((استراحة الخميس)) ((25))
إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..
نبدأ بمحمد خضري :
شمس إذا العين أبلى جفنها السهر *** شدو إذا القلب غنّى همسه القمر
كأن للصبح من إشراق طلعتها *** غدق من السحر في الأرجاء ينتشر
كأن للعقول طعم الشهد إن نطقت *** وصمتها البوح والإفصاح والمطر
يستلهم البشرَ قلبي كلما همست *** بقربها الروح .. يرنو صوبها النظر
كأنها وطن يمتد مبتهجا *** بين الفؤاد وبين الروح تنحدر
عفوا حبيبة قلبي فالنوى قدر *** هل يجمع الشمل يوما بيننا قدر
**********
من "فلكيات"الشعر الشعبي الفكاهي :
"برج النبطية ( عاشور)
لا تاكل فواكه مع خبز بر *** السكري لا عبنبك وانت ساهي
دب ولعب فيك واهج صالي الحرّ *** وتزود الطين بله با الشواهي
عوذا .. ويا الله دخيلك عل ما شر *** يقولها من يشوفك بالمقاهي
*********
ومن لبنان يقول مارون كرم :
بحلم بليلة برد ومزاريب
ورياح تاخد هالشجر وتجيب
وإنتِ وأنا بشي دار منسية
لا حطب .. لا نار مضوية
*******************
وترثي أم ولدها ببيت .. هو قصيدة في حد ذاته .. وإن كنت لا أعلم إن كان رثاء حي أم رثاء ميت!! :
يا فرحة القلب والأحشاء والكبد *** ليت أمك لم تحبل ولم تلد
**************
وهذه نادمة أخرى .. وإن لسبب مختلف :
مالت تودعني والدمع يغلبها *** كما يميل نسيم الريح بالغصن
ثم استمرت وقالت وهي باكية *** يا ليت معرفتي إياك لم تكن
*******
قال أبو تمام :
السيف أصدق أنباء من الكتب *** في حده الحد بين الجد واللعب
فاقل الشاعر "قطامش"معارضا له :
الجهل أحلى بلا شك من الكتب *** في حده الحد بين العز و"الجرب"
الله أكبر كم في الحي من "هُبْل" *** من قلة العقل أو قلة الأدب
الراقصات بها قد عشن في رغد *** يأكلن شهدا من التفاح والعنب
ولاعب الكرة المغوار كم فُتحت *** له البنوك فيا ويلي وويل أبي
أضعت عمري لأجل العلم يا أبتي *** وليته ضاع بين "الرقص واللعب"
أو ليتني"سائق للتاكسي"يا ولدي *** أو ليتني بائع للفجل والقصب
لكان حالي إذن عزا وميسرة *** ما أتعس الحالّ بين الشعر والأدب
هذا كلام صحيح يا بني وطني *** ولو كذبت تعالوا و"احلقوا شنبي"
************
وهذا القباني ... عبد المنعم يقول :
إن يسألوني فماذا سوف أختار *** عيناك دونهما صحو وإعصار
أختار لو كنت طيفا خلف صحوهما *** الورد لي معزف والشمس أوتار
أشدو فتهفوا لشدوي مؤرقة *** نأت بطيف الذي أهواه أسفار
لو كنت نهرا ثريا تستحم على *** أمواجه في ليالي الصيف أقمار
أو أنني كنت أنساما معطرة *** بطيها من ضمير الغيب أسرار
تحنو على زورق في اليم ضلّ به *** عن شاطئ ذابل الجفنين تيار
أختار لو كنت نسرا خلف عصفهما *** تحف بي أينما حومت أخطار
لا أتقي الريح أن تلهو بأجنحتي *** وليس يقهرني ثلج ولا نار
أود لو أن لي وحدي كنوزهما *** ولم يكن دون ما أهواه أسوار
أختار عصفهما أختار صحوهما *** أختار يا حيرتي ماذا سأختار
*************************
من كتاب "حكمة المجانين"للدكتور الرخاوي :
(ليس المستضعف هو من لا يملك مسكنا أو درهما أو حتى لقمة،ولكن المستضعف هو من يعرف أكثر مما يتاح له أن يعمل)
(لا تكره الروتين لهذه الدرجة،وإلا كرهت طلوع الشمس كل صباح)

على هامش (الاستراحة) .."8" :
نواصل مع (صاحب الشمقمقية) .. والذي يقول :
29 - لأنت أظلم من ابن ظالم *** إن كنت من بعد بها لم تَرفق
((ابن ظالم : هذا فاتك مشهور له فظائع،ومن خبر فتكه أنه وثب بخالد بن جعفر بن كلاب وهو في جوار الأسود بن المنذر الملك فقتله وطلبه الملك ففاته،فقيل له : إنك لن تصيبه بشيء أشد عليه من سبي جارات له من بلي،وبلي حي من قضاعة فبعث في طلبهن،فاستاقهن وأموالهن فبلغه ذلك،فكر راجعا من وجه مهربه وسأل عن مرعى إبلهن وكن فيه،فتلطف حتى وصل إليه،ثم استنقذ جاراته وأموالهن وانطلق فأخذ شيئا من جهاز سنان بن حارثة،فأتى به أخته سلمى بنت ظالم وكانت زوج سنان وقد تبنت ابن الملك شرحبيل بن الأسود فقال،هذه علامة بعلك فضعي ابنك حتى آتيه به ففعلت،فأخذه وقتله،فضرب بفتكه المثل،والناظم ضرب به المثل في الظلم لاستلزامه له،وليجنس قوله،أظلم من ابن ظالم.))
30 - رفقا بها قد بلغ السيل الزبى *** واتسع الخرق على المرتق
((عاد فطلب منه الرفق بعد ذلك التقريع عسى أن يكون تأثر مما سمع من وصف حال هذه الإبل الذي يستوجب الرثاء،وقوله قد بلغ السيل الزبى : جمع زبية وهي الرابية لا يعلوها الماء،فإذا بلغها السيل كان جارفا مجحفا وهو مثل يضرب لما جاوز الحد وعند اشتداد الأمر،وكذا قوله واتسع الخرق على المرتق،والمرتق الرافي.))
31 - وهب لأيديهن أيدا ولها *** متنا متينا ما خلا عن مصدق
32 - فما لظعن حملت من مِرة *** بظعن أودى بها في الغسق
((هذا افتنان من الناظم في طريق إقناع الحادي فقوله : هب أي اعتقد وافرض،وهو فعل أمر لا يتصرف،لأيديهن : المراد به ما يشبه اليدين والرجلين،أيدا : أي قوة،ولها : أي للنوق متنا: أي ظهرا متينا،أي قويا ما خلا عن مصدق،أي شدة وصلابة فما لظعن جمع ظعينة : وهي المرأة ما دامت في الهودج أو مطلقا ومفعول حملت محذوف،أي حملتهن،من مرة : أي قوة على ظعن في الغسق : أي سير أودى بها،أي أهلكها،والغسق : أول الليل،وجنس بين أيدهن وأيدا،ومتنا ومتينا،وظعن وظعن))


أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 24/10/1432هـ
Mahmood-1380@hotmail.com