-----------------------------------------
السلام عليكم اخت ريمة .. وكم انا سعيدٌ بهذا النوع من الأسئلة بالذات .. كونه يعالج مرضاً اجتماعياً متمثلا بشريحة المثقفين ..
الثقافة والمثقفين...
ماهو التعريف النموذجي للثقافة؟
ـ برأيي ليست الثقافة ذلك الكم من المعلومات التي يختزنها الإنسان كما تبدو من الانطباع الأول .. بل إن العلوم والمعلومات المُكتسَبَة شيء، والثقافة شيء وإن كانت العلوم والمعرفة جزءاً أصيلاً فيها .. فالثقافة هي مجموع القيم والمباديء والمثل والأعراف السائدة في المجتمع، وهي ذلك الموروث الذي تتناقله الأجيال والقابل للتطور بشكلٍ تراكمي مع زحف الأزمان والتقاء المكان بالسكان ليؤثر على السلوك العام والذائقة الاجتماعية الشاملة.. مما يعطي الفرد تصوراتٍ عن الحياة والناس وكيفية التفاعل بين تكوينات المجتمع بكل الأطياف الموجودة فيه .. بشكلٍ يميز مجتمعاً ما عن غيره بملامح ترسم خصوصيته وانفراده بين الأمم الأخرى .
هل هو تفعيل المعلومة؟
ـ تفعيل المعلومة هو نتاجٌ لنظرية السلوك الاجتماعي المتمثلة بثقافة المجتمع .. بحيث لو أمعنا النظر لوجدنا أن تفعيل المعلومة لم يكن يوماً أمراً مستقلاً بذاته أو خروجاً علمياً او تظاهرةً جماعية بل يتم التفعيل ضمن التطور المبني على القيم الاجتماعية السائدة التي تفرض نفسها على الجميع كنواميس لا ينبغي الخروج عليها .
هل هو معرفة شيئ عن كل شيئ؟
ـ وهذا أيضاً جزءٌ يسيرٌ من الثقافة .. حيث كلما ازداد المرء علماً كلما ازداد بحثاً عن غيره .. وبالتالي ترقى ثقافته وتسير في مسيرة الرقي حتى تطوير الذائقة الأدبية والفنية وهي أعلى درجات الثقافة .
هل هو الثقافة مع الإبداع إن كانت ثقافة مفعلة؟
ـ الإبداع مُكَوِنٌ أصيلٌ من مكونات الثقافة وليس هو الثقافة، هو الذي يعمل على سمو الثقافة وتطويرها لدى الأفراد .
وهل شريحة المثقفين في الوطن العربي شريحة خاصة جدا لدرجة أننا نخشى ان نقول لايوجد ثقافة حقيقية في الوطن العربي لأنها لم تترجم واقعا حقيقيا حولنا؟
ـ بموضوعية أرى أن المثقفين العرب ما زالوا شديدي التأثر بالحساسية الاجتماعية التي تطل برأسها كلما أراد المثقف الخروج من قمقم الموروث السلبي فيبقى التفاعل الثقافي يراوح مجال النظرية الخجولة غير القابلة للتطبيق في ظلٍ أحكامٍ اجتماعيةٍ عرفية .
ومن ناحيةٍ أخرى فشريحة المثقفين لها خصوصية شديدة من طرفين متناقضين برأيي .. الأول خصوصية (إيجابية المثقف) وهي التي تملي عليه سلوكه المُرضي والتعاطي الجميل مع مزيج النسيج الاجتماعي ككل، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين المثل الأعلى أو القدوة الإنسانية .. والثاني خصوصيةٌ سلبية وهي التي تجعل من المثقف يحيط نفسه بهالةٍ من التفخيم والتبجيل وأنا أسميها (الطبقية الثقافية) .. من هنا نستطيع القول ان الصراع القسري بين هاتين الخصوصيتين جعلهما تؤثر إحداهما على الأخرى تارةً إيجاباً .. وتارةً سلباً .. مما يجعل الطبقة الوسط بينمها تضيع بين هذا وذاك فلا يكون هناك تأثيرٌ ذا بال على مسلكيات الفرد في المجتمع .. ولا تُترجَم واقعاً بسبب تصارع هاتين الخصوصيتين ..
ولنا عودة