ضحك الشاعر الحزيـن كثيـرا
وتغـنـى تظـنُّـهُ مخـمـورا
أتـراه ينسـى بـذلـك حـزنـا
أتـراه يلقـى السـرور أخيـرا
كيف ينسى الحياة و هْـيَ شقـاء
كـل يـومٍ منهـا يـراهُ كسيـرا
هـذهِ الدنيـا غــادة تتجـلَّـى
فتنـة تتـركُ البصيـر ضريـرا
هـذه الدنيـا نهـد مرضعـة درَّ
عليـنـا شـقـاوةً و شــرورا
هـي أنثـى خلوبـة وسـلـوب
نشتهيهـا سـذاجـةً وغــرورا
هي عندي خـودٌ تعيـرُ حجانـا
مقلة تمضي الشـل ّ والتخديـرا
تحتوينا كحضـن أنثـى لعـوب
إن أطاعت يوما ستعصي عصورا
غرَّرتنـا بوعـد بيـضـاء رود
يتحـراه عـاشـق أنْ تــزورا
فهي ذاتُ الـدّلالِ تخـذل قلبـاً
ظامئ الشوقِ أن يلاقي الغديـرا
تعد المـرء فالأمانـي وميـض
رغـم إخلافهـا نؤمـل نــورا
هـي سطـرٌ محـبّـرٌ بدمـانـا
بحروفٍ تغتـالُ منَّـا السّـرورا
عـد لتاريخهـا تجدهـا حروبـا
وحضـارات دمّـرت تدمـيـرا
كيف يرجو اللبيـب فيهـا أمانـا
و هي ترمي السهام منا الظهورا
شهوة العيش نغّصت كل عيـش
قلبت روضـة القلـوب سعيـرا
فطغـاةٌ و كادحـون حـيـارى
وفتـونٌ بهـا أمـات الشعـورا
حبنـا المـال والبنـون قـديـم
ليس يبلى وإن عبرنـا الدهـورا
كيف لا نبـدع الحيـاة ونهـوى
غير هذا لكـيْ نُريـحَ ضميـرا
شعر : ظميان غدير