منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11
  1. #1

    باتَ يلطُم خدَّيه (قصة قصيرة في حلقات)

    كأنما عشتُ عمري في اليمن.

    زرتُه حيثُ يعمل بعد أيامٍ من وصولي إلى صنعاء.

    (بيت الرميم) قريةٌ على طريق (المخا)، تصل إليها عبر طريقٍ جبليٍّ غير معبد، بعد أن تغادر سيارة الأجرة قرابة مسيرة ثلاثة أرباع الساعة من صنعاء.

    يومها توقفت بقربي شاحنةٌ صغيرة، قبيل الغروب أو كاد.

    سألني صاحبها: إلى أين تسير؟

    أجبت: بيت الرميم

    قال: اصعد

    صعدتُ في صندوق الشاحنة حيث شاركني جلستي هناك شخصٌ آخر يحيطُ خصرَهُ بحزامٍ علَّقَ عليه بعض القنابل اليدوية، وأوثق على كاهلِه بندقية كلاشنكوف.

    كان كلُّ ركَّابِ السيارةِ منفوخي الحنك بمضغَةٍ (قات)وعيونهم جاحظةٌ، ويدخنون (الروثمان)، أو ربما (الكمران).

    انطلقت بنا السيارة دون أن ينبثَ أحدٌ ببنتِ شفة.

    تأمّلتُ أكثر من مرَّةٍ ذلك الذي شاركني صندوق السيارة على سبيل أن يكون الموقف بحاجةٍ لأن أباشِرَهُ بالحديث.

    لكنني لم أوفق إلى أن ألتقي ناظريه ولا مرة.

    فجأةً .. توقفت السيارة، وقال لي أحدُهم:

    هيا حَدِّر .. هنا بيت الرميم.

    نزلتُ متجهاً جهة السائق أنقِدُه الأجر

    بادرني وهو ينطلق: (ما شي ..)

    خمسةُ بيوتٍ أو أكثرُ قليلاً ..

    واحدٌ فقط، أنيرَ مدخلُهُ بمصباحٍ ضعيفٍ دفعني لطرق بابه.

    أجابني من بالداخل بلهجتي السورية، فبادرتهُ أنا طاهر يا غسان .. افتح ..

  2. #2

    رد: باتَ يلطُم خدَّيه (قصة قصيرة في حلقات)


    احجز مقعدا واتابع جديدك دكتور
    بارك الله لنا بك
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    شاعرة سورية اختصاص مناظرات
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    1,675

    رد: باتَ يلطُم خدَّيه (قصة قصيرة في حلقات)

    وانا ايضا احجز مقعداً

    متابعة بشوق

    احترامي
    وإني لفي العلياء شمسُ أصائلٍ ***وبدر تمامٍ لا يماثلهُ بدرُأنا القمة الشمّاء لا يرتقي لها ***سوى صارمٍ في نصلهِ ولد النصرُ

  4. #4

    رد: باتَ يلطُم خدَّيه (قصة قصيرة في حلقات)




    كان لقاءً جميلاً، خفف عن كلينا ما حاقَ بكِلَينا من ضغط الغربة.


    قضيتُ في ضيافته يومين .. ثم عدتُ إلى صنعاء.


    هناك .. التقيت أخا غسان صدفةً .. فصافحته مستغرباً قدومَه إلى اليمن، فأوضح لي أنه جاء للتدريس.


    قلتُ له:


    البارحة كنتُ في زيارة غسان!


    قال:


    بجد؟؟ .. معنى ذلك أنك تعرف الطريق إلى ضيعته!


    أجبته:


    بيسر .. بكل بساطة .. سأوصِلُكَ إليه إن أحببت.


    في اليوم التالي انطلقنا سوياً إلى باب اليمن، حيث مرآب سيارات الأجرة إلى المخا.


    وعند مفرق بيت الرميم غادرنا السيارة .. كان الوقت قبيل المغيب كما في أول وصولٍ لي إلى ذلك المكان.


    لكن ..


    لم يسعفنا الحظ بسيارةٍ تُقلُّنا إلى بيت الرميم هذه المرة.


    قلتُ له:


    ما رأيك أن نسير؟


    فليس بأيدينا أحمالاً تعيقنا، والسيرُ يختصر علينا الانتظار ريثما تلحقُ بنا سيارة!


    وبالكاد سرنا، وإذ بي تخطرُ لي فكرة!


    قلتُ له: لو سرنا على خط النظر، بعيداً عن هذا الطريق الملتوي .. أؤكد لك أننا سنصل بسرعة.


    أجابني: هل أنت متأكد؟ هل بالفعل تعرف الطريق؟


    قلت: أكيد .. من يومين كنتُ هنا!


    لم أتكلف جهداً لإقناعِه بالابتعاد عن الطريق، وما إن هبطنا حتى سمعنا منادياً يسألنا عن وجهتنا.


    أجبته بثقة: بيت الرميم.


    فلم يُعَقِّب


    وكان ذلك مما وطَّد ثقتنا ..

  5. #5
    شاعرة سورية اختصاص مناظرات
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    1,675

    رد: باتَ يلطُم خدَّيه (قصة قصيرة في حلقات)

    كم أحبّ أن أزور الرائعة صنعاء تلك المدينة التي تعبقُ منها رائحة التاريخ والأصالة

    ننتظر البقية بشوق كبير

    تحيتي



    تحيتي
    وإني لفي العلياء شمسُ أصائلٍ ***وبدر تمامٍ لا يماثلهُ بدرُأنا القمة الشمّاء لا يرتقي لها ***سوى صارمٍ في نصلهِ ولد النصرُ

  6. #6

    رد: باتَ يلطُم خدَّيه (قصة قصيرة في حلقات)





    هبط الظلامُ بعد بدء مسيرتنا بقليل.



    كنتُ أسير قدَّامَهُ وهو يتَّبِعُ خطوي.


    لم يكنْ في البداية يساورُهُ شكٌّ في سلامة ما يجري.



    لكن .. !!



    وبعد أن انقطع بنا السكون والعتمة إلى حيث لم نعد نتحسس الطريق!



    وبعد أن خلا الأفق من أيةِ أضواءٍ حتى ولو شفق!


    كنتُ أسير .. وأدعو الله أن يبقى خليل متماسكا.


    لم نكن نتحدَّثُ بشيء، ولم نك نسمع أيَّ شيء سوى حثيث خطواتنا على التراب والصخور.


    فجأةً ..



    وإذ بسقطةٍ يسعى بها الصخور المتطبِّلُ برنينٍ واضح.


    تبعها صوتُ تألمٍ وأنين ..



    التفتُّ ورائي، فإذا بخليل قد تعثَّر بنتوء ..



    ساعدتُه على النهوض وأنا أوجه إليه الملامة: سامحك الله .. ما الذي دهاك؟؟



    كان عليك أن تكون أكثر حيطة! ..


    نهض متماسكاً بعد أن طمأنتُه بأننا بتنا على مقربة ..


    عدنا لحثِّ الخطا .. فقادتنا خطانا إلى جلبةٍ على يسار اللاطريق ..




    كانت أصواتُ أناسٍ وضجيج محرِّك


    اقتربنا منهم وقطعنا عليهم ضجيجَهم:


    السلام عليكم ..



    بذهولٍ ردوا التحية متسائلين:


    ما تبغون؟!



    قلنا: نسير إلى بيت الرميم، أ لسنا في الاتجاه الصحيح؟



    قالوا: بلى .. تفضلوا نتعشى!



    اعتذرنا شاكرين، وعاودنا مسيرنا



    لم نبتعد كثيراً، حتى عاود السكون والظلامُ يحيطان بنا، كأننا في يمٍّ تناثرتْ فيه، على اتساعه، بضعة جُزر.



    وفي خضم ذلك الهدوء المُطبق، وبينما لا يصلُ إلى آذاننا إلى وقع خطانا على الصخور ..



    سمعتُ شيئاً عَنِتُّ في التقاط تفسيره أوّلَ وهلة ..




  7. #7
    شاعرة سورية اختصاص مناظرات
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    1,675

    رد: باتَ يلطُم خدَّيه (قصة قصيرة في حلقات)

    شوقتنا جداً............................

    ننتظر هنا
    وإني لفي العلياء شمسُ أصائلٍ ***وبدر تمامٍ لا يماثلهُ بدرُأنا القمة الشمّاء لا يرتقي لها ***سوى صارمٍ في نصلهِ ولد النصرُ

  8. #8

    رد: باتَ يلطُم خدَّيه (قصة قصيرة في حلقات)

    شكراً للمتابعة أخت فاتن .. ومن أجل عينيك أدرج الفصل الأخير
    تحية لكِ

    ساورني شكٌ في نجمٍ أطلَّ قريباً من الأفق
    كأنه ليس نجم!
    كان ضوءُه يشتد حيناً ويخبو .. ويهبُني أملاً أنه ليس من نجوم السماء
    فليس منها من يشتدُّ ضوءه كلما حثثت السير نحوه
    لكنه نجم .. كباقي النجوم ..
    بحجم نجم القطب .. لكنه أسفل قبة السماء
    كنا .. كلما سرنا باتجاهه أكثر .. أشعر باليقين وقد حلَّ في بصيرتي مكان الظنون
    حتى إذا رأيتُه وقد أحاط به قائمتين وعارضة، ومن خلفِهما حجارةٌ منضدَّة
    إنه منزل .. يا إلهي .. ما أسعَدني تلك اللحظة
    على الأقل نستجير بأنس من عتمة هذا الليل الحالك
    لم أشأ أن أحَدّثَ خليلاً بشيء.
    كان يسير ورائي مُطرقاً لا يأبه إلا لوقع خطواتي التي علَّقَ عليها كلَّ ما تبقى لديه من أمل.
    وكنتُ لم أشأ أن أقطع عليه بقية ذاك الأمل.
    اقتربنا من ذلك المنزل أكثر
    كانوا بضعة بويتاتٍ لم يحظَّ إلاه بذلك المصباح الخافت
    باغتني بابُه المألوف..
    ناديت:
    غسان!! .. أين أنت؟ ..
    اخرج .. لقد جئتكَ بخليل ..

  9. #9

    رد: باتَ يلطُم خدَّيه (قصة قصيرة في حلقات)

    السلام عليكم
    قصة من النفس الطويل
    متابعة
    رعاك الله دكتور
    معك
    شوقتني كي اهذب مالدي من قصص طويلة لانشرها.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #10

    رد: باتَ يلطُم خدَّيه (قصة قصيرة في حلقات)

    سيدي الدكتور قصة رائعة متابعة بكل اهتمام لأول مرة أقرأ قصة عن اليمن السعيد اسماء البطال مميزة غسان وو أجواء مثيرة نترقب الأحداث فلا تبخل بالأجزاء ..دمت بخير

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. حلقات النغم الساخر
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-28-2014, 10:28 AM
  2. حلقات البصل
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المطبخ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-19-2012, 10:36 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-25-2011, 05:51 AM
  4. قبيلة طي-في حلقات
    بواسطة عثمان آل غفار في المنتدى العائلات الشامية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-10-2011, 05:02 PM
  5. فلما باتَ في قلبي قلاني
    بواسطة فاتن علي حلاق في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-22-2011, 07:59 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •