الأستاذة الغالية ريما الخاني
لم تكن قصة ، لم يكن شعرا ،لم تكن مقالة ، تلك التي كتبت ، بل كانت صرخة قوية تهز الوجدان،
كانت هدير قلب يغلي كمرجل ، كانت صرخة عاشق استبحيت حبيبته أمام ناظريه ، وأي عشق احلى من عشق الوطن وأي أمان يلف الأنسان خير من الأمان الذي يمنحه الوطن
حسرة على اوطاننا التي تنهاشتها الذئاب ، ومزقت أشلائها الفتن ، وقوضت أركانها المؤامرات
كل يوم نصحو على أصوات الطلقات ، فما عادت فيروز تشدو كل صباح ، والعصافير غادرت أواكرها
بعد أن استباحتها أفاعي العصر الجديد ، كنا نحسد الأمان في كل الوطن الكبير ، نحسد من يعيش بلا خوف من الآتي المجهول ، وحين نشم بعض من نسيمات ذلك الأمان يلفنا الفرح بجناحه ، وتغمرنا فرحة
ولكنها أمان ليس إلا
..ماذنب أطفال تفجر رؤوسهم بأسم الله ، وتمزق أجسادهم باسم الحرية
هل الشهادة أن نميت البراءة بلا سبب
ربما ضاعت الحقيقة واشتبكت في رؤوسنا تلك المفاهيم
ربما لانعرف هذه الحقيقة إلا بعد أن نتوسد المنية التي تتربص بنا
ليرحمنا الله برحمته
والله ياسيدتي قلبي على سوريا يعتصر ألما وأنا أرى هذا الدمار الذي مزقها شر ممزق
سوريا مرابع أحلامنا ، وزهرة تضوع دوما بالحب ، كانت تنشر عطرها للعالم ..
يصير بها هذا المصار
كم هو الفرق حين قرأت لك مناهل الغمام حينما كنت تصفين الحرب عام 1973 كنت تصفيها بلا خوف
بل تروين كيف كنتم تصعدون للسطوح وتنظرون إلى طائرات العدووهي تسقط ، تملئك غبطة وأنت تسمعين
من خالك بطولات المقاتلين ، ط
في حين كتبت حزنك على الوطن بصورة أخرى ، كتبتيه وأنت تعتصرين ألما
لك الله أخيتي ودمت مبدعة وليعم الأمان على هذا الوطن الجريح