أخي العزيز كل الشكر لك لنقل الموضوع إلى هنا وإغناء الحوار حول مضمونه , من أجل تحقيق الإدراك الأدق لما يجري حولنا وفي بلدنا , ومعرفة مصادره التاريخية والجغرافية , وطرق تفاعله فوق الأرض العربية في كل قطر عربي ,
[QUOTE=أدونيس حسن;685917]
الأستاذ الكاتب محمد شعبان الموجي المحترم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من المستغرب جداً موقف المثقف العربي من ما يجري فوق الأرض العربية في كل مكان
فبدلا من أن يكون المُنظر والمفكر لبعث الثورة العربية على قاعدة الوعي والإدراك لما يجري من استهداف لتاريخ وهوية هذه الأمة
ركب هذه الموجة من التحركات الشعبية
وصار يردد تلك الأسماء والمصطلحات والشعارات التي كانت تلف تلك المظاهرات والاحتجاجات
ولم يستخدم معرفته بطرح أسئلة في غاية الأهمية وضمن مقاربة نقدية تؤطر وتضبط مشروعية هذا الحراك
وأبسط سؤال كان من المفترض طرحه
كيف يمكن أن نقيس بنفس المسطرة
هذه التحركات مع اختلاف الأماكن والدول والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ؟
هناك من هذه الدول من أنهى الصراع العربي الصهيوني باتفاقيات سلام واعترف به وترك علمه يرفرف في سماء بلاده
ومنها من أغرق شعبه بالحاجة والفقر والعوز
وغيرها من لم يغادر منطقة النهي والأمر من حراس المصالح الصهيونية والأميركية
والقليل إلى درجة الندرة من هذه الدول ومنذ فجر استقلالها لم يترك ساحة الصراع والمقاومة ضد الصهيونية ومن يخدم مصالحها
ولم يتوقف عن تقديم الشهداء ولم يبخل بـأغلى ما يملك
وكان غياب هذا السؤال وعدم المحاولة لإيجاد الجواب الكافي له سبباً في تفشي التضليل ومصطلحات جديدة في غير مكانها مثل \ المرتزقة ,, الشبيحة ,, النظام ,, وقلب الحقائق وآلات التزييف والتزوير ,, ووو غيرها
وأيضا لم يتوقف عند تعاريف لبعض التسميات التي طُرحت كتسمية ثورات ,,,
بعودة بسيطة للتاريخ نرى أنه كان يحدث ثورة واحدة وإن اختلفت أشكالها وليس عدة ثورات كما هو موصوف الآن
وكانت تتشكل الثورة بدافع معرفي جديد يتشكل في قالب سياسي يضع برامج العمل والتغيير بهدف الارتقاء بالمجتمع إلى مرحلة حضارية أعلى
وكان انتشار الثورة عالمي وإن نشأت في منطقة معينة
لأن المعرفة بطبيعتها هي إنسانية
وكان لكل ثورة رأس هو المنظر والمفكر
وجسد يتحرك على الأرض يتمثل في الحركة والحزب أو حتى الدين
وهدف يكون عادة غير مطروق وليس مكرر
كثورة عيسى بن مريم ومحمد بن عبدالله والثورة الفرنسية وكذلك الثورة الشيوعية وغيرها من الثورات
وبهذا المنطق نلاحظ أن ما يجري الآن
ليس في المنطقة العربية فحسب بل في أنحاء كثيرة من العالم ليس إلا ارتدادات لثورة المعلوماتية والاتصالات
التي تم استخدامها من قبل صانعيها لتمرير مصالحهم وبرامجهم ضمن عالم افتراضي بعيد عن الحقيقة
من أجل تدمير حقائق التاريخ والجغرافيا ومسح الهوية القومية لأية أمة كانت
هؤلاء غير قادرين على الدفاع عن وجودهم أمام أضعف قومية
لأنهم لا يملكون التاريخ ليس لهم منطقة جغرافية تعبر عن أي فعل إنساني يعرف بهم
الولايات المتحدة الأمريكية قامت بمذابح لسكان المنطقة الأصليين من الهنود الحمر
والسكان المهاجرون إليها قتلوا أكثر من مئة مليون من السكان الأصليين لتلك الأرض
وما يدعى بإسرائيل الآن تقوم على أساس ديني بسبب التعدد القومي داخل مجتمعها
وتدرك أنها لا تستطيع الاستمرار إلا بتقسيم المنطقة المحيطة بها بنفس المنطق
وهذا ما أطلق عليه العولمة ووضعوا أصحاب هذا الهدف اسما للطريق المؤدي إليه الفوضى الخلاقة
كما أن هذه التحركات الشعبية عندما رفعت شعار \ إسقاط النظام \
لم تقدم النظام البديل ولم تطرح البديل السياسي والاقتصادي والثقافي
بل راحت تردد شعارات عمياء خالية من أي مضمون
لأنها لم تتصور النظام إلا شخص بعينه
ولم تدرك أنه مجموعة القيم التي تحكم مجتمع بعينه
الأمر الذي أدخل بعض الدول التي نجحت بالإطاحة بهذا الشخص ضمن دائرة الاستثمار والاستغلال الخارجي كما يحدث الآن في مصر
و كذلك هناك مصطلحات أخرى كان من الجدير التوقف عندها
حتى نستطيع أن ندرك النقطة التي نقف عليها والهدف الذي ننشده
لك التقدير والاحترام
والتحيات البيضاء
[/QUOTE]