كلام سليم اظننا صحونا منه متاخرين:
خاصة ان ماقاله الراحل مالك بن نبي عن ان بذرة وخصوصية كل الشعوب سوف تعود من جديد فلايمكن إلغاؤها ولاإقصاؤها ولامحاربتها, وهذا مالم يتبنهون له لأن فيها تفكيك للعولمة .
تحيتي لك
إنّ هيمنة العولمة بتعميم مخططات دول المركز بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا جعلت هذه المخططات لا تكتفي باختراق السيادة والاقتصاد الوطني والقطاع العام والأراضي والجيوش في دول الأطراف، والكل يعلم ما لهذا الاختراق من تداعيات على استقلال الدول وكرامة شعوبها، والشعوب لا تخلو من القوى الوطنية الحيّة، التي تبقى متمسكة بحريتها وبكرامتها وبأرضها، فتقف في وجه كل من يعاديها، تقاومه بكل الأساليب والوسائل المتاحة، إلى أن تحقق أهدافها التي لا تضيع، فما ضاع حق ومن ورائه طالب، هذا الذي تؤكده التجارب العديدة التي عرفتها الإنسانية عبر تاريخها الطويل وأثبته الواقع المعيش، لكن القوى المهيمنة على العالم باسم العولمة وغيرها لا تعي هذه الحقائق وتتجاهلها تماما، على الرغم من التجارب الحيّة التي عرفتها وعاشتها هذه القوى نفسها مع العديد من القوى الوطنية التحررية، التي كانت في قمّة الحرية والكرامة والعزة والسيادة والاستقلال والمجد، كان هذا في الجزائر مع الاستعمار الفرنسي، وفي الفيتنام مع الجيش الأمريكي وفي أفغانستان مع القوات العسكرية الروسية، وكان ولا يزال مع الحركة الصهيونية وإسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوربي في فلسطين وفي لبنان وفي سوريا وفي غيرها، فالاختراق متواصل ومستمر ما دامت القوة المادية والعسكرية ومن وراء ذلك القوة العلمية والتكنولوجية في يد دول المركز، تحتكرها لنفسها وتقطع دابر أيّة محاولة أو أيّة تجربة هنا أوهناك فيها جدّية للحصول على أسباب القوّة والغلبة، هذا الاختراق اتجه ولازال يتجه بقوة وبسرعة نحو الحياة الفكرية والثقافية والعقائدية للشعوب، خاصة الشعوب التاريخية التراثية الدينية، مثل شعوب العالم العربي والإسلامي وشعوب شبه القارة الهندية وغيرها، يعيش التراث ويحيا المعتقد الديني في وجدانها وفي ممارساتها اليومية، تراثها هو هويتها وذاتها، وهو ماضيها وحاضرها ومستقبلها، لا تقبل عنه أي بديل مهما كان وكانت نتائجه، فالشعوب الإسلامية هي إسلامية بالإسلام وإذا تخلّت عن الإسلام لصالح معتقد ديني آخر أو أيّة إيديولوجية أخرى فذلك فناء وموت لها.