نعم...
**********
"عباس" خطاب الكرامة والكبرياء
د. فايز أبو شمالة خطاب الكرامة والكبرياء، هذا عنون مقال كتبه السيد عيسى قراقع وزير الأسرى في حكومة فياض، ويهلل الرجل ويكبر فرحاً، وهو يتحدث عن كرامة المعذبين والمضطهدين على أرض فلسطين، ويعتبر الخطاب بداية مرحلة جديدة ومختلفة من صراعنا مع المحتل الجاثم على أرضنا منذ 63 عاماً!. انتبهوا للمفردات الجديدة التي عادت إلى قاموس السياسة الفلسطينية، مثل مفردة "الصراع" التي أزاحت مفردة "النزاع" وانتبهوا للتاريخ، حين يقول: منذ 63 عاماً عمر اغتصاب فلسطين، ولم يقل 43 عاماً عمر احتلال الضفة الغربية! أما الناطق الإعلامي باسم حركة فتح الدكتور فايز أبو عيطة فأكد في بيان أصدره: “لقد أثبت أبو مازن أن مواقف القيادة الفلسطينية غير قابلة للابتزاز ومحكومة بمصالح شعبنا وأجنداته الوطنية. انتبهوا لإشادة الناطق بالمواقف غير قابلة للابتزاز!. أما ياسر عبد ربه فقد قال: إن خطاب عباس أنهى مرحلة المفاوضات، أو اللامفاوضات العقيمة، ودشن لبداية عملية سياسية، ولوقف سياسة الانتهاكات بحق شعبنا وأرضه. وهنا انتبهوا إلى الاعتراف الصريح بضياع عشرين عاماً من المفاوضات العقيمة، وأننا سنبدأ عملية سياسية من جديد. أما السيد زكريا الأغا، فقد وصف خطاب عباس بالتاريخي والحاسم، الذي عبر فيه عن آمال وعذابات وتطلعات شعبنا في العودة والحرية والاستقلال. انتبهوا إلى لفظة العودة المقرونة بتطلعات الشعب للحرية. الشعب الذي مثله مئات القادة والمسئولين والموظفين والعسكريين، وهم يحتفلون بعودة السيد عباس ملوحاً برايات النصر، لقد استقبلوه في رام الله استقبال الفاتحين، وهم يحملون بيافطة كتب عليها "لقد أوفيت بوعدك". فهل انتهت المهمة؟ أما الكاتب عبد الناصر النجار فقد كتب يقول: في كلمته الشاملة أعاد الرئيس صياغة أسس العملية السياسية، وأنه لا مكان للعودة للماضي. انتبهوا إلى جملة "لا عودة للماضي" وجملة "أعاد الرئيس صياغة أسس العميلة السياسية". إنه الاعتراف بالخطأ، والندم على مرحلة خلت، والتراجع عن أسلوب عمل، وإلا لو كانت السياسية على مدار عشرين عاماً صائبة، لما استوجب إعادة صياغتها من جديد، وهذا ما أكد عليه السيد عزام الأحمد، حين قال بجرأة وصراحة: "السلطة القائمة هي سلطة وهمية والرئيس عباس لا يستطيع مغادرة رام الله من دون موافقة المجندة الإسرائيلية على حاجز "بيت إيل" وتساءل الأحمد: "ما هو مبرر استمرار هذه السلطة"؟ لقد أجاب على السؤال الدكتور نبيل شعث حين قال: نحن سلطة وهمية تحت الاحتلال، سلطة تتحمل مسؤولية التعليم والصحة والأمن، بينما تسيطر (إسرائيل) على الأرض وتقوم بنهبها والاستيطان فيها". ما رغبت في قوله من خلال هذه الملاحظات هو: لقد بلغ سيل المفاوضات العبثية الزبي، وما ضاقت منه فصائل المقاومة ذرعاً، بدأ يتكشف أمام أنصار المفاوضات بجلاء، بمعنى آخر، بدأ أنصار خط التفاوض يقتربون في مواقفهم من أنصار خط المقاومة، ويتحدثون بلغة جديدة أقرب إلى المصالحة الوطنية منها إلى الانقسام، هذا اللغة الجديدة هي نتاج تفجر ثورة حقيقية في داخل كل فلسطيني، وتشير إلى التالي: أولاً: لم يكن الكتاب والمحللون والمتابعون والسياسيون، والجماهير واثقين أن عباس سيمضي حتى النهاية، ويتقدم بطلب الاعتراف بدولة فلسطين إلى الأمم المتحدة، إن التعليقات تعكس الإجماع الفلسطيني المتشكك وغير الواثق بالسيد عباس حتى لحظة التقدم بالطلب. ثانياً: أرض فلسطين الحرة المستقلة هي غاية كل الفلسطينيين. ثالثاً: استعداد الفلسطينيين للمواجهة، وعشقهم للبطولة، ورفضهم خط الهزيمة والاستخذاء، وتشوق الشعب الفلسطيني للمقاومة بكافة أشكالها.
--