القدس عاصمة "إسرائيل"
بقلم/د.إيهاب الدالي
..
..
..
... ..
..

رأيت في المنام أن الأقصى يُقتلع والقدس أصبحت عاصمة لـ(إسرائيل) وطُرد المقدسيون منها، منهم مَن غادر إلى غزة التي أصبحت عاصمة للقطاع، وآخرين إلى رام الله التي أُعتبرت عاصمة لدولة الضفة الغربية المستقلة .

وأي حياة هذه في ظل دولتين منقسمتين متنازعتين فيما بينهما كان الأحرى بهما أن يتحدا لمواجه أعتى قوة في العالم تحاريهم براً وبحراً وجواً وتقتل من تشاء وتجرف ما تشاء من أراضيهم ، ضاربةً بعرض الحائط جميع المواثيق الدولية، وهذه القوة هي الوحيدة المستفيدة من التفكك وتقسيم فلسطين الكبرى إلى جزيئيات فلسطينية .

علمت أن رئيس دولة القطاع د. إسماعيل هنية سيلقي خطبة الجمعة في مسجد قريب من منزلي فذهبت لمقابلته وحرصت أن أبكر في الحضور لسماع الخطبة من بدايتها، حينها سمعت منه قولاً عجبا والذي أعاد لي الثقة وأن ما أعيشه الآن هو عبارة عن كابوس وسأفيق منه لأجد فلسطين قد تحررت أراضيها وعاصمتها القدس الشريف.
فانتظرته حتى انتهاء الصلاة واستوقفته حينها، وقلت له: "يا شيخنا إلى متى كل واحد منا يقيم له دولة ؟ وأين نحن من حديث رسولنا الكريم "يد الله مع الجماعة".

وعزمت السفر إلى الضفة وحصلت على تأشيرة دخول لأراضيها بعد عناء وتمحص وذلك لأنني لا انتمي لأي فصيل بل انتمائي لفلسطين وحدها والتى كتمت حبها في قلبي ويعلم الله أني بروحي ودمي افديها.

وهناك طلبت مقابلة د. سلام فياض رئيس دولتهم فأخبروني أنه يلقي محاضرة بعنوان "عملية التسوية بين الضفة الغربية وقطاع غزة ".
حرصت على الحضور ودخلت إلى القاعة وبعد إنصاتي لخطابه، قاطعته قائلاً:" قف يا سيدي ! انتم تقولون أننا وقعنا اتفاقية سلام بين دولة (إسرائيل) ودولة الضفة الغربية وهناك عقبات كبيرة لتوقيع اتفاقية مماثلة مع دولة قطاع غزة ، هل كان اتفاقكم أجدى مع قتلة الأنبياء والرسل! ويتعذر ذلك مع الإخوة الذين استشهد قادتهم من أجل إعادة المقدسات ؟.

ومن هناك كانت الطريق سهلة للذهاب إلى القدس حسب اتفاقيتهم المزعومة للسلام، ووصلت إلى تراب الأقصى ووقفت عند قبة الصخرة وأخذت أبكي وأنوح "قد باعوك يا قدس، قد أضاعوك يا أقصى فماذا نحن فاعلون؟!".

شعرت بأحدهم من الخلف يربت على كتفي، التفت إليه فإذا برجل طويل القامة بلحيه بيضاء تغلب على ملامح وجهه تجاعيد كثيره وقد أثقل كاهله الكِبَر،
قال لي :"ما يبكيك يا بني ؟!"، كادت الكلمات أن تخنقني ولا تريد الخروج، فأشرت إليه حيث المكان المقدس الذي نقف عليه حينها امسك بيدي واشار اليّ بالنهوض وهو يضحك.
فصرخت في وجهه:" أتضحك في زمن لا أقصى فيه!"، فازداد في سخريته قائلاً :" يا بني لقد انشغل العرب في تفاهات الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة وباع حكامكم الأقصى، وعندما تجرأ أحد الصهاينة بحرقه اعتقدنا أن رؤساءكم سيرسلون بجيوش صلاح الدين لتكون نهاية (إسرائيل) ولكن للأسف لم يكلفوا أنفسهم سوى عبارات للشجب والاستنكار".
وأنتم أيها الفلسطينيون انشغلتم في خلافاتكم الداخلية تقتسمون المناصب وكلٌ يقيم له دولة، وغداً سنرى دولة في خانيونس وأخرى في أريحا.

وربت على كتفي ثانية وابتسم لي قائلاً:" ولكن اطمئن يا بني سيعود الأقصى عندما يعود في قلوبكم ".

كتبه د. إيهاب الدالي
22-01-2012م