الرحمن الرحيم
(الرحمن)
اسم مشتق من الفعل (رحم)، والرحمة في اللغة هي الرقة والتعطف والشفقة، وتراحم القوم أي رحم بعضهم بعضا والرحم القرابة.
الرحمن اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مشتق من الرحمة وهو اسم مختص بالله تعالى لا يجوز أن يسمى به غيره
قد قال عز وجل: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) معادلا بذلك اسمه الرحمن بلفظ الجلالة الذي لا يشاركه فيه أحد،
ورحمن على وزن فعلان وهي صيغة مبالغة تدل على الكثرة والزيادة في الصفة.
و(الرحيم) ..
اسم مشتق أيضا من الفعل رحم ..
والرحمن الرحيم من صيغ المبالغة .. يقال راحم ورحمن ورحيم ..
فإذا قيل راحم فهذا يعني أن فيه صفة الرحمة ..
وإذا قيل رحمن تكون مبالغة في الصفة ..
وإذا قيل رحيم فهي أيضا مبالغة في الصفة، والله سبحانه وتعالى رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.
رحم (لسان العرب)
الرَّحْمة: الرِّقَّةُ والتَّعَطُّفُ، والمرْحَمَةُ مثله، وقد رَحِمْتُهُ وتَرَحَّمْتُ عليه.
وتَراحَمَ القومُ: رَحِمَ بعضهم بعضاً.
والرَّحْمَةُ: المغفرة؛ وقوله تعالى في وصف القرآن
هُدىً ورَحْمةً لقوم يؤمنون)؛ أَي فَصَّلْناه هادياً وذا رَحْمَةٍ؛
وقوله تعالى
ورَحْمةٌ للذين آمنوا منكم) أَي هو رَحْمةٌ لأَنه كان سبب إِيمانهم، رَحِمَهُ رُحْماً ورُحُماً ورَحْمةً ورَحَمَةً؛ حكى الأَخيرة سيبويه، ومَرحَمَةً.
وقال الله عز وجل
وتَواصَوْا بالصَّبْر وتواصَوْا بالمَرحَمَةِ) أَي أَوصى بعضُهم بعضاً بِرَحْمَة الضعيف والتَّعَطُّف عليه.
وتَرَحَّمْتُ عليه أَي قلت رَحْمَةُ الله عليه.
والرَّحَمُوتُ: من الرحمة.
وتَرَحَّم عليه: دعا له بالرَّحْمَةِ.
واسْتَرْحَمه: سأَله الرَّحْمةَ، ورجل مَرْحومٌ ومُرَحَّمٌ شدّد للمبالغة.
وقوله تعالى: ( وأَدْخلناه في رَحْمتنا)
قال ابن جني: هذا مجاز وفيه من الأَوصاف ثلاثة: السَّعَةُ والتشبيه والتوكيد،
أَما السَّعَةُ فلأَنه كأَنه زاد في أَسماء الجهات والمحالّ اسم هو الرَّحْمةُ،
وأَما التشبيه فلأنه شَبَّه الرَّحْمةَ وإِن لم يصح الدخول فيها بما يجوز الدخول فيه فلذلك وضعها موضعه،
وأَما التوكيد فلأَنه أَخبر عن العَرَضِ بما يخبر به عن الجَوْهر، وهذا تَغالٍ بالعَرَضِ وتفخيم منه إِذا صُيِّرَ إِلى حَيّز ما يشاهَدُ ويُلْمَسُ ويعاين،
أَلا ترى إِلى قول بعضهم في الترغيب في الجميل: ولو رأَيتم المعروف رجلاً لرأَيتموه حسناً جميلاً؟
كقول الشاعر:
ولم أَرَ كالمَعْرُوفِ، أَمّا مَذاقُهُ فحُلْوٌ، وأَما وَجْهه فجميل
فجعل له مذاقاً وجَوْهَراً، وهذا إِنما يكون في الجواهر،
وإِنما يُرَغِّبُ فيه وينبه عليه ويُعَظِّمُ من قدره بأَن يُصَوِّرَهُ في النفس على أَشرف أَحواله وأَنْوَه صفاته، وذلك بأَن يتخير شخصاً مجسَّماً لا عَرَضاً متوهَّماً.
وقوله تعالى: (والله يَخْتَصُّ برَحْمته من يشاء)؛ معناه يَخْتَصُّ بنُبُوَّتِهِ من يشاء ممن أَخْبَرَ عز وجل أَنه مُصْطفىً مختارٌ.
والله الرَّحْمَنُ الرحيم: بنيت الصفة الأُولى على فَعْلانَ لأَن معناه الكثرة، وذلك لأَن رحمته وسِعَتْ كل شيء وهو أَرْحَمُ الراحمين،
فأَما الرَّحِيمُ فإِنما ذكر بعد الرَّحْمن لأَن الرَّحْمن مقصور على الله عز وجل،.والرحيم قد يكون لغيره؛
قال الفارسي: إِنما قيل بسم الله الرَّحْمن الرحيم فجيء بالرحيم بعد استغراق الرَّحْمنِ معنى الرحْمَة لتخصيص المؤمنين به في قوله تعالى
وكان بالمؤمنين رَحِيماً )،
كما قال: (اقْرَأْ باسم ربك الذي خَلَقَ )، ثم قال
خَلَقَ الإِنسان من عَلَقٍ ) ؛ فخصَّ بعد أَن عَمَّ لما في الإِنسان من وجوه الصِّناعة ووجوه الحكمةِ، ونحوُه كثير؛
قال الزجاج: الرَّحْمنُ اسم من أَسماء الله عز وجل مذكور في الكتب الأُوَل، ولم يكونوا يعرفونه من أَسماء الله؛
قال أَبو الحسن: أَراه يعني أَصحاب الكتب الأُوَلِ، ومعناه عند أَهل اللغة ذو الرحْمةِ التي لا غاية بعدها في الرَّحْمةِ،
لأَن فَعْلان بناء من أَبنية المبالغة، ورَحِيمٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ كما قالوا سَمِيعٌ بمعنى سامِع وقديرٌ بمعنى قادر،
وكذلك رجل رَحُومٌ وامرأَة رَحُومٌ؛
قال الأَزهري ولا يجوز أَن يقال رَحْمن إِلاَّ الله عز وجل،
وفَعَلان من أَبنية ما يُبالَعُ في وصفه، فالرَّحْمن الذي وسعت رحمته كل شيء، فلا يجوز أَن يقال رَحْمن لغير الله؛
وقال ابن عباس: هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر، فالرَّحْمن الرقيق والرَّحيمُ العاطف على خلقه بالرزق؛
وقال الحسن؛ الرّحْمن اسم ممتنع لا يُسَمّى غيرُ الله به، وقد يقال رجل رَحيم.
الجوهري: الرَّحْمن والرَّحيم اسمان مشتقان من الرَّحْمة، ونظيرهما في اللغة نَديمٌ ونَدْمان، وهما بمعنى،
ويجوز تكرير الاسمين إِذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد كما يقال فلان جادٌّ مُجِدٌّ، إِلا أَن الرحمن اسم مختص لله تعالى لا يجوز أَن يُسَمّى به غيره ولا يوصف،
أَلا ترى أَنه قال
قل ادْعُوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَنَ )؟ فعادل به الاسم الذي لا يَشْرَكُهُ فيه غيره، وهما من أَبنية المبالغة،
ورَحمن أَبلغ من رَحِيمٌ، والرَّحيم يوصف به غير الله تعالى فيقال رجل رَحِيمٌ، ولا يقال رَحْمن.
ورَحْمَةُ الله: عَطْفُه وإِحسانه ورزقه.
(الرحمن - الرحيم)
معنى الاسمين في حق الله تعالى:
الاسمان مشتقان من الرحمة و"الرحمن" أشدّ مبالغة من "الرحيم" ولكن مالفرق بينهما؟
الأول: أن اسم "الرحمن" هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق قي الدنيا وللمؤمنين في الآخرة،
و"الرحيم" هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة،
واستدلوا بقوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ)، وقوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)،
فذكر الاستواء باسمه "الرحمن" ليعم جميع خلقه برحمته فكما أن العرش يعم جميع مخلوقاته فرحمته تتسع لجميع المخلوقات.
وقال: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )، فخص المؤمنين باسم "الرحيم" ولكن يشكل عليه قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
الثاني: هو أن "الرحمن" دال على صفة ذاتية و"الرحيم" دال على صفة فعلية.
فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته،
وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )
وقوله: (إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) ولم يجئ قط "رحمن بهم" فعلم أن "رحمن" هو الموصوف بالرحمة، و"رحيم" هو الراحم برحمته،
منقول- انتهى
أما قولهم " ان قوله تعالى: ( إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) يُشكِل , فلا اراه كذلك ..
لانهم قالوا ان اسم الرحمن يعم جميع الخلق مؤمنهم و كافرهم في الدنيا
اما اسم الرحيم فيخص المؤمنين يوم القيامة
ثم قال بعضهم : إن الاية : ( إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) تُشكِل ..
ولكنه ليس مشكلاً البتة كما ارى ..
لان الاية كانت تخاطب المؤمنين عندما أُمروا بتحويل قبلتهم ..
ثم يقول الله للثابتين على الايمان منهم و الطائعين لرسول الله : " و ما كان الله ليضيع ايمانكم "
ثم قال عز وجل " ان الله بالناس لرؤوف رحيم "
معنى ذلك ان عموم الاية تتحدث عن المؤمنين الثابتين على الايمان الطائعين لاوامره ,ثم وعدهم الله انه لن يضيع ايمانهم و ذكرهم بانه : بالناس رؤوف رحيم
اما قوله بالناس : فهذا ليس عموما , لان كلمة الناس وردت في القرآن الكريم بمعنى المؤمنين في قوله تعالى في سورة البقرة اية 13 " واذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس "
هذا رأيي , و هو عليّ مردود اذا كنتُ مخطئاً .
</B></I>
بسم الله الرحمن الرحيم
الاعراب :
الباء : حرف جر , و هي هنا للاستعانة
اسم : اسم مجرور بالباء و علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره- و الجار و المجرور متعلقان بمحذوف تقديره : أبتدئ , او : ابتدائي
الله : لفظ الجلالة , مضاف اليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره .
الرحمن : صفة للفظ الجلالة ( الله ) مجرورة مثله , و علامة جرها الكسرة الظاهرة في آخرها .
الرحيم : صفة ثانية للفظ الجلالة ( الله ) مجرورة مثله , و علامة جرها الكسرة الظاهرة في آخرها .
و جملة البسملة ابتدائية لا محل لها من الاعراب ( انظر المشاركة رقم : 41)
تعقيب :
- تكتب بسم الله بغير ألف في البسملة فقط , و تكتب بالألف فيما سواها " اقرأ باسم ربك الذي خلق "
-تحذف الف الرحمن لدخول الالف و اللام عليها
-اذا كان متعلق الجار و المجرور ( ابتدئ) فهو يفيد الاستمرار و التجدد , و اذا كان (ابتدائي) فهو يفيد الديمومة و الثبات .
- يقال للذي يقول :
بسم الله الرحمن الرحيم : مُبسمل
وهو ضرب من النحت اللغوي , قال عمر بن ابي ربيعة :
لقـد بسملـتْ ليلـى غــداةَ لقيتُـهـا
فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل
ومثل بسمل : حوقل , للذي يقول : لا حول و لا قوة الا بالله
وهيلل , اذا قال :لا اله الا الله
وسبحل , اذا قال : سبحان الله
وحمدل , اذا قال : الحمد لله
وحيصل و حيعل , اذا قال : حي على الصلاة , حي على الفلاح .
هذا و النحت عند العرب خاص بالنسبة , اي انهم يأخذون اسمين فينحتون منهما اسما واحدا فينسبون اليه
كقولهم : حضرميّ و عبقسيّ و عبشميّ , نسبة الى حضر موت و عبد القيس و عبد شمس .
عن- اعراب القرآن الكريم - محيي الدين الدرويش
</B></I>
بسم الله الرحمن الرحيم
عدد حروف البسملة بالرسم القرآني : 19 حرفاً ( تسعة عشر حرفاً ).
</B></I>