حينَ هَوَتْ بغداد
كانَ المعتصمُ يقفُ حائراً
على أعلى ملويَّةِ سامرَّاء
تنحدرُ من مقلتيهِ دمعةٌ خجولةٌ عذراء
ومن كربلاء تطايرَ شَعْرٌ
لعلَّهُ الحسين نتفَ لحيَتَه
عفوكِ بغدادالعُذْرُ لتاريخِكِ المجيد
لقطراتِ فوارسِ الإسلام
لعمامةِ العلماء
إنْ وقفَ العَرَبُ بلا حِرَاك
إنْ ألسنة النارِ تلتهم مَجدك
إنْ حاول الرُّعَاعُ نَهْشَ لَحمك
إنْ سرقوا متاحِِفَك وسجَّادَ مساجِدِك
أسْمَعُ من بعيد زَفَرَاتِ النَّخِيل
يَئِنُّ ويدمعُ دماً معتَّقَاً
بغداد يا مهدَ الحضاراتِ
حتماً ستُشرقُ شَمْسُ الحريّةوتنقشع غيومُ الشيطان