41ـ يوري ماملييف. في روايته المكتملة «الأذرع»، عمل سوريالي روسي؛ بل سوفييتي كتب عام 1968، يحاول فيه الكاتب أن ينقب الفكر في مشاكل جدية وعويصة في الحياة والموت.‏

42ـ ألكسندر فامبيلوف. في مسرحيته العبقرية «صيد البط» التي لم يفهمها لا أوليغ يفيموف، ولا المخرجون الآخرون. لأنّه من المخيف التعامل معها جدياً. عندئذ يجب عليك التفكير ملياً في جدوى حياتك نفسها، لماذا أنت تعيش؟ وللعلم فإن كل هذه الحقيقة المرة، قيلت في عام 1970. زيلوف ـ إنّه نموذجنا الوطني الأبدي، وليس الأفضل في زمن الأزمة الدورية للإيمان.‏

43ـ أندريه بيتوف. رواية «بيت بوشكين» تعالج هذه الرواية مع رواية بروخانوف «التوقيع»، ورواية ماكانين «أنديغراوند» كل على طريقتها، ومن وجهات نظر مختلفة نهاية الإمبراطورية، ونهاية القرن.‏

44ـ ألكسندر بروخونوف. رواية «التوقيع» ـ رواية غير تقليدية إطلاقاً، وليست رواية برخونوفية، ولا حربية، ومع ذلك فهي أفضل روايات بروخونوف. فجأة يغرد بلبل هيئة الأركان أفضل أغانيه، عن نفسه وعن العصر. كتبت الرواية في عام 2006، بالتالي هي لا تتلاءم مع أفضل كتب القرن العشرين. ويبقى صديقي أفضل مؤلف روايات حديثة عن الحرب في القرن العشرين.‏

«البلوز الشيشاني» ـ رواية كتبت عام 1998، حيث تتوحد مهارة الأسلوب، والرمزية الطبيعية، والفنية العالية مع حقيقة الحرب الصارمة والقاسية.‏

45ـ فلاديمير ماكانين. رواية «أنديغراوند، أو بطل هذا الزمان»، ليس كما عناه ليرمنتوف إطلاقاً، فأبطالنا مختلفون تماماً. فالبطل بيتروفيتش شخصية جامعة لمجمل أدب ماكانين، هذا ما توصل إليه كليوتشارف، وأليموشكين من مختلف الاتجاهات ـ أبطاله المختلفون تماماً في مؤلفاته الأدبية المبكرة. أردت أن أسمي قصة «الرائد» أفضل أعماله، خاصة وأنني ساعدت في نشرها في مجلة «الشمال» في عام 1982، إنّها أقرب إلي بأبطالها وبحكمتها الشعبية، وبموضوعها، ومع ذلك رجحت الكفة لصالح «أنديغراوند...» آخر رواياته وأكثرها أهمية في عام 1998.‏

46ـ أناتولي كيم. رواية «الأب ـ الغابة» التي كتبت في عام 1989. إنها قصة نثر شرقي؛ حيث يتقاطع كل شيء، ويتغير ويتحول الواحد في الآخر؛ وينقل الكاتب هذا الشرق إلى مقاطعة ريزان، في أعماق الغابات والأنهر الروسية. أيمكن أن تكون هذه هي الواقعية الطبيعية الميتافيزيقية الحقيقية، الموهوبة للكاتب من الأعلى؟‏

47ـ فلاديمير لوتشوتين. ثلاثيته التاريخية «التقسيم». أعتقد أنّه بعد ألكسي تولستوي وفق في الكتابة عن القضايا التاريخية الروسية كل من دميتري بالاشوف، وفلاديمير لوتشوتين. لكن رواية «التقسيم» للوتشوتين تفوق أهمية روايات بالاشوف الرائعة، لغةً، وبطبع أبطالها، وعمق أفكارها. من الواضح أن هذه الرواية لم تنل حقها من التقييم، إنّها أحد أهم الكتب الأدبية الروسية في القرن العشرين، وإلى جانبها جون فاولزو وأيريس ميردوك. تتخلل الرواية صوفية شمالية. إنها الحقيقة، والأسطورة، والخرافة، والصوفية في آن واحد.‏

48ـ إدوارد ليمونوف «كان لدينا عصر عظيم» طبعت القصة في الصحيفة البرجوازية الليبرالية «زناميا»، في بداية البرسترويكا عام 1989، بحثاً عن أسماء جديدة بين المهاجرين، دون أن تقرأ جيداً أو يتم التمعن بها، لاحقاً اعترف محررو الصحيفة بأنهم لم يراجعوا النص. هذه هي قوة الإبداع النادرة. وبالفعل كما كتب كثيراً، أدب ساخر، وكأن ليمونوف عندما يلعب يبين للقارئ العظمة الحقيقية وبطولة العهد السوفيتي..‏

49ـ ساشا سكولوف. رواية «مدرسة المجانين» (1973). محاولة أخرى لإيجاد الطريق الخاص في الأدب. وصف فلاديمير نابوكوف الرواية بأفضل كتاب روسي معاصر. هذا من وجهة نظر نابوكوف. تنساب الأحداث كما في الموسيقى، لكنها لا تضيع. يمكن أن يجذبك البطل الجغرافي نورفيغوف، ويمكن الإنجذاب إلى الأحداث، كما يمكن الانجذاب إلى تدفق الكلمات والأفكار، تخيل وتذكر.‏

50ـ يوري بولياكوف. رواية «الجدي الحلاب» أصدرت عام 1995، وتمت إعادة طباعتها منذ ذلك الحين أكثر من خمسين مرة. تقرأ. تتضمن ما يمكن قراءته، ويوجد فيها عن ماذا تقرأ ـ يوجد ما يثير الضحك، وما يثير التمعن والتفكير. وبسبب هذا الهجاء المضحك على ما بعد الحداثة لا يحب ليبراليونا يوري بولياكوف. تجرأ أن يرفع يده على المقدس. علماً بأنّ هذا الكاتب طوال حياته يرفع يده بلا تكلف تارة على الرتب الوظيفية، وطوراً على الجيش، وعلى الحزب، وعلى البيرسترويكا، وعلى ما بعد الحداثة. ولم ينل القضاة والمدّعون العامون من الكاتب بعد، طالما تتقطع أزرار قمصانهم من الضحك عند قراءتهم لما يكتب. وهذا ما ينقذه ويحميه.‏