منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7

العرض المتطور

  1. #1
    الحرب الآن عن طريق رصد المواقع عبر الأقمار الفضائية:
    المزيد:

    ***********
    مقدمة



    يُعد ظهور ثورة تكنولوجيا الإلكترونيات واستخدامها في الأغراض العسكرية، نقطة تحول كبيرة؛ سواء في فن الحرب، أوفي إدارة الصراع المسلح، فقد أخذت أسلحة القتال الحديثة ومعداته مكان الصدارة في حسم أي صراع مسلح، وخاصة أسلحة الهجوم الجوي الحديثة؛ لاعتمادها على نظم السيطرة والتوجيه الإلكتروني، التي تمكنها من تنفيذ المهام المطلوبة منها بكفاءة وإصابة أهدافها بدقة عالية؛ نظراً لاستخدامها نظم ووسائل الكشف، والتوجيه، والتحكم، وقيادة النيران وتصحيحها لاسلكياً، ورادارياً، وحرارياً، وليزرياً، وتليفزيونياً، وهي النظم التي يستوي تشغيلها واستخدامها ليلاً ونهاراً. هذا إضافة إلى النظم الحديثة والمتقدمة للتصوير التليفزيوني باستخدام آلات التصوير ذات الحساسية العالية، التي يمكنها العمل في مستوى الضوء المنخفض بكفاءة ودقة عاليتين.



    ومع دخول المعدات الإلكترونية الحديثة، واستخدامها بتوسع في الجيوش الحديثة بصفة عامة، وفي القوات الجوية بصفة خاصة؛ سواء في أسلحة الهجوم الحديثة، أو في نظم السيطرة الآلية على القوات ووسائلها من أجهزة وحاسبات آلية. وانطلاقاً من اعتماد أسلحة القتال الحديثة على النظم والوسائل الإلكترونية، فقد أظهرت العمليات الحديثة في حرب فيتنام، وحرب أكتوبر 1973، وحرب فوكلاند، وحرب الخليج الثانية، وحرب البلقان، الدور الذي يمكن أن تؤديه الحرب الإلكترونية؛ بوصفها سلاحاً مضاداً يمكنه التأثير بفاعلية على الحد من إمكانات هذه الأسلحة والمعدات في ساحة القتال؛ لما تتميز به الحرب الإلكترونية من القدرة على تنفيذ أعمال الاستطلاع، والإعاقة الإلكترونية بأنواعها المتعددة، ضد نظم السيطرة ووسائلها، والكشف والتوجيه الإلكترونية لهذه الأسلحة.


    ولما كانت إستراتيجية القوات المسلحة، في كل دول العالم، قد تأسست على إمكانية تحقيق النصر على العدو بكل الوسائل المتيسرة لديها، وبما أن الحرب الإلكترونية عُدّت إحدى صور الصراع التكنولوجي، التي تؤدي أعمالها القتالية إلى إيجاد الظروف المناسبة للقوات المسلحة لتحقيق هذا النصر، لذا فإن الحرب الإلكترونية أصبحت في مقدمة تلك الوسائل؛ بل أصبحت في مقدمة الموضوعات التي يعكف العسكريون على دراستها، كما تعكف مراكز البحوث العلمية والفنية على تطويرها، وتحديثها، باستمرار؛ لمواجهة التهديدات الإلكترونية لأسلحة القتال الحالية والمستقبلية.


    وانطلاقاً من هذا المفهوم، فقد تعاظم دور الحرب الإلكترونية لتشكل البعد الرابع بين أسلحة القتال البرية، والبحرية، والجوية والدفاع الجوى، في التأثير بفاعلية على كفاءة هذه النظم الإلكترونية. لذلك سارعت دول العالم إلى تسليح مختلف أنواع قواتها بوسائل الحرب الإلكترونية.




    المبحث الأول: الحرب الإلكترونية: نشأتها، وتطورها، ومفهومها






    عند تتبع تاريخ نشأة الحرب الإلكترونية في العالم، نجد أن جذورها تعود لما قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، فقد بدأت الاتصالات بين أرجاء العالم المختلفة باستخدام المواصلات السلكية مـن طريق المورس "جهاز البرق الصوتي" عام 1837؛ ولم يتحقق أي اتصال آخر في ذلك الوقت إلا من طريق تبادل المراسلات؛ باستخدام السفن في نقل الرسائل بين الموانئ البحرية.



    منذ اندلاع الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية، في أبريل 1861، كانت خطوط التلغراف هدفاً مهماً للقوات المتحاربة؛ إذ كان عمال الإشارة يتداخلون على خطوط المواصلات السلكية، من طريق توصيل هاتف على التوازي مع كل خط من هذه الخطوط؛ للتنصت على المحادثات؛ ولهذا السبب، كان كل جانب يقطع المواصلات الخطية عند عدم الحاجة إليها، حتى لا يتداخل عليها الطرف الآخر.



    ثم كانت بداية استخدام الاتصال اللاسلكي في عام 1888 مع الألماني هرتز Hertz. وفي منتصف عام 1897 استطاع "ماركوني" Guglielmo Marconi المهندس والمخترع الإيطالي من تطوير جهاز لاسلكي يناسب الاستخدام في البحر. ثم استخدم اللاسلكي في أعمال الاتصالات بالمسرح البحري الأوروبي في عام 1901.



    ونتيجة لتزايد الاستخدام اللاسلكي، كان طبيعياً أن تظهر الشوشرة على الاتصالات اللاسلكية، وكانت في البداية شوشرة طبيعية، نتيجة لكثرة استخدام الأجهزة اللاسلكية، وهو ما يعرف بالتداخل البيني للموجات الكهرومغناطيسية عند إشعاعها بكثافة عالية في مساحة محددة، أو في مناطق مغلقة، مثل المضايق والممرات الجبلية.



    ومن هنا بدأ التدريب على العمل في ظل الشوشرة نتيجة الاستخدام اللاسلكي المكثف، ثم بدأ الاستخدام المتعمد للشوشرة؛ لإعاقة الاتصالات اللاسلكية بين الوحدات العسكرية المعادية؛ لإرباكها وشل سيطرتها على قواتها وأسلحتها.



    وفي عام 1904 قصفت السفينتان اليابانيتان الحربيتان "كاسوجا ونيشين" القاعدة البحرية الروسية في ميناء "آرثر" Arthur، وكانت معهما سفينة صغيرة تصحح النيران باستخدام الراديو "اللاسلكي"، وسمع أحد عمال "الإشارة" الروس، بالمصادفة، تعليمات تصحيح النيران، فاستخدم جهاز إرساله اللاسلكي في إعاقة الاتصال الياباني بالضغط على مفتاح الإرسال على تردد الشبكة اليابانية نفسها، مما عطل بلاغات تصحيح النيران من أن تُبّلغ لمدفعية السفينتين؛ وهكذا، لم ينتج عن هذا القصف البحري سوى إصابات طفيفة، لعدم دقة النيران في إصابة أهدافها.



    وحتى عام 1905، وخلال المعارك بين السفن اليابانية والروسية، استخدمت السفن الروسية الأسلوب نفسه ضد الشبكات اللاسلكية اليابانية، وانعكس ذلك في أن السفن الروسية استطاعت إخفاء اتصالاتها، قدر الإمكان، من طريق تقليل فترات استخدام اللاسلكي لأقل فترة ممكنة، وبأقل قدرة إشعاع لاسلكي تحقق الاتصال المطلوب، وكانت السفن الروسية تتنصت وتراقب الإرسال اللاسلكي الياباني، ثم تشوّش عليه أثناء القصف بهذا الأسلوب نفسه.



    وفي عام 1906 استطاع مكتب معدات البحرية الأمريكية من استحداث جهاز تحديد اتجاه لاسلكي؛ لخدمة الملاحة البحرية في البحر، وهو ما يعرف باسم "المنارة اللاسلكية" لإرشاد السفن، وتحديد مواقعها، وخطوط سيرها، مما كان له أثر كبير في مجالات الحرب الإلكترونية فيما بعد.



    1. الحرب الإلكترونية في الحرب العالمية الأولى:



    في بداية الحرب العالمية الأولى، في أغسطس 1914، قبل أن تدخل بريطانيا الحرب إلى جانب بلجيكا وفرنسا، ضد ألمانيا، والنمسا، مرت سفينتان حربيتان بريطانيتان، بجوار السفن الألمانية في بحر المانش، ولم تحاولا الاشتباك مع السفن الألمانية. إلا أن أدميرال الأسطول الألماني "إرنست كينج"، أوضح أن هاتين السفينتين البريطانيتين، نفذتا عمليات التنصت اللاسلكي على الاتصالات اللاسلكية للسفن الألمانية، وذلك عندما حاولتا التشويش على الاتصالات اللاسلكية الألمانية، بهدف اختبار كفاءة أعمال الحرب الإلكترونية لديها في التداخل والشوشرة اللاسلكية على الشبكات اللاسلكية الألمانية.



    وأثناء العمليات البحرية التالية في الحرب العالمية الأولى، كان التشويش على الاتصالات اللاسلكية يستخدم من حين إلى آخر، ولكن وُجد أنه، لكي تنفذ الشوشرة على أي اتصال لاسلكي، كان لا بد أن تسبق عملية التنصت هذا الاتصال، الأمر الذي تبين منه في أحيان كثيرة، أهمية المعلومات التي يتبادلها الجانب المعادي، والتي يمكن الحصول عليها، معرفة نواياه المستقبلية.



    ومن هنا ظهرت أهمية أعمال الاستطلاع اللاسلكي على شبكات العدو اللاسلكية، بهدف الحصول على المعلومات، كما أصبحت الوحدات البحرية على دراية بأن استخدام اللاسلكي أكثر مما ينبغي، يمكن أن يفصح عن حجم كبير من المعلومات المفيدة للعدو، حتى مع استخدام الكود والشفرة في الاتصالات اللاسلكية.



    ولهذا السبب، أكد القادة على أهمية بقاء الراديو "اللاسلكي" صامتاً كلما أمكن ذلك، وتقليل تبادل الإشارات إلى الحد الأدنى عندما لا يكون آمناً، أي بمجرد أن تكون السفن الحربية في مرمى بصر العدو، فكان لا يسمح للقادة باستخدام الراديو "اللاسلكي" بِحُرية حتى لا يلتقطه الجانب المعادي، وكان يستعاض عنه، في تحقيق الاتصال، باستخدام الإشارات المرئية "التأشير المنظور".



    بعد ذلك ظهرت أهمية تحديد مواقع المحطات اللاسلكية المعادية، التي تدل على أماكن تمركز القوات المعادية، وبالتالي يمكن التنبؤ المبكر بالتهديد، وكذلك لتوجيه أعمال الشوشرة ضدها بدرجة تركيز مناسبة في التوقيت المناسب، ففي عام 1915، استغلّت البحرية البريطانية الفكرة الأمريكية في إنشاء جهاز تحديد اتجاه الإشعاع اللاسلكي الصادر من جهاز إرسال أي سفينة تستخدم الاتصال اللاسلكي وهي في عرض البحر، والذي يمكن باستقباله تحديد موقع هذه السفينة "نظام المنارة اللاسلكية"، وعلى ضوء ذلك، بدأت البحرية الملكية البريطانية، بتركيب سلسلة من محطات تحديد الاتجاه اللاسلكي بطول الساحل الشرقي لإنجلترا، حيث أمكنها تحديد موقع أي سفينة أو طائرة منطلقة في بحر الشمال. وعندما دخلت أمريكا الصراع في أبريل 1917، انضم الأسطول الحربي الأمريكي مع الأسطول البريطاني، الذي كان يمتلك أجهزة لاسلكية متقدمة، وكانت بعض قطع الأسطول تحمل أجهزة تحديد اتجاه من نوع 995، أثبتت كفاءة كبيرة في تحديد مواقع السفن المعادية التي كانت تتنصت على اتصالاتها اللاسلكية، وتحدد مواقعها، وتتتبعها، ثم تدمرها.



    ومع تزايد الاهتمام بالاتصالات اللاسلكية من الجو إلى الأرض من خلال إرسال تقارير الاستطلاع التكتيكي عن أرض المعركة، أو لتصحيح نيران المدفعية في إصابة أهدافها، ولأهمية المعلومات المتبادلة على هذه الشبكات؛ كان غالباً، ما يشوش عليها، لحرمان الجانب المعادى من الحصول على معلومات عن الأهداف المطلوب تدميرها، وكذلك حرمانه من أن يصحح نيران مدفعيته، وإصابة الأهداف بدقة.



    2. الحرب الإلكترونية بين الحرب العالمية الأولى والثانية:



    أجرت عدة دول تجارب على قيام الطائرات بتوجيه القنابل لاسلكياً. وفي الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي تطورت أجهزة الإرسال بدرجة كبيرة، وأُنتجت أجهزة استقبال ذات حساسية عالية، وهوائيات دقيقة التوجيه، وهو ما أدى إلى التفكير في التداخل اللاسلكي لإفشال أعمال التوجيه.



    وفي هذا الوقت، بدأت التطبيقات العملية للظواهر المكتشفة عام 1900، صدى الصوت؛ إذ كان عندما يرفع الصوت، ويسمع صدى في الإجابة، يعرف أن الصوت وصل حائطاً بعيداً، أو حاجزاً، ولا بد أنه انعكس من المكان نفسه. وهكذا، بدأ تطبيق تحديد المكان لأي جسم متحرك، مثل سفينة في البحر، إذ يمكن من تحديد مسافة تحركها في زمن محدد، وحساب سرعتها؛ ففي البداية، يحدد مكان الهدف المتحرك وتوقيته في موقع ما، ثم بعد فترة زمنية محددة، يعاد تحديد مكان الهدف وتوقيته في موقع آخر، وبحساب المسافة التي تحركها الهدف، بين الموقعين الأول والثاني، والزمن الذي استغرقه في قطع هذه المسافة، تحدد سرعة الهدف من المعادلة الآتية:






    السرعة = المسافة / الزمن




    وقد طبق العاملون في معمل أبحاث البحرية الأمريكية ذلك، خلال تجارب اكتشاف الرادار عام 1922. وفي عام 1934، كان جهاز الرادار الأمريكي، قادراً على اكتشاف الطائرات على مسافة 50 ميلاً؛ وفي هذه الفترة، كان هناك عمل مشابه، ينفذ في بريطانيا وألمانيا. وبحلول شهر يونيه 1935، أُنتج أول رادار نبضي للبحرية البريطانية، يمكنه كشف الأهداف حتى مدى 17 ميلاً. وفي مارس 1936، أُنتج جهاز مماثل معّدل بمدى كشف 75 ميلاً. وهكذا، تطور تصنيع الرادارات على المسرح الأوروبي، وفي الولايات المتحدة الأمريكية .


    يتبع

  2. #2
    خامساً: أهمية تكامل أنظمة الحرب الإلكترونية

    أضاف تخصيص طائرات خاصة لأعمال الحرب الإلكترونية بعداً جديداً تمثل في استخدام أنظمة متكاملة للحرب الإلكترونية INEWS Integrated Electronic Warfare System، اشتملت على جانب من عالم الحرب الكهروبصرية؛ إذ يستخدم الليزر، والأشعة تحت الحمراء، والتليفزيونية في النظام "ترام"
    Target Recognition Attack Multi-Sensors TRAM أي نظام تمييز الأهداف متعدد المستشعرات؛ لأغراض الهجوم. يستخدم النظام ترام المحمول جواً أجهزة للرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء Forward Looking Infrared: FLIR؛ لتظهر الصورة على شاشة تليفزيونية بكابينة الطيار في تكامل مع أنظمة تحديد المدى بأشعة الليزر من طريق إضاءة الهدف ليزرياً، كما يوجد في مقدمة الصاروخ آلة تصوير تليفزيونية تعمل في مستوى الضوء المنخفض Low Light Level TV: LLLTV ترسل صوراً واضحة إلى الطائرة، لتستخدم في أغراض التوجيه التليفزيوني، وذلك مع وجود جهاز تسجيل خاص، تسجل عليه صور الأهداف بالفيديو لاستعادتها فورياً؛ لأغراض المقارنة والتطابق مع الأهداف الحقيقية المطلوب تدميرها، وكذلك لتقدير كفاءة الضرب، وهو ما يسمى"نظام دمج المعلومات" Data Fusion.
    هكذا، يسمح النظام "ترام" الموجود في الطائرة EA-6B بتمييز الأهداف التي تظهر بالرادار مع إمكانية توجيه ضربة بالأسلحة الموجهة ـ بأشعة الليزر، بالتليفزيون، بالأشعة تحت الحمراء ـ بدقة متناهية، في الوقت الذي تنفذ فيه الطائرة مناورات عالية فوق الهدف، ويؤدي استخدام الأسلحة الذكية Smart Weapons إلى الإصابة الدقيقة من الطلقة الأولى؛ إذ إن الطائرة لا تستطيع، في ظروف الدفاع الجوي بأنظمته الحديثة، أن تتمهل في منطقة الهدف، أو أن تعاود الكرة مرة أخرى؛ إذ يغدو الثمن غالياً.

    ولا شك في أن حمل الطائرة للأسلحة الذكية باستخدام أسلوب "أطلق وانسَ"Fire and Forget يحميها ويساعدها على تفادي الأسلحة المعادية. وهكذا، يساعد النظام "ترام" على تحسين الأداء، وزيادة القدرة على العمل بكفاءة في ظل وجود التهديدات الكثيفة والمعقدة.

    من أشكال الدعم بالحرب الإلكترونية في الحروب الحديثة، أنه يمكن لطائرات القتال المجهّزة بمعدات الحرب الإلكترونية، أن تعمل مصاحبة للطائرات المقاتلة القاذفة أثناء قيامها بالاختراق العميق؛ لستر تقدمها بأعمال الإعاقة الإلكترونية المصاحبة Escort Jamming ضد رادارات الدفاع الجوي المعادي، وهي ما تعرف بالمساندة الإلكترونية القريبة، أو من خلال المساندة بالإعاقة الإلكترونية البعيدة باستخدام طائرات الحرب الإلكترونية من مظلات بعيدة عن مرمى الدفاع الجوي المعادى، يطلق عليها Stand-Off Jamming، ويتوقف ذلك على متطلبات تحقيق المهمة، ففي الوقت الذي تفضل فيه القوات البحرية النوع الثاني Stand-Off Jamming فإن القوات الجوية تفضل النوع الأول من أعمال المساندة الإلكترونية Escort Jamming، وهي مهمة الحراسة، والمرافقة بأعمال الدعم الإلكتروني.

    سادساً: أقسام الحرب الإلكترونية

    تعتمد تكتيكات الحرب الإلكترونية على استخدام وسائل ونظم إلكترونية تتيح استغلال الحيز الكهرومغناطيسي لصالح طرف وحرمان الطرف الآخر أو خداعه عن استغلال هذا الحيز، وهو ما أدى إلى تقسيم الحرب الإلكترونية إلى الأقسام التالية:

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    1. الإجراءات الإلكترونية المضادة Electronic Counter Measures ECM:

    وهي تعني تنفيذ الأعمال الآتية:

    أ. أعمال الإعاقة الإلكترونية الإيجابية والسلبية.

    ب. أعمال التدمير للنظم، والوسائل، والمعدات الإلكترونية المعادية.

    2. أعمال الاستطلاع الإلكتروني Electronic Reconnaissance

    وهو ما يطلق عليه اسم "المساندة الإلكترونية" Electronic Support Measures ESM.

    ويُطلق عليه الاستطلاع الإلكتروني للنظم الإلكترونية المعادية أو أعمال المساندة الإلكترونية، إذ يؤدي الاستطلاع الإلكتروني دوراً إستراتيجياً في تحديد تكتيكات العدو، وإمكاناته، وأهدافه، وينفذ خلال السلم والحرب، وقبل العمليات وأثناءها من خلال النظم والمعدات الإلكترونية ذات التقنية العالية التي تزود بها الطائرات، والسفن، والأقمار الصناعية. ويكشف الاستطلاع الإلكتروني، على المستوى التكتيكي، نوع دفاعات العدو، وإمكاناته، وقدراته من الأسلحة، ومعدات القتال، فضلاً عن تقويم النظم، والوسائل، والمعدات الإلكترونية؛ بما يساعد على تطوير معدات الحرب الإلكترونية الصديقة وإعادة برمجتها؛ لمواجهة النشاط الإلكتروني المعادي.

    لا شك أن الاستطلاع الإلكتروني، يُعد حالياً، من أهم مصادر الحصول على المعلومات وأحدثها في معظم جيوش العالم، وقد تطور بشكل كبير جداً؛ نتيجة للتطور الهائل في تكنولوجيا الإلكترونيات، واعتماده على الخصائص الفنية للموجات الكهرومغناطيسية، التي يسهل متابعتها، فضلاً عن أن المعدّات الإلكترونية أصبحت إحدى السمات المميزة للحروب الحديثة، كما أن الاستطلاع الإلكتروني يُعد كذلك إحدى سمات هذه الحروب في مجال الحصول على المعلومات.

    3. الأعمال الإلكترونية المضادة لإجراءات الحرب الإلكترونية المعادية

    Electronic Counter Counter Measures ECCM

    تعني التأمين الإلكتروني للنظم، والوسائل الإلكترونية الصديقة من أعمال الحرب الإلكترونية المعادية، وتشتمل على ما يلي:

    أ. إجراءات مقاومة الاستطلاع الإلكتروني المعادي.

    ب. وقاية النظم، والوسائل، والمعدات الإلكترونية الصديقة من الإعاقة الإلكترونية المعادية.

    ج. وقاية النظم، والوسائل، والمعدات الإلكترونية الصديقة من وسائل التدمير المعادية الموجهة إلكترونياً، أو المضادة لمصادر الإشعاع الكهرومغناطيسي.

    د. المراقبة الإلكترونية للإشعاعات الكهرومغناطيسية الصديقة، وهي تعني الآتي:

    (1) منع التعارض الكهرومغناطيسي للنظم، والوسائل الإلكترونية الصديقة من التداخل الصديق الذي يحدث نتيجة لسببين رئيسيين:

    (أ) أن عددا كبيراً من النظم والوسائل الإلكترونية الصديقة يعمل في مساحات محددة في وقت واحد، وبكثافة عالية.

    (ب) عدم التزام بعض القوات، بتعليمات التأمين الإلكتروني في تشغيل النظم والوسائل الإلكترونية، مثل استخدام إحدى الوحدات ترددات لاسلكية مخصصة لوحدة أخرى؛ فيحدث التداخل الكهرومغناطيسي.

    (2) أدى ذلك إلى إضافة مهمة جديدة للقادة والقيادات على مختلف المستويات، هي:

    (أ) التنظيم الفني والتكتيكي للنظم والوسائل الإلكترونية، لضمان منع هذا التعارض الكهرومغناطيسي أثناء تشغيل الوسائل الإلكترونية الصديقة.

    (ب) تشكيل عناصر مراقبة إلكترونية مهمتها التأكد الدائم من التزام القوات بتعليمات التشغيل الفني والتكتيكي من خلال استخدام معدات إلكترونية؛ لقياس النشاط الإشعاعي الصديق ومراقبته، في منطقة عمل القوات، إضافة إلى اكتشاف أي إشعاع أجنبي يبث داخل المنطقة.


    المبحث الثاني : الأعمال الإلكترونية المضادة ECM




    الأعمال أو الإجراءات الإلكترونية المضادة ECM Electronic Counter Measures تعني اكتشاف النظم الإلكترونية؛ لسيطرة العدو على قواته، وأسلحته، ومعداته؛ لتحديد حجم، قواته وأوضاعها، ووسائل إنتاج النيران، بهدف شلّه، أو إفقاده سيطرته على قواته، وأسلحته، بأعمال الإعاقة الإلكترونية، أو بأعمال التدمير لهذه النظم، وذلك لتقليل فاعلية الاستخدام القتالي لقواته، وتقليل كفاءة أسلحته التدميرية في إصابة أهدافها من خلال الأعمال أو الإجراءات الإلكترونية الآتية:
    الإعاقة الإلكترونية للنظم الإلكترونية اللاسلكية/ الرادارية/ والكهروبصرية/ والصوتية/ والحاسبات الآلية المعادية.
    تدمير النظم الإلكترونية المعادية باستخدام النبضة الكهرومغناطيسية EMP، أو أسلحة الطاقة الموجهة DEW.



    أولاً: مفهوم الإعاقة الإلكترونية



    تُعد إعاقة نظم العدو ووسائله الإلكترونية، أحد الإجراءات الإلكترونية المضادة Electronic Counter-Measures: ECM المهمة التي تقوم على فكرة إعاقة تشغيل النظم، والوسائل الإلكترونية المعادية بأنواعها المختلفة من خلال التأثير على كفاءتها في أداء مهامها الوظيفية بأساليب الإعاقة الإلكترونية الآتية:



    الإعاقة الإلكترونية الإيجابية: وتعتمد في إعاقة تشغيل النظم والوسائل الإلكترونية المعادية المختلفة (لاسلكية، رادارية، كهروبصرية... إلخ) على خاصية التقاط أجهزة الاستقبال للإشارات المرغوبة، والإشارات الأخرى غير المرغوبة التي تكون على التردد نفسه.



    الإعاقة الإلكترونية السلبية: تعتمد الإعاقة السلبية في إعاقة تشغيل النظم والوسائل الإلكترونية المعادية المختلفة على خاصية انعكاس الإشعاعات الكهرومغناطيسية؛ سواء من الأجسام المرغوبة، أو غير المرغوبة التي تصطدم بها لترتد مرة أخرى إلى أجهزة استقبال هذه النظم والوسائل.



    1. الإعاقة الإلكترونية الإيجابية



    أ. تعريف الإعاقة الإلكترونية الإيجابية



    هي عملية توجيه حزمة من الأشعة الكهرومغناطيسية المتعمدة إلى مستقبلات النظم والوسائل الإلكترونية المعادية؛ للتأثير على أدائها بتعميتها، أو خداعها بهدف شل، عملها وإرباكه.
    وببساطة شديدة، يمكن القول، بأن الإعاقة الإلكترونية الإيجابية هي عملية إرسال إشعاع متعمد لموجات كهرومغناطيسية يتم إصداره من جهاز ما ـ لاسلكي، راداري،... الخ ـ وتوجيهه في اتجاه جهاز استقبال معين؛ بغرض فرض هذا الشعاع دون سواه على هذا المستقبل.



    ب. العوامل المؤثرة على مدى فاعلية الإعاقة الإلكترونية الإيجابية



    (1) العلاقة بين قدرة محطة الإعاقة، وقدرة جهاز الإرسال المعادي.
    (2) العلاقة بين مسافة محطة الإعاقة، ومسافة جهاز الإرسال المعادي، بالنسبة لجهاز الاستقبال المعادي.
    (3) العلاقة بين قوة الإشارة المستقبلة من محطة الإعاقة، وقوة الإشارة المستقبلة من جهاز الإرسال المعادي عند نقطة التقاط هوائي جهاز الاستقبال المعادي.
    (4) نوع الهوائيات المستخدمة في كل من محطة الإعاقة، وجهاز الاستقبال المعادي ـ استخدام هوائيات موجهة/ غير موجهة.
    وهذه العوامل تعني أنه كلما زادت قدرة الإعاقة بالنسبة لقدرة إشارة جهاز الإرسال المعادي الواصلة لجهاز الاستقبال، ازداد تشويه هذه الإشارة، وعندما تصل قدرة الإعاقة إلى حد معين، تضيع الإشارة نهائياً، ولا يمكن تمييزها بجهاز الاستقبال، والإعاقة التي يمكنها إخماد الإشارات بأقل نسبة قدرة، تُسمى "بالإعاقة القصوى".



    ج. مراحل الإعاقة الإلكترونية الإيجابية



    (1) مرحلة البحث: وفيها تستخدم محطة بحث إلكتروني تكون مهمتها مسح الحيز الكهرومغناطيسي المتوقع أن تعمل فيه الأهداف الإلكترونية المعادية؛ لالتقاط الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر من هذه الأهداف، ثم تقدر أهميتها، وتبعيتها، وترسل بياناتها إلى عناصر التحديد؛ لتعيين أماكنها.



    (2) مرحلة تحديد موقع الهدف: وفيها تستخدم محطات تحديد الاتجاه لرصد زوايا الهدف وتبلغها إلى مركز التحديد؛ لتحديد مكان الهدف على الخريطة، وتبليغ إحداثياته إلى جهات البحث والتوجيه الإلكتروني.



    (3) مرحلة توجيه الإعاقة: وفيها توجه محطة البحث والتوجيه محطات الإعاقة الإلكترونية على الهدف المراد إعاقته، بإعطائها البيانات الفنية الدقيقة للهدف، وكذلك اتجاهه، ومكانه من موقع محطة الإعاقة، والتأكد من تمام تمييزها لهذا الهدف، والقبض عليه.



    (4) مرحلة تنفيذ الإعاقة: وتبدأ بعد تمييز الهدف، طبقاً لبيانات محطة البحث والتوجيه، تنفذ محطة الإعاقة أعمال الإعاقة ضد الهدف.



    (5) مرحلة مراقبة مفعول الإعاقة: وفيها تراقب محطة البحث، والتوجيه مدى تأثير الإعاقة على الهدف المعادي، واكتشاف أي تغيير في بياناته الفنية (تردد، نداءات،... الخ)، للهروب من الإعاقة، وبالتالي تبلغ هذه البيانات أولاً بأول لمحطات الإعاقة؛ لإعادة دورة الاشتباك بالإعاقة، طبقاً للبيانات الجديدة.



    2. الإعاقة الإلكترونية السلبية



    أ. تعريف الإعاقة الإلكترونية السلبية



    هي عملية انعكاس متعمد للإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر من أجهزة إرسال النظم والوسائل الإلكترونية المعادية، وخاصة الرادارية، نتيجة لإجبارها على الاصطدام بأجسام معينة دون سواها، فيرتد هذا الشعاع مرة أخرى نحو مستقبلات هذه النظم، والوسائل المعادية، مسبباً إرباكها، وتقليل كفاءتها، في تنفيذ مهامها.



    ب. مزايا أعمال الإعاقة الإلكترونية السلبية



    (1) يمكن تنفيذها دون الحاجة إلى المعرفة الدقيقة لأماكن وسائل العدو الإلكترونية.
    (2) يجري عملها مع بدء قيام النظم والوسائل الإلكترونية المعادية في العمل.
    (3) تحتاج أعمال الإعاقة الإلكترونية فقط إلى معرفة الاتجاه.



    ثانياً: أعمال الإعاقة اللاسلكية والرّادارية:



    1. أعمال الإعاقة اللاسلكية :



    تستخدم الإعاقة اللاسلكية في الإخلال بمواصلات العدو اللاسلكية، واللاسلكية متعددة القنوات، وتنقسم إلى:



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أ. الإعاقة اللاسلكية الإيجابية



    يُقصد بالإعاقة اللاسلكية الإيجابية، ذلك الإشعاع الكهرومغناطيسي المتعمد الذي يوجه ضد مستقبلات الأجهزة والمحطات اللاسلكية المعادية، والتي بالتأثير عليها، تُفقد العدو سيطرته على قواته.
    ولضمان تنفيذ إعاقة لاسلكية مؤثرة، لا بد أن تتطابق الإعاقة على الإشارة اللاسلكية المستقبلة.
    وتنقسم الإعاقة اللاسلكية طبقاً للتطابق بين الإشارة والإعاقة إلى:



    (1) الإعاقة الموضوعية Spot Jamming: هي التداخل اللاسلكي الذي يهدف إلى إخماد مواصلة لاسلكية واحدة، ولا يزيد حيز ترددات الإعاقة الموضوعية عن عرض النطاق الترددي، للإشارة المراد إعاقتها.



    (2) الإعاقة بالغلالة Barrage Jamming: هي الإشعاع اللاسلكي في حيز ترددات واسع، قد تعمل فيه عدة محطات لاسلكية معادية يراد إعاقتها.



    (3) الإعاقة الزاحفة نقطة متحركة في حيز Sweep Jamming: وتكون بإشعاع طاقه كهرومغناطيسية مركزة في حيز تردد ضيق في زمن معين، ثم الانتقال إلى تردد آخر مجاور.
    وتنقسم الإعاقة اللاسلكية الإيجابية، طبقاً لطريقة التحكم ـ توجيه الإشعاع ـ إلى :



    (1) إعاقة موجهة: وتكون بتركيز الطاقة المشعة في اتجاه الهدف المراد إعاقته.
    (2) إعاقة غير موجهة: وتكون بإنتاج الطاقة المشعة في جميع الاتجاهات بالتساوي.



    وتنقسم الإعاقة اللاسلكية الإيجابية طبقاً لدرجة التأثير إلى:



    (1) إعاقة كاملة "إخماد": تشوه فيها 50% من المعلومات المستقبلة، ويصبح الاستقبال مستحيلاً، حيث تقلل كفاءة الاستقبال، بدرجة تصل إلى 90% من الإشارة الأصلية.
    (2) إعاقة قوية: تسبب فقد 30% من المعلومات.
    (3) إعاقة ضعيفة: تسبب فقد 15% من المعلومات.



    ب. الإعاقة اللاسلكية الإيجابية الخداعية


    وتجري باستخدام إشارات لاسلكية مدبرة تحمل معلومات خداعية.


  3. #3
    ثالثاً: تأثير النبضة الكهرومغناطيسية Electromagnetic Pulse

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    1. طرق اختراق النبضة للمعدات الإلكترونية

    تخترق النبضة الكهرومغناطيسية الأنظمة الإلكترونية، بطرق متعددة مباشرة أو غير مباشرة:

    أ. تُعد الهوائيات من أخطر وسائل التقاط التيار الكهربي الناتج عن تأثير النبضة وتمريره إلى الأجهزة والأنظمة الإلكترونية المتصلة بها.

    ب. خطوط التوصيل الطويلة.

    ج. كابلات التليفونات، والكابلات المدفونة تحت الأرض.

    د. كابلات التغذية.

    هـ. الاختراق المباشر لجسم المعدة.

    و. الفتحات والشبابيك في الأنظمة، والمعدات، والمنشآت.

    2. تأثير النبضة الكهرومغناطيسية على الدوائر الإلكترونية

    نظراً لارتفاع مستويات الطاقة الناتجة عن النبضة الكهرومغناطيسية، عن مستويات طاقة إتلاف الوصلات Junctions، تسبب طاقة النبضة الكهرومغناطيسية تأثيرات ضارة عديدة للأنظمة الإلكترونية المعرضة، منها:

    أ. عدم انتظام، دائم أو لحظي، للدوائر الإلكترونية.

    ب. انخفاض مستوى الأداء، أو إحراق للمكونات الإلكترونية للدوائر، مما يسبب عطلاً مباشراً للنظم والمعدات.

    ج. يحدث ذلك؛ إما بالانهيار Break Down، أو بالانصهار، أو بفتح الروابط الداخلية لدوائر الأنظمة.

    التأثير التدميري للنبضة الكهرومغناطيسية، هو تأثير حراري الأصل؛ إذ يسبب انصهار الأجزاء الضعيفة في هذه المكونات.

    تتأثر جميع مكونات الدوائر، والأجهزة الإلكترونية: مقاومات، ترانزستورات، مكثفات، ملفات، دوائر متكاملة، موحدات، دوائر الميكروويف، صمامات القدرة.... إلخ.

    تكون المعدات التي تعمل بالصمامات المفرغة Vacuum Tubes أقل المعدات الإلكترونية تأثراً، بينما تكون التي تعمل بالدوائر الرقمية والحاسبات الآلية أكثرها تعرضاً؛ نظراً لسرعة استجابتها لأي جهود طفيفة. ويؤثر ذلك على أداء الدوائر، أو ثباتها، وذلك بانتقالها إلى ظروف تشغيل أخرى، مثل التوقف التام Cut-Off، أو التشبع Saturation.

    ظهرت حديثاً أسلحة الطاقة الموجهة Directed Energy Weapons ولها التأثير المدمر نفسه.

    3. تأثير النبضة الكهرومغناطيسية على انتشار الموجات اللاسلكية

    أ. تسبب تشتت في المجال الكهرومغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى إنتاج نوع آخر من النبضات الكهرومغناطيسية.

    ب. تنتج أحزمة إلكترونية صناعية تبقى لعدة شهور، حيث تؤثر جرعتها الأيونية على كفاءة انتشار الموجات اللاسلكية.

    ج. تغيير مستويات الامتصاص، والشوشرة.

    د. ظهور تداخلات مختلفة ناتجة عن انتشار الموجات اللاسلكية في مسارات متعددة، وهو ما يعرف بظاهرة "الخفوت" Fading.

    هـ. ظهور طبقة متأينة داخل طبقات الجو العليا تبقى لعدة ساعات، أو أيام، تكون مصدراً للشوشرة، ولامتصاص الترددات اللاسلكية.

    و. حدوث تداخلات على الترددات العالية جداً، وفوق العالية، فضلاً عن إضعاف الترددات المتوسطة، والعالية.

    4. تأثير النبضة الكهرومغناطيسية على انتشار موجات الميكروويف

    أجمعت المصادر العلمية المتاحة على أن هناك تأثيراً على الترددات الأقل من واحد جيجاهيرتز. ويحتمل أن يكون هناك تأثير محدود على حيز الترددات الأعلى من واحد جيجاهيرتز، ويضمحل التأثير كلما ازداد التردد في الحيز.

    ويشترط للتأثير على الموجات الكهرومغناطيسية من النبضة الكهرومغناطيسية أن يكون التفجير النووي من ارتفاعات عالية.

    رابعاً: أعمال التدمير للأهداف الإلكترونية المعادية

    المقصود بتدمير المعدات الإلكترونية، هو: "القضاء، أو الاستيلاء، أو التعطيل الجزئي للنظم والوسائل الإلكترونية؛ سواء المستخدمة في نظم القيادة والسيطرة على القوات، أو المستخدمة في الكشف، والتوجيه، والتحكم لأسلحة القتال في حالة عدم جدوى فاعلية الإعاقة الإلكترونية في التأثير عليها، وعندئذ يكون التدمير هو الوسيلة الرئيسية ضد نظم القيادة والسيطرة الإلكترونية المعادية".

    يستخدم في أعمال التدمير، أو الاستيلاء على مراكز سيطرة العدو، ووسائله الإلكترونية، كل من: "المدفعية، والطيران، وقوات الإبرار الجوي والبحري التكتيكي، والوحدات الخاصة، وجماعات الاستطلاع، فضلاً عن ذلك يمكن تخصيص هذه المهمة للمفارز بأنواعها المختلفة.

    لا يمكن تنفيذ مهام تدمير أهداف العدو الإلكترونية بنجاح إلا في حالة معرفة إحداثيات تمركزها بدقة عالية، التي يمكن الحصول عليها من معلومات مختلف أنواع الاستطلاع.

    تحدد الوسائل الإلكترونية المطلوب تدميرها، تبعاً لمكانها، ودورها في النظام الإلكتروني لسيطرة العدو على قواته، وأسلحته، ومهماته، التي تشتمل على أهم الأهداف والوسائل الإلكترونية المعادية الآتية:

    1. مراكز القيادة للسيطرة والإنذار، ورادارات إدارة النيران.

    2. أهم مراكز الإشارة، مراكز الإرسال اللاسلكي، المحطات اللاسلكية ومحطات اللاسلكي متعدد القنوات المنفصلة.

    3. وحدات ومراكز الإعاقة الإلكترونية

  4. #4
    المبحث الثالث




    أعمال المساندة الإلكترونية
    وأعمال مقاومة الحرب الإلكترونية المعادية ESM/ ECCM




    أولاً: أعمال المساندة الإلكترونية ESM "الاستطلاع الإلكتروني"

    1. تعريف الاستطلاع الإلكتروني

    مراقبة النظم والوسائل الإلكترونية المعادية، وتحليل مدلولاتها الفنية؛ لصالح أعمال الإعاقة الإلكترونية خلال العمليات، وتحليل مدلولاتها التكتيكية؛ لصالح أعمال قتال القوات الصديقة، وهو العمل الذي تتحقق من خلاله المراقبة المستمرة للقوات المعادية.

    2. مزايا الاستطلاع الإلكتروني

    أ. يحقق عمقاً استطلاعياً كبيراً، بصرف النظر عن الوقت من السنة، واليوم، وحالة الجو.

    ب. يحقق السرية، والسرعة في الحصول على المعلومات، والاستمرار بالمقارنة بأنواع الاستطلاع الأخرى.

    ج. أقل أنواع الاستطلاع تعرضاً لتهديدات العدو؛ إذ إنه يعمل من داخل أراضي القوات الصديقة.

    د. يحقق المراقبة المستمرة لأي تغييرات تحدث في نظم السيطرة الإلكترونية المعادية، وبالتالي، لنشاط قواته، الأمر الذي يمَكِّن من جمع المعلومات عن العدو بطريقة منتظمة ومتتالية.

    3. عيوب الاستطلاع الإلكتروني

    أ. تتوقف فاعليته على مدى كثافة تشغيل العدو لوسائله الإلكترونية.

    ب. تعرض وسائل الاستطلاع الإلكتروني للتداخل، والشوشرة الطبيعية، وكذلك المدبرة.

    ج. صعوبة التمييز بين المعلومات الإشعاعات الحقيقية، والخداعية.

    د. تقليل فترة تشغيل الوسائل الإلكترونية المعادية، يجعل من الصعب قياس الخواص الفنية للإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة منها، وبالتالي يصعب تحديد أماكن تلك الوسائل.

    4. أنواع الاستطلاع الإلكتروني

    أصبح الاستطلاع الإلكتروني أحد المعالم الرئيسية في الحرب الحديثة، ويمكن تقسيمه إلى خمسة أنواع رئيسية كما يلي:

    أ. الاستطلاع اللاسلكي.

    ب. الاستطلاع الراداري.

    ج. الاستطلاع الكهروبصري "تليفزيوني/ حراري/ ليزري/ بصري".

    د. الاستطلاع الصوتي.

    هـ. استطلاع الحاسبات الإلكترونية.

    في أغلب الدول يقتصر الاستطلاع الإلكتروني على نوعين رئيسيين هما: الاستطلاع اللاسلكي، والاستطلاع الراداري. وينفذ؛ سواء من وسائل أرضية، أو محمولة بحراً/ جواً.

    أ. الاستطلاع اللاسلكي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تزايد الاهتمام بالاستطلاع اللاسلكي في الوقت الحاضر؛ ويرجع ذلك إلى المعلومات التي يسهل الحصول عليها؛ نتيجة للتطور التكنولوجي في مجال الإلكترونيات، وتزايد الاستخدام للمعدات الإلكترونية في الجيوش الحديثة، ويرجع ذلك للمزايا المهمة التي يحققها هذا النظام، فبمقدور معدات الاستطلاع اللاسلكي الحديثة الأرضية، أو المحمولة جواً/ بحراً/ براً، كشف مواقع القوات المعادية وتحركاتها من خلال تحليل البصمات الإلكترونية Electronic Signatures المختلفة
    .
    يحقق التحليل الفني للإشعاع الكهرومغناطيسي المعادي ـ متابعة مسار الموجات اللاسلكية في الفضاء ـ رصيداً من المعلومات عن إمكانات العدو، وأوضاعه القتالية، يطلق عليه استخبارات الاتصالات Communication Intelligence: COMINT، التي في مقدورها مراقبة النشاط الكهرومغناطيسي المعادي، واعتراضه.

    (1) أهم الأهداف الرئيسية للاستطلاع اللاسلكي:

    هي الشبكات، والاتجاهات اللاسلكية، واللاسلكي المتعدد القنوات المعادية والمستخدمة في السيطرة.

    (2) عناصر الاستطلاع اللاسلكي تتكون من:

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    الّتنصّت اللاسلكي



    هو الطريقة التي تُراقب بها الاتصالات اللاسلكية المعادية، للحصول منها على المعلومات التكتيكية، والفنية، ويتكون من:


    (أ) البحث اللاسلكي

    البحث عن الترددات في الحيز الذي يحتمل أن يستخدم في تشغيل وسائل الاتصال اللاسلكية المعادية، المطلوب اكتشافها، والحصول على معلوماتها.
    يتم البحث إما دائريا، باستخدام هوائيات غير موجهة، أو بالاتجاهات، باستخدام هوائيات موجهة في قطاع معين، يحتمل أن توجد به وسائل الاتصال اللاسلكية المعادية المراد استطلاعها.

    (ب) المتابعة اللاسلكية

    المتابعة المستمرة: بالنسبة للأهداف اللاسلكية المعادية المهمة.

    المتابعة على فترات: بالنسبة للأهداف اللاسلكية المعادية الأقل أهمية.

    المتابعة للاختبار: بالنسبة للأهداف اللاسلكية المعادية الثانوية، للتأكد من عدم تغيير هذه الشبكات، أو الاتجاهات، لمدلولاتها الفنية، أو أماكن وجودها.

    (ج) مركز تحديد الاتجاه اللاسلكي وتعيين المكان

    يُحدد اتجاه الشبكات، والاتجاهات اللاسلكية المعادية بهدف تحديد أماكن وجودها، وذلك من خلال استخدام أجهزة تحديد الاتجاه اللاسلكي، والاتجاه، يعني الزاوية المحصورة بين الشمال الجغرافي، أو المغناطيسي، الذي يمر بموقع جهاز تحديد الاتجاه اللاسلكي، والخط الواصل إلى المحطة اللاسلكية المعادية العاملة، وتحسب الزاوية في اتجاه عقارب الساعة.
    لتحديد الاتجاه اللاسلكي، يستخدم أكثر من جهاز تحديد اتجاه "جهازان فأكثر"، وتحتل الأجهزة مواقعها على مسافات محددة فيما بينها، وتُسمى هذه المسافة "قاعدة تحديد الاتجاه اللاسلكي".
    هنالك أنواع حديثة من وسائل تحديد المكان تعمل بواسطة جهاز واحد من مكان واحد باستخدام تكنولوجيا متقدمة.

    (د) تحليل المعلومات اللاسلكية

    تصنف المعلومات المتحصل عليها من أعمال البحث، والتحديد، والتنصت اللاسلكي، إلى معلومات خاصة بالقوات البرية، وأخرى خاصة بالقوات البحرية، وكذلك بالنسبة للقوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي. وبتحليل هذه المعلومات، يتم الحصول على نوعين من المعلومات، أحدهما فني، والآخر تكتيكي.

    (3) التطور المنتظر في نظم ووسائل الاستطلاع اللاسلكي

    (أ) تجهيز هوائي مناسب شديد الحساسية.

    (ب) استخدام هوائي موجه يستخدم مع المواقع الثابتة.

    (ج) توافر نظام فرعي للمسح والاختبار آلياً، مثل التحليل الفني، باستخدام الحاسبات الآلية.

    (د) مراقبة للإشارات المتبادلة آلياً "متابعة للإشارات المتبادلة"، باستخدام الحاسبات الآلية.

    ب. الاستطلاع الراداري، ويعرف باسم "الاستخبارات الإلكترونية" Electronic Intelligence: ELINT

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي






    نظرا لأهمية أعمال الكشف الراداري في الوحدات، والتشكيلات، سواء في القوات البرية، أو البحرية، أو الجوية، أو الدفاع الجوي، ظهرت، أهمية عنصر الاستطلاع الراداري المكلف باستطلاع رادارات العدو، سواء ما كان منها أرضياً، أو محمولاً بحراً، أو محمولاً جواً.
    تجمع معلومات الاستطلاع الإلكتروني، وتحلل، وتخزن عن الرادارات المعادية من واقع بصماتها الخاصة التي تحدد تردد الإرسال، التي يمكن أن نستخلص منها مقدرة الرادار ونظام عمله، والمعدل التكراري للنبضات Pulses Repetition Frequency: PRF، وبذلك فإن بصمة كل رادار معادي يعمل لإدارة النيران، أو الملاحة، أو المراقبة، يتم تجميعها، وتحليلها، وتخزينها، ثم تستمر معدات الاستطلاع الإلكتروني في مداومة المتابعة، والبحث على حيز التردد باستمرار، وتحديد البصمات المعادية، ومقارنتها بالبصمات المختزنة؛ للتعرف على ما يطرأ من متغيرات على الرادارات المعادية، وتحديث إحداثياتها؛ لرصد وهذه المتغيرات وتحليلها باستمرار.
    إن هذا النوع من أنواع الاستطلاع الإلكتروني يمكنه أيضا تحديد أماكن رادارات العدو، وذلك برصد عدة اتجاهات من أكثر من موقع تحديد راداري ـ لا يقل عن موقعين، ثم توقيع الزوايا الناتجة من كل موقع تحديد استطلاع راداري، على الخريطة، حيث يظهر موقع رادار العدو من تلاقي اتجاهات الزوايا في مثلث خطأ، وبنظرية تحديد الاتجاه اللاسلكي لمواقع الأجهزة اللاسلكية المعادية نفسها، تحدد إحداثيات موقع الرادار المعادي على الخريطة.

    أحدث نوع لأجهزة الاستطلاع الراداري هو المستخدم حالياً في طائرات خاصة تنفذ أعمال الاستطلاع لرادارات العدو باستخدام أجهزة التحذير الراداري؛ بهدف اكتشاف تردداتها وخواصها الفنية، ومن طريق أجهزة الإعاقة الموجودة بالطائرة؛ تنفذ أعمال الإعاقة ضد هذه الرادارات المعادية لحظة فور اكتشافها فوراً.

    كما تستخدم أجهزة الحاسب الآلي المتصلة بنظم الاستطلاع الإلكتروني الحديثة "أجهزة التحذير الراداري"، في التحديد الدقيق والفوري للتهديد الراداري المعادي؛ الذي يمكن، من خلاله، مقارنة بصمات الرادار المعادي ومطابقتها بالبصمات السابق تخزينها في مكتبة التهديدات بجهاز الحاسب بالطائرة، ثم توجه الأسلحة الحديثة المضادة للإشعاع الراداري نحو الرادار المعادي لتدميره، ومن هذه النُظُم، نظام تحديد الإحداثي، والقصف المحمول جواً Air Lunched Saturation System Missile: ALSS، ونظام التحديد الدقيق للباحث، والقصف Precision Emitter Location Strike System: PELSS، ونظام قياس المسافة Distance Measuring Equipment: DME، المستخدم في القوات الجوية الأمريكية، وجميعها نُظم متابعة وتدمير حديثة لا تتوافر إلاّ للدول المتقدمة.

    تتوافر لنظم الاستطلاع الراداري المحمولة جواً الإمكانات التالية:

    (1) الارتفاع: يزيد ارتفاع الطائرة مدى كشف جهاز الاستطلاع الراداري لرادارات العدو؛ إذ يصبح هناك خط رؤية مباشرة بين هوائي الرادار المعادي، وهوائي جهاز الاستطلاع الراداري بالطائرة.

    (2) السرعة واتساع مساحة المنطقة المعادية: لاكتشاف عدد كبير من رادارات العدو؛ وذلك لقدرة الطائرة على القيام بهذا المسح في زمن أقل بكثير من باقي الوسائل الأرضية، أو المحمولة بحراً.

    (3) تنفذ الطائرات المجهزة بهذا النوع من الأجهزة أعمال الاستطلاع الراداري داخل الأراضي الصديقة، ومن مسارات مؤمنة بعيدة عن مرمى مدفعية العدو، وصواريخه، وعلى ارتفاع معين يحدد بحسابات خاصة.

    التطور المنتظر في نظم ووسائل الاستطلاع الراداري

    (1) توافر أجهزة تغطي الحيز من 1-40 جيجا سيكل.

    (2) توافر إمكانية مسح حيز التردد بسرعات مختلفة آليا أو يدويا.

    (3) درجة عالية من الدقة والحساسية للمعدات.

    ج. الاستطلاع الكهروبصري

    تنقسم نظم ووسائل الاستطلاع الكهروبصري إلى:

    (1) المستشعرات الحرارية

    تعتمد المستشعرات الحرارية على اكتشاف الإشعاعات الحرارية التي تصدر عن الأجسام، بصرف النظر عن ظروف الإضاءة، والطقس. وقد أدى التطور التكنولوجي في مجال المستشعرات الحرارية إلى استخدام خواص الإشعاع الذاتي الحراري للأجسام؛ لإنتاج العديد من معدات الرؤية الليلية والاستشعار الحراري؛ إذ تجمع أجهزة الكشف والتصوير الحراري؛ سواء الأرضية، أو المحمولة جواً، أو بحراً الأشعة الصادرة من الأجسام، وتكون صورة حرارية للهدف، شبيهة إلى حد كبير، بالصورة الفوتوغرافية، وهذه المستشعرات أو آلات التصوير الحرارية، تعمل في الطول الموجي الذي يتراوح بين 8 و14 ميكروناً
    . وتستخدم هذه المستشعرات في بعض رؤوس الصواريخ الباحثة عن الصورة الحرارية، أي التعرف على الهدف من الصورة الحرارية له.
    هناك مستشعرات حرارية تعمل على اكتشاف حرارة الأجسام المتوهجة، مثل تلك المنبعثة من مولدات الكهرباء، أو عادم الطائرات، أو المركبات، أو اللهب المصاحب للصواريخ أثناء إطلاقها، وتعمل هذه المستشعرات في حيّز يتراوح بين 4 و5 ميكرونات، وغالباً ما تستخدم هذه المستشعرات في رؤوس الصواريخ؛ ليتم توجيهها إلى الحرارة المتوهجة المنبعثة من الجسم المراد تدميره، ويعرف هذا النوع من المستشعرات بالباحث عن الحرارة Heat Seeker.

    (2) المستشعرات الليزرية

    وتستخدم، أساسا، لكشف مكان العدو الذي يستخدم الإشعاعات الليزرية، وتحديد اتجاهه سواء في قياس المسافة، أو في إضاءة الأهداف لتوجيه النيران ضدها؛ إذ يلتقط المستشعر الليزري هذه الأشعة، ويعطي إنذاراً فورياً في اتجاه صدور هذا الإشعاع.
    تطورت هذه المستشعرات، وأصبحت تغطي حيز الترددات لأشعة الليزر بالكامل، وأصبح يطلق عليها اسم "أجهزة التحذير الليزري" Laser Warning Receiver: LWR، ومنها ما هو مركب في المركبات المدرعة، والدبابات، ومنها ما هو محمول جواً بطائرات القتال، ومحمول بحراً بالقطع البحرية، للتحذير ضد القصف المنشن ليزرياً.

    (3) آلات التصوير التليفزيوني

    منها ما يستخدم للتصوير الضوئي؛ إذ تعتمد آلة التصوير على الضوء المنعكس من الهدف المراد تصويره، وبالتالي، تتأكد درجة وضوح الصورة بمدى إضاءة الهدف.
    النوع الآخر من هذه الآلات ، وهو الذي طُور؛ ليستخدم في التصوير التليفزيوني الليلي؛ إذ يمكنها تصوير الأهداف في الظلام الحالك، ويطلق على هذا النوع Low Light Level TV: LLLTV، وتستخدم هذه النوعية، أساساً، في طائرات القتال الحديثة، وبعض القطع البحرية؛ لاكتشاف الأهداف المطلوب تدميرها ليلاً، أو في ظروف الرؤية الصعبة.

    (4) آلات التصوير البصرية

    هي آلات التصوير الفوتوغرافي باستخدام العدسات المكبرة Zoom، وأغلبها محمول جواً في طائرات الاستطلاع؛ لإعطاء صورة فوتوغرافية لأرض المعركة أثناء العمل في ظروف رؤية مناسبة.




    المبحث الثالث




    أعمال المساندة الإلكترونية
    وأعمال مقاومة الحرب الإلكترونية المعادية ESM/ ECCM




    أولاً: أعمال المساندة الإلكترونية ESM "الاستطلاع الإلكتروني"

    1. تعريف الاستطلاع الإلكتروني

    مراقبة النظم والوسائل الإلكترونية المعادية، وتحليل مدلولاتها الفنية؛ لصالح أعمال الإعاقة الإلكترونية خلال العمليات، وتحليل مدلولاتها التكتيكية؛ لصالح أعمال قتال القوات الصديقة، وهو العمل الذي تتحقق من خلاله المراقبة المستمرة للقوات المعادية.

    2. مزايا الاستطلاع الإلكتروني

    أ. يحقق عمقاً استطلاعياً كبيراً، بصرف النظر عن الوقت من السنة، واليوم، وحالة الجو.

    ب. يحقق السرية، والسرعة في الحصول على المعلومات، والاستمرار بالمقارنة بأنواع الاستطلاع الأخرى.

    ج. أقل أنواع الاستطلاع تعرضاً لتهديدات العدو؛ إذ إنه يعمل من داخل أراضي القوات الصديقة.

    د. يحقق المراقبة المستمرة لأي تغييرات تحدث في نظم السيطرة الإلكترونية المعادية، وبالتالي، لنشاط قواته، الأمر الذي يمَكِّن من جمع المعلومات عن العدو بطريقة منتظمة ومتتالية.

    3. عيوب الاستطلاع الإلكتروني

    أ. تتوقف فاعليته على مدى كثافة تشغيل العدو لوسائله الإلكترونية.

    ب. تعرض وسائل الاستطلاع الإلكتروني للتداخل، والشوشرة الطبيعية، وكذلك المدبرة.

    ج. صعوبة التمييز بين المعلومات الإشعاعات الحقيقية، والخداعية.

    د. تقليل فترة تشغيل الوسائل الإلكترونية المعادية، يجعل من الصعب قياس الخواص الفنية للإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة منها، وبالتالي يصعب تحديد أماكن تلك الوسائل.

    4. أنواع الاستطلاع الإلكتروني

    أصبح الاستطلاع الإلكتروني أحد المعالم الرئيسية في الحرب الحديثة، ويمكن تقسيمه إلى خمسة أنواع رئيسية كما يلي:

    أ. الاستطلاع اللاسلكي.

    ب. الاستطلاع الراداري.

    ج. الاستطلاع الكهروبصري "تليفزيوني/ حراري/ ليزري/ بصري".

    د. الاستطلاع الصوتي.

    هـ. استطلاع الحاسبات الإلكترونية.

    في أغلب الدول يقتصر الاستطلاع الإلكتروني على نوعين رئيسيين هما: الاستطلاع اللاسلكي، والاستطلاع الراداري. وينفذ؛ سواء من وسائل أرضية، أو محمولة بحراً/ جواً.

    أ. الاستطلاع اللاسلكي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تزايد الاهتمام بالاستطلاع اللاسلكي في الوقت الحاضر؛ ويرجع ذلك إلى المعلومات التي يسهل الحصول عليها؛ نتيجة للتطور التكنولوجي في مجال الإلكترونيات، وتزايد الاستخدام للمعدات الإلكترونية في الجيوش الحديثة، ويرجع ذلك للمزايا المهمة التي يحققها هذا النظام، فبمقدور معدات الاستطلاع اللاسلكي الحديثة الأرضية، أو المحمولة جواً/ بحراً/ براً، كشف مواقع القوات المعادية وتحركاتها من خلال تحليل البصمات الإلكترونية Electronic Signatures المختلفة
    .
    يحقق التحليل الفني للإشعاع الكهرومغناطيسي المعادي ـ متابعة مسار الموجات اللاسلكية في الفضاء ـ رصيداً من المعلومات عن إمكانات العدو، وأوضاعه القتالية، يطلق عليه استخبارات الاتصالات Communication Intelligence: COMINT، التي في مقدورها مراقبة النشاط الكهرومغناطيسي المعادي، واعتراضه.

    (1) أهم الأهداف الرئيسية للاستطلاع اللاسلكي:

    هي الشبكات، والاتجاهات اللاسلكية، واللاسلكي المتعدد القنوات المعادية والمستخدمة في السيطرة.

    (2) عناصر الاستطلاع اللاسلكي تتكون من:

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    الّتنصّت اللاسلكي



    هو الطريقة التي تُراقب بها الاتصالات اللاسلكية المعادية، للحصول منها على المعلومات التكتيكية، والفنية، ويتكون من:


    (أ) البحث اللاسلكي

    البحث عن الترددات في الحيز الذي يحتمل أن يستخدم في تشغيل وسائل الاتصال اللاسلكية المعادية، المطلوب اكتشافها، والحصول على معلوماتها.
    يتم البحث إما دائريا، باستخدام هوائيات غير موجهة، أو بالاتجاهات، باستخدام هوائيات موجهة في قطاع معين، يحتمل أن توجد به وسائل الاتصال اللاسلكية المعادية المراد استطلاعها.

    (ب) المتابعة اللاسلكية

    المتابعة المستمرة: بالنسبة للأهداف اللاسلكية المعادية المهمة.

    المتابعة على فترات: بالنسبة للأهداف اللاسلكية المعادية الأقل أهمية.

    المتابعة للاختبار: بالنسبة للأهداف اللاسلكية المعادية الثانوية، للتأكد من عدم تغيير هذه الشبكات، أو الاتجاهات، لمدلولاتها الفنية، أو أماكن وجودها.

    (ج) مركز تحديد الاتجاه اللاسلكي وتعيين المكان

    يُحدد اتجاه الشبكات، والاتجاهات اللاسلكية المعادية بهدف تحديد أماكن وجودها، وذلك من خلال استخدام أجهزة تحديد الاتجاه اللاسلكي، والاتجاه، يعني الزاوية المحصورة بين الشمال الجغرافي، أو المغناطيسي، الذي يمر بموقع جهاز تحديد الاتجاه اللاسلكي، والخط الواصل إلى المحطة اللاسلكية المعادية العاملة، وتحسب الزاوية في اتجاه عقارب الساعة.
    لتحديد الاتجاه اللاسلكي، يستخدم أكثر من جهاز تحديد اتجاه "جهازان فأكثر"، وتحتل الأجهزة مواقعها على مسافات محددة فيما بينها، وتُسمى هذه المسافة "قاعدة تحديد الاتجاه اللاسلكي".
    هنالك أنواع حديثة من وسائل تحديد المكان تعمل بواسطة جهاز واحد من مكان واحد باستخدام تكنولوجيا متقدمة.

    (د) تحليل المعلومات اللاسلكية

    تصنف المعلومات المتحصل عليها من أعمال البحث، والتحديد، والتنصت اللاسلكي، إلى معلومات خاصة بالقوات البرية، وأخرى خاصة بالقوات البحرية، وكذلك بالنسبة للقوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي. وبتحليل هذه المعلومات، يتم الحصول على نوعين من المعلومات، أحدهما فني، والآخر تكتيكي.

    (3) التطور المنتظر في نظم ووسائل الاستطلاع اللاسلكي

    (أ) تجهيز هوائي مناسب شديد الحساسية.

    (ب) استخدام هوائي موجه يستخدم مع المواقع الثابتة.

    (ج) توافر نظام فرعي للمسح والاختبار آلياً، مثل التحليل الفني، باستخدام الحاسبات الآلية.

    (د) مراقبة للإشارات المتبادلة آلياً "متابعة للإشارات المتبادلة"، باستخدام الحاسبات الآلية.

    ب. الاستطلاع الراداري، ويعرف باسم "الاستخبارات الإلكترونية" Electronic Intelligence: ELINT

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي






    نظرا لأهمية أعمال الكشف الراداري في الوحدات، والتشكيلات، سواء في القوات البرية، أو البحرية، أو الجوية، أو الدفاع الجوي، ظهرت، أهمية عنصر الاستطلاع الراداري المكلف باستطلاع رادارات العدو، سواء ما كان منها أرضياً، أو محمولاً بحراً، أو محمولاً جواً.
    تجمع معلومات الاستطلاع الإلكتروني، وتحلل، وتخزن عن الرادارات المعادية من واقع بصماتها الخاصة التي تحدد تردد الإرسال، التي يمكن أن نستخلص منها مقدرة الرادار ونظام عمله، والمعدل التكراري للنبضات Pulses Repetition Frequency: PRF، وبذلك فإن بصمة كل رادار معادي يعمل لإدارة النيران، أو الملاحة، أو المراقبة، يتم تجميعها، وتحليلها، وتخزينها، ثم تستمر معدات الاستطلاع الإلكتروني في مداومة المتابعة، والبحث على حيز التردد باستمرار، وتحديد البصمات المعادية، ومقارنتها بالبصمات المختزنة؛ للتعرف على ما يطرأ من متغيرات على الرادارات المعادية، وتحديث إحداثياتها؛ لرصد وهذه المتغيرات وتحليلها باستمرار.
    إن هذا النوع من أنواع الاستطلاع الإلكتروني يمكنه أيضا تحديد أماكن رادارات العدو، وذلك برصد عدة اتجاهات من أكثر من موقع تحديد راداري ـ لا يقل عن موقعين، ثم توقيع الزوايا الناتجة من كل موقع تحديد استطلاع راداري، على الخريطة، حيث يظهر موقع رادار العدو من تلاقي اتجاهات الزوايا في مثلث خطأ، وبنظرية تحديد الاتجاه اللاسلكي لمواقع الأجهزة اللاسلكية المعادية نفسها، تحدد إحداثيات موقع الرادار المعادي على الخريطة.

    أحدث نوع لأجهزة الاستطلاع الراداري هو المستخدم حالياً في طائرات خاصة تنفذ أعمال الاستطلاع لرادارات العدو باستخدام أجهزة التحذير الراداري؛ بهدف اكتشاف تردداتها وخواصها الفنية، ومن طريق أجهزة الإعاقة الموجودة بالطائرة؛ تنفذ أعمال الإعاقة ضد هذه الرادارات المعادية لحظة فور اكتشافها فوراً.

    كما تستخدم أجهزة الحاسب الآلي المتصلة بنظم الاستطلاع الإلكتروني الحديثة "أجهزة التحذير الراداري"، في التحديد الدقيق والفوري للتهديد الراداري المعادي؛ الذي يمكن، من خلاله، مقارنة بصمات الرادار المعادي ومطابقتها بالبصمات السابق تخزينها في مكتبة التهديدات بجهاز الحاسب بالطائرة، ثم توجه الأسلحة الحديثة المضادة للإشعاع الراداري نحو الرادار المعادي لتدميره، ومن هذه النُظُم، نظام تحديد الإحداثي، والقصف المحمول جواً Air Lunched Saturation System Missile: ALSS، ونظام التحديد الدقيق للباحث، والقصف Precision Emitter Location Strike System: PELSS، ونظام قياس المسافة Distance Measuring Equipment: DME، المستخدم في القوات الجوية الأمريكية، وجميعها نُظم متابعة وتدمير حديثة لا تتوافر إلاّ للدول المتقدمة.

    تتوافر لنظم الاستطلاع الراداري المحمولة جواً الإمكانات التالية:

    (1) الارتفاع: يزيد ارتفاع الطائرة مدى كشف جهاز الاستطلاع الراداري لرادارات العدو؛ إذ يصبح هناك خط رؤية مباشرة بين هوائي الرادار المعادي، وهوائي جهاز الاستطلاع الراداري بالطائرة.

    (2) السرعة واتساع مساحة المنطقة المعادية: لاكتشاف عدد كبير من رادارات العدو؛ وذلك لقدرة الطائرة على القيام بهذا المسح في زمن أقل بكثير من باقي الوسائل الأرضية، أو المحمولة بحراً.

    (3) تنفذ الطائرات المجهزة بهذا النوع من الأجهزة أعمال الاستطلاع الراداري داخل الأراضي الصديقة، ومن مسارات مؤمنة بعيدة عن مرمى مدفعية العدو، وصواريخه، وعلى ارتفاع معين يحدد بحسابات خاصة.

    التطور المنتظر في نظم ووسائل الاستطلاع الراداري

    (1) توافر أجهزة تغطي الحيز من 1-40 جيجا سيكل.

    (2) توافر إمكانية مسح حيز التردد بسرعات مختلفة آليا أو يدويا.

    (3) درجة عالية من الدقة والحساسية للمعدات.

    ج. الاستطلاع الكهروبصري

    تنقسم نظم ووسائل الاستطلاع الكهروبصري إلى:

    (1) المستشعرات الحرارية

    تعتمد المستشعرات الحرارية على اكتشاف الإشعاعات الحرارية التي تصدر عن الأجسام، بصرف النظر عن ظروف الإضاءة، والطقس. وقد أدى التطور التكنولوجي في مجال المستشعرات الحرارية إلى استخدام خواص الإشعاع الذاتي الحراري للأجسام؛ لإنتاج العديد من معدات الرؤية الليلية والاستشعار الحراري؛ إذ تجمع أجهزة الكشف والتصوير الحراري؛ سواء الأرضية، أو المحمولة جواً، أو بحراً الأشعة الصادرة من الأجسام، وتكون صورة حرارية للهدف، شبيهة إلى حد كبير، بالصورة الفوتوغرافية، وهذه المستشعرات أو آلات التصوير الحرارية، تعمل في الطول الموجي الذي يتراوح بين 8 و14 ميكروناً
    . وتستخدم هذه المستشعرات في بعض رؤوس الصواريخ الباحثة عن الصورة الحرارية، أي التعرف على الهدف من الصورة الحرارية له.
    هناك مستشعرات حرارية تعمل على اكتشاف حرارة الأجسام المتوهجة، مثل تلك المنبعثة من مولدات الكهرباء، أو عادم الطائرات، أو المركبات، أو اللهب المصاحب للصواريخ أثناء إطلاقها، وتعمل هذه المستشعرات في حيّز يتراوح بين 4 و5 ميكرونات، وغالباً ما تستخدم هذه المستشعرات في رؤوس الصواريخ؛ ليتم توجيهها إلى الحرارة المتوهجة المنبعثة من الجسم المراد تدميره، ويعرف هذا النوع من المستشعرات بالباحث عن الحرارة Heat Seeker.

    (2) المستشعرات الليزرية

    وتستخدم، أساسا، لكشف مكان العدو الذي يستخدم الإشعاعات الليزرية، وتحديد اتجاهه سواء في قياس المسافة، أو في إضاءة الأهداف لتوجيه النيران ضدها؛ إذ يلتقط المستشعر الليزري هذه الأشعة، ويعطي إنذاراً فورياً في اتجاه صدور هذا الإشعاع.
    تطورت هذه المستشعرات، وأصبحت تغطي حيز الترددات لأشعة الليزر بالكامل، وأصبح يطلق عليها اسم "أجهزة التحذير الليزري" Laser Warning Receiver: LWR، ومنها ما هو مركب في المركبات المدرعة، والدبابات، ومنها ما هو محمول جواً بطائرات القتال، ومحمول بحراً بالقطع البحرية، للتحذير ضد القصف المنشن ليزرياً.

    (3) آلات التصوير التليفزيوني

    منها ما يستخدم للتصوير الضوئي؛ إذ تعتمد آلة التصوير على الضوء المنعكس من الهدف المراد تصويره، وبالتالي، تتأكد درجة وضوح الصورة بمدى إضاءة الهدف.
    النوع الآخر من هذه الآلات ، وهو الذي طُور؛ ليستخدم في التصوير التليفزيوني الليلي؛ إذ يمكنها تصوير الأهداف في الظلام الحالك، ويطلق على هذا النوع Low Light Level TV: LLLTV، وتستخدم هذه النوعية، أساساً، في طائرات القتال الحديثة، وبعض القطع البحرية؛ لاكتشاف الأهداف المطلوب تدميرها ليلاً، أو في ظروف الرؤية الصعبة.

    (4) آلات التصوير البصرية

    هي آلات التصوير الفوتوغرافي باستخدام العدسات المكبرة Zoom، وأغلبها محمول جواً في طائرات الاستطلاع؛ لإعطاء صورة فوتوغرافية لأرض المعركة أثناء العمل في ظروف رؤية مناسبة.



    المبحث الثالث




    أعمال المساندة الإلكترونية
    وأعمال مقاومة الحرب الإلكترونية المعادية ESM/ ECCM




    أولاً: أعمال المساندة الإلكترونية ESM "الاستطلاع الإلكتروني"

    1. تعريف الاستطلاع الإلكتروني

    مراقبة النظم والوسائل الإلكترونية المعادية، وتحليل مدلولاتها الفنية؛ لصالح أعمال الإعاقة الإلكترونية خلال العمليات، وتحليل مدلولاتها التكتيكية؛ لصالح أعمال قتال القوات الصديقة، وهو العمل الذي تتحقق من خلاله المراقبة المستمرة للقوات المعادية.

    2. مزايا الاستطلاع الإلكتروني

    أ. يحقق عمقاً استطلاعياً كبيراً، بصرف النظر عن الوقت من السنة، واليوم، وحالة الجو.

    ب. يحقق السرية، والسرعة في الحصول على المعلومات، والاستمرار بالمقارنة بأنواع الاستطلاع الأخرى.

    ج. أقل أنواع الاستطلاع تعرضاً لتهديدات العدو؛ إذ إنه يعمل من داخل أراضي القوات الصديقة.

    د. يحقق المراقبة المستمرة لأي تغييرات تحدث في نظم السيطرة الإلكترونية المعادية، وبالتالي، لنشاط قواته، الأمر الذي يمَكِّن من جمع المعلومات عن العدو بطريقة منتظمة ومتتالية.

    3. عيوب الاستطلاع الإلكتروني

    أ. تتوقف فاعليته على مدى كثافة تشغيل العدو لوسائله الإلكترونية.

    ب. تعرض وسائل الاستطلاع الإلكتروني للتداخل، والشوشرة الطبيعية، وكذلك المدبرة.

    ج. صعوبة التمييز بين المعلومات الإشعاعات الحقيقية، والخداعية.

    د. تقليل فترة تشغيل الوسائل الإلكترونية المعادية، يجعل من الصعب قياس الخواص الفنية للإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة منها، وبالتالي يصعب تحديد أماكن تلك الوسائل.

    4. أنواع الاستطلاع الإلكتروني

    أصبح الاستطلاع الإلكتروني أحد المعالم الرئيسية في الحرب الحديثة، ويمكن تقسيمه إلى خمسة أنواع رئيسية كما يلي:

    أ. الاستطلاع اللاسلكي.

    ب. الاستطلاع الراداري.

    ج. الاستطلاع الكهروبصري "تليفزيوني/ حراري/ ليزري/ بصري".

    د. الاستطلاع الصوتي.

    هـ. استطلاع الحاسبات الإلكترونية.

    في أغلب الدول يقتصر الاستطلاع الإلكتروني على نوعين رئيسيين هما: الاستطلاع اللاسلكي، والاستطلاع الراداري. وينفذ؛ سواء من وسائل أرضية، أو محمولة بحراً/ جواً.

    أ. الاستطلاع اللاسلكي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تزايد الاهتمام بالاستطلاع اللاسلكي في الوقت الحاضر؛ ويرجع ذلك إلى المعلومات التي يسهل الحصول عليها؛ نتيجة للتطور التكنولوجي في مجال الإلكترونيات، وتزايد الاستخدام للمعدات الإلكترونية في الجيوش الحديثة، ويرجع ذلك للمزايا المهمة التي يحققها هذا النظام، فبمقدور معدات الاستطلاع اللاسلكي الحديثة الأرضية، أو المحمولة جواً/ بحراً/ براً، كشف مواقع القوات المعادية وتحركاتها من خلال تحليل البصمات الإلكترونية Electronic Signatures المختلفة
    .
    يحقق التحليل الفني للإشعاع الكهرومغناطيسي المعادي ـ متابعة مسار الموجات اللاسلكية في الفضاء ـ رصيداً من المعلومات عن إمكانات العدو، وأوضاعه القتالية، يطلق عليه استخبارات الاتصالات Communication Intelligence: COMINT، التي في مقدورها مراقبة النشاط الكهرومغناطيسي المعادي، واعتراضه.

    (1) أهم الأهداف الرئيسية للاستطلاع اللاسلكي:

    هي الشبكات، والاتجاهات اللاسلكية، واللاسلكي المتعدد القنوات المعادية والمستخدمة في السيطرة.

    (2) عناصر الاستطلاع اللاسلكي تتكون من:

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    الّتنصّت اللاسلكي



    هو الطريقة التي تُراقب بها الاتصالات اللاسلكية المعادية، للحصول منها على المعلومات التكتيكية، والفنية، ويتكون من:


    (أ) البحث اللاسلكي

    البحث عن الترددات في الحيز الذي يحتمل أن يستخدم في تشغيل وسائل الاتصال اللاسلكية المعادية، المطلوب اكتشافها، والحصول على معلوماتها.
    يتم البحث إما دائريا، باستخدام هوائيات غير موجهة، أو بالاتجاهات، باستخدام هوائيات موجهة في قطاع معين، يحتمل أن توجد به وسائل الاتصال اللاسلكية المعادية المراد استطلاعها.

    (ب) المتابعة اللاسلكية

    المتابعة المستمرة: بالنسبة للأهداف اللاسلكية المعادية المهمة.

    المتابعة على فترات: بالنسبة للأهداف اللاسلكية المعادية الأقل أهمية.

    المتابعة للاختبار: بالنسبة للأهداف اللاسلكية المعادية الثانوية، للتأكد من عدم تغيير هذه الشبكات، أو الاتجاهات، لمدلولاتها الفنية، أو أماكن وجودها.

    (ج) مركز تحديد الاتجاه اللاسلكي وتعيين المكان

    يُحدد اتجاه الشبكات، والاتجاهات اللاسلكية المعادية بهدف تحديد أماكن وجودها، وذلك من خلال استخدام أجهزة تحديد الاتجاه اللاسلكي، والاتجاه، يعني الزاوية المحصورة بين الشمال الجغرافي، أو المغناطيسي، الذي يمر بموقع جهاز تحديد الاتجاه اللاسلكي، والخط الواصل إلى المحطة اللاسلكية المعادية العاملة، وتحسب الزاوية في اتجاه عقارب الساعة.
    لتحديد الاتجاه اللاسلكي، يستخدم أكثر من جهاز تحديد اتجاه "جهازان فأكثر"، وتحتل الأجهزة مواقعها على مسافات محددة فيما بينها، وتُسمى هذه المسافة "قاعدة تحديد الاتجاه اللاسلكي".
    هنالك أنواع حديثة من وسائل تحديد المكان تعمل بواسطة جهاز واحد من مكان واحد باستخدام تكنولوجيا متقدمة.

    (د) تحليل المعلومات اللاسلكية

    تصنف المعلومات المتحصل عليها من أعمال البحث، والتحديد، والتنصت اللاسلكي، إلى معلومات خاصة بالقوات البرية، وأخرى خاصة بالقوات البحرية، وكذلك بالنسبة للقوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي. وبتحليل هذه المعلومات، يتم الحصول على نوعين من المعلومات، أحدهما فني، والآخر تكتيكي.

    (3) التطور المنتظر في نظم ووسائل الاستطلاع اللاسلكي

    (أ) تجهيز هوائي مناسب شديد الحساسية.

    (ب) استخدام هوائي موجه يستخدم مع المواقع الثابتة.

    (ج) توافر نظام فرعي للمسح والاختبار آلياً، مثل التحليل الفني، باستخدام الحاسبات الآلية.

    (د) مراقبة للإشارات المتبادلة آلياً "متابعة للإشارات المتبادلة"، باستخدام الحاسبات الآلية.

    ب. الاستطلاع الراداري، ويعرف باسم "الاستخبارات الإلكترونية" Electronic Intelligence: ELINT

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي






    نظرا لأهمية أعمال الكشف الراداري في الوحدات، والتشكيلات، سواء في القوات البرية، أو البحرية، أو الجوية، أو الدفاع الجوي، ظهرت، أهمية عنصر الاستطلاع الراداري المكلف باستطلاع رادارات العدو، سواء ما كان منها أرضياً، أو محمولاً بحراً، أو محمولاً جواً.
    تجمع معلومات الاستطلاع الإلكتروني، وتحلل، وتخزن عن الرادارات المعادية من واقع بصماتها الخاصة التي تحدد تردد الإرسال، التي يمكن أن نستخلص منها مقدرة الرادار ونظام عمله، والمعدل التكراري للنبضات Pulses Repetition Frequency: PRF، وبذلك فإن بصمة كل رادار معادي يعمل لإدارة النيران، أو الملاحة، أو المراقبة، يتم تجميعها، وتحليلها، وتخزينها، ثم تستمر معدات الاستطلاع الإلكتروني في مداومة المتابعة، والبحث على حيز التردد باستمرار، وتحديد البصمات المعادية، ومقارنتها بالبصمات المختزنة؛ للتعرف على ما يطرأ من متغيرات على الرادارات المعادية، وتحديث إحداثياتها؛ لرصد وهذه المتغيرات وتحليلها باستمرار.
    إن هذا النوع من أنواع الاستطلاع الإلكتروني يمكنه أيضا تحديد أماكن رادارات العدو، وذلك برصد عدة اتجاهات من أكثر من موقع تحديد راداري ـ لا يقل عن موقعين، ثم توقيع الزوايا الناتجة من كل موقع تحديد استطلاع راداري، على الخريطة، حيث يظهر موقع رادار العدو من تلاقي اتجاهات الزوايا في مثلث خطأ، وبنظرية تحديد الاتجاه اللاسلكي لمواقع الأجهزة اللاسلكية المعادية نفسها، تحدد إحداثيات موقع الرادار المعادي على الخريطة.

    أحدث نوع لأجهزة الاستطلاع الراداري هو المستخدم حالياً في طائرات خاصة تنفذ أعمال الاستطلاع لرادارات العدو باستخدام أجهزة التحذير الراداري؛ بهدف اكتشاف تردداتها وخواصها الفنية، ومن طريق أجهزة الإعاقة الموجودة بالطائرة؛ تنفذ أعمال الإعاقة ضد هذه الرادارات المعادية لحظة فور اكتشافها فوراً.

    كما تستخدم أجهزة الحاسب الآلي المتصلة بنظم الاستطلاع الإلكتروني الحديثة "أجهزة التحذير الراداري"، في التحديد الدقيق والفوري للتهديد الراداري المعادي؛ الذي يمكن، من خلاله، مقارنة بصمات الرادار المعادي ومطابقتها بالبصمات السابق تخزينها في مكتبة التهديدات بجهاز الحاسب بالطائرة، ثم توجه الأسلحة الحديثة المضادة للإشعاع الراداري نحو الرادار المعادي لتدميره، ومن هذه النُظُم، نظام تحديد الإحداثي، والقصف المحمول جواً Air Lunched Saturation System Missile: ALSS، ونظام التحديد الدقيق للباحث، والقصف Precision Emitter Location Strike System: PELSS، ونظام قياس المسافة Distance Measuring Equipment: DME، المستخدم في القوات الجوية الأمريكية، وجميعها نُظم متابعة وتدمير حديثة لا تتوافر إلاّ للدول المتقدمة.

    تتوافر لنظم الاستطلاع الراداري المحمولة جواً الإمكانات التالية:

    (1) الارتفاع: يزيد ارتفاع الطائرة مدى كشف جهاز الاستطلاع الراداري لرادارات العدو؛ إذ يصبح هناك خط رؤية مباشرة بين هوائي الرادار المعادي، وهوائي جهاز الاستطلاع الراداري بالطائرة.

    (2) السرعة واتساع مساحة المنطقة المعادية: لاكتشاف عدد كبير من رادارات العدو؛ وذلك لقدرة الطائرة على القيام بهذا المسح في زمن أقل بكثير من باقي الوسائل الأرضية، أو المحمولة بحراً.

    (3) تنفذ الطائرات المجهزة بهذا النوع من الأجهزة أعمال الاستطلاع الراداري داخل الأراضي الصديقة، ومن مسارات مؤمنة بعيدة عن مرمى مدفعية العدو، وصواريخه، وعلى ارتفاع معين يحدد بحسابات خاصة.

    التطور المنتظر في نظم ووسائل الاستطلاع الراداري

    (1) توافر أجهزة تغطي الحيز من 1-40 جيجا سيكل.

    (2) توافر إمكانية مسح حيز التردد بسرعات مختلفة آليا أو يدويا.

    (3) درجة عالية من الدقة والحساسية للمعدات.

    ج. الاستطلاع الكهروبصري

    تنقسم نظم ووسائل الاستطلاع الكهروبصري إلى:

    (1) المستشعرات الحرارية

    تعتمد المستشعرات الحرارية على اكتشاف الإشعاعات الحرارية التي تصدر عن الأجسام، بصرف النظر عن ظروف الإضاءة، والطقس. وقد أدى التطور التكنولوجي في مجال المستشعرات الحرارية إلى استخدام خواص الإشعاع الذاتي الحراري للأجسام؛ لإنتاج العديد من معدات الرؤية الليلية والاستشعار الحراري؛ إذ تجمع أجهزة الكشف والتصوير الحراري؛ سواء الأرضية، أو المحمولة جواً، أو بحراً الأشعة الصادرة من الأجسام، وتكون صورة حرارية للهدف، شبيهة إلى حد كبير، بالصورة الفوتوغرافية، وهذه المستشعرات أو آلات التصوير الحرارية، تعمل في الطول الموجي الذي يتراوح بين 8 و14 ميكروناً
    . وتستخدم هذه المستشعرات في بعض رؤوس الصواريخ الباحثة عن الصورة الحرارية، أي التعرف على الهدف من الصورة الحرارية له.
    هناك مستشعرات حرارية تعمل على اكتشاف حرارة الأجسام المتوهجة، مثل تلك المنبعثة من مولدات الكهرباء، أو عادم الطائرات، أو المركبات، أو اللهب المصاحب للصواريخ أثناء إطلاقها، وتعمل هذه المستشعرات في حيّز يتراوح بين 4 و5 ميكرونات، وغالباً ما تستخدم هذه المستشعرات في رؤوس الصواريخ؛ ليتم توجيهها إلى الحرارة المتوهجة المنبعثة من الجسم المراد تدميره، ويعرف هذا النوع من المستشعرات بالباحث عن الحرارة Heat Seeker.

    (2) المستشعرات الليزرية

    وتستخدم، أساسا، لكشف مكان العدو الذي يستخدم الإشعاعات الليزرية، وتحديد اتجاهه سواء في قياس المسافة، أو في إضاءة الأهداف لتوجيه النيران ضدها؛ إذ يلتقط المستشعر الليزري هذه الأشعة، ويعطي إنذاراً فورياً في اتجاه صدور هذا الإشعاع.
    تطورت هذه المستشعرات، وأصبحت تغطي حيز الترددات لأشعة الليزر بالكامل، وأصبح يطلق عليها اسم "أجهزة التحذير الليزري" Laser Warning Receiver: LWR، ومنها ما هو مركب في المركبات المدرعة، والدبابات، ومنها ما هو محمول جواً بطائرات القتال، ومحمول بحراً بالقطع البحرية، للتحذير ضد القصف المنشن ليزرياً.

    (3) آلات التصوير التليفزيوني

    منها ما يستخدم للتصوير الضوئي؛ إذ تعتمد آلة التصوير على الضوء المنعكس من الهدف المراد تصويره، وبالتالي، تتأكد درجة وضوح الصورة بمدى إضاءة الهدف.
    النوع الآخر من هذه الآلات ، وهو الذي طُور؛ ليستخدم في التصوير التليفزيوني الليلي؛ إذ يمكنها تصوير الأهداف في الظلام الحالك، ويطلق على هذا النوع Low Light Level TV: LLLTV، وتستخدم هذه النوعية، أساساً، في طائرات القتال الحديثة، وبعض القطع البحرية؛ لاكتشاف الأهداف المطلوب تدميرها ليلاً، أو في ظروف الرؤية الصعبة.

    (4) آلات التصوير البصرية

    هي آلات التصوير الفوتوغرافي باستخدام العدسات المكبرة Zoom، وأغلبها محمول جواً في طائرات الاستطلاع؛ لإعطاء صورة فوتوغرافية لأرض المعركة أثناء العمل في ظروف رؤية مناسبة.



    د. الاستطلاع الصوتي

    تنقسم أجهزة الاستطلاع الصوتية إلى عدة أنواع؛ منها ما هو مخصص لاستطلاع تحركات الأهداف الأرضية المعادية، وهو ما يعرف باسم "المستشعرات السيزمية"، ومنها ما هو مخصص لتسجيل تحركات الأهداف براً، وجواً، وبحراً، وهو ما يعرف باسم "المستشعرات الصوتية".

    (1) المستشعرات السيزمية Seismic Sensors

    وهي تعتمد على استقبال الهزات الأرضية الناتجة عن تحرك الأفراد والمركبات على الأرض بوساطة سماعات سيزمية Geophones، تزرع في الأرض، فتحول هذه الاهتزازات إلى نبضات، وتنقلها إلى المستقبل، ويمكن لهذه المستشعرات أن تميز بين الأهداف المختلفة من واقع الموجات السيزمية المختلفة الناتجة عن هذه الاهتزازات.

    يتكون جهاز الاستشعار السيزمي عادة من 4-5 سماعات سيزمية، يتم دفنها على عمق 37.5-45 سم من سطح الأرض بفواصل تتراوح بين 20 و30 متر بين السماعات، ويصل مدى الاستشعار للسماعة الواحدة إلى مسافة 30 مترا بالنسبة للأفراد، وحتى مسافة تتراوح بين 100 و150 متراً بالنسبة للمركبات، وبذلك يمكن للجهاز تغطية مساحة تتراوح بين ألفي متر وأربعة آلاف وخمسمائة متر مربع 20×100 أو 30×150.

    توصل سماعات الجهاز إلى وحدة تحكم كشف مشتركة، تُدفن على عمق يتراوح بين 30 و75 سم تحت سطح الأرض وهذه الوحدة، هي التي تتولى إرسال المعلومات، التي تدل على وجود تحركات في منطقة تغطية جهاز الاستشعار.

    وهناك عدة أنواع من هذه الأجهزة؛ فمنها ما يمكن وضعه بوساطة الأفراد يدوياً، ومنها ما يُقصف من الطائرات العمودية؛ كما أن هناك أنواع يمكن استعادتها واستخدامها مرة أخرى، وأنواع يبطل استخدامها لمجرد انتهاء عمر البطارية التي تشغلها.

    (2) المستشعرات الصوتية Acoustic Sensors


    تستخدم لتسجيل تحركات الأهداف مثل الأفراد، والمركبات، والطائرات العمودية التي تطير على ارتفاعات منخفضة، وتستطيع تحديد نوع الهدف، ويتراوح مداها بين 30 و100متر للأفراد، ويصل إلى 100 متر للمركبات والدبابات، وعادة تستخدم هذه الأجهزة، جزءاً مكملاً لأجهزة استشعار الهزات الأرضية السيزمية، ويتم ضبطها على أساس وصول ثلاثة إنذارات متتالية من أجهزة الاستشعار السيزمية، فتلتقط هذه الأجهزة الأصوات الناتجة عن الهدف المتحرك في مجال تغطية حقل المستشعرات لمدة تتراوح بين ثانية واحدة و15 ثانية، وترسله عن طريق وحدة التحكم إلى مركز المتابعة الموجود في الخلف، ويتوقف مدى هذه الأجهزة، على مدى قدرة السمع البشرية للأصوات الناتجة عن الهدف نفسها، ومن مكان الجهاز نفسه.

    هناك نوع من هذه الأجهزة يستخدم لاكتشاف صوت محركات الأهداف الموجودة تحت سطح الماء، وخاصة الغواصات Sonorous، ويستخدم في المناطق المحتملة لفتح غواصات العدو على مداخل القواعد، والمراسي البحرية الصديقة، كما يمكن استخدامه لمراقبة خروج غواصات العدو من قواعدها، أو من نقاط تمركزها.

    تنشر هذه الأجهزة على شكل عوامات صغيرة، بوساطة الطائرات العمودية المضادة للغواصات المعادية وتحديد مسارها.

    من أمثلة هذه المستشعرات الجهاز AAU-DT-383-GSQ الذي يمكنه العمل لمدة ستين يوماً، وهناك بعض الأنواع التي تعمل حتى 1900 ساعة ـ 80 يوما ـ بوساطة البطارية من نوع BA-1546 .

    هـ. استطلاع الحاسبات الآلية

    أثبتت الأحداث، خلال السنوات الماضية، أنه في ظل التقدم التكنولوجي في المجال الإلكتروني؛ أصبح من اليسير اختراق أي نظام إلكتروني اعتماداً على التقنية العالية في مجالات الاستطلاع الإلكتروني للنظم والوسائل الإلكترونية؛ سواء المستخدمة في المجال المدني أو العسكري؛ إذ تُعد الحاسبات الآلية مجالاً خصباً للحصول على المعلومات بما تتمتع به من القدرة الفائقة على تجميع، المعلومات وتصنيفها وتحليلها وتداولها، فضلاً على سرعة نشرها في دقائق، بل في ثوانٍ معدودة على عدة مستويات، وفي أكثر من اتجاه في وقت واحد.

    انطلاقاً من هذا المفهوم، فقد تعددت طرق استطلاع الحاسبات الآلية وأساليبه، وإن كان معظمها، إن لم يكن جميعها، تعتمد بالأساس على كيفية التنصّت على وسائل الاتصال المختلفة لشبكات الحاسبات "خطية، لاسلكية، ميكروويف... إلخ"، ويمكن أن نوجز أهمها فيما يلي:

    (1) زرع حاسب آلي في شبكة الحاسبات

    بتوصيل حاسب آلي عن طريق شبكة الاتصالات التي تربط مجموعة الحاسبات الآلية ببعضها؛ سواء كانت شبكة خطية أو لاسلكية ليظهر هذا الحاسب الدخيل، وكأنه مشترك ضمن مجموعة شبكة هذه الحاسبات، وبالتالي، يمكن لهذا الحاسب الحصول على كافة المعلومات المتداولة على هذه الشبكة بين الحاسبات، فضلاً عن إمكانية نقلها فورياً لأي جهة. ولكن يجب أن يكون معلوماً أن هذا الأسلوب قد يتطلب تجهيزات إلكترونية، ذات تقنية عالية؛ ليمكن التداخل على نظام شبكة الحاسبات الآلية دون أن يشعر أي مشترك في الشبكة بأن هناك حاسباً دخيلاً يتنصّت عليها.

    (2) زرع أجهزة مراقبة إلكترونية بطريقة خَفيّة Bugs

    بوضع هذه الأجهزة داخل صالات الحاسبات، وهي آلة تصوير تليفزيوني مزودة بمكبر صوت "ميكروفون"، ونوع آخر منها مستشعر للذبذبات التي تصدر عن شاشات عرض الحاسبات، وكلاهما يوصل بدائرة إرسال إلكترونية، تزرع في مكان خفي داخل المركز، بما يمكنها من مراقبة كل ما يدور على شاشات الحاسبات، ونقل معلوماتها، لحظة بلحظة، إلى مركز تحكم عن بعد؛ إما لاسلكياً أو خطياً، وإن كان دائماً ما ينفذ نقلها من طريق كابل خطي من الألياف الضوئية يوضع بطريقة خفية في هذه الصالات كذلك، ويتصل هذا الكابل بجهاز لاسلكي خارجي ينقل المعلومات التي تصل إليه مباشرة إلى مركز تحكم من بعد، يسيطر على عملية التنصت. وبالطبع، يفضل هذا الأسلوب في عملية نقل المعلومات المتحصل عليها حتى لا يشعر العاملون على أجهزة الحاسبات داخل هذه الصالات، أن هناك أي إشعاع كهرومغناطيسي، يؤثر على عمل الحاسبات التي غالباً ما تتطلب مواصفات تشغيلها عزلاً تاماً عن مصادر الإشعاع الكهرومغناطيسي المباشر.

    ومن الأنواع الأخرى لاستطلاع الحاسبات الآلية، النوع الذي يُعرف باسم "الاختراق المباشر المدبر"، وهو يعني الدخول المباشر على نظم الحاسبات الآلية باستغلال أية ثغرة أمنية في نظام عملها؛ بهدف الحصول على معلومات، أو بيانات سرية ذات أهمية خاصة. والخطورة التي تكمن في هذا النوع من أنواع استطلاع الحاسبات الإلكترونية أن الذي ينفذ هذا العمل لا يسهل اكتشافه؛ لأنه كمن يفتح درج مكتب، ويطلع إلى ما فيه من ملفات ووثائق، ثم يعيدها كما هي حتى لا تكتشف أن هناك عملية سطو قد تمت.

    إن الإهمال والجهل الناتجين من عدم تدريب العاملين في مجال الحاسبات الآلية، يمكن أن يؤديا إلى تسريب معلومات الحاسبات الآلية؛ سواء نتيجة لسوء استعمال الحاسبات، أو الجهل بأسلوب تأمين هذه المعلومات وحفظها وتداولها.


    د. الاستطلاع الصوتي

    تنقسم أجهزة الاستطلاع الصوتية إلى عدة أنواع؛ منها ما هو مخصص لاستطلاع تحركات الأهداف الأرضية المعادية، وهو ما يعرف باسم "المستشعرات السيزمية"، ومنها ما هو مخصص لتسجيل تحركات الأهداف براً، وجواً، وبحراً، وهو ما يعرف باسم "المستشعرات الصوتية".

    (1) المستشعرات السيزمية Seismic Sensors

    وهي تعتمد على استقبال الهزات الأرضية الناتجة عن تحرك الأفراد والمركبات على الأرض بوساطة سماعات سيزمية Geophones، تزرع في الأرض، فتحول هذه الاهتزازات إلى نبضات، وتنقلها إلى المستقبل، ويمكن لهذه المستشعرات أن تميز بين الأهداف المختلفة من واقع الموجات السيزمية المختلفة الناتجة عن هذه الاهتزازات.

    يتكون جهاز الاستشعار السيزمي عادة من 4-5 سماعات سيزمية، يتم دفنها على عمق 37.5-45 سم من سطح الأرض بفواصل تتراوح بين 20 و30 متر بين السماعات، ويصل مدى الاستشعار للسماعة الواحدة إلى مسافة 30 مترا بالنسبة للأفراد، وحتى مسافة تتراوح بين 100 و150 متراً بالنسبة للمركبات، وبذلك يمكن للجهاز تغطية مساحة تتراوح بين ألفي متر وأربعة آلاف وخمسمائة متر مربع 20×100 أو 30×150.

    توصل سماعات الجهاز إلى وحدة تحكم كشف مشتركة، تُدفن على عمق يتراوح بين 30 و75 سم تحت سطح الأرض وهذه الوحدة، هي التي تتولى إرسال المعلومات، التي تدل على وجود تحركات في منطقة تغطية جهاز الاستشعار.

    وهناك عدة أنواع من هذه الأجهزة؛ فمنها ما يمكن وضعه بوساطة الأفراد يدوياً، ومنها ما يُقصف من الطائرات العمودية؛ كما أن هناك أنواع يمكن استعادتها واستخدامها مرة أخرى، وأنواع يبطل استخدامها لمجرد انتهاء عمر البطارية التي تشغلها.

    (2) المستشعرات الصوتية Acoustic Sensors


    تستخدم لتسجيل تحركات الأهداف مثل الأفراد، والمركبات، والطائرات العمودية التي تطير على ارتفاعات منخفضة، وتستطيع تحديد نوع الهدف، ويتراوح مداها بين 30 و100متر للأفراد، ويصل إلى 100 متر للمركبات والدبابات، وعادة تستخدم هذه الأجهزة، جزءاً مكملاً لأجهزة استشعار الهزات الأرضية السيزمية، ويتم ضبطها على أساس وصول ثلاثة إنذارات متتالية من أجهزة الاستشعار السيزمية، فتلتقط هذه الأجهزة الأصوات الناتجة عن الهدف المتحرك في مجال تغطية حقل المستشعرات لمدة تتراوح بين ثانية واحدة و15 ثانية، وترسله عن طريق وحدة التحكم إلى مركز المتابعة الموجود في الخلف، ويتوقف مدى هذه الأجهزة، على مدى قدرة السمع البشرية للأصوات الناتجة عن الهدف نفسها، ومن مكان الجهاز نفسه.

    هناك نوع من هذه الأجهزة يستخدم لاكتشاف صوت محركات الأهداف الموجودة تحت سطح الماء، وخاصة الغواصات Sonorous، ويستخدم في المناطق المحتملة لفتح غواصات العدو على مداخل القواعد، والمراسي البحرية الصديقة، كما يمكن استخدامه لمراقبة خروج غواصات العدو من قواعدها، أو من نقاط تمركزها.

    تنشر هذه الأجهزة على شكل عوامات صغيرة، بوساطة الطائرات العمودية المضادة للغواصات المعادية وتحديد مسارها.

    من أمثلة هذه المستشعرات الجهاز AAU-DT-383-GSQ الذي يمكنه العمل لمدة ستين يوماً، وهناك بعض الأنواع التي تعمل حتى 1900 ساعة ـ 80 يوما ـ بوساطة البطارية من نوع BA-1546 .

    هـ. استطلاع الحاسبات الآلية

    أثبتت الأحداث، خلال السنوات الماضية، أنه في ظل التقدم التكنولوجي في المجال الإلكتروني؛ أصبح من اليسير اختراق أي نظام إلكتروني اعتماداً على التقنية العالية في مجالات الاستطلاع الإلكتروني للنظم والوسائل الإلكترونية؛ سواء المستخدمة في المجال المدني أو العسكري؛ إذ تُعد الحاسبات الآلية مجالاً خصباً للحصول على المعلومات بما تتمتع به من القدرة الفائقة على تجميع، المعلومات وتصنيفها وتحليلها وتداولها، فضلاً على سرعة نشرها في دقائق، بل في ثوانٍ معدودة على عدة مستويات، وفي أكثر من اتجاه في وقت واحد.

    انطلاقاً من هذا المفهوم، فقد تعددت طرق استطلاع الحاسبات الآلية وأساليبه، وإن كان معظمها، إن لم يكن جميعها، تعتمد بالأساس على كيفية التنصّت على وسائل الاتصال المختلفة لشبكات الحاسبات "خطية، لاسلكية، ميكروويف... إلخ"، ويمكن أن نوجز أهمها فيما يلي:

    (1) زرع حاسب آلي في شبكة الحاسبات

    بتوصيل حاسب آلي عن طريق شبكة الاتصالات التي تربط مجموعة الحاسبات الآلية ببعضها؛ سواء كانت شبكة خطية أو لاسلكية ليظهر هذا الحاسب الدخيل، وكأنه مشترك ضمن مجموعة شبكة هذه الحاسبات، وبالتالي، يمكن لهذا الحاسب الحصول على كافة المعلومات المتداولة على هذه الشبكة بين الحاسبات، فضلاً عن إمكانية نقلها فورياً لأي جهة. ولكن يجب أن يكون معلوماً أن هذا الأسلوب قد يتطلب تجهيزات إلكترونية، ذات تقنية عالية؛ ليمكن التداخل على نظام شبكة الحاسبات الآلية دون أن يشعر أي مشترك في الشبكة بأن هناك حاسباً دخيلاً يتنصّت عليها.

    (2) زرع أجهزة مراقبة إلكترونية بطريقة خَفيّة Bugs

    بوضع هذه الأجهزة داخل صالات الحاسبات، وهي آلة تصوير تليفزيوني مزودة بمكبر صوت "ميكروفون"، ونوع آخر منها مستشعر للذبذبات التي تصدر عن شاشات عرض الحاسبات، وكلاهما يوصل بدائرة إرسال إلكترونية، تزرع في مكان خفي داخل المركز، بما يمكنها من مراقبة كل ما يدور على شاشات الحاسبات، ونقل معلوماتها، لحظة بلحظة، إلى مركز تحكم عن بعد؛ إما لاسلكياً أو خطياً، وإن كان دائماً ما ينفذ نقلها من طريق كابل خطي من الألياف الضوئية يوضع بطريقة خفية في هذه الصالات كذلك، ويتصل هذا الكابل بجهاز لاسلكي خارجي ينقل المعلومات التي تصل إليه مباشرة إلى مركز تحكم من بعد، يسيطر على عملية التنصت. وبالطبع، يفضل هذا الأسلوب في عملية نقل المعلومات المتحصل عليها حتى لا يشعر العاملون على أجهزة الحاسبات داخل هذه الصالات، أن هناك أي إشعاع كهرومغناطيسي، يؤثر على عمل الحاسبات التي غالباً ما تتطلب مواصفات تشغيلها عزلاً تاماً عن مصادر الإشعاع الكهرومغناطيسي المباشر.

    ومن الأنواع الأخرى لاستطلاع الحاسبات الآلية، النوع الذي يُعرف باسم "الاختراق المباشر المدبر"، وهو يعني الدخول المباشر على نظم الحاسبات الآلية باستغلال أية ثغرة أمنية في نظام عملها؛ بهدف الحصول على معلومات، أو بيانات سرية ذات أهمية خاصة. والخطورة التي تكمن في هذا النوع من أنواع استطلاع الحاسبات الإلكترونية أن الذي ينفذ هذا العمل لا يسهل اكتشافه؛ لأنه كمن يفتح درج مكتب، ويطلع إلى ما فيه من ملفات ووثائق، ثم يعيدها كما هي حتى لا تكتشف أن هناك عملية سطو قد تمت.

    إن الإهمال والجهل الناتجين من عدم تدريب العاملين في مجال الحاسبات الآلية، يمكن أن يؤديا إلى تسريب معلومات الحاسبات الآلية؛ سواء نتيجة لسوء استعمال الحاسبات، أو الجهل بأسلوب تأمين هذه المعلومات وحفظها وتداولها.



    ثانياً: الأعمال الإلكترونية المضادة للإجراءات الإلكترونية المعادية
    Electronic Counter Counter Measures ECCM

    تعني سلسلة الإجراءات التي تُتَبع، بهدف منع وسائل الاستطلاع الإلكتروني المعادية من استطلاع النظم والوسائل الإلكترونية الصديقة المستخدمة في السيطرة على القوات، وكذلك منعها من إعاقتها، بالإضافة إلى منع التداخلات المتبادلة الصديقة. الأمر الذي يهدف إلى تنفيذ إجراءات التأمين الإلكتروني للقوات والنظم والوسائل الإلكترونية الصديقة، من خلال الأعمال، أو الإجراءات الإلكترونية الآتية:

    1. إجراءات مقاومة أعمال الاستطلاع الإلكتروني المعادي

    تعني حرمان العدو من الحصول على المعلومات بوسائل استطلاعه الإلكترونية؛ سواء عن حجم، القوات وتمركزها وطبيعة نشاطها، أو عن النظم والوسائل الإلكترونية الصديقة.
    العدو إلى الحصول على المعلومات عن النظم والوسائل الإلكترونية الصديقة؛ سواء المستخدمة في السيطرة على القوات، أو المستخدمة في الكشف، والتوجيه، والتحكم لأسلحة القتال، وخاصة اللاسلكية والرادارية، وذلك من خلال التقاط الإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة منها، وتحديد اتجاهها، وتعيين أماكنها، وتحديد خصائصها الفنية. وبحصوله على هذه المعلومات يمكنه توجيه أعماله الإلكترونية المضادة من إعاقة إلكترونية، وتدمير إلكتروني ضد هذه النظم والوسائل.
    يستخدم العدو وسائل استطلاع إلكتروني متقدمة في الحصول على المعلومات عن القوات الصديقة، ومن أهم هذه
    المعلومات ما يلي:

    أ. المعلومات العامة

    (1) أعداد مراكز القيادة وأماكنها.

    (2) أعداد المحطات الرادارية وأماكنها.

    (3) المعلومات المتداولة خلال تبادل الاتصالات اللاسلكية.

    ب. المعلومات الفنية

    (1) حيز الترددات المستخدم بالوسائل الإلكترونية الصديقة.

    (2) طبيعة الإشعاعين اللاسلكي والراداري.

    وتشتمل الإجراءات الإلكترونية لمقاومة أعمال الاستطلاع الإلكتروني المعادي، على الآتي:

    أ. إجراءات مقاومة أعمال الاستطلاع اللاسلكي المعادي

    تهدف إلى حرمان العدو من استخدام وسائل استطلاعه اللاسلكي؛ لالتقاط الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر من النظم والوسائل اللاسلكية الصديقة، وتنقسم هذه الإجراءات إلى:

    (1) الإجراءات التنظيمية لمقاومة الاستطلاع اللاسلكي المعادي

    (أ) التقيد بالتعليمات المنظمة لتشغيل المعدات الإلكترونية.

    (ب) فرض الصمت اللاسلكي للأجهزة، والمحطات اللاسلكية.

    (ج) التغيير المستمر للترددات، والبيانات اللاسلكية الخاصة بنظام تشغيل الشبكات، والاتجاهات اللاسلكية الصديقة.

    (د) استخدام الوسائل التي تكفل سرية المعلومات المتداولة لاسلكياً.

    (2) الإجراءات الفنية لمقاومة الاستطلاع اللاسلكي المعادي

    (أ) استخدام الهوائيات الهيكلية "Dummy Antenna" أثناء اختبار وتشغيل المحطات، والأجهزة اللاسلكية في التدريب.

    (ب) استغلال طبيعة الأرض في حجب الإشعاع في اتجاه العدو.

    (ج) استخدام الهوائيات الموجهة ذاتا الإشعاع الضيق "Narrow Beam".

    (د) استخدام أقل قدر ممكن من قدرة الإرسال.

    (هـ) استخدام دوائر خاصة للتقليل من إشعاع الفصوص الجانبية "Side Lobes".

    (و) تشغيل الأجهزة والمحطات اللاسلكية لفترات قصيرة.

    ب. إجراءات مقاومة أعمال الاستطلاع الراداري المعادي

    تهدف إلى حرمان العدو من استخدام وسائل استطلاعه الراداري، لالتقاط الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر من النظم، والوسائل الرادارية الصديقة، وتنقسم هذه الإجراءات إلى:

    (1) الإجراءات التنظيمية لمقاومة الاستطلاع الراداري المعادي

    هي الإجراءات التي تهدف إلى حرمان العدو من الحصول على المعلومات التي يحتاج إليها؛ لتنفيذ أعمال الإعاقة الرادارية ضد النظم والوسائل الرادارية:

    (أ) التقيد التام بالتعليمات المنظمة بتشغيل أجهزة الرادار.

    (ب) فرض الصمت الراداري.

    (ج) تشغيل أقل عدد من المحطات الرادارية تحقق المهمة.

    (2) الإجراءات الفنية لمقاومة الاستطلاع الراداري المعادي

    (أ) مراعاة عدم تشغيل المعدات الرادارية؛ لأغراض الاختبار، والإصلاح إلا لفترات قصيرة.

    (ب) استخدام أقل قدرة خرج تحقق مهمة عمل جهاز الرادار.

    (ج) استخدام دوائر إلكترونية خاصة، للتقليل من إشعاع الفصوص الجانبية للهوائيات

    2. إجراءات وقاية النظم والوسائل الإلكترونية الصديقة من أعمال الإعاقة الإلكترونية المعادية

    هي الهدف الثاني للتأمين الإلكتروني، بغرض ضمان استقرار عمل النظم الإلكترونية الصديقة تحت تأثير استخدام العدو لوسائل الإعاقة الإلكترونية، ولتفادي الإعاقة الإلكترونية.
    يُعد اكتشاف مصادر الإعاقة المعادية وتدميرها من أهم إجراءات الوقاية، التي يجب تنفيذها بجانب الإجراءات التنظيمية والفنية.

    أ. الإجراءات التنظيمية للوقاية من الإعاقة الإلكترونية المعادية

    (1) استخدام اتصالات لاسلكية حديثة يصعب إعاقتها.

    (2) استخدام ترددات للإرسال، وأخرى للاستقبال.

    (3) تخصيص ترددات احتياطية، يمكن المناورة بها، عند وجود إعاقة.

    (4) إرسال البرقية على أكثر من وسيلة في وقت واحد.

    (5) تدريب أطقم المعدات اللاسلكية والرادارية على العمل تحت تأثير أنواع الإعاقة المختلفة.

    (6) استخدام أنواع مختلفة من الرادارات.

    (7) إصرار الطاقم على تحقيق المهمة تحت ظروف الإعاقة.

    ب. الإجراءات الفنية للوقاية من الإعاقة الإلكترونية المعادية

    (1) زيادة قدرة المرسل إلى أقصى حد ممكن.

    (2) استخدام هوائيات موجهة.

    (3) استخدام دوائر التخلص من الإعاقة.

    (4) استخدام الرادارات المتوافقة Coherent Radar، التي يصعب إعاقتها.

    3. إجراءات مقاومة فيروسات الحواسب والنبضة الكهرومغناطيسية ومنع التداخل البيني

    أ. إجراءات الوقاية من الفيروسات

    يجب ممارسة إجراءات وقاية الحاسبات الآلية، داخل النظم، التي تستخدم الحاسبات الآلية بانتظام إلى أن تصبح عادة تقليدية لدى العاملين بهذه النظم، مع الوضع في الحسبان حقيقة وجود فيروسات معروفة الآن، وأخرى ستستجد مستقبلاً.
    ليس هناك وسيلة لإثبات خلو نظم التشغيل، أو البرامج الجاهزة، أو التطبيقية, من الفيروسات ـ خاصة النوع الذي يطلق عليه اسم "الفيروس المقيَّم بالذاكرة" Memory Resident Virus، إلا بإتباع الآتي:

    (1) كتابة كود المصدر Source Code، وفي حالة تعذر تنفيذ ذلك يجب ـ بعد تسلّم البرامج في هذه الصورة ـ مراجعتها بوساطة المختصين.

    (2) تحويل كود المصدر Source Code إلى الصورة النهائية بوساطة مستخدمي النظام.

    (3) عدم السماح بالدخول لأي برامج، أو عمل أي تعديلات إلا عن طريق مستخدمي النظام.

    (4) ضرورة عمل نسخ احتياطية، لكل ملفات المعطيات والبرامج العاملة، مع مراعاة تجديدها باستمرار.

    (5) يجب مراعاة عمل إجراءات الفحص بحثاً عن الفيروسات في حاسب ألي غير مرتبط بالشبكة.

    (6) عمل نظام محاكاة، بزيادة الأحمال حتى أقصى درجة متوقعة؛ بغرض تنشيط عمل فيروسات الحاسبات، إن وجدت، والتي تعمل في حالة زيادة الأحمال إلى درجة معينة.

    ب. طرق الكشف عن فيروس الحاسبات الآلية وتشخيصه

    تتعدد الوسائل وتختلف في مدى فاعليتها طبقاً لطبيعة الفيروس ومكانه في القرص الصلب، أو البرامج، بل وعلى مواصفات الحاسب كذلك، والأفضل أن تجرب أكثر من وسيلة، لكل حالة، ومن هذه الوسائل ما يلي:

    (1) استخدام برامج جاهزة Software خاصة للكشف عن بعض الفيروسات التي قد تكون مخزنة في Boot Sector، أو في الملفات التنفيذية مثل برنامج Virus Booster.

    (2) يمكن الاستشعار بوجود فيروس عندما يكرر الحاسب إظهار رسالة خطأ على الشاشة، أو في حالة ظهور أخطاء كبيرة غير عادية.

    ج. إجراءات التأمين

    تأمين مكان الحاسبات، داخل موقع أي نظام يعمل بالحاسبات الآلية، وتحديد من لهم حق الدخول على البرامج، وأساليب الصيانة، وكلمات السر التي تستخدم في نظام التشغيل.

    4. إجراءات التغلب على تأثير النبضة الكهرومغناطيسية على النظم الإلكترونية الصديقة

    أ. الإجراءات التنظيمية

    (1) توفير احتياطي مناسب من المعدات، وقطع الغيار اللازمة؛ لسرعة استعادة كفاءة النظم الإلكترونية الصديقة، في حالة تعرضها للتدمير، أو التلف.

    (2) فصل أجهزة النظم الإلكترونية ومعداتها، عن مصادر التغذية الكهربية.

    (3) مراعاة عدم وجود كوابل توصيل للنظم الإلكترونية بها زوائد عن الطول المطلوب.

    (4) دفن الكابلات الأرضية داخل مواقع القوات الصديقة على عمق لا يقل عن 30 سم.

    (5) تغيير الكابلات والأسلاك المدرعة بواقٍ داخلي Shield.

    ب. الإجراءات الفنية

    هناك طرق فنية تفيد في التخلص أو التقليل من تأثير النبضة الكهرومغناطيسية مثل:

    (1) مصيدة النبضة الكهرومغناطيسية Arrester of Electro Magnetic Pulse AEMP

    وهي دائرة كهربائية توضع في داخل الأجهزة؛ لتصطاد هذه النبضة، أو تقليل طاقتها بسحبها إلى الأرض، قبل أن تصل إلى قلب الجهاز، وهذه الدائرة يجب أن تكون سريعة الاستجابة مع النبضة Quick Response، كما يجب أن تتميز بقوة تحمل كبيرة للنبضة.

    (2) ثغرات الشرارة Spark Gaps

    هما كرتان قبل الجهاز، بينهما ثغرة هوائية، وعند حدوث شحنة هوائية عالية، تفرغ في الثغرة، وتمنع من المرور في الجهاز.

    (3) باستخدام مرشحات لمرور النبضة الكهرومغناطيسية

    في نطاق الطول الموجي المصمم عليه المرشح، وتمنع مرور باقي مكونات النبضة إلى الجهاز، أو المعدة.

    5. إجراءات وقاية النظم والوسائل الإلكترونية الصديقة من التداخلات والتأثير المتبادل

    أ. الإعاقة الصديقة للوسائل الإلكترونية "التداخلات والتأثير المتبادل"

    وتنشأ نتيجة العوامل الآتية:

    (1) ازدحام حيز ترددات معين بتشغيل عدة وسائل إلكترونية مختلفة في وقت واحد داخل هذا الحيز.

    (2) الزيادة المستمرة لقدرة محطات الإرسال، وزيادة حساسية أجهزة الاستقبال.

    (3) تركيز عمل الوسائل الإلكترونية للقوات في مناطق تجمعات مزدحمة.

    ب. إجراءات منع التداخلات والتأثير المتبادل إلكترونياً

    (1) إتباع المبادئ العامة، لتجزئة، وتخصيص ترددات تشغيل الوسائل الإلكترونية، وخاصة تلك التي تعمل من مكان واحد، أو في مناطق متجاورة.

    (2) وضع القيود الزمنية على تشغيل بعض الوسائل الإلكترونية، لصالح الوسائل الإلكترونية الأكثر أهمية.

    (3) تحديد حجم، ترددات الوسائل الإلكترونية وحجمها وتمركزها، وحيزها، وقدرتها، وطرق توقيتات تشغيلها.

    (4) تنظيم مراقبة الاستخدام الصحيح لعمال التشغيل للترددات المخصصة، وكذلك توقيتات، التشغيل وأنواعه المحددة.

    (5) المراقبة الدقيقة للترددات المخصصة.

    (6) عمل القياسات والاختبارات الدورية، لخواص تلك الوسائل طبقاً لمعدلاتها.

    (7) تنفيذ أعمال المسح الإلكتروني، لتحديد مناطق التأثير المتبادل، لمختلف الوسائل الإلكترونية.



    الحرب الإلكترونية -الجزء الاول-

المواضيع المتشابهه

  1. الجريمة الالكترونية
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-20-2016, 05:13 AM
  2. الحقيبة الالكترونية المدرسية
    بواسطة راما في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-14-2013, 03:49 AM
  3. ورد خبر في الصحف الالكترونية
    بواسطة وفاء الزاغة في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-22-2012, 06:05 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-01-2012, 03:53 PM
  5. برنامج يضم شعراء العصر الجاهلي و شعراء العصر الاسلامي والأموي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-04-2008, 12:24 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •