأ بتقديم النصائح ..
    110 – فكن مهذب الطباع حافظا *** لحِكم وأدب مُفترق
    111 – وعاشر الناس بخُلْق حسن *** تُحمد عليه زمن التفرق
    112 – ولا تصاحب من يرى لنفسه *** فضلا بلا فضل وغير المتقي
    113 – وكل من ليس له عليك من *** فضل فلا تُطعِمه بالتملق
    114 – وفوقن سهم النميري لمن *** لطرق العلياء لم يوفق
    (( فوق السهم : جعل له فواقا بالضم،وهو شق في رأسه حيث يجعل الوتر. وسهم النميري : مثل يضرب في الإصابة وعدم الخطأ،والنميري صاحبه. هو أبو حية الشاعر زعم أنه عرض له مرة ظبي فرماه بسهم فراغ عنه فعارضه،فما زال حتى أقصده وهذا من أكاذيبه. وطرق العلياء : المراد بها أسباب المجد وما يكسب الحمد. ))
    115 – وافعل بمن ترتاب منه مثل *** فعل المُتلمس اللبيب الحذق
    116 – ألقى الصحيفة بنهر حيرة *** وقال يا ابن هند أرعد وابرق
    (( ترتاب منه : تشك فيه. والمتلمس : اسم رجل. واللبيب : العاقل. والحذق : الماهر. وألقى : رمى. والصحيفة : الكتاب. بنهر حيرة : أي فيه وهي الحيرة،وحذف ال للضرورة. وكان المتلمس وفد هو وابن أخته طرفة بن العبد على الملك عمرو بن هند صاحب الحيرة،فبقيا لا يصلان إليه،وكأنه استخف بهما،فهجاه طرفة فبلغه ذلك فهم بقتله لكنه خاف هجاء المتلمس أيضا،فقال لهما : لعلكما اشتقتما لأهلكما؟ قالا : نعم. فكتب لهما صحيفتين،وقال : اذهبا إلى عاملي بالبحرين فقد أمرته أن يصلكما،وكان في الصحيفتين الأمر بقتلهما. فأما طرفة فمضى إلى العامل فقلته،وأما المتلمس فإنه اشتبه بأمر الصحيفة فأعطاها إلى صبي فقرأها له فنجا بنفسه،وبقي أمر صحيفته مثلا مضروبا في الحذر والأخذ بالحزم.)).

    أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الجمعة 05/02/1433هـ
    Mahmood-1380@hotmail.com

  2. #22

    ((استراحة الخميس)) ((40))
    إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..نبدأ مع الإمام الشافعي رحم الله والديّ ورحمه ...تغرب عن الأوطان في طلب العلا *** وسافر ففي الأسفار خمس فوائدتفريج هم واكتساب معيشة *** وعلم وآداب وصحبة ماجدفإن قيل في الأسفار ذل وغربة *** وقطع فياف وارتكاب الشدائدفموت الفتى خير له من حياته *** بدار هوان بين واش وحاسد*******ويقول "الطرطوشي" :تخلف عن الأسفار إن كنت طالبا *** نجاة ففي الأسفار سبع عوائقتنكر إخوان وفقد أحبة *** وتشتيت أموال وخيفة سارقوكثرة إيحاش وقلة مؤنس *** وأعظمها يا صاح سكنى الفنادقفإن قيل في الأسفار كسب معيشة *** وعلم وآداب وصحبة فائقفقل كان ذا دهرا تقادم عهده *** وأعقبه دهر كثر العوائقوهذا مقالي والسلام مؤبد *** وجرب ففي التجريب علم الحقائق***************** وهذه غربة من نوع آخر .. قصيدة نُشرت تحت توقيع "وعد" ..عليك أدور بين طيات الأوراق *** أحسبك من ضمن القصايد قصيدةسالت عنك الليل والليل بواق *** يعطي السراب لمن جروحه جديدةسألت عنك الشمس وقت الإشراق *** لكنها بالصمت ياسي تزيدهسالت دمع هلته عين مشتاق *** وعيت تجاوبني الدموع العنيدةواحترت ما بين اغترابي والأشواق *** تاه السؤال ولا لقي من يعيدهورجعت أنا أسأل داخلي وسط الأعماق *** ولقيتك أكبر من حروف القصيدة****************من كتاب "حكمة المجانين" للدكتور يحيى الرخاوي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيكيف نسمح لغير المختصين أن يثروا تخصصنا دون أن يشوهوا خبرة السنين؟ لو نجحنا أن نفعل لكنا أهلا للتخصص بحق)(تحت شعار الحرية قد يقتل الإنسان نفسه،وابتسامة بلهاء ترتسم على وجهه)(كلما زاد الحديث عن الحرية ... لَعّب الخوف حواجبه في خبث المنتصر الغبي)(من الشجاعة والصدق ألا تلبس قناع الحرية وأنت عبد لرمش أو قرش أو كرش)(إن ادعاءك قبول الاختلاف مع الآخرين قد لا يكون دليل حريتك،ولكن مؤشر عنادك ووحدتك).(إذا أتقنت النفاق والتعصب لرأيك خفية،فسمها باسم الجديد : الحرية واحترام رأي الآخرين)*************وهذه أبيات لا أعرف قائلها ... لماذا تشاركني قصتي *** لماذا تقاسمني لوعتيوتجلب لي ضوء كل النجوم *** وأنت المحلق كالنجمةتقول .. وتختنق الكلمات *** وكيف امتلكت صدى أنتيوكيف الغرام نما بيننا *** وكيف انتبهنا على غفلةلماذا أحسك أروع مني*** وأغلى عليّ من المهجةوأجمل من كل شيء جميل *** وأكبر مني ومن صبوتيوأنت هناك أراك هنا *** تراني وتهرب من مقلتيوعيناي يا سيدي شاردات *** لعينيك تصبوا إلى الطلعةلماذا.. لماذا؟ ويبقى السؤال *** بدون جواب على شفتي على هامش (الاستراحة) .."21" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية) :124 – واعدُ على رجلي سليك هاربا *** من قرب كل خُنْبُق وسَهْوَق( العدو : الجري. وقوله على رجلي سليك أي علة مثلهما،أي اجر جري سليك هربا من قرب الخنبق : وهو البخيل. والسهوق : وهو الكذاب. سليك : هو ابن السلكة،أحد العدائين العرب.)125 – وكن نديم الفرقدين تنجُ من *** مُنغص ومن طُروّ الرّنق(أي كن مثل نديم الفرقدين في اعتزال الناس تنج من منغص : أي ممن يقع فيك ويثلبك . ومن طروّ أي من حدوث. الرنق : أي الكدر،من رنِق الماء بالكسر ككدر وزنا ومعنى. ونديم الفرقدين : هو جذيمة بن الأبرش،وكان قد اتخذ عدي بن نصر اللخمي نديما،وهو شاب جميل من أبناء ملوك الحيرة اللخميين،فرأته أخت جذيمة فأحبته فسألته أن يخطبها من أخيها،فتحين وقت شرابه فطلبها منه فزوجه إياها،فاشهد الحضور ومضى فدخل بها،فلما أصبح غدا عليه وهو متضمخ بالخلوق،فسأله ما هذه الآثار؟ فقال آثار عرس،فغضب جذيمة،وهرب عدي،وحلف جذيمة أن لا ينادم أحدا إلا الفرقدين،فكان يشرب كأسا ويصب لهما كأسين. والفرقدان : كوكبان يدوران على القطب الشمالي قريبا منه،ويضرب بهما المثل في طول الصحبة.)قول الشيخ "الحسني" : يثلبه .. أي يظهر مثالبه أو عيوبه .. كما قال : جذيمة بن الأبرش. والذي في الذاكر أنه جذيمة الأبرش... وقوله : "فأشهد الحضور،ومضى فدخل بها"يدل على الأمر كان في وقت "الدراسة"ولم يكن وقت (إجازة).. حيث يكثر الزحام!!! .. وقوله ( بالخلوق) .. طيب العرس.126 – وكن كعقرب وضب مع من *** عليك قلبه امتلا بالحنق(امتلا : تخفيف امتلأ. والحنق : الغيظ،وقد حنق عليه من باب طرب : أي لا تصارح عدوك بالعداوة،وخاتله مخاتلة العقرب والضب،والعرب تزعم أن بين العقرب والضب ألفة فهو يؤويها في جحره ولا يأكل ولدها،وهي تحرسه وتلسع من يقتحم جحره).127 – ثُمّةَ لا تعجل وكن أبطأ من *** غراب نوح أو كفند الموسِقي128 – مضى لنار طالبا وبعد عا *** م جابِها يسب فرط القلق( أي وإذا ظفرت به فلا تعجل بالانتقام منه،وتأن واصبر لئلا تندم ولات ساعة مندم،فإن التأني من الرحمة،والعجلة من الشيطان. وضرب المثل في البطء بغراب نوح وفند الموسيقي. أما الغراب فهو الذي أرسله سيدنا نوح عليه السلام لينظر هل زالت المياه عن الأرض،ويأتيه بالخبر فلم يرجع،قيل أنه أبصر جيفة فوقع عليها. وأما فند فهو مولى لعائشة بن سعيد بن أبي وقاص رضي الله عنه،كان مغنيا،وأرسلته مولاته ليأتي لها بنار فلقي عيرا خارجة إلى مصر،فخرج معها ثم رجع بعد سنة فأخذ نارا ودخل عليها وهو يعدو،فعثر بمرأى منها،وبدد الجمر،فقال : تعست العجلة. فهذا معنى قوله : مضى لنا ..إلخ. وحذف التنوين من فند الموسقي لالتقاء الساكنين،والموسقي : نسبة إلى الموسيقى بالياء وحذفها،وقصرها ضرورة. وفرط القلق : كثرته.)129 – وخذ بثارك وكن كمن أتى *** بالجيش خلف شجر ذي ورق( الثار : الدم المطالب به،وليس هذا مخالفا لما قبله،فغاية ما سبق الحث على التروي،ومعالجة الأمور بالرفق. وأشار الناظم إلى قصة طسم وجديس وهما من القبائل البائدة،وكان عليهما ملك من طسم ظالم غشوم،فاستذل جديسا،واستباح حرمها فثاروا به وقتلوه،واستأصلوا رجال قبيلته إلا قليلا،فهرب منهم واحد يقال له رباح بن مرة،ولجأ إلى حسان بن تبع أحد ملوك اليمن فاستنصره عليهم،فنصره ومضى بجيشه حتى إذا كان على مسافة ثلاثة أيام من منازلهم،قال أبيت اللعن،إن فهم امرأة ليس على الأرض أبصر منها،تبصر الركب على مسيرة ثلاثة أيام وإني أخاف أن تنذر القوم بك،والرأي أن تأمر رجالك فيقتلعوا أشجار الأرض فيسيروا تحتها،ففعلوا وساروا،ورأت المرأة الأشجار مقبلة فأنذرت قومها وقالت : أخاف أن يكون من ورائها بشر. فضحكوا منها،حتى صبحهم حسان وهو غارّون فأفناهم،وهذه المرأة هي زرقاء اليمامة التي تقدم ذكرها.)130 – وانتهز الفرصة مثل بيهس *** وبالمُدى لحم العداة شرّق(الفرصة : النوبة .. وهي اسم من تفارص القوم البئر. يقال : جاءت فرصتك من السقي : أي نوبتك. وانتهاز الفرصة : اغتنامها والمبادرة إليها. وبيهس هذا كان رجلا مغفلا مستهانا به فأغار على إخوته وكانوا ستة أناس من أشجع،فقتلوهم وتركوه لقلة غنائه،فبقي مدة ولا طمع لأمه في أخذه بثار إخوته،حتى إذا سمع مرة أن ناسا من أشجع في غار يشربون فيه،فانطلق بخال له يقال له أبو حنش حتى أقامه على فم الغار ثم دفعه فيه،فقال ضربا أبا حنش،فقال بعضهم : إن أبا حنش لبطل،فقال : مكره أخاك لا بطل،فصارت مثلا. وضرب بيهس وخاله القوم فقتلاهم ورجعا بأسلابهم. فضربت العرب المثل ببيهس في النجدة والصرامة. وقوله : وبالمدى لحم العداة شرق. المدى : جمع مدية وهي الشفرة. ولحم العداة : مفعول شرق مقدم عليه،وشرق من شرق اللحم: أي قطعه،ومنه سميت أيام التشريق الثلاثة التي بعد النحر،لأن لحوم الأضاحي تشرق فيها.) 131 – وكابن قيس بهم كُن مولما *** وليمة شهيرة كالفلق132 - يوم ملاكه بأم فروة *** عرقب كل ذات أربع لقي( ابن قيس : هو الأشعث بن قيس الكندي،سيد كندة ورئيسها المطاع في الجاهلية والإسلام،كان ممن أسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم،ثم ارتد بعد وفاته فاحتمل إلى أبي بكر،فقال : استبقني لحربك ورد عليّ زوجتي،وكان قد خطب أم فروة بنت أبي بكر في حياته صلى الله عليه وسلم،ثم تأخر العقد،فحقن أبو بكر دمه ورد عليه أهله،فخرج ودخل السوق فاخترط سيفه،ثم لم تلقه ذات أربع إلا عرقبها. ففزع الناس إلى أبي بكر فبعث إليه فقال : من كان له قبلي حق فليغد عليّ،إنا والله لو كنا ببلدنا لأولمنا،فلم تبق دار في المدينة إلا دخلها من ذلك اللحم،وضرب أهل المدينة المثل بوليمته. قوله : بهم كن مولما : الضمير يعود إلى العداة،والوليمة طعام العرس. والفلق : الصبح. والمِلاك : الزواج. وهذا من تمام ما قبله يقول : إذا أمكنتك الفرصة من أعدائك فلا تقصر في التنكيل بهم والانتقام منهم،وأولم على ذلك وليمة مثل وليمة ابن قيس.) أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 18/02/1433هـ
    Mahmood-1380@hotmail.com



  3. #23
    ستراحة الخميس)) ((41))
    إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..
    البداية ستكون مع قصيدة – أو معاناة - للشاعر ضاوي العصيمي :
    قالوا نبي من قصايدك الغرامية *** قلت الهوا والغزل قفلت بيبانه
    أنا من الليلة أفكاري أسمنتية *** حديد .. وبلك. وأسمنت. وخرسانة
    ولا عاد لي هم شاغل غير هاذيه *** قواعد البيت وجسوره وعمدانه
    أحلم بفيلا على ذوقي خيالية *** تكون بين المباني كنها دانة
    أنسابها أيامي اللي شيّبَتْ فيه *** ويصير لي مع هوامير البلد خانة
    أحلام مير الحقايق جات عكسية *** وأصبحت مديون والجيران ديانة
    وقام المقاول يهدْر وتضرس لحيّه *** قلت فلوسي وقام يحد نيبانه
    من عقب ماني بعمه نعنبو حيه *** اليوم ما كني إلا ضمن صبيانه
    أن قلت راع الظروف وزيّن النية *** واصبر ويا صلك حقك حومر أعيانه
    قال إيه هذي سواليف الحرامية *** هات الدراهم ترى الأخلاق تعبانة
    عوّدت أعزّم وأروّح للشريطية *** واخذ"ونيت"والتقسيط باثمانه
    وأعطي المقاول ثمنها شبه جبرية *** والراتب أقساط من راسه لكرعانه
    والورع وأمه يبون أشيا ضرورية *** والتاجر إن شافني جا دون دكانه
    يقول للفقر في نظرتك ماريه *** ودفاتر الدين من شرواك مليانه
    وعوّدت لا جبت لا هذي ولا ذيه *** وعزي لمن راح وانكف ما قضى شانه
    العذر ما يقنع المحتاج موليه *** والمزح ما هو بمرضي ناس زعلانه
    مغير أروّح بهم في كل عصريه *** للبيت ونمتّر الأضلاع وأركانه
    ونحاول نعيش وسط أحلام وردية *** ما بين غرفة فلان وغرفة فلانه
    وإن مرنا من جماعتنا الزراوية *** لا شافني قال : ذا ضاوي ووراعانه
    يبغى الفوايد وحول له بحفريه *** وقام يتهكم وفيّ يجرب لسانه
    طلعت الشمس وأنا كنت بالفيه *** وضحك بي اللي يشح بزاد ضيفانه
    يا زياد ما في قلوب الناس ماويه *** لكن الشكوى للمعبود سبحانه
    *******
    مقتطفات من كتاب(المضنون به على غير أهله) ..
    يا هل يعود لنا وصل فيجمعنا *** قبل الممات وأقضي منكم وَطَرا
    لو يشترى وصلكم ساومت بائعه *** بمهجتي وبذلت السمع و البصرا
    ***
    ألا ليت شعري هل ألاقيك مرة *** وصوتك قبل الموت هل أنا سامع
    فيا دهرنا للشمل هل أنت جامع *** ويا يومنا بالوصل هل أنت راجع
    ***
    أبو فضالة لا رسم ولا طلل *** مثل النعامة لا طير ولا جمل
    ***
    تصدر للتدريس كل مهوس *** بليد يسمى بالفقيه المدرس
    فحق لأهل الفضل أن يتمثلوا *** ببيت قديم شاع في كل مجلس
    لقد هزلت حتى بدا من هزالها *** كُلاها وحتى استامها كل مفلس
    ***
    دبَبَتُ للمجد والساعون قد بلغوا *** جُهد النفوس وألقوا دونه الأزرا
    فكابروا المجدَ حتى مل أكثرهم *** وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
    لا تحسب المجد تمرا أنت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
    ***
    ألا ليت شعري والحوادث جمة *** وما كنت في دهري إلى الناس شاكيا
    أمخرمي ريب المنون بحسرة *** تُبلّغ نفسي من شجاها التراقيا
    إلى الله أشكو أن في الصدر حاجة *** تمر بها الأيام وهي كما هيا
    ***
    أشكو إليكم هموما لا أبينها *** ليسلم الناس من عذري ومن عذلي
    كالشمع يبكي ولا يُدرى أدمعته *** من حرقة النار أم من فرقة العسل
    *******
    وهذه قصيدة للشاعر محمد سعيد دياب :
    وتسأل عيناك عن حبنا *** فكل الخطى قد مشين افتراقا
    أماتت على الجفن نار الهوى *** ومتنا حنينا .. ومتنا اشتياقا
    معاذ الهوى أن يموت الهوى *** وليل الضفاف يموت احتراقا
    فنحن أضأنا الأماسي من *** نهر العيون .. طيوفا رقاقا
    ضممناه بوحا بأهدابنا *** وعشناه حلما يرف انطلاقا
    همسنا رؤى إلى نيلنا *** إلى ضفتيه .. فاصغى .. وتاقا
    ***
    تذكرت ثغرا بلون الضحى *** عليه الحروف تزيد ائتلاقا
    ويرقد شعرك في راحتي *** غديرا من الحلم سال اندفاقا
    ألملم خصلاته .. والشذى *** يهوّم بي نشوة واصطفاقا
    أضيع بعينيك .. يا حلوتي *** هنا الصحو مد الضياء .. وراقا
    أسافر عشقا .. فلا مرفأ *** يلوح .. ولا شاطئ قد يلاقى
    إلى جزر نائيات المنى *** تنام عناقا .. وتصحو عناقا
    يحيرني الوعد .. يا طالما *** تمرد زهوا .. وضاق وثاقا
    ***
    هي الذكريات تحاصرنا *** فهيهات منها نلاقي انعتاقا
    فكيف تقولين متنا هوى *** ومتنا حنينا .. ومتنا اشتياقا
    **********
    على هامش (الاستراحة) .."22" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية) :
    133 – ولا تدع وإن قدرت حيلة *** فهي أجل عسكر مُدَهْدِقِ
    ((المدهدق اسم فاعل من دهدقت الشيء : كسرته،وكذا دهقته : أي لا تدع الأخذ بوجوه الحيل،لا في حال عجزك فقط .. بل حتى في حال قدرتك،لأن في الحيلة بلوغ المراد مع تقريب الشقة وتقليل المشقة،وهذا من قولهم : رب حيلة أنفع من قبيلة.))
    134 – إن كان في سفك دمِ العدا الشفا *** سفك دمِ البريء غير أليق
    ((سفك دم : إسالته. والعدا والعداة والأعداء واحد. والشفا : اسم كان مؤخر ومقصور ضرورة،وجملة سفك دم البريء جواب الشرط. وسفك : مبتدأ،وغير أليق خبره. والمراد لائق. وهذا البيت كالاستدراك على ما قبله: أي إذا أظفرك الدهر بمرادك من أعدائك،فلا يطوح بك الغرور إلى الاعتداد بقدرتك فتعتدي على البرآء وتصير إلى ما كنت تستنكره من غيرك.))
    135 – ولا تحارب ساقط القدر فكم *** من شاهة قد غُلبت ببيدق
    136 – وكم حُبارى أمها صقر فلم *** يظفر بغير حتفه بالذرق
    137 وكم عيون لأسد دميت *** بالعض من بعوضها الملتصق
    138 – و الخُلد قد مزق أقوام سبا *** وهدّ سدا مُحكم التأنق
    ((أي لا تنزل لمحاربة ساقط القدر. لأن غلبته للإنسان من أكبر العار،والانتصار عليه كلا انتصار فأفاد الذم بالخطة من كلا جانبيها. وقد ضرب الناظم لانتصار الوضيع على الرفيع أربعة أمثال : أولها شاه الشطرنج يكسره بيدقه،وهما قطعتان من قطع الشطرنج : أولاهما تنزل منزلة الملك،ولذا سميت بالشاه. والثانية بمنزلة الجندي فهي بآخر مرتبة في نظامه. وثانيها : الحبارى : وهو طائر معروف يضرب به المثل في البله،وهو مؤنث،ولذا قال الناظم : أمها : أي قصدها. والصقر : طائر معروف وهو من الجوارح. والحتف : الهلاك. والذرق : {الغائط} وهو يشير إلى ما ذكره الجاحظ عن الحبارى من أن لها خزانة في دبرها وأمعائها،لها فيها أبدا سلح رقيق فمتى ألحّ عليها الصقر سلحت عليه فينتف ريشه كله،وفي ذلك هلاكه. وثالثها : الأسد تدمي عينه البعوضة. ورابعها : الخلد الذي خرب سد مأرب ففاض السيل على بلاد اليمن فأهلكها،وهو سيل العرم المذكور في القرآن العظيم. والخلّد : ضرب من الفيران يعيش تحت الأرض،ليس له عينان ولا أذنان وإدراكه بالشم.))
    139 – ولا تُنقص أحدا فكلنا *** من رجل وأصلنا من علق
    ((هذا مفرع عما قبله فإنه إذا كان الإنسان لا يأمن من غلبة من هو دونه فلا ينبغي له أن يحتقر أحدا خصوصا والبشر كلهم أبناء رجل واحد،هو سيدنا آدم عليه السلام وأصلهم من علق : أي دم غليظ،وهو المتكون من النطفة. قال تعالى "خلق الإنسان من علق)).
    140 – لا تلزم المرء عيوب أصله *** فالمسك أصله دمٌ في العنق
    141 - والخمر مهما طهرت فبينها *** وبين أصلها بحُكم فرق
    (( أي لا تحمل على المرء عيوب أصله التي لا يد له فيها،فإنه لا ينبغي أن يحمد الإنسان على شرف الأب ولا يذم عليه،كما لا يمدح الطويل على طوله ولا يذم القبيح على قبحه. كما قال حامد المروزي فيما حكاه عنه أبو حيان التوحيدي كالمسك الذي هو أطيب الطيب أصله دم ينعقد في سرة غزال المسك فلو ألزمناه نجاسة أصله لم نتطيب به. وكذلك الخمر النجسة تطهر فتصير خلا حلالا،ولو اعتبرنا نجاستها الأصلية لم نستعمل الخل قط لأنه لا يتخلل حتى يتخمر. وقول الناظم : دم في العنق،غلط،وإنما هو في السرة كما علمت.))
    142 – ولا تؤيس طامعا في رتبة *** لنيلها نظيره لم يرتق
    143 – فالزرْد يوم الغار لم يثبت له *** فضل وكان الفضل للخدرنق
    144 – وقوس حاجب برهنها لدى *** كسرى اطمأن قلبه مما لقي
    ((المراتب : ليست قياس التفاضل عند العقلاء لأنها لا تختص بالأكفاء،بل قد ينالها من لا فضل له أصلا،فلذلك لا يستغرب أن يطمع حقير في رتبة عظيم فأحرى أن يؤيس منها{هكذا ولعل الصواب : أن لا يؤيس منها}،والحقيقة أن ذك راجع إلى ما قدر في الأزل،فكل من كتب له شيء لابد أن يدركه،وبذلك تعرف قدرة الله القاهرة في رفع الوضيع ووضع الرفيع. قال الناظم : فالزرد :{الدرع } أي اعتبر كذلك في الزرد،,الخدرنق،والزرَد : محركا : وسكنه ضرورة،والخدرنق : العنكبوت العظيمة،وهو يشير إلى قصة إيوائه صلى الله عليه وسلم إلى الغار الذي في جبل ثور حين خرج مهاجرا إلى المدينة وخرج كفار مكة في طلبه،فوقاه الله أذاهم وأمر العنكبوت أن تنسج على باب الغار،حتى أنهم لما قربوا منه ورأوا نسجها قالوا : أن عليها لعنكبوتا أقدم من ميلاد محمد. ثم قال الناظم : وقوس حاجب إلخ. وقوس حاجب هذه هي التي سبق ذكرها عند قوله : ومقلة ترمي بقوس حاجب. فأنت ترى أن العنكبوت والقوس على حقارتهما،قد ارتقتا إلى ما لم يرتق إليه ما هو أعلى منهما،وأغلى من الدرع السابغة والأعلاق النفيسة.))

    أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 25/02/1433هـ
    Mahmood-1380@hotmail.com

  4. #24
    ((استراحة الخميس)) ((42))
    إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..
    نبدأ بهذا العتب ...- مع مقتطفات من كتاب (المضنون به على غير أهله) - والأبيات لأبي علي بن مقلة :
    ترى حُرّمت كُتْبُ الأخلاء بعدنا *** أبن لي؟ .. أم القرطاس أصبح غاليا
    فما كان لو سألتنا كيف حالنا *** وقد دهمتنا نكبة هي ما هيا
    صديقك من راعاك عند شديدة *** وكلا تراه في الرخاء مراعيا
    فهبك عدوي لا صديقي فربما *** رأيت الأعادي يرحمون الأعاديا
    ***
    وقال رجل من بني أسد ..
    أرى ضيفك في الدار *** وكرب الموت يغشاه
    على خبزك مكتوب *** سيكفيكهم الله
    ***
    قال المتنبي :
    أسد فرائسه الأسود يقودها *** أسد تصير له الأسود ثعالبا
    فعلق ابن رشيق .. (ما أدري كيف تخلص من هذه الغابة المملوءة أسودا)
    ***
    أنشد رجل :
    فما للنوى جذّ النوى قطع النوى *** كذلك النوى قطّاعة الوصال
    فعلق الأصمعي :
    (لو سلط الله على هذا البيت شاة لأكلت هذا النوى كله).
    ***
    الظلم نار فلا تحقر صغيرته *** لعل جذوة نار أحرقت بلدا
    ***
    ما كل نار تراها العين نار قرى *** قد طالما أٌشعلت للكي نيران
    ***
    قال الحسين بن مطير :
    فيا عجبا للناس يستشرفونني *** كأنهم لم يروا بعدي محبا ولا قبلي
    يقولون لي اصرم يرجع العقل كله *** وصرم حبيب النفس أذهب للعقل
    *********************
    من الشعبي "الطريف"
    لا واحلالاه يا نعالي *** اللي سرقهن قليل الفود
    شعلٍ مقادمهن طوالي *** وكعوبهن من تحتهن سود
    ما مثلهن صار في بالي *** قفى بهن عني المقرود
    *****
    الفقر مثل الليل يخلف هقاويك *** إن جيت تمشي فيه ما شفت ما طاك
    والفقر ما خلّى صديق يصافيك *** انته تبيه ولا يبي غير فرقاك
    بس اطلب الله والي العرش يغنيك *** عن منة اللي عنده القرش يسواك
    ******************* أقوال ***************
    (العفو يشقي أفضل من العقاب .. أحيانا)
    (عندما تعاون إنسانا على صعود الجبل تقترب معه من القمة)
    (كن حريصا وأنت تنصح .. قد يصدقك البعض)
    (دنيا غريبة .. الذين يموتون بالتخمة أضعاف الذين يموتون جوعا)
    (الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي لا يصدقه الناس)
    (تتغير حياتك إذا غيرت تفكيرك .. أو ما بقلبك)
    *********** *********** ************
    على هامش (الاستراحة) .."23" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية) :
    145 – لا تغش دار الظلم واعلم أنها *** أخرب من جوف حمار خَلَق
    (( لا تغش : أي لا تحل. وأخرب : أكثر خرابا من جوف حمار. وهذا مثل تضربه العرب لخلاء الشيء،وذلك أن الحمار إذا صيد لم ينتفع بشيء مما في جوفه بل يرمى به،فهو خراب بهذا المعنى. وخلق : بال،وهو نعت لحمار))
    146 – ولا تبع عِرضك بيعة أبي *** غُبْشَانَ بيع الغَبن والتبلصق
    147 – باع السدانة قصيا آخذا *** عوضها نِحيا من أم زَنبَق
    (( العِرض : موضع المدح والذم من الإنسان،وغبشان بالضم والفتح،وبيعه مصدر نوعي وهو مفعول مطلق،وبيع المصدر الثاني بدل منه. والغبن : الخسارة. والتبلصق : المكر والخديعة. والسدانة : خدمة الكعبة،وهي من أشرف ولايات العرب الدينية. وقصي : أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم. والنحي : الزق"وعاء الخمر". وأم زنبق كجعفر : من كنى الخمر. والمعنى : لا تعرض نفسك للذم حرصا على الأغراض الفانية مثل فعل أبي غبشان الخزاعي في بيعه سدانة الكعبة. وكان في قبيلته من حين غلبت على مكة فساومه عليها قصي بن كلاب،وهو سكران فباعها له بزق خمر،فصارت في قريش وضرب المثل بوكس صفقة أبي غبشان))
    148 – ولا تكن كأشعب فربما *** تلحق يوما وافد المحرق
    (( أشعب : هو الطماع المشهور،وكان من أهل المدينة ولقي جماعة من التابعين. وأما وافد المحرق : فهو رجل من البراجم كان عمرو بن هند غضب على بني دارم فحلف ليحرقن مائة منهم فطلبهم فاستكمل تسعة وتسعين فأوقد عليهم فمر الرجل المذكور فاشتم رائحة القتار فظنها مأدبة،وكان جائعا فمال نحو النار وحمل إلى عمرو فقال له ممن أنت؟ قال : من البراجم. قال : ما جاء بك؟ قال : الطعام. فقال عمرو : إن الشقي وافد البراجم. فصارت مثلا،وقذف به في النار،وسمي ابن هند محرقا بفعله هذا. وبنو دارم من البراجم.))
    149 – ولا تكن كواو عَمْرٍ زائدا *** في القوم أو كمثل نون ملحق
    ((أي أربأ بنفسك أن تكون زائدا في القوم. أي طرفا فيهم كزيادة الواو في عمرو للفرق بينه وبين عمر. والنون في "ضيفن"مثلا لإلحاقه بوزن جعفر. فإن كلا منهما غريب على بنية الكلمة. وهذا نهي عن التطفل بمعناه العام،فيشمل التطفل على الطعام والتحكك بأنساب القوم وإدعاء العلم مع لجهل التام وغير ذلك مما تسوغه الوقاحة للئام.))
    150 – لا ترجون صفوا بغير كدر *** فذا لعمر الله لم يتفق(( الصفو : الخالص من كل شيء. وذا : إشارة. ولعمر الله : قسم. ولم يتفق : لم يتأت. والمعنى : لا تطمع في صفاء العيش الذي لا تمتزجه كدرة،ولا تصحبه غبرة،لأن هذا شيء لم يتهيأ لأحد من الناس.))
    151 – لا تكتم الحق وقله معلنا *** فهو جمال صوتك الصّهْصَلِقِ
    152 - وصح به شبه شبيب وأبي *** عُروة والعباس عند الزعق
    (( كتم الشيء من باب نصر،وكتمانا : ستره. والصهصلق : بياء بعد اللام وبدونها من الأصوات : الشديد. والزعق محركا : الخوف. وشبيب : هو ابن يزيد الشيباني الخارجي كان شجاعا صارما،وخرج على عبد الملك بن مروان،فما زال أمره يعلو حتى بايعه الخوارج،ومن شدة صوته أنه كان إذا صاح في جنبات الجيش انهزم. وفيه البيت المشهور الذي نجا صاحبه من موت محقق بتصرفه في الإعراب،وهو :
    فمنا سويد والبطين وقعنب *** ومنا أميرُ المؤمنين شبيب
    وهو لأبي المنهال منهم،ولما حُمل إلى عبد الملك قال له :
    أرأيت قولك : ومنا أميرُ المؤمنين شبيب؟ فقال : لم أقل ذلك وإنما قلت : أميرَ : أي بالنصب على النداء فصرف الكلام من الخبر إلى الإنشاء،وأزال الإعراب من الرفع إلى النصب فعفا عنه لذلك. وأما أبو عروة فهو رجل من العرب يضرب به المثل في جهارة الصوت،ويقال له عروة السباع،لأنه كان يصيح على الأسد وقد احتمل الشاة فيخليها. وأما العباس فهو ابن عبد المطلب،عم النبي صلى الله عليه وسلم،ورضي عن العباس عمه،وكان صيتا،لذلك أمره النبي صلى الله عليه وسلم لما انهزم الناس يوم حنين بالنداء فجعل ينادي يا أصحاب السمرة،يعني شجرة الرضوان،يا أصحاب سورة البقرة فسمع الناس نداءه وأقبلوا كأنهم الإبل إذا حنت على أولادها.))

    أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 03/03/1433هـ
    Mahmood-1380@hotmail.com

  5. #25
    ((استراحة الخميس)) ((43))
    إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..نبدأ مع هذه القصيدة اليابانية .. حين فقدت السيدة كاجانو شيو زوجها لم تكتب سوى هذه السطور :إن كل ما يبدو من أشياءليس سوى حلم يطوف بحالمإني أنام .. وإني لأستيقظ ..فما أفسح السرير بغير زوج في جواري *********ويقول شاعر لا أعرفه ..توهم الناس شيئا وصممت *** عليه نفوس لهم وقلوبتعالي نحقق ظنهم لنريحهم *** من الإثم فينا مرة ونتوب**************************ومن الكناشة، من غير الشعر ما ترجمه الأستاذ جهاد الخازن،ونشره في جريدة اليوم .. (المراهق مثل قطار بدون سائق : هناك محطات إلا أنه لا يعرف كيف يتوقف عندها.والشاب في العشرين مثل الترمواي : يتوقف عند كل محطة.والرجل في الثلاثين،مثل القطار السريع : لا يتوقف إلا في المحطات الرئيسية.والرجل في الأربعين،مثل القطار الإكسبرس : يتوقف في المدن الكبرى فقط.والرجل في الخمسين،مثل القطار الذي يعمل بالفحم الحجري : فهو يتوقف للوقود والماء.وهو في الستين،مثل قطار الشرق السريع : يتوقف في المحطات،ولكن لمجرد الفرجة.وهو في السبعين،مثل قطارات المتاحف : فهو لا يخرج من عنبره.والمرأة بالمقابل مثل العالم .. المراهقة مثل جزيرة في المحيط الهادي .. جميلة،ولا تعرف أنها جميلةوهي في العشرين مثل أفريقيا : مكتشفة جزئيا.وهي في الثلاثين،مثل الهند : دافئة وغامضة.وهي في الأربعين،مثل أمريكا : متطورة تكنلوجيا وماديا.وهي في الخمسين،مثل أوربا : قديمة ومتهدمة.وهي الستين،مثل الأمازون : الذي استكشف حوضه مرة ولكن لا يذهب إليه إلا المنجمون عن الذهب.وهي في السبعين،مثل سيبيريا : الكل يعرف أين هي ولكن لا أحد يريد أن يذهب إليها.)**** ********* ****وهذه معارضة – تحاول أن تكون فكاهية - لمقصورة ابن دريد .. وهي للشاعر (ذو الرّقاعيتن) :من لم يرد أن تنتقب نعاله *** يحملها في كفه إذا مشىومن أراد أن يصون رجله *** فَلِبْسها خير له من الحفامن دخلت في عينه مسلة *** فسله من ساعته عن العمىمن أكل الفحم تسود فمه *** وراح صحن خده مثل الدجىمن صفع الناس ولم يدعهم *** أن يصفعوه فعليهم اعتدىمن ناطح الكبش تفجر رأسه *** وسال عن مفرقه شبه الدمامن طبخ الديك ولا يذبحه *** طار من القدر إلى حيث يشامن فاته العلم وأخطأ الغنى *** فذاك والكلب على حد سوا******يقول الشريف الرضي :,قف موقف الشك لا يأس ولا طمع *** وغالط العيش لا صبر ولا جزعوخادع القلب لا يودي الحنين به *** إن كان قلبٌ عن الماضين ينخدعوكاذب النفس يمتد الرجاء بها *** إن الرجاء بصدق النفس ينقطع********ونختم بعمر أبو ريشة :أسأل النفس خاشعا أترى *** طهرت من لوثة الأدرانكم صلاة صليت لم يتجاوز *** قدس آياتها حدود لسانيكم صيام عانيت جوعي فيه *** ونسيت الجياع من إخوانيكم رجمت الشيطان والقلب مني *** مرهق في حبائل الشيطانرب عفوا إن عشت ديني ألفا *** ظا عجافا ولم أعشه معاني********** ********* ******* على هامش (الاستراحة) .."24" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية) :153 - لا تأمن الدهر فإن خطبه *** أرشق نبلا من رماة الحدق(( المراد بالدهر : حدثانه وصروفه. والخطب : الشأن والأمر،,غلب استعماله في المكروه والشدة. وأرشق : أفعل تفضيل من رشقه بالنبل من باب نصر إذا رماه به. والنبل : السهام العربية،وهي مؤنثة لا واحد لها من لفظها وقد جمعوها على نبال وأنبال. ورماة الحدق : هم قوم من العرب اشتهروا بجودة الرمي يضرب بهم المثل،وقد اختلف في تعيينهم))154 – لا تنس من دنياك حظا وإلى *** كالطالقاني والخصيب انطلق(( هذا كقوله تعالى "ولا تنس نصيبك من الدنيا"ولما كان الغنى عند الشعراء قديما لا ينال إلا من طريق مدح الكبراء والتعرض لجوائزهم قال : وإلى كالطالقاني إلخ. والطالقاني : هو الصاحب بن عباد وزير بني بويه وكان من دهاقين السياسة وأساطين الأدب واجتمع له من أسباب الفضل ما لم يجتمع لغيره وقصده الأدباء ومدحه الشعراء،وكان جوادا مفضالا. وأما الخصيب فهو ممدوح أبي نواس وعامل الرشيد في مصر وكان من الأجواد المعدودين. ومقصود الناظم عدم بذل الوجه إلا لمن كان كامل الصفات ظاهر المروءات ولذا عقب على ذلك بقوله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي)155 – واعضل كهمام بنات فكرة *** ضنا بها عن غير فحل معرق156 – كي لا تقول بلسان حالها *** مقال هند ألق من لم يلق157 – وسل مهور كندة إن تهدها *** لذي ندى كالبحر في تدفق(( العضل : المنع مطلقا،أو منع الأيم من التزويج. قال تعلى :"ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن"واستعاره هنا لمنع بنات الفكرة من غير الكفء،وبنات الفكرة ما يصدر عنها من قصائد المديح ومقامات الثناء. ضنا : أي بخلا. والفحل : الذكر من كل حيوان. والمعرق : كالعريق الذي له أصل في الكرم أو اللؤم والمراد هنا الأول. وألق من يلق : أي ارم من لم يصلح. والمهور : جمع مهر،وهو الصداق. والندى : العطاء. والتدفق : التصبب. وهمام الذي مثل الناظم به : هو همام بن مرة بن ذهل الشيباني أخو جساس المقدم الذكر،وكان له ثلاث بنات فأبى أن يزوجهن حتى عنسهن فسمعهن مرة يتمنين،فما عدى تمنيهن الزواج،وصفات الأزواج الذين يريدون،فسمع صغراهن تقول : زوج من عود خير من قعود،فقال : أخزاهن الله،ثم زوجهن. وهند التي في كلامه : هي بنت النعمان بن بشير الأنصاري وأراد ما قالته في الحجاج وكان تزوجها :وما هند إلا مهرة عربية *** سليلة أفراس تحللها نَغْلوكندة : قبيلة من اليمن وكانت لا تزوج بناتها بأقل من مائة من الإبل،وربما مهرت الواحدة منهن ألفا،فضرب المثل بغلاء مهورهن.)) ما أورده الشارح هنا من قصة بنات همام،مخالف لما في الذاكرة .. حيث قمن بما يشبه (المظاهرة) الفردية .. إن صح التعبير .. حيث زرنه،ليلة بعد ليلة،وفي كل ليلة تقول له إحداهن بيتا يبدأ بـ أهمام بن مرة إن شوقي إلى .. وقد كَنّتْ الكبرى،والوسطى،عن غايتهما،فكان يتظاهر بعدم الفهم .. فـ(صرحت) الصغرى،بما لا يصلح ذكره .. فقال : أخزاكن الله .. وزوجهن. 158 – لا تَهْجُ من لم يعط واهج من أتى *** إلى السراب بالدلاء يستقي((الهجو : ضد المدح. والدلاء : جمع دلو : وهو آلة السقي : أي أنك إذا قصدت ببنات أفكارك غير أهل لها فمنعك ما تريده منه فلا تهجه على فعله هذا،بل اهج نفسك لأنها أحق بذلك منه حيث عرفت بخله ورجوت نيله،وكنى بالسراب عن الرجل البخيل.)) 159 – وَعُدْ لما عُوّدتَ من بذل اللها *** فالعود أحمد لكل مملق(( البذل : العطاء. واللها : جمع لهوة بضم اللام فيهما،العطية،دراهم كانت أو غيرها. وبالفتح : جمع لهاة وهي اللحمة التي في سقف الحلق. ويقال في المثل : اللها تفتح اللها. والعود أحمد : أي أكثر حمدا. لكل مملق : لكل فقير.))160 – ولا تعد لحرب مَنْ مَنّ ولو *** مَنّ فما غل يدا كمطلق161 – والعود يختار على من كان كالــ *** المختار أو من كان ذا تزندق((من الأولى بمعنى أنعم،والثانية بمعنى عدد عليه ما فعل به من الخير،وهو المن المحبط للصنعة. قال تعالى : "و لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى". وغل : بمعنى قيد : أي لم يقيد اليد حقيقة مثل من أطلقها،فالكاف اسم بمعنى مثل هو الفاعل. والبيت يشير إلى قضية عمران بن حطان السدوسي من رؤوس الخوارج مع الحجاج. وكان حُمل إليه فلما رآه قال : يا غلام اضرب عنق ابن الفاعلة. فقال عمران : بئس ما أدبك به أهلك يا حجاج،كيف أمنت أن أجيبك بمثل ما جابهتني به أو أفحش،أبعد الموت منزلة أصانعك عليها،فأطرق الحجاج استحياء مما فرط منه،وقال : خلوا عنه،ثم قال : أفيك موضع للصنيعة؟ قال : أجل. فأمر له بفرس وسرج وسيف،وخلى سبيله. فلما عاد أصحابه من الخوارج،وقالوا له : والله يا أبا سماك ما أطلقك إلا الله،فعد بنا إلى حرب الفاسق،فقال : هيهات،غل يد مطلقها،واسترق رقبة معتقها،فهذا معنى قوله : ولا تعد إلخ. وقوله والعود،أي للحرب يختار على من كان كالمختار،وهو ابن أبي عبيد الثقفي،أو من كان ذا تزندقي،أي ملحدا في الدين وهو عام. وكان المختار قد خرج في أيام عبد الله بن الزبير،فتغلب على العراق واختلف أمره بين الخروج والطلب بدم آل البيت،ولكنه والحق يقال تتبع قتلة الحسين حتى أفناهم،وكان البارقي الشاعر فيمن قاتل المختار من أهل الكوفة،فحُمل إليه فعفا عنه ثم خرج عليه مع ابن الأشعث فحمل إليه فقال له : ألم أعف عنك وأمن عليك،أما والله لأقتلنك،قال لا تفعل إن شاء الله لأن أبي حدثني أنك تفتح دمشق وأنا معك،فخلاه فرجع إلى ابن الأشعث ثم أسره رجل من أصحاب المختار،فحمله إليه فقال : أسرك هذا؟ فقال : كذب والله ما أسرني إلا رجل عليه ثياب بيض على فرس أبلق؟ فقال : ألا إن الرجل قد عاين الملائكة فدعوه. فإلى هذا يشير الناظم بقوله : والعود يختار إلخ. وفي قوله : من ولو منّ،جناس تام. وفي قوله : يختار،والمختار جناس الاشتقاق)) أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 10/03/1433هـ
    Mahmood-1380@hotmail.com

  6. #26
    ((استراحة الخميس)) ((35))
    إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..
    نبدأ هذه الاستراحة مع محمود درويش :
    هل يذكر المساء
    مهاجرا أتى هنا ولم يعد إلى الوطن
    هل يذكر المساء
    مهاجرا مات بلا كفن
    يا غابة الصفصاف هل ستذكرين
    أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
    كأي شيء ميت إنسان
    هل تذكرين أنني إنسان
    وتحفظين جثتي من سطوة الغربان
    أماه يا أماه
    لمن كتبت هذه الأوراق
    أي بريد ذاهب يحملها
    سدت طريق البر والبحار والآفاق
    وأنت يا أماه
    ووالدي والأهل والرفاق
    لعلكم أحياء
    لعلكم أموات
    لعلكم مثلي بلا عنوان
    ما قيمة الإنسان
    بلا وطن
    بلا علم
    ودونما عنوان
    ما قيمة الإنسان.
    *********
    وهذه أبيات للشاعر محمد ولد أحمد يوره :
    أتمسك دمع العين وهو ذرف *** وتأمن مكر البين وهو مخوف
    تكمل منا البعض والبعض صامت *** غداة افترقنا والوداع حتوف
    فآلت بنا الأحوال آخر وقفة *** إلى كلمات ما لهن حروف
    لإن توقف الدمع الذي كان *** جاريا لثم أمور ما لهن وقوف
    ***************************************
    من "حلمنتيشات"حسين شفيق المصري :
    "ألا مال سيدتي مالها ** أدلا فأحمل إدلالها" {البيت لأبي العتاهية}
    أظن الولية زعلانة *** وما كنت أقصد إزعالها
    أتى رمضان فقالت هاتولي *** زكيبة نقل فجبنالها
    ومن قمر الدين جبت ثلاث *** لفائف تتعب شيالها
    وجبت صفيحة سمن وجبت *** حوائج ما غيرها طالها
    فقل لي على أيه بنت الذين *** بتشتكي إلى أهلها حالها
    ولا والنبي لا أخاف أباها *** ولا عمها لا ولا خالها
    ولو كانوا ناسا من اللي في بالي *** لما سمعوا قط أقوالها
    دي جارتها زعلت زوجها *** فجاب العصاية وادى لها
    وقد عجبت بعدما سابها *** وشافت من الدنيا أهوالها
    فإن عملت مثلها زوجتي *** فإخص عليها وعقبى لها
    ******* من أقوالهم ********
    (يُقال لنا أن كل شيء يسير إلى الأفضل،لكن ذلك لا يُقال إلا عندما تحدث الأشياء السيئة) : "فيل موسى"
    (تستطيع الكذبة أن تطوف حول العالم قبل أن تستطيع كلمة الصدق ارتداء حذائها) : "مارك توين".
    (في بعض الأوقات لا نستطيع أن نقدم هدية أغلى من كتف يبكي عليه صديق) : "آن اندرسون".
    (لا شيء يجعل الطعام ضروريا مثل طفل صغير يرفضه) : "روث براون".
    (أفضل سنوات المرأة هي العقد الذي يقع بين التاسعة والعشرين والثلاثين) : " روبرت بريستون".
    (لا تخرج لمقابلة المشاكل لأن انتظارها يعطي الفرصة لغيرك كي يعترض طريقها) : "كالفن كولديج".
    (علينا أن نؤمن بالحظ حتى نستطيع تفسير النجاح الذي يحققه من لا نحبهم) : "جان كوكتو".
    (قد تكون المرأة أكثر أناقة من الرجل،لكنني لم أشاهد قط قميص رجل تكون أزاريره من الخلف) : "روث براون".
    (لا يستطيع أحد أن يشعرك بالنقص،إذا لم تكن لديك قابلية لذلك) : "إليانور روزفلت".
    (الحب مثل ألم الظهر،لا يظهر في الأشعة،لكنك تعرف أنه موجود) : "جورج بيرنز".
    (اشعر بوحدة هائلة .. فقد مات كل أعدائي) : "مجهول".
    ************
    قصيدة "غسق" لــ عبد الله الحارثي :
    احطبي هذا المسا المتنامي *** بين أنامل غربتي وعيوني
    واشعلي هذا الهشيم الظامي *** في زوايا وحشتي وسكوني
    من تهجيت العمر وأيامي *** ما تسافر للظلام بدوني
    والطريد المتعب من أحلامي *** مغترب عن سيرتي وجنوني
    المنافي رملها لنظامي *** والخوافي ريمها لغصوني
    والمنايا طيشها مترامي *** بين صحوة دمعتي وطعوني
    آه ... يا هذا الظلام الدامي *** كيف أردك عن رفيف جفوني
    وكيف أبخرج من سوادك سامي *** وانسج الما في هجير ظنوني
    وآآآه .. يا كثر وقل أيامي *** وآآآه ... يا قربك لضي عيوني
    *** *********** ***
    على هامش (الاستراحة) .."16" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية) .. بعد أن قال : أشن كل غارة شعوا على .. إلخ ..
    82 – وفي خميس من خيار يعرب *** ذوي رماح وخيول سُبُق
    83 – مَنْ أُسْرَتَي بني مُلوك فهم *** أطوع لي من ساعدي ومرفقي
    ((الخميس : الجيش العظيم. والجار والمجرور متعلق بأشن،وقوله : وفي خميس معطوف على مقنب،والخميس الجيش سمي بذلك لاشتماله على خمسة أقسام : مقدمة،وساقة،وميمنة،وميسرة،وقلب. ويعرب : هو ابن قحطان أبو العرب اليمانية،وسُبُق : جمع سبوق،وقوله : من أسرتي : بيان لخيار والأسرة وأهل الرجل ذووه،وبني ملوك عطف بيان على أسرتي،وهو لقب أسرته. وقوله : فهم أطوع لي من ساعدي ومرفقي : أي أكثر طواعية لي من هذين. وفيه إشارة إلى أنه عزيز في قومه نافذ الأمر فيهم،وما أحسن موقع الساعد والمرفق في هذا المحل لاشتقاقهما من المساعدة والاتفاق.
    ومن هنا انتقل الناظم من غرض الحماسة إلى غرض الفخر كما ترى.))
    84 – سَلِ ابن خلدون علينا فلنا *** بيمن مآثر لم تمحق
    (( ابن خلدون : هو ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي المؤرخ والناقد الاجتماعي المشهور. وعلينا بمعنى عنا. واليمن قطر معروف. ومآثر جمع مأثرة بفتح الثاء وضمها وهي المكرمة لأنها تؤثر : أي يذكرها قرن بعد قرن. ))
    85 – وسَل سليمان الكلاعي كم لنا *** من خبر بخيبر وخندق
    86 – ويوم بدر و حنين وتبو *** ك والسويق وبني المصطلق
    (( الكلاعي : هو الحافظ أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي البلنسي المتوفى سنة 634 وله كتاب "الاكتفا في سيرة المصطفى"صلى الله عليه وسلم وهو الذي عناه الناظم لتضمنه الكلام على الغزوات المذكورة،والمقصود الفخر بمشاهد الأنصار هذه وغيرها مع النبي صلى الله عليه وسلم لأن أصل نسب الأنصار في عرب اليمن فهو منهم،وكم هنا استفهامية،وخبرها الجار والمجرور،وبين خبر وخيبر الجناس المذيل وخيبر وما بعدها أسماء مغاز له صلى الله عليه وسلم))
    87 – بهم فخرت ثم زاد مفخري *** بأدبي الغض وحُسن منطقي
    (( أي بهؤلاء فخرت لا بسواهم،فتقديم المعمول يؤذن بالحصر وفخر من باب نفع،والمفخر المصدر الميمي،والأدب : المراد به هنا : علوم العربية من نحو وبيان وعروض،وأيام العرب وأخبارها وما إلى ذلك. والغض : الطري،يريد أنه ممن يفاخر بموجوده وجدوده،وقديمه و جديده،لا كالذي يعول على الأحساب ويتجرد من محاسن الأدب.))
    88 – وزان علمي أدبي فلن ترى *** من شعره كشعري المنمق
    89 – فإن مدحت فمديحي يُشتفى *** به كمِثْلِ العسل المُروق
    90 – وإن هجوت فهجائي كالشجى *** يقف في الحلق ومَثْلَ الشّرق
    (( زان الشيء يزينه،من باب باع : حسنه وزخرفه،والعلم كذلك يزينه الأدب حتى أنهم يقولون : اجعل علمك ملحا وأدبك دقيقا،وقوله : فلن ترى من شعره كشعري المنمق : ذلك نتيجة لاجتماع العلم والأدب اللذين ادعاهما لنفسه،ولن : ليست لتأبيد النفي ولا لتأكيده،والمنمق : المزين. والمروق : المصفى من روقت الشراب والراووق : آلة التصفية. ونسبة الشفاء إلى العسل حقيقة لا مرية فيها،ولكن نسبته إلى المديح مجاز. وقوله : وإن هجوت،الهجاء ضد المدح،وبابه عدا،والشجا : ما ينشب في الحلق من عظم وغيره . والشرق : الغصة.))

    أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 06/01/1433هـ
    Mahmood-1380@hotmail.com
    ((استراحة الخميس)) ((45))
    ليس شعرا .. فقط أسطورة يابانية ... ثم ...
    ( كان عمله أن يحطم الصخور .. عمل شاق، وإرهاق متواصل، وأجر ضئيل. وتنهد هامسا :
    " لو كنت غنيا ... لاسترحت في محفة يحملها رجلان .. ستائرها من حرير أحمر ".
    ومن السماء هبط ملاك يقول : " ليكن يا رجل ما تريد ". وإذا به غني يسترخي على محفة ناعمة، ستائرها من حرير أحمر، ومر الملك في موكب عظيم .. أمامه الفرسان، ومن خلفه .. وفوق رأسه مظلة موشاة بالذهب .. وتمنى الغني – وهو نائم – لو أن فوق رأسه مظلة كهذه .. وتنهد هامسا :
    " لو كنت ملكا ". ومن السماء هبط ملاك وقال: " ليكن يا رجل ما تريد ". وإذا بهي ملك .. أمامه الفرسان، ومن خلفه، وفوق رأسه مظلة موشاة بالذهب.
    والشمس كانت خارقة، متعالية، بعيدة، لكنها .. تحرق الأعشاب. وامتلأ قلب الملك حسدا، وتمنى لو أن له قوة الشمس، وتنهد هامسا : " لو كنت شمسا " ومن السماء هبط ملاك يقول :
    " ليكن يا ملك ما تريد" وإذا به شمس تلهب الأرض بأشعتها، وتحرق الأعشاب، ووجوه الملوك.
    تجمعت أمام الشمس سحابة خنقت منها الحرارة والضوء .. فتملك الشمس حقد مرير، وقالت لنفسها :
    " هذه السحابة أقوى مني" ثم تنهدت هامسة : " لو كنت سحابة " .
    ومن السماء هبط ملاك يقول :
    " ليكن يا شمس ما تريدين " . فإذا بها سحابة تتجمع أمام الشمس .. فتخنق فيها الحرارة والضوء ..
    وتحولت السحابة إلى قطرات .. وفاضت الأنهار، وعلا فيها الماء، واندفع مكتسحا كل شيء: الأرض والزرع، والأشجار.. إلا صخرة ظلت صامدة في وجه التيار..
    وامتلأ قلب الأمواج حقدا، وصاحت : " هذه الصخرة عنيدة جعلت من قوتي ضعفا .. آه لو كنت صخرة".
    ومن السماء هبط ملاك يقول :
    " ليكن يا أمواج ما تريدين ". وإذا بها صخرة، لا تخشى لهيب الشمس، ولا تدفق الأمواج.
    وأتى رجل على كتفه فأس، فحطم بفأسه الصخرة، وفتت صلابتها، وأحست الصخرة تحت ضرباته القوية بضآلتها وضعفها.
    فتنهدت هامسة : " آه .. لو كنت رجلا "
    ومن السماء هبط ملاك يقول :
    " ليكن يا صخرة ما تريدين " .
    وإذا بها رجل .. ! رجل عمله أن يحطم الصخور .. عمل شاق .. إرهاق متواصل .. وأجر ضئيل!

    ثم :
    على هامش (الاستراحة) .."25" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية) :
    173 – وافخر كفخر خالد بالعير والنّــــــــــــــــــــــفير لا بحلة من سَرَق
    ((العير بالكسر : الإبل التي تحمل الميرة أو غيرها. والنفير : النافرون إلى الحرب أو غيرها،من نفر القوم إلى الشيء نفورا أو نفيرا،ونفرا : أسرعوا إليه. فهي تسمية المصدر. وفي المثل : لا في العير ولا في النفير،يقولونه للرجل الذي يصغر قدره عن كل شيء. وأصله أن أبا سفيان كان قد أقبل بعيره من الشام وخاف تعرض المسلمين لها فأرسل إلى قريش يستنفرهم فأقبلت إليه مع عتبة بن ربيعة،فبعث إليهم أنه قد أحرز العير وأمرهم بالرجوع لأنه قد ساحل بها وترك المدينة يسارا،فأبت قريش الرجوع ورجع بنو زهرة منهم فلما رآهم أبو سفيان قالها.والحلة : ثوبان يحل أحدهما على الآخر. والسرق : الحرير. وخالد المذكور هو ابن يزيد بن معاوية،فاضل بني أمية وعالمهم،وأول من اشتغل بعلوم الحكمة في الإسلام،وترجمت له كتب الفلسفة،وكان عبد الملك كثيرا ما يغض منه لئلا تتشوف إليه الناس. ففاخر الوليد بن عبد الملك مرة،وهو بحضرة أبيه،فقال اسكت يا خالد فو الله ما تعد في العير ولا في النفير. فقال خالد : ويحك فمن للعير والنفير غيري : جدي أبو سفيان صاحب العير،وجدي عتبة بن ربيعة صاحب النفير. ولكن لو قلت غنيمات وحبيلات والطائف،لقلنا صدقت. يشير إلى نفي النبي صلى الله عليه وسلم للحكم بن العاص،وهو جد عبد الملك إلى الطائف فأقام هناك يرعى غنما ويأوي إلى حبلة وهي الكرمة : أعني شجر العنب،حتى رده عثمان أيام خلافته إلى المدينة.))174 – وتخذ الصب دلاصا سابغا *** وبمجن عمرٍ لا تتقي((الدلاص : الدرع الملساء اللينة البراقة،وهي مما ينعت به الواحد والجمع. والسابغ : الواسع الضافي،من سبغ الثوب سبوغا إذا طال إلى الأرض. والمجن : الترس الذي يجن صاحبه،أي يقيه. وعمر : هو ابن أبي ربيعة الشاعر الغزل المعروف،ومجنه هو الذي أشار إليه بقوله :
    فكان مجني دون ما كنت أتقي *** ثلاث شخوص كاعبان ومعصر.)) ثم روى قصة البيت،وهي معروفة لمن يعرفها!!!!!!!!
    175 – وإن حمتَ راية القوم فكن *** كجعفرٍ أو دع ولا تستبق
    176 – قد قُطعت يداه يوم مؤتة *** ولم يدعها لكمي سوحق
    177 – لكنه احتضنها حبا لها *** فيا له من سيد موفق
    ((الراية : العلم الكبير. والكمي : الشجاع المتكمي في سلاحه،أي المتغطي المتستر بالدرع والبيضة،والجمع : الكماة. والسوحق : الطويل. وجعفر المذكور : هو ابن أبي طالب أخو علي رضي الله عنهما. وكان من خبر قطع يديه أنه لما جهز النبي صلى الله عليه وأله وسلم عسكر مؤتة أمّر عليه زيد بن حارثة وقال : أميركم زيد،فإن قتل فأميركم جعفر بن أبي طالب،فإن قتل فأميركم عبد الله بن رواحة الأنصاري،فإن قتل فسيفتح الله على يد رجل من المسلمين،وأشار إلى خالد بن الوليد فلما التقوا مع الروم وقتل زيد بن حارثة أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قطعت يده اليمنى فأخذها بشماله فقاتل حتى قطعت شماله. ثم احتضن الراية. وكان مقتله سنة ثمان من لهجرة،و أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعطي في الجنة جناحان يطير بهما حيث يشاء عوضا عن يديه المقطوعتين في يوم مؤتة،فلذلك سمي بذي الجناحين.))
    178 – وكن إذا استنجدت مثل من غزا *** أرض العدا بكل طرف أبلق
    ((استنجده فأنجده : أي استعان به فأعانه. والطرف : الكريم من الخيل،وقال أبو زيد : هو نعت للذكور خاصة. الأبلق : الذي فيه سواد وبياض،والأنثى بلقاء،والجمع بلق. والذي غزا أرض العدا بكل طرف أبلق : هو الخليفة المعتصم بالله بن هارون الرشيد،ثامن خلفاء بني العباس،وكان بلغه أن توفيل ملك الروم خرج وأغار على بلاد الإسلام،وأن امرأة هاشمية وقعت في يد أحد بطارقته فلطمها فنادت وامعتصماه،فقال ما يجيء إليك المعتصم إلا على الأبلق،فيقال أنه كانت في يده كأس يريد شربها فختمها،وأقسم ألا يشربها حتى يفك أسرها،ونادى في عسكره أن يجتهدوا في ركوب الخيل البلق فتوجه إلى عمورية في زهاء سبعين ألف أبلق،وكانت عمورية عند الروم أشرف من القسطنطينية،ولم يتعرض لها أحد منذ كان الإسلام،فلم يزل حتى فتحها وطلب تلك المرأة فقال لها : لبيك))
    179 – وسُم عدُو الدين بالخسف وكن *** مثل أبي يوسف ذي التّخبق
    180 – ردّ كتاب من دعاه للوغى *** منهمْ ممزقا لفرط الحنق
    181 – وقال إني لا أجيب بسوى *** جيش عرمرم وخيل دُلق
    182 – وضرب الفسطاط في الحين وقد *** أحاط جيشه بهم كالشوذق
    183 – وكان ما قد أبصروا من بأسه *** أبلغ من جوابه المشبرق((سامه خسفا : أي ولاه إياه وأراده عليه،يتعدى إلى المفعول الثاني بنفسه قال عز من قال :"يسومنكم سوء العذاب"والناظم ضمنه معنى عامل،فعداه بحرف الجر. والخسف : الذل. والتخبق : الرفعة والعلو. والوغى : الحرب. والحنق : الغيظ. وقد حنق عليه من باب طرب. والجيش العرمرم : الكثير. والخيل الدلق : المتتابعة، واحدها دالق ودلوق. وضرب الفسطاط : أي نصبه،وهو في الأصل بيت من شعر،,المراد به هنا الخباء الملكي. والشوذق : السوار. والبأس : العذاب،وهو أيضا شدة في الحرب،تقول : منه بؤس الرجل،فهو بئيس كفعيل : أي شجاع. وقوله عز وجل : "بعذاب بئيس"أي شديد،وبئس الرجل بؤسا وبئيسا اشتدت حاجته فهو بائس. والناس تخلط بينهما. والمشبرق : الممزق. وأبو يوسف المذكور : هو يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن،ثالث ملوك الدولة الموحدية،وأعظمهم قدرا،وأجلهم ذكرا،وقد كان أتاه كتاب من عند ملك إسبانيا يهدده بالحرب ويتوعده وكانت بينهما هدنة كان ملك إسبانيا نفسه هو الساعي فيها،فغضب أبو يوسف من تلاعبه وسلكوه المهين،ومزق كتابه قطعا ثم وقع على ظهر قطعة منه،الجواب ما ترى لا ما تسمع،وأنشد متمثلا ببيت المتنبي :
    فلا كتب إلا المشرفية والقنا *** ولا رسل إلا الخميس العرمرم
    فلما بلغ ذلك ملك الأسبان وحاشيته داخلتهم الرهبة وعلموا أنهم ابتلوا بملك يفعل ولا يقول،ثم جهز أبو يوسف الجيوش وعبر إلى الأندلس وأوقع بالأسبان وقعة عظيمة تعرف في التاريخ بوقعة الأراك.))


    أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 06/05/1433هـ
    Mahmood-1380@hotmail.com

  7. #27
    ((استراحة الخميس)) ((46))
    إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..
    نبدأ مع (البارودي) .. وهذه المناجاة :
    هو النبي الذي لو لا هدايته *** لكان أعلم من في الأرض كالهمج
    يا رب المصطفى هب لي وإن عظمت *** جرائمي رحمة تغني عن الحجج
    ولا تكلني إلا نفسي فإن يدي *** مغلولة وصباحي غير منبلج
    ما لي سواك وأنت المستعان إذا *** ضاق الزحام غداة الموقف الحرج
    **************
    بعد أبيات البارودي – في الكناشة – توجد صفحة .. بل نصف صفحة فقط!! ثم : مطالع بعض الأغاني القديمة :
    * يعسكري فك الإشارة *** ليش .. ليش تديني الخطر
    *أسرع من البونج يا لابس الطرحة
    *في طائرة الميج .. با زورك حبيبي .. في ظلام الليل من بعد العشية
    *سألته البيت فله قال لي عادي *** ماريت البيت فوق روشن عالي
    *يا شفر تنده ... أحمر خمسة وخمسين
    ************ وفي نفس الصفحة *************
    (أقصر وصية كتبها الألماني كارل تاوتش في 19 يناير 1967م،وتضمنت كلمتين "الكل لزوجتي". أما أطول وصية فقد كتبتها الأمريكية فريدريكا كوك في مطلع هذا القرن (العشرين) وجُمعت في أربعة مجلدات،وكانت تحتوي على 95940 كلمة.).
    ***********
    ولشاعر لا أعرفه :
    لله قوم يبيحون القرى كرما *** وينهرون ضيوف الأعين النجل
    خافوا العيون على ما في براقعهم *** فصانوا الحسن بالبخل
    ******************************************
    على هامش (الاستراحة) .."26" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية) :
    184 – يا صاحِ واشغل فسحة العمر بما *** يعني وزر غبا رسوم العَيْهَق
    (( يا صاح : مرخم،أصله يا صاحبي. وفسحة العمر : سعته. بما يعني : أي يُهم. ومنه الحديث "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" : أي ما لا يهمه. وقوله .. زر غبا : أي لماما والغب : في شرب الإبل يوما وتدع يوما. وفي الحديث"زر غبا تزدد حبا". رسوم : جمع رسم : وهو الأثر. والعيهق : اللهو. يقول : أعمر فراغك بما يهمك من أمر معاشك ومعادك،ودع التردد لأماكن اللهو ومواطن البطالة))
    185 – وابك على ذنب وقلب قد قسا *** كالصخر من هواه لم يستفق
    186 – بمقلة كمقلة الخنساء إذْ *** بكت على صخر بلا ترفق
    187 – أو بكا فارعة على الوليد *** وبكاء خَنْدِف وخَرْنِق
    188 – أو كن متمما بكا متمم *** على الذنوب وارجُ عفو معتق
    ((قسا القلب قساوة : صلب وهو مجاز عن عدم تأثره بالمواعظ. وقوله : كالصخر : متعلق بقسا. من هواه : أي من غيه،متعلق بيستفق،ومعنى لم يستفق : لم يستيقظ،وكل هذا مجازا. قوله بمقلة : هو متعلق بقوله : وابك. والمقلة : شحمة العين سوادها وبياضها. والخنساء : شاعرة مخضرمة مشهورة،بل أشعر النساء ولا ريب وضرب بها المثل ببكائها على أخويها صخر ومعاوية،وكانا لها مكرمين،ولحرمتها حافظين. وكذلك الفارعة وهي أخت الوليد بن طريف الشاري الخارجي وكان خروجه على الرشيد،ثم قتله،قتله يزيد بن مزيد الشيباني فرثته أخته المذكورة بمراث كانت تسلك سبيل الخنساء. وأما خندف فهي زوجة إلياس بن مضر جده صلى الله عليه وسلم،وكانت خرجت هائمة في الأرض لما مات زوجها،وحرمت الرجال والطيب وبقيت كذلك حتى ماتت،فضرب المثل بحدادها. وأما خرنق : فهي أخت طرفة بن العبد لامه. وكانت شاعرة كالخنساء والفارعة،وكان زوجها بشر بن عمرو الضبعي خرج مغيرا في قومه فقتلوا فبكتهم ورثتهم. وقوله : وكن متمما : أي مكملا. والبكا : يمد ويقصر،فلذلك يستعمله تارة ممدودا وتارة مقصورا. ومتمم : هو ابن نويرة التميمي أخو مالك الذي قال فيه "فتى ولا كمالك"وبكاؤه على أخيه هذا،وكان قتله خالد بن الوليد رضي الله عنه في حروب الردة. وقوله : وارج عفو معتق : هو الواحد القهار معتق الرقاب من النار .. سبحانه وتعالى))
    189 – وكن خميص البطن من زاد الربا *** وخمرة التقوى اصطبح واغتبق
    ((خمص خمصا : بوزن قرب قربا،وخمصة بالفتح فهو خميص إذا جاع. وزاد الربا : كناية عن الطعام الحرام. وخمرة التقوى استعارة. والاصطباحة : الشرب بالغداة،وهو ضد الاغتباق وهو يريد بذلك ملازمتها واتخاذها شعارا))
    190 – وحصل العلم وزنه بالتقى *** وسائر الأوقات فيه استغرق
    191 – وليك قلب له أفرغ من *** حجام سابط ومن لم يعشق
    192 – ولا تكن من قوم موسى واصطبر *** لكده وللملال طلق
    (( حصل العلم : أي اطلبه وأحرزه. وزنه بالتقى : أي جمله وحسنه،والتقى كالتقوى. وقوله : وسائر الأوقات هو معمول لاستغرق مقدم عليه. ومعنى استغرق : اصرف. قوله افرغ : أي غير متعلق بشيء إلا به. وسابطا محلة بالمدائن وكان بها حجام يحجم الجند نسيئة من قلة شغله،وكان يمر عليه الأسبوع ولا يدنو منه أحد فيخرج أمه فيحجمها ليرى الناس أنه غير فارغ،فما زال بها حتى نزف الدم منها فماتت،وضرب المثل بفراغه. وكذا يضرب المثل بفراغ قلب من لم يعشق. أي يحب،فما عرف شغل القلب حقيقة إلا من كان قلبه معلق بهوى ولذلك قيل :
    لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصبابة إلا من يعانيها
    قوله : ولا تكن من قوم موسى : أي لا تكن ملولا مثل قوم موسى صلى الله عليه وسلم،,هم بنو إسرائيل أعطوا المن والسلوى فملوهما،وقالوا : "لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض"الآية .. ولكده : أي لتعبه. وطلق : أي فارق،واللام في للملال للتقوية))

    أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 13/05/1433هـ
    Mahmood-1380@hotmail.com

  8. #28
    ((استراحة الخميس)) ((48))
    إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..
    نبدأ هذه الاستراحة بأبيات من الشعر الشعبي لعلي المفضي :
    متى تفهم التلميح .. وتبادل المجروح *** مشاعر خفوق .. ما شعر يوم بالراحة
    يجي لين حدك والحيا يمنعه ويروح *** حزين .. يخفي جاير الشوق واجراحه
    ويصبر عسى شمس الهنا .. في سماه تلوح *** طيور الفرح تملى لياليه سواحة
    **************
    جاء في الصفحة 61 من كتاب (طرائف الظرفاء) ..
    (تعرفت إحدى المصطافات على أديب لبناني،وقد بادلته الحب،ولما انتهى الصيف،تركت له كلبا على سبيل التذكار،فهنأه أحد أصدقائه بقصيدة جاء فيها :
    وقد كان يأتيها وتأتيه في الدجى *** فيشرب من خمر الغرام ويسكر
    وأهدت إليه كلبها يوم سافرت *** ليذكرها والشيء بالشيء يذكر
    ***********
    وهذه قصيدة لا أعرف قائلها ..
    إن معاذ بن مسلم رجل *** ليس – يقنا – لعمره أمد
    قد شاب رأس الزمان واكتهل الـــــــ دهر وأثواب عمره جدد
    قل لمعاذ إذا مررت به *** قد ضج من طول عمرك الأبد
    يا بكر حواء كم تعيش وكم *** تسحب ذيل الحياة يا لبد
    قد أضحت دار آدم خربت *** وأنت فيها كأنك الوتد
    تسأل غربانها إذا نَعَبَت *** كيف يكون الصداع والرمد
    صاحبت نوحا ورضت بغلة ذي الـــــــــــقرنين شيخا لوُلدك الولد
    ما قصر الجد يا معاذ ولا *** زحزح عنك الثراء والعدد
    فاشخص ودعنا فإن غايتك الــــــــــــموت وإن شد ركنك الجلد
    **********
    بيتان .. لابن ميادة :
    أماني من ليلى حسان كأنما *** سقتني بها ليلى على ظمأ بردَا
    مُنى إن تكن حقا تكن أحسن المنى *** وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
    ***********
    وهذه أبيات لا أعرف قائلها ..
    ويلي على أحور تياه *** أحسن ما يلهو به اللاهي
    أقبل في غيد يحكين الظّبا *** بيض تراق حمر أفواه
    يأمر فيهن وينهى لا *** يعصينه من آمر ناهي
    حتى إذا مكنني أمره *** تركته من خيفة الله
    **********
    وبيتان .. مجهولا القائل .. بالنسبة لي على الأقل :
    إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فعقب كل خافقة سكون
    ولا تغفل عن الإحسان فيها *** فلا تدري السكون متى يكون
    ***********
    (ساعات اللقاء لها أجنحة .. وساعات الفراق لها مخالب ..
    تذكر نجد والحديث شجون *** فجن اشتياقا والجنون فنون
    *********************
    يبدو أن هذه استراحة الأبيات – بيتين .. بيتين – مجهولة القائل !!
    شيء في قلب يحترق *** إذ يمضي الوقت فنفترق
    ونمد الأيدي يجمعها *** حب وتفرقها طرق
    ***
    يقول أناس لو وصفت لنا الهوى *** لعل الذي لا يعرف الحب يعرف
    فقلت : لقد ذقت الهوى ثم ذقته *** فو الله ما أدري الهوى كيف يوصف
    *******
    أما هذه الأبيات فهي جزء من قصيدة لأمل دنقل :
    وتذكرت أملا
    أيدوم لنا بستان الزهر
    والبيت الهادئ عند النهر
    أيدوم لنا البيت المرح
    نتخاصم فيه ونصطلح
    دقات الساعة والمجهول
    تتباعد عني حين أراك
    لو ينمو الورد بلا أشواك
    ويظل البدر طوال الشهر
    لا يكبر عن منتصف الشهر
    آه يا زهر
    لو دمت لنا
    أو دام النهر.
    *******
    لا شعر يضاف بعد هذه (الآهة) .. إلا (وعد بالشمقمقية) ..
    على هامش (الاستراحة) .."28" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية)،ويتواصل مدح الشعر :
    200 – كم حاجة يسرها وكم قضى *** بفك عان وأسير موثق
    201 – وكم أديب عاد كالنطف غنى *** وكان أفقر من المذلق
    ((كم : للتكثير. وقضى : حكم. بفك عان : أي أسير. تقول منه : عنا فلان فيهم أسيرا من باب سما : أي أقام على إساره. وعنا أيضا : خضع وذل،ومنه (وعنت الوجوه للحي القيوم) والأسير : الأخيذ وإن لم يشد والموثوق المشدود،من أوثقه في الوثاق : شده. قال تعالى "فشدوا الوثاق". قوله : وكم أديب عاد كالنطف : أي بسبب قول الشعر،والنطف،بوزن كتف وسكنه للضرورة : رجل من بني يربوع كان سقاء فقيرا،ثم أغار في قومه على قافلة أرسلها بازان من اليمن إلى كسرى فأصاب مالا كثيرا،فضرب به المثل في الغنى. والمذلق بوزن معظم : رجل فقير جدا لم يكن يجد قوت ليلة،وأبوه وأجداده يعرفون بالإفلاس ،فيقال أفلس من المذلق ومن أبي المذلق.))
    202 – وكم حديث جاءنا بفضله *** عن سيد عن الهوى لم ينطق
    203 – وقد تمثل به وكان من *** أصحابه يسمعه في الحلق
    204 – وقد بنى المنبر لابن ثابت *** فكان للإنشاد فيه يرتقي
    ((من الأحاديث التي جاءت في مدح الشعر قوله صلى الله عليه وسلم : "إن من الشعر لحكمة". رواه البخاري. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ... جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يتكلم بكلام،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن من البيان سحرا،وإن من الشعر حكما). رواه أبو داود. ومن تمثله صلى الله عليه وسلم بالشعر قوله كما في الصحيح أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد :
    *ألا كل شيء ما خلا الله باطل*
    وأما سماعه صلى الله عليه وسلم له من أصحابه فكثير. .. وأنشده عباس بن مرداس أبياتنا فأعطاه مائة من الإبل كما في مسلم. ناهيك بقوله لحسان "اللهم أيده بروح القدس"كما في الصحيح أيضا. وقد وضع له منبرا في المسجد فكان يقوم عليه منافحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعره مجيبا لشعراء الوفود كما هو معروف. قوله عن الهوى لم ينطق : هو من الآية. والمراد : هوى النفس. والحلق : جمع حلقة : وهي دائرة من القوم المجتمعين للمذاكرة السمر. ))
    205 – وقال لابن أهتم في مدحه *** وذمه للزبرقان الأسمق
    206 – مقالة ختمها بقوله *** إن من البيان لحكمة تقي
    ((ضمير قال للنبي صلى الله عليه وسلم. وابن أهتم : هو عمرو بن الأهتم أحد سادات بني تميم في الجاهلية والإسلام. وفي مدحه وذمه يتنازعان قوله للزبرقان،وضميرهما عائد لابن أهتم. والزبرقان : هو ابن بدر التميمي أيضا وكان سيدا من ساداتهم. والأسمق: الأعلى،من سمق سموقا،إذا علا والمراد هنا العلو المعنوي. ويشير بهذا إلى ما رواه غير واحد من أن الزبرقان فخر بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنا سيد بني تميم المطاع فيهم،والمحبب لديهم،أمنعهم من الظلم،وآخذ لهم حقوقهم،وهذا يعلم،يعني عمرو بن الأهتم،فقال عمرو : إنه شديد العارضة ما نع الجانبة،مطاع في أدنيه. فقال الزبرقان : أما إنه يعلم أكثر من هذا،ولكن منعه الحسد. فقال عمرو : أنا أحسدك؟ فو الله إنك للئيم الخال،أحمق الولد،مضيع العشيرة .. والله يا رسول الله لقد صدقتُ في الأولى،وما كذبتُ في الثانية،إني إذا رضيت قلت أحسن ما علمت،وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت. فقال صلى الله عليه وسلم : "إن من البيان لسحرا"))
    207 – وعندما سمع من قتيلة *** رثيَ قتيلها الذي لم يُعتق
    208 – ردّ لها سلبه وقد بكى *** شفقة بدمعه المنطلق
    ((قتيلة : هي بنت النضر ابن الحارث أو أخته،وكان من كفار قريش،شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والأذية له ولأصحابه،فلما كانت غزوة بدر أسر،فأمر صلى الله عليه وسلم بقتله فقتل،فبلغ ذلك قتيلة فرثته بأبيات منها :
    أمحمد يا خير ضنء كريمة *** في قومها والفحل فحل معرق
    ما كان ضرك لو مننت وربما *** من الفتى وهو المغيظ المحنق
    فلما سمعها النبي صلى الله عليه وسلم رق لها حتى دمعت عيناه،وقال : لو كنت سمعت شعرها قبل أن أقتله لعفوت عنه. والرثي : مصدر رثى الميت من باب رمى،ومرثية ورثاء : إذا بكاه،وعدد محاسنه شعرا أو نثرا. والسلب : ما على المقاتل من سلاح،وغيره مما يُسلب.)) اكتفى الشيخ (الحسني) – رحم الله والديّ ورحمه – ببيتين من قصيدة قتيلة .. ولعل ما أبكى سيدنا رسول الله – بأبي هو وأمي صلّ الله عليه وسلم – قولها :
    ظلت سيوف بين أبيه تنوشه *** لله أرحام هناك تشقق.

    أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 27/05/1433هـ
    Mahmood-1380@hotmail.com

  9. #29
    ((استراحة الخميس)) ((49))
    إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..
    أبدأ من خارج (الكناشة) حيث أقرأ ديوان عمر بن أبي ربيعة .. لأمر ما!!! وقد وصلت إلى هذه القصيدة :
    خبّروها أنني قد تزوجـــــــــــــــت،فظلت تكاتم الغيظ سرا
    ثم قالت لأختها ولأخرى *** جزعا : ليته تزوج عشرا
    وأشارت إلى نساء لديها *** لا ترى دونهن للسر سترا
    ما لقلبي كأنه ليس مني *** وعظامي إخال فيهن فترا
    من حديث نمى إلي فظيع *** خلت القلب من تلظيه جمرا
    ويقول أيضا :
    لقد بَسْمَلَتْ ليلى غداة لقيتها *** فيا حبذا ذاك الحديث المُبَسْمَل
    **********
    وإلى الشعر الشعبي .. ومحمد النفيعي :
    لا يا بعد القلوب النظيفة *** لا يا بعد هالعين والراس والفم
    لا يا بعد برق الحنان ورفيفه *** لا يا بعد دمع ذكرك وتبسم
    يا صينة يا دينة يا عفيفة *** يا من ركض في عروقها طاهر الدم
    ويا من نشد عن بنت مطلق منيفة *** هاذيك لا نادت يقول الشرف : سم
    هاذيك مفلولة احجاج وشريفة *** وهاذيك من قالت : للإحسان يا عم
    أمي تراحيب المعزب بضيفه *** مالك لوا وأبشر وحياك مع تم
    وأمي ربيع الوقت الأغبر وريفه *** لامن نشد عن كايد الجرح بلسم
    يفداك يا غصن السلام وحفيفه *** قلبي وما شالت ضلوعه من الهم
    وتفداك هقوات العقول الحصيفة *** وهاك السحاب اللي نظرك وترزم
    من دونك الدنيا مخيفة مخيفة *** القاع ييبس والعمار يتهدم
    ******* ************ *******
    قبل الشمقمية .. مع سميح القاسم :
    لا .. لا تعدوا العشرة
    يوم الحساب فاتكم
    وبعثرت أوقاتكم
    أرقامها المبعثرة
    فلا تعدوا العشرة
    تدفقوا من مجزرة
    وانطلقوا في مجزرة
    وحاولوا
    وعللوا
    وقاتلوا
    واقتلوا
    كل شهيد غيمة
    تصعد من ترابنا
    تهمي على حرابكم
    ومرة أخرى .. وراء مرة أخرى
    يعود غيمة من بابنا
    كل شهيد غيمة
    كل وليد شجرة
    فلا تعدو العشرة
    يا أيها الآتون من عذابكم
    عودوا على عذابنا
    عودوا إلى صوابنا
    الشمس في كتابنا
    فأي شيء غير هذا الليل في كتابكم
    يا أيها الآتون من عذابكم
    لا .. لا .. لا تعدوا العشرة
    وغازلوا قاذفة
    وعاشروا مجنزرة
    وأتقنوا المكائد المحكمة المدبرة
    خذوا دمي حبرا لكم
    ودبجوا قصائد المديح في المذابح
    المظفرة
    وسمموا السنابل
    وهدموا المنازل
    وأطلقوا النار على فرشة السلام
    وكسروا العظام
    لا بأس لو تصير مزهرية
    عظامنا المكسرة
    لا .. لا تعدوا العشرة
    من أوصد السحر على قلوبكم؟
    من كدس الألغاز في دروبكم؟
    من أرشد النصل إلى دمائنا؟
    من دل أشباح لأساطير على أسمائنا؟
    من أشعل الفتيل؟
    من لاطم القتيل بالقتيل؟
    لا تسألوا
    لا تقبلوا
    لا تعبأوا بالدمعة المفكرة
    ولا تعدوا العشرة
    من هنا كرت جيوش مثلكم
    وهاهنا فرت جيوش قبلكم
    فاقتحموا
    والتحموا
    وأخطئوا
    واتهموا
    ما دام في الدنيا لكم
    قاضي بما ترونه حقا وعدلا يحكم
    ونحن لسنا غير أسطورة مكررة
    أقوالنا في عرفكم مزورة
    كوشاننا .. شهودنا .. عقودنا مزورة
    وجدنا مزور
    وأمنا مزورة
    ولحمنا ودمنا شهادة مزورة
    لا تعدوا العشرة
    **************************
    على هامش (الاستراحة) .."29" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية)،ويتواصل مدح الشعر،والضمير في "حبا"عائد إلى النبي صلّ الله عليه وسلم :
    209 – وقد حبا كعبا غداة مدحه *** ببردة ومائة من أينق
    ((حباه يحبوه : أعطاه والحباء العطاء. وكعب : هو ابن زهير أحد شعرائه صلى الله عليه وسلم. وغداة : ظرف لحبا. ومدح كعب لنبي صلى الله عليه وسلم ورضي عن كعب : كان بقصيدته (بانت سعاد) المشهورة. وقد أجازه عليها كما قال الناظم ببردة ومائة من الإبل،وعفا عنه بعد ما كان أهدر دمه،وقد بقيت البردة عنده،وساومه عليها معاوية بعشرة آلاف درهم فأبى،ثم اشتراها من ورثته بعشرين وبقيت عند الخلفاء إلى أن فقدت في فتنة التتار.))
    210 – وبشر الجعدي وابن ثابت *** بجنة جزاء شعر عُنْسُقِ
    ((يشير إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم للنابغة الجعدي لما أنشده قصيدته الرائية التي مدحه بها،فبلغ هذا البيت :
    بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا *** وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
    إلى أين يا أبا ليلى؟ فقال الجنة يا رسول الله،فقال نعم إن شاء الله. وإلى قوله لحسان بن ثابت لما أنشده همزيته التي أجاب فيها أبا سفيان بن الحرث،فبلغ هذا البيت :
    هجوت محمدا وأجبت عنه *** وعند الله في ذلك الجزاء
    "جزاؤك الجنة يا حسان". وعُنْسٌق : في النظم كقنفذ،معناه : حسن.))
    211 – كم خامل سما إلى العلا *** ببيت مديح من بليغ ذَلِق
    212 – مثل بني الأنف ومثل هرم *** وكالذي يُعرف بالمُحلق
    ((الخامل : ضد النابه،وقد خمل من باب دخل. وسما مثل علا وزنا ومعنى. والعلا : الرفعة والشرف. والذلق : الفصيح. ويقال الذليق أيضا بالياء. وبنو أنف الناقة هم بنو جعفر بن قريع من بني تميم كانوا يدعون بني أنف الناقة فيأنفون من ذلك،,كان الرجل منهم ينتسب إلى جده قريع،ويتجاوز النسبة إلى جعفر فرارا من ذلك اللقب،إلى أن مدحهم الحطئية بقوله :
    قوم هم الأنف والأذناب غيرهم *** ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا
    فصار اللقب فخرا لهم،وصاروا إذا ذكروه يمدونه تطاولا به. أما هرم فهو ابن سنان المري أحد سادتهم ، وكان أخوه خارجة أسود منه لكنه بمدح زهير له غطى على أخيه وكان جوادا أريحيا. وأما المحلق : فهو رجل من بني كلاب،وكان مقلا خاملا وله بنات قد عنسن،فمر به الأعشى ذاهبا إلى عكاظ،فتعرض له المحلق وأنزله،ونحر له ناقة وسقاه خمرا اقترضها من أحد التجار ثم غدا على عكاظ فأنشد قصيدة مدح في المحلق،وفيها :
    لعمري لاحت عيون كثيرة *** إلى ضوء نار في يفاع تحرق
    تشب لمقرورين يصطليانها *** وبات على النار الندى والمحلق
    فاشتهر المحلق وشرف،وبادر الأشراف يخطبون بناته ويرغبون في قربه فما مرت عليهن سنة حتى كانت كل واحدة في عصمة رجل أشرف من أبيها بكثير.))
    213 – وكم وكم حط الهجا من ماجد *** ذي رتبة قعسا وقدر سمق
    214 – مثل الربيع وبني العجلان مع *** بني نمير جمرات الحرق
    (( كم الثانية توكيد للأولى. وحط : وضع. والهجاء : ضد المدح وقصره ضرورة. ومن ماجد : تمييز كم. وقعساء : ثابتة وقصر ضرورة. وسمق: عال. والربيع : هو ابن زياد العبسي،نديم النعمان بن المنذر. وكان منه بمكانة،فوفد على النعمان عامر بن مالك ملاعب الأسنة وإخوته،فغض الربيع منهم،وطعن للنعمان فيهم،فخرجوا من عنده مغضبين. وكان لبيد صبيا صغيرا يومئذ وهو معهم،فرآهم على تلك الحال،فسالهم،فأخبروه،فقال : أنا أكفيكموه فغدوا على النعمان فأذن لهم فدخلوا،فأنشده والربيع معه على المائدة :
    أبيت اللعن لا تأكل معه (؟؟؟؟؟) في أبيات مقذعة،فأنف النعمان من مواكلته وأقصاه عن مجلسه. وبنوالعجلان: هم من بني عامر بن صعصعة،ولقب أبوهم بالعجلان لتعجله لقرى الضيوف فهو لقب مدح،ثم لما هجاهم النجاشي الشاعر بقوله :
    وما سمي العجلان إلا لقولهم *** خذ القعب واحلب أيها العبد
    صار ذما،وانقلب معناه. وأما بنو نمير فهم من عامر بن صعصعة أيضا وهم إحدى جمرات العرب الذين لم يحالفوا أحدا لعزتهم ومنعتهم،وكان الرجل منهم إذا سئل عن نسبه قال نميري وفخمها،وأمال عنقه فخرا،حتى هجاهم جرير بقوله :
    فغض الطرف إنك من نمير *** فلا كعبا بلغت ولا كلابا
    فصاروا ينتسبون إلى عامر الجد الأعلى. وقوله : جمرات الحرق،إنما يرجع لبني نمير،وأضافها للحرق للمناسبة. وجمرات العرب ثلاثة : بنو نمير،وبنو ضبة،وبنو الحارث بن كعب.))


    أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 5/6/1433هـ
    Mahmood-1380@hotmail.com

  10. #30
    ((استراحة الخميس)) ((50))
    إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..
    بداية هذه الاستراحة ستكون مع مقالة كتبها الأستاذ مفرج السيد،تحت عنوان (السيارات في شعر الكسرات) .. وهو يتحدث عن علاقة بعض الشعراء بسياراتهم،ومدحها .. والتحدث معها أحيانا!!
    (يقول شاعر يمدح تميز سيارته الشفرليه ،يقول هذا الشاعر :
    أركب شفر واقطع الديرة *** دك الحجر في حباله دك
    ما هو كما الفرت أبو شيرة *** لا دست أبنصه عليك انفك
    وهناك من رد على صاحب الفورد لم يصل إلي أو نسيته مع الزمن،ولكن الشاعر عيد نغيمش المحمادي يحكم وسطا فيمدح الشفروليه والفورد ويذكر مميزات كل منهما ويعطيه حقه يقول عيد :
    أركب شفر واطلب الخيرة *** في غبة الرمل ما ينفك
    والفرت في واجبه غيره *** من بيت زيني طلع له صك )
    وفي الهامش،مع أنه كتب في البيت "زيني"وليس"زينل" : "آل زينل من سراة جدة وكبار أعيانها".
    في المقال أيضا حوار بين عيد المذكور،وسيارته .. فهو يشتكي من الدركسون،وهي تشتكي من أنه يُركب فيها من هب ودب!!!
    لا ياشفر قوم خاطبني *** اليوم ليه عليك حقوق
    قلت الدركسون عذبني *** في الجسم عقب علي فتوق
    وكل من وقف قال ركبني *** قلت له تفضل على الصندوق
    أعاهدك وأنت عاهدني *** ما عاد أركب ولا مخلوق
    ومرة كسد سوق اللواري فحول عيد اللوري إلى قلاب وقد تأثر الشفر وقال :
    يوم المقادير لمتنا *** ما احسبك بتردني قلاب
    أنت الذي خنت عشرتنا *** بعد الفضيلة أشيل تراب
    *********
    وهذه مقتطفات من مقالة للأستاذ فهد الأحمدي – منشورة في جريدة الرياض،بتأريخ 26/4/1422هـ - بعنوان (قوانين غريبة ) :
    (في أيرلندا ممنوع شرب الكحول .. أمام البقر!!
    وفي أيرلندا أيضا ممنوع التبول في مزارع الآخرين!!
    وفي الدانمرك ممنوع غسل الخنازير يوم الأحد!!
    وفي الدانمرك أيضا ممنوع تشغيل السيارة وتحتها شخص ما!!
    وفي إيطاليا يمنع على الرجل وضع يده في جيب رجل آخر!!
    وفي سويسرا ممنوع سحب السيفون بعد العاشرة ليلا!!
    وفي سويسرا أيضا ممنوع نسيان المفاتيح في السيارة ثم ترك السيارة مفتوحة!!
    وفي تايلند ممنوع مغادرة المنزل بدون ملابس داخلية!!
    وفي تايلند أيضا يمنع على السيارات الوقوف فوق العملة الوطنية!!
    وفي سنغافورة يمنع منعا باتا .. التبول في المصاعد!!
    وفي فرنسا تلزم محطات الراديو بتخصيص 80% من ساعات البث للأغاني الفرنسية!!
    وفي فرنسا أيضا يمنع على أي خنزير ارتداء ملابس تشبه نابليون !! )
    ******** قليل شعر ********
    لا تتبعن كل دخان ترى *** فالنار قد توقد لكي
    ******
    ويقول أحد (الشياب) ..
    أصبحت لا أحمل السلاح ولا *** أملك رأس البعير إن نفرا
    والذئب أخشاه إن مررت به *** وحدي،وأخشى الريح والمطرا
    من بعد قوة أصيب بها *** أصبحت شيخا أعالج الكبرا
    *****
    ومن الشعر الشعبي .. يقول خالد الفيصل :
    من عذابي قلت لعيونك هلا *** هلا بك يا عذابي يا هلا
    ما يكفي لوعتي بك من غلاك *** رحت تبعد عن عيوني يا غلا
    تحسب إنّي سالي مثلك وأنا *** في هواك - الله حسيبك – مبتلى
    ما يسليني مكان ولا زمان *** لا ولا غيرك حبيب لا ولا
    قلبي اللي ما يطيع لمن بغاه *** من نظر عينك تعهد بالولا
    صار لك بالقلب مرباع ومصيف *** يوم غيرك عن مرابيعه جلا
    ********* ********** **********
    على هامش (الاستراحة) .."30" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية)،ويتواصل مدح الشعر :
    215 – لو لم يكن للشعر عند من مضى *** فضل على الكعبة لم يعلق
    ((يشير إلى القصائد السبع المعروفة بالمعلقات،وما قيل في سبب تسميتها بذلك من أنها كانت مكتوبة في القباطي بماء الذهب،ومعلقة على الكعبة،وذلك لنفاستها عندهم))
    216 – لو لم يكن فيه بيان آية *** ما فسرت مسائل ابن الأزرق
    ((ابن الأزرق : هو نافع الحنفي،رئيس فرقة الخوارج المعروفة بالأزارقة،ومسائله هي كلمات من القرآن،سال ابن عباس عن معناها ففسرها له جميعا،وكان في كل كلمة يسأله هل تعرف العرب هذا؟ فينشد على ذلك بيتا من الشعر وقد ذكرها المبرد وغيره فلا نطيل بها))
    هذا من حسن ظن الشارح بنا!!!!!!!
    217 – وما هو إلا كالكتابة وما *** فضلهما إلا كشمس الأفق
    218 – وإنما نزه عنهما النبي *** ليدرك الإعجاز بالتحقق
    ((يعني أن الشعر هو كالكتابة في الفضل،وفضلهما لا يخفى كما لا تخفى شمس الأفق : أي السماء. وإنما نزه عنهما النبي صلى الله عليه وسلم أي عن الشعر في قوله تعالى : "وما علمناه الشعر وما ينبغي له"،وعن الكتابة في قوله عز وجل : "وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك".))
    219 – فهِم به فإنه لا شك عُنـــــــــــــــــوان الحِجا والفضل والتحذلق
    220 – وهو إكسير وتدبير لمن *** رام اصطياد وَرِقِ بِوَرَق
    221 – من غير تقطير وتصعيد وتكلـــــــــيـس وترطيب وقتل زئبق
    ((هِم : أمر ،من هام بالشيء يهيم هياما وهيمانا : أحبه. والحِجا : العقل. والتحذلق : إظهار الحذق. والإكسير: حجر الحكماء الذي يحول الفضة ونحوها،ذهبا خالصا. والتدبير عند أهل هذه الصناعة : عملية التحويل المذكور. فالناظم يقول : أن الشعر يوصل إلى سر هذه الصناعة،فهو يقوم مقامها لمن رام : أي قصد. اصطياد : أي أخذ ورق بكسر الراء أي فضة،بورق أي بقرطاس،ولم يقصد إلى التجنيس بين الورِق والورَق عبثا بل لتتمة التشبيه. قوله من غير تقطير إلخ : هذه ألفاظ مما يستعمله أرباب الصناعة وكل واحد منها يطلق على عمل مخصوص لا يتم تحضير المعدن الكريم إلا به. والزئبق : معلوم. والمراد بقتله : صهره بالنار حتى يجمد،ولا يجمد إلا في درجة عالية من الحرارة))

    أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 12/6/1433هـ
    Mahmood-1380@hotmail.com

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة: (19) كريمة ... في استراحة 10 دقائق !
    بواسطة قحطان الخطيب في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-05-2016, 03:40 PM
  2. استراحة حوارية لبعض النباتات
    بواسطة المربد في المنتدى فرسان الطب البديل.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-09-2015, 12:42 PM
  3. استراحة سفر
    بواسطة يونس محمود يوسف في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-11-2010, 08:32 AM
  4. هام جدا بالنسبة لقسم استراحة المنتدى
    بواسطة ام يوسف في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-13-2008, 08:29 PM
  5. قوانين استراحة منتدي ام فراس
    بواسطة امير الليل في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 04-08-2007, 12:15 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •