منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    حسابات اخر العام

    ها نحن في انتظار وداع هذا العام الذي لم يبق فيه إلا أيام وليال معدودة..
    عام كامل تصرّمت أيامه .. فماذا أودعنا في عامنا المنصرم ؟! .
    هناك من أودعوا فيه رشاوى وسرقات ، ونفاقاً .
    وأناساً أودعوا فيه شرباً للخمور وأكلاً للربا وتعاوناً على الإثم والعدوان ، وأناساً أودعوا فيه ظلماً للناس . ونحساً لحقوق الضعفاء .
    وآخرين أودعوا في عامنا المنصرم قياماً في الليل .. وصياماً في النهار .. وتلاوة في الأسحار .. واستغفاراً في المساء والإبكار .. مع كفٍّ للأذى .. وبذلٍ للندى .. ورضاً بالقضاء .. {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} .
    فكم من يوم فضيل صيامه ما صمناه .. ومن ساعة فضيل قيامها ما قمناها .. وكم من خير تيسّر وما اغتنمناه .
    أحبتي .. قال أبوالدرداء والحسن البصري - رضي الله عنهما - : يا ابن آدم ، إنما أنت أيام ، كلّما ذهب يوم ذهب بعضك .
    إنـا لنفرح بالأيـام نقطعهــا وكل يوم مضى يدني من الأجل
    فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربح والخسران في العمل
    {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} .
    وقد جاء عن عبدالرحمن بن حُجيرة عن أبيه أن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - كان يقول إذا قعــد :"إنكم في ممر الليل والنهار ، في آجال منقوصــة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، فمن يزرع خيراً يوشك أن يحصد رغبة ، ومن يزرع شراً يوشك أن يحصد ندامة ، لكلّ زارع مثل ما زرع ، ولا يسبق بطيء بحظه ، ولا يدرك حريص ما لم يقدّر له ، فمن أُعطي خيراً فالله أعطاه ، ومن وُقيَ شراً فالله وقــاه ، المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالسهم زيادة" .
    نحن في هذه الدنيا كقوم ركبوا قطاراً ، فهم إن قعدوا فالقطار يسير بهم إلى غاية معلومة ، وإن وقفوا فالقطار يسير، وإن سخطوا فالقطار يسير، وإن رضوا فالقطار يسير .
    عن سفيان الثوري قال : قام أبوذر الغفاري رضي الله عنه عند الكعبة ، فصاح بأعلى صوته "يا أيها الناس .. أن جندب الغفاري .. أنا جندب الغفاري .. هلمّوا إلى أخ ناصحٍ شفيق .. فاكتنفه الناس وأقبلوا حوله : ما لديك يا صاحب رسول الله ؟! .
    قال : أرأيتم لو أن أحدكم أراد سفراً .. أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ويبلّغه ؟ قالوا : بلى . قال : فسفر طريق القيامة أبعد ما تريدون ، فخذوا له ما يصلحكم ، قالوا : وما يصلحنا؟ قال : حجّوا حجة لعظائم الأمور ، وصوموا يوماً شديد حره لطول يوم النشور ، صلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور ، كلمة خير تقولها أو كلمة سوء تسكت عنها لوقوف يوم عظيم ، تصدق بمالك لعلك تنجو من عسيرها ، اجعل الدنيا مجلسين .. مجلساً في طلب الآخرة ، ومجلسـاً في طلب الحلال ، والثالث يضــرك ولا ينفعك فلا تُرده ، اجعل المال درهمين .. درهماً تنفقه على عيالك من حلّه ، ودرهماً تقدمه لآخرتك ، والثالث يضرك ولا ينفعك لا ترده ، ثم صاح بأعلى صوته : قد قتلكم حرص لا تدركونه أبداً" .
    أيها الإخوة الكرام :
    ولأهمية هذه الأعمار يقرع الله تعالى بها الكفار يوم القيامة فيقول لهم : {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} . فجعل الله تعالى أعمارهم موجبة للتذكر والاستبصار .. والاتعاظ والادّكار .
    قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآية :
    "أي .. أوما عشتم في هذه الدنيا أعماراً ، لو كنتم ممن ينتفع بالحق لانتفعتم به مدّة عمركم" .
    وقال قتادة : "اعلموا أن طول العمر حجة ، فنعوذ بالله من أن نُعيّر بطول العمر" .
    وروى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال صلى الله عليه وسلم : "أعذر الله عز وجل إلى امرئٍ أخّر عرمه حتى بلّغه ستين سنة" ، ومعنى أعذر إليه أي : أزال عُذره ..
    ولكن - والعياذ بالله - من يطلب الحق ضل .. فنعرف أقواماً بلغت أعمارهم الستين والسبعين ولا يزالون مقيمين على شرب الخمور وأكل الحرام .
    سمعت أحد المشايخ يقول :
    ذهبنا مع بعض الأخيار إلى رجل وصل عمره إلى السبعين وهو في محل له لبيع أشرطة الغناء واللهو فقلنا له : يا أيها الرجل الكبير .. الذي اشتعل رأسه شيباً ، أما تتقي الله وقد جاوزت السبعين وربما في الثمانين .. فوالله ما كادوا يكملون عظاتهم حتى صاح بهم : "اذهبوا عني الله يصلحكـم .. نصحني الشيخ محمد بن إبراهيم على أيامه ، وأنا إلى الآن على هذا وما أطعته .. أطعيكم أنتم ؟" .
    روى البخاري وغيره عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ" .
    لو أن أحداً اشترى سيارة بعشرين ألف وهي لا تساوي إلا عشرة لقلنا مجنون مغبون ، أبله مسكين .
    فما بالنا نبيع أعمارنا بأبخس الأثمان .. نقضيها أمام فلم لا ينفع .. وأغنية لا تشفع .. أما ملهاة إلى غضب الله وسخطه تدفع ..
    المغبون ليس الذي يخسر ألفين أو ثلاثة في بيع وشراء ؛ وإنما هو الذي يغبن في ساعات تزول بها حياته .. ويقترب بها إلى أجله ولا ينتفع بها ..
    قيل إن شيخاً كبيراً قد احدودب ظهره من كرّ الأيام والليالي مرّ على شاب لاهٍ ، فضحك الشاب منه وقال مستهزئاً : يا صاحب القوس (بعض حدبة ظهر) ، أتبيع هذا القوس ، فالتفت إليه الشيخ الكبير وقال : لا تستعجل ، إن أحياك الله سيأتيك قوس بلا ثمن ..
    والليالي من الزمان حُبالى مثقلات يلدن كل عجيبة
    وقال عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - : "إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما" .
    وقال الإمام أحمد - رحمه الله - : "ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كُمّي فسقط" .
    نسأل الله أن يغفر لنا خطأنا وزللنا وتفريطنا..

    الشيخ العريفي

    من نصب نفسه للناس إماماً
    فليبدأ بتعليم نفسه قبل أن يعلم غيره
    و ليكن تأديبه بسيرته قبل لسانه
    فإن أعين النّاس معلَّقة بقوله و فعله
    و عندها يكون القبول

  2. #2
    مافقر زادنا عزيزتي...
    وفي جعبتنا الكثير من الذنوب...
    كان الله في العون مهما فعلنا نطمع برحمة الله ورغم هذا يجب أن لانالوا جهدا في العمل
    دمت بخير وتوفيق
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    يرسل بريديا وجزاك الله خيرا غاليتي
    كل عام وانتم بخير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    سنة كانت حساباتها على الصعيد العالمي مثيرة فكم ازالت من كراسي وبدلت من احوال سنة كانت ليلة راسها خسوفا فخسف بمن نعرف على شاشات الاعلام سنة اطاحت بنجوم واقمار ربما ركنوا لدنيا تسحر اللب
    وتخدر الجوارح سنة اختصرت تاريخا من العبر كانت سطور فاصبحت تأن بدماء وطني العربي انها قاسية .. ومؤلمة اسقطت اوراق التوت وعرفتنا بقصة جديدة بين قابيل وهايبل ..
    سيدتي جميل ما كتبت وقاسي ما راينا فقط لا حول ولا قوة الا بالله ارجو من الله عز وجل ان لا ينقذنا من سنوات خداعة تمر بنا كما احس الان ..
    وفاء الزاغة

  5. #5

    أشكرك أستاذة رشا على هذا الموضوع المحفز للتفكر ،
    أشارككم بما كتبت منذ أعوام ضمن السياق نفسه بعنوان " كائن آل للسقوط" ضمن موقع مركز العلوم التخصصي على الرابط
    http://www.ssc-syria.org/page.php?news_id=275&lang=2
    أرجو أن يكون مناسباً لهذا الموضوع ،
    مع تحياتي لجميع الفرسان.
    -------


    كائن آل للسقوط


    قصاصات من الورق .. تآلفت فيما بينها .. وتفاصيل زمنية خطت عليها شكلت بمجملها مساراً بدايته 1/1/2005 ونهايته 31/12/2005 ... ،


    أرقام وعبارات و تسميات ...
    بداية لهذا الكائن مفعمة بالصحة والحيوية ...


    ثلاثمائة وستون ونيف من الورق, ونهاية مأساوية هزيلة . . هي بضع وريقات .. شاهدة على فعل الزمن في التهام جزء منه كل يوم ..،

    نعم .. إنه التقويم
    مشاعر هاجت في داخلي حين امتدت يدي كما هي العادة اليومية لنزع شاهدة اليوم الذي نحن .. وإذا بها الورقة الأخيرة في هذا العام 2005 , مشيرة إلى نعي عام انقضى من ذخيرتنا التي لا تتجدد .. أحداث وصور تداعت في ذهني هذه اللحظة وإنما بسرعة فاقت العادية .. ربما سرعة الضوء .. ربما أعلى .. وسرت في جسدي رعشة كصدمة كهربائية خفيفة , وكأن هاتفاً أيقظني من سبات كنت أغط به , يقول لي ماذا أنجزت في هذا العام منذ امتدت يداي إلى نزع الورقة الأولى من هذا التقويم إلى لحظة نزع الورقة الأخيرة منه؟؟؟
    نعم عام مضى من حياتي ولحق بمن سبق إلى عالم أزلي أبدي وبقي منه آثاره فقط .. وبقي منه العمل!!!


    وهنا سرت في جسدي رعشة أكبر حين تذكرت قوله تعالى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والعصر*إن الإنسان لفي خسر*إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر


    وعاودتني الرعشة لتطال أوصالي كلها حين وقعت عيناي على كلمة التقويم في الورقة الأخيرة وكأنها المرة الأولى التي أقرأها , ثم تذكرت مشهداً حين أثير الجدل بين كلمتي تقويم وتقييم هل هما واحد أم مختلفتان , ولن أغوص بهذا الجدل ولكن يعنيني المعنى المهم الآن ... كيف نقيم هذا العام ؟؟ وهل نقف من حين لآخر ننظر إلى ما قدمت يدانا من عمل ؟ وهل نصحح الخطأ ونزيد من الصواب ؟؟؟
    سؤال يحتاج إلى تفكر.. عسى هذه الكلمات أن تندرج تحت بند وتواصوا بالحق...
    كل عام وأنتم بخير




    المهندس مهند الكوسا



  6. #6
    اشكركم من كل قلبي
    من نصب نفسه للناس إماماً
    فليبدأ بتعليم نفسه قبل أن يعلم غيره
    و ليكن تأديبه بسيرته قبل لسانه
    فإن أعين النّاس معلَّقة بقوله و فعله
    و عندها يكون القبول

المواضيع المتشابهه

  1. خابت حسابات القيادة الإسرائيلية
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-15-2012, 05:21 AM
  2. آخر العام .
    بواسطة العربي حاج صحراوي في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-05-2012, 05:06 PM
  3. يمر العام تلو العام / الحاج لطفي الياسيني
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-21-2011, 04:53 PM
  4. اختراق الاف حسابات "هوتميل" ونشر تفاصيلها على الانترنت
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-15-2009, 08:00 AM
  5. اختراق حسابات "هوتميل" ونشر تفاصيلها على الانترنت
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-06-2009, 04:13 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •