نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ميكس نيوز

أوضح رئيس تحرير صحيفة الثورة السورية السابق أسعد عبود في مقال رأي نشره في الصحيفة نفسها يوم تقاعده الثلاثاء 28 كانون الأول بعد «43 عاماً» من الخدمة أنه سيستمر "مقاتلاً لرفع الضيم عن هذا المعقل (الصحيفة) مما لحق به من ظلم الظلاّم.. وتعدي الجناة.. وادعاءات الجهلة.. من داخلها ومن خارجها"، مشيراً إلى أن مقالته الذي نشرت تحت عنوان (العمود الثامن) "ليست هذه ورقة نعية.. بل على العكس من ذلك تماماً.. هذا بيان ولادة.. هو فك ارتباط.. لا طلاق ولا فراق ولا عداوة.. بل بيان حب وأمل".
وكتب في تعليق على حال الصحيفة: "قال الطبيب للمريض: اسعل.. اسعل.. اسعل.‏. وعندما اشتبكت حنجرته بالسعال.. قال له: أظن معك سعال..!!‏". وأضاف: "سنون طويلة وهم يلقون في حلق هذه الجريدة كل أشكال المخرشات وكلما سعلت.. نبهوها بسخرية.. باستهزاء.. وأحياناً بقرف.. سنون طويلة.. هنا.. ليس الإعجاب الشديد الذي جعلني أطيل الإقامة رغم أنها تعجبني..!! ليس الوفاء مع أنني وفيّ لها دائماً.. ليس الكسل والتخاذل مع أنني كثيراً ما عشت الملل وبطبعي أحب الكسل.‏ بل هي الخطوات التي كنت أرسمها وأرفض أن أتركها تضيع..‏ وأيضاً ما قدمته هذه «الرائعة» لي من فرصة التعلم.. التجريب.. التدريب.. الحركة والتعرف على العالم".
وأكد رئيس التحرير السابق: "لست وحدي الذي دخل هذه الصحيفة بفعل الرغبة.. ولست وحدي الذي قاد خطواته فيها بحركة العقل وصوت القلم.‏ ولست وحدي الذي كثيراً ما بكى حاله وحالها..‏ كانوا يفرون وكنت أتابعهم.. ذات مرة قلت لشريكي في العمل الصحفي – سابقاً- بسام جعارة لا أحد يترك هذه الجريدة ويندم..‏ صدَقَني ونقلها عني.. وتركها هو.. وبقيت أنا.. وأرفض الندم.. لكن..‏ كل مشوار يبدأ بخطوة.. وله خطوة نهاية".

وفي حسابات الربح والخسارة.. قال أسعد عبود: "لست الخاسر.. ولا «الثورة».. عندما ينتصب قوس الصدق وقراءة العقل والعدالة.. سيعرف القضاة كم عانينا.. ومازلنا..‏ تكفينا تلك الترنيمة المقيتة التي تتالت على رؤوسنا على مدى الأيام والشهور والسنين.. صوت في كلام مستمر دون أي فرصة لحوار.. تسمع.. تسمع.. علّك تستفيد بكلمة.. بعبارة.. برأي.. لكنه ميدان كلام يخفي كل أشكال الجهل.. ولا وقت لأصحابه ولو كان قصيراً للاطلاع على الحقيقة".
وأكد في سياق المقالة: "نقبل الصوت.. نقبله من الجميع.. نقبله حتى من الجهلة.. لكن.. هل نقبله من الذين كانوا دوماً أصل البلاء وسبب العناء؟!‏ كيف؟!‏".
ولم يستثن عبود أحداً من أصحاب القرار من كونهم "أصل البلاء وسبب العناء" حين أضاف: "لا أستثني أحداً منهم.. داخل الجريدة وخارجها.. أصحاب القرار.. والعاجزون عن أي قرار.. بل.. ويالغرابة الدنيا... يزداد صخب ذاك الصوت كلما كان صاحبه متورطاً بالجنحة.. سلباً «يعمل في الصحيفة ولا يملك مقومات العمل».. أو إيجاباً «صاحب قرار لا يعرف كيف يتخذ قراره»".‏
وقال عبود: "هذا زمن هتك المقامات.. ومن حولنا ينتشر «اللقاليق» يتقيؤون خطابات كانت محزنة منذ ابتكارها.. وما زالت تكرر باللغة نفسها.. باللهجة نفسها.. بالأداء ذاته.‏ هذا زمن قلّ فيه الخجل.. وانعدم الحياء..‏ هذا زمن يُسلَّع فيه كل شيء.. والمال معيار القياس ومحرك الهمم".‏
وتابع رئيس التحرير السابق مخاطباً "الثورة": "أعترف لكِ.. أنك رغم كل ما عانيتِ حَفظتِ لي المقام.. منذ كنتُ محرراً ببنطلون جينز وكنزة حمراء.. بل قبل ذلك.. وحتى اليوم بل إلى ما بعد اليوم وبالتأكيد..‏ وأعترف بولائي لكِ.. أكره كل من يكرهكِ.. وأحتقر كل من يظهر شيئاً من ذلك لكِ.. بالقول أو بالفعل.. هناك من يشتمك من الخارج.. وهناك من يشتمك من الداخل بضحالة ما يقدمه.. بل بسوء ما يفعله.‏ اعترف وأنا في لحظة فك ارتباط أن ثمة شيئاً ما ينشطر داخلي.. لكنني أملك القوة لنبقى أكثر من أصدقاء.‏ أملك القوة ألا أتوقف حتى أقول للدنيا.. كل الدنيا من أنتِ".‏
وأضاف مناجياً الصحيفة "في زمن العقوق والهجران والنكران.. أعلن افتخاري بكوني ابنكِ (..) سامحيني إن كنت أخطأت.. لم تسول لي نفسي يوماً أن أفكر بخداعكِ.. وأترككِ سعيداً، أنني نظيف اليد والعقل والقلب".
المصدر
http://www.mix-news.com/index.php?page=451&lang=ar