-يقول اميل زولا الكاتب الفرنسى الرائع
لن تكتمل الحضارة حتى يسقط آخر حجر في آخر كنيسة على رأس آخر قسيس.
لقد ايقن وقتها اميل زولا ان سبب المصائب والركود والفشل والتخريب والفساد هم هؤلاء القساوسه المزعجين والمنافقين جدا واللذين استغلوا الدين من اجل الوصول للكرسى وادخلوا الدين بل حشروه فى السياسه حتى تم تدمير البلاد والعباد وانتشرت ظاهره ما يسمى بصكوك الغفران اللعينه
والناس فى مصر بسطاء للغايه لا يفهمون كثيرا فى امور السياسه والحكم برغم انهم فقط يفهمون فى حياتهم الطبيعيه ان المواطن لا يريد الا مطالبه الاساسيه من ماكل ومشرب وحياه محترمه كريمه لا يريد ان يقف على بابه المؤجر يطالبه بالايجار كما لا يريد ان يهرب الى المقهى فارا من الديانه من البقال وحتى الجزمجى لا يريد ان تدوسه الاقدام فى طابور العيش او البنزين او امبوبه البوتاجاز يريد فقط ان يركب الاتوبيس يجده فاضى يريد ان يذهب الى مكتب العمل ليقول له صاحب العمل (تشرب ايه)يريد ان يكون انسانا بمعنى الكلمه لا حيوانا يريد ان يطلب واحد شاى مبتسما لا ليجد واحد مخبر يجذبه من قفاه الى اقرب قسم شرطه يريد ان يشعر بانه مواطن وليس لصا
هذا هو المواطن البسيط اما مسائل السياسه فهو لا يفهم فيها بل كل ما يرغب فيه ان يحكمه رئيس عنده دين وضمير والتكالب على منصب الرئيس يؤكد اننا ما زلنا نعيش فى القرون الوسطى فالجميع لا يفكر الا فى مصلحته وهى لغه الساسه فى بلادنا اما فى الغرب تجد بالكاد مرشحين اثنين فقط لا 3001 مرشح فعندهم الحكم مسؤوليه لا تسليه ودعايه
الحكم عندنا مختلف تماما ولكل مرشح هدف ما وفى نظرى اننا لن نتغير مهما حدث فالثوره قامت من اجل العداله والكرامه الا ان النظام لم يتغير والنظره للكرسى كما هى وسوف ياتى فرعون جديد كما كان لان الناس لم يتغيروا فهم يظنون ان الثوره لم تقم فى مصر بل فى انجولا فميدان التحرير تم نقله الى سنغافوره حينما تولى المجلس العسكرى الحكم
ان الناس البسطاء لا يرغبون فى معرفه اى شىء يذكر عن الصراع الدائر بين القوى السياسيه حول موضوع الدستور او حل البرلمان او الصدام المفتعل بين العسكرى والاخوان ولا الحكايات المفبركه عن العداءات بين السلطه والبرلمان كل تلك الاشياء لا تهم الناس البسطاء وانما يهمهم فى المقام الاول باختصار ان يجدوا رفاهيه وحياه كريمه الطفل يريد ام يجد حياه هانئه سعيده يستطيع ان يرتدى حذاءا جميلا ويلعب مع رفاقه فى امن وسعاده واذا مرض يجد من يحميه ويرعاه ويهتم به وتعليم محترم ومدرس يعامله كانه والد له لا يسرق احلامه ويعامله كانه كنز ومصدر اخر للدخل يريد رعايه ابويه وتربيه رائعه وحياه مدهشه
والاب يريد مرتب محترم يستطيع ان ينفق منه على ابناءه كما يستطيع ان يحيا سعيدا لا محتاجا او معدما
والبسطاء عموما يرغبون فى حياه نظيفه هادئه لا تلوثها ايدى المجرمين انه يرغب فى الامن والامان وورغيف الخبز النظيف حتى وان جاء بالتعب يريد البسطاء ان يجدوا قوت يومهم ورفاهيتهم وان يحققوا احلامهم وامنياتهم فالموظف البسيط يرغب فى اجر محترم يستطيع ان يعيش به مستورا وخريج الجامعه يرغب فى وظيفه او حتى اى عمل يليق بمكانته العلميه وهكذا فى جميع نواحى الحياه
ان الناس البسطاء باختصار لا يهتمون باى شىء يدور حولهم الا السؤال المتكرر والملح متى ينصلح حال الوطن ولا نجد ازمات فى ازمات اغلبها مفتعل بايدى السلطه والساسه الذين قضوا على معانى متعدده جميله انبتتها الثورهان البسطاء يريدون ان تتحقق العداله والمساواه والكرامه يريد فقط المواطن البسيط ان يعيش كريم فى جو من الكرامه وعزه النفس يريد ان يحيا هادئا محترما فى وطنه
المواطن البسيط يريد ان يجد منزلا ياويه ومرتبا يكفيه و قانون يحميه وحاكم يجلب له المصلحه لا يفسده ويزرع فيه الغضب والتمرد والبلاده والجبن والخوف
يريد عداله واهل لها يطبقونها بمنتهى الضمير يريد ان يرى الجميع سواء الوزير كبائع الخبز سواء امام القانون لا يريد ازمات وانفجارات وكوارث لا يريد صناعه الخوف واعاده انتاج القلق والقسوه وازدهار الظلم
المواطن البسيط لا يهمه من سيكون الرئيس المهم ان ياتى رئيس يصلح لا يفسد رئيس يهتم بالفقير والضعيف ويرسى قواعد العداله ويحقق التكافؤ ويحقق المساواه ويستعمل سلطه القانون العادل ويفعلها ويهتم بالمصالح لا بالكراسى وجمع المال رئيس لا يجعل من السلطه مفسده دائمه لا يجعل من الكرسى صولجانا والوطن عزبه له ولأتباعه يقبل الرأى والرأى الأخر يحترم القانون يهتم بالنماء والجميع عنده سواء رئيس يحاسب نفسه قبل أن يحاسب الأخرين لا يهم انتماءاته الفكريه لا يهم المواطن البسيط ان يكون الرئيس ليبراليا او اسلاميا او غيرهما المهم أن يكون عادلا فالسلطه والحكم أمور فكريه اجتهاديه سياسيه لا دخل للعقيده فيها حتى لا يتم التلاعب بالدين على حساب البسطاء
البسطاء من الناس لا يشغلهم مشاكل سياسيه أو نزاعات برلمانيه انما يهمه النتيجه هل سيعيش بكرامه بعد كل هذا الجدل والنزاع هل ستتحقق العداله ام لا هو يفكر فقط فى ابنه المريض ووالدته المريضه ومصاريف الحياه ومتاعبها يريد أن يحصد لا يزرع طول حياته بلا نتيجه
المواطن البسيط باختصار يعيش فى هم وتعب مستمر لأنه لا يجد راحه خلعوا رئيس وجاءوا بأخر كل تلك الأشياء لا تهمه مطلقا انما هو يرغب فى التجديد فى حياه كريمه لا تعتريها الأزمات المتلاحقه اما الصراع الدائر بين القوى البرلمانيه والسياسيه وغيرها فلا تهمه تلك الصراعات ففى الوقت الذى يتصارع فيها الساسه حول كتابه الدستور يتمنى المواطن البسيط فقط أن يعيش مستور فلا يهتم كثيرا بالدستور ومن سيتولى الحكم اسلامى ام علمانى ليبرالى ام شيوعى هل ستطبق الشريعه ام لا حكم مدنى ام دينى لاهوتى كل تلك الصراعات لا تهمه ابدا انه يستطيع أن يعيش فى وسط النار ويتحمل الصعاب المهم أن يحيا بكرامه وفى ظل من الحريه والعداله يفرضها الواقع ولا يهمه من سيحكمه المهم يحقق رغباته ومصالحه الذاتيه
المواطن البسيط لا يريد أن تداس كرامته ويهان يوميا أمام طابور العيش والبنزين والسولار أو تهان كرامته داخل وخارج قسم الشرطه او فى المحكمه حيث مطالبته بحقوقه انه يرغب فى شقه ووظيفه وحياه كريمه نقيه تجعله ينتج ويبدع ويفكر حتى يحيا بكرامه وهادىء البال حتى يفكر فقط كيف يبنى وينتج ويبدع ويبتكر أما هو الأن لا يفكر مطلقا لأنه قد أيقن أن العقل ليس له أهميه بعدما انغمس فى مشاكله الشخصيه ومشاكل ابناءه الصغار والسعى على قوت يومه لأنه الأن يأكل من اكوام الذباله ويسرق ويكذب وينافق ويرتكب الجرائم جميعها
ان المجتمع صنع منه مجرما وسوء الاداره صنعت منه بلطجيا كل شىء عنده سواء وفئه اخرى سلكت طريقا اخر طريق الهلس والتفاهه والانحلال فالمرأه لا تتورع ان تفعل أى شىء من أجل اطعام الصغار قد تتعرى قد تبيع جسدها والرجل قد يبيع نفسه من أجل المال والبنت قد تسلم جسدها لمن يشترى من اجل ان تعيش ان المواطن لا ينظر الى من سيحكم بل الى راحته وتحقيق مطالبه فاما ان نصنع منه انسانا حقيقيا واما ان نصنع منه مجرما او منحلا او تافها سطحيا
المواطن البسيط لا يهتم الا بأموره المعيشيه وتحسين الدخل بدلا من تحسين الشكل السياسى انه قد ينسى ان هناك انعداما للأمن لكنه لا ينسى ان هناك غيابا للعدل فان العدل دائما ما يسعى اليه ولا ينساه ابدا
انه لا يريد مجتمعا من يسرق فيه ارضا يصبح رجل اعمال ومن يسرق فيه رغيف عيش يصبح مجرما سفاحا
اننا يبدوا اننا نشاهد مسرحيه لأجاثا كريستى وخاصه روايه الجثه الثانيه
فالشعب البسيط يتحول تدريجيا الى جثه لأنه باختصار الجميع يضربون فيه حتى الموت
هذا هو الحل ليس الحل الا فى الديمقراطيه ان تعيش حرا رائعا تقول ما تريد وتتقبل النقد وتحتاج فقط الى الصبر والحلم وان يتسع صدرك للجميع هكذا يتكلم الساسه وفى وسط تلك الشعارات لا يتذكرون اشياءا هامه فقط لا ينساها المواطن البسيط
السياسى لا يفكر الا فى مصلحته والكرسى والثراء السريع وكيف يحسن علاقته بعمده لندن او رئيس الاتحاد الأوروبى او عضو بارز فى مجلس العموم البريطانى والمواطن البسيط لا يفكر الا فى قوت يومه وحياته اليوميه وكيف يحقق مطالب ابناءه من ماكل وملبس ودواء وتنميه وتربيه واصلاح وتعليم وحياه نقيه هادئه
كيف يتغلب على غلاء الأسعار انه يفكر فى الحلول جميعها للمشاكل جميعها دون توجيه من احد لأنه يعيش وسط تلك الازمات يوميا اما السياسى فلا يفكر الا فى نفسه
ان المواطن البسيط لا يهتم بالأنتخابات او الاستفتاءات وانما لا يهتم الا بمشاكله فحينما تعندم العداله فلابد ان تحدث ثوره جياع
ان الماكرين الذين يسعون لخراب الوطن يعانون من انفصام فى الشخصيه فجانب ولاءهم التام لمنظومه خارجيه فهم عندهم ولاء ايضا لصناع الفساد العام
والبسطاء قد يقاطعون الانتخابات لكنهم لا يستطيعون مقاطعه الاتوبيسات
وحيث ان هناك منظومه جديده اسمها الفساد للركب فقد خرج علينا نظام جديد اسمه فساد الخير وفساد النور
والبسطاء لا يفهمون جيدا فى امور فساد الخير او فساد النور وانما يطمحون الى عالم جديد من العداله وراحه الضمير
تلك هى احلام المواطن البسيط باختصار فهل يدرك الكبار ان للصغار احلام وهل يدرك الساسه ان للبسطاء طموحات ام ان الجميع لا يفكرون الا فى نفس الشىء كيف تكون مليونيرا فى اربعه اسابيع وكيف تكون وزيرا على حساب الفقراء وكيف تكون رجل اعمال من سرقه البنوك هل نفكر جميعا بعقل واحد وهو كيف نهتم بهذا الوطن وان لا ننسى احلام المواطن البسيط الذى ناضل وجاهد من اجل تحقيق العداله والكرامه هل فعلا سنحقق احلام البسطاء ام سوف تستمر الثورات من اجل القضاء على الفساد المتولد من فساد