منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: غسّان

  1. #1

    غسّان

    غسّان
    ويومَ افترقنا.. التقينا
    طريقٌ بعيدٌ.. بعيدْ
    ودونَكَ دمعي.. ورجفُ القصيدْ

    وألفُ ستارٍ حزينٍ.. وألفُ نشيدْ
    وقلبي يواصِلُ شوقاً
    ويركضُ عبرَ المسافةِ
    ألقاكَ.!!؟

    وهمٌ هو الوهم..!
    أصافحُ وجهي
    تقولُ المرايا: وهل أنتَ.؟
    أقولُ..
    وخلفَ الحواجزِ
    خلفَ الوثيقةِ أجترُّ موتي
    أصارعُ حظّي البليد..

    أُجاري ظُنوني
    أعلّق بؤسي على سفحِ قفْ..
    تسدُّ أمامي وبيني الطريقْ..

    ويبقى يثرثِرُ لحنُ النشيدْ
    (بلاد العرب يا أمّاه تأباني
    وتنساني

    وتخجلُ من سوارِ الشوكِ
    يُدميني)

    ويعلو الوهمُ
    تعلو الـ لا...
    يماهي صداها عواء النشيد.!

    ويوم افترقنا التقينا
    على سدّةِ الغيمِ.. كنّا
    وتمّوزُ يأبى الرحيلَ
    ويشرقُ بين ضبابِ الصباحِ
    وبين جرارِ الصديدْ

    تضيعُ المسافاتُ
    ما عادَ أسرٌ يُفيدْ..

    ويومَ افترقنا
    وقالوا تطايرَ غَيْماً
    وحلّقَ مثلَ الفراشاتِ عِطراً

    تجاوزتُ دنيا الصخبْ
    وأسوار قهرٍ تُقاطع حدَّ الغضبْ

    وخلفَ الوثيقةِ ألقيتُ حزني
    فأذكى أوارَ اللهبْ

    يخافونَ منكَ.!
    لماذا.؟
    وأنتَ الضئيلُ المريضْ

    وعيناك تبقى الصهيل
    وتبقى البِدايةُ.. تبقى السببْ..

    وقالوا
    تناثرَ بين حفيفِ الزهورِ
    ودفءِ السنابلِ
    لحناً تعشّقَ دمعَ القصبْ

    وبعد الخريفينِ حلَّ اللقاءُ
    فآويتُ روحي إليكَ
    وآثرتُ في رفّةِ الريحِ ألقاكَ
    رغمَ جنونِ التعبْ

    وقالت دموعُ العذارى.. افترقنا.!
    فقلتُ التقينا

    وأورقَ عودٌ يباسٌ
    وأمطَرَ زهراً نديّاً
    فقلتُ تعالي
    أما آن عصرُ العنبْ...!؟

    وفاضتْ بحارٌ على اليابسة
    أنختارُ ركناً مكيناً لنأوي إليه.؟

    وأي المصيرين يبكي علينا..
    وأيُّ المصيرينِ نبكي عليه.؟

    وقبل أوانُ الرحيلِ
    يواريكَ رعبُ الشتاتِ
    فتنأى عن الحزنِ
    تستافُ مرَّ الجراحِ
    ونبضَ القتيلْ

    وأيُّ القتيل القتيل
    أأنتَ.. أم الموج.؟

    وقد كنتَ غُصناً تدلّى صُعوداً
    وأرجفَ بوحُ البنفسجِ
    ضاءَ الصباحُ
    وشقَّ منَ الصمتِ صوتَ الصَليلْ

    وربّي..!
    سمعتُ العزاءَ نُواحاً
    وصرّةُ ريفٍ
    وخيمةُ فَقْرٍ تُربي المُهورَ طويلاً
    وتُطْلِقُ للساحِ في كل صبحٍ
    خيولاً بخفقٍ نبيل

    تُعتّقُ طيناً حبيساً
    فيشرقَ لونُ الترابِ

    على أولِ الدربِ
    أطلّت "أمينةُ"
    جاءَ البشيرُ وفاحَ العبيرْ

    تُزغردُ شوقاً إليهِ.
    وكيفَ نودِعُ حُبّاً تناثرَ شَهداً وطارَ..!
    ليرسو قريباً من الروحِ
    حدَّ البنادق تُشهرُ بين الحدود
    وبيني بكلِّ اللغاتِ.!

    تقولُ افترقنا..
    أقولُ التقينا فمنْ بَعدنا يستجيرْ

    ويومَ افترقنا التقينا.!
    وتمّوزُ علّقَ فينا غصونَ البقاءِ
    وكلُّ الشهورِ قوافل تترى
    فصارتْ شموعاً تُضاءْ

    وصرنا قريباً.. قريباً
    سواء..

    ع.ك
    موقع عدنان كنفاني
    http://www.adnan-ka.com/

  2. #2

    رد: غسّان

    رحمه الله واسكنه الجنان
    اعلم انك كنت نويت الشهادة أديبنا الكبير.. لكنها قسمة من الله...
    وستبقى تذكره وتذكر تلك اللحظات الاخيرة والاليمة معه...
    والحمد لله على كل حال..
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?31782-في-الذكرى-39-على-استشهاد-الأديب-غسان-كنفاني-8-تموّز
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: غسّان

    كم أنت شفيف الحس ، مجنح الجيال واسع الأفق
    ترى بين الغيوم وما وراء النجوم ، قصيدة تذيب
    القلب حنينا وشوقا ورفضا للفراق الذي يفرض
    بقوة الجريمة ، وقوة البغي القاهرة / تحيتي لك
    أديبنا المغرد القلب النابض / تثبت .

  4. #4
    شاعرة سورية اختصاص مناظرات
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    1,675

    رد: غسّان

    الأديب الكبير عدنان كنفاني

    لقد بكيتُ يوماً وانا على مقاعد الدراسة عندما قرأت للاديب الشهيد غسان كنفاني نصاً بعنوان (رجالٌ في الشمس )

    وهنا قد صافحت حروفي المتواضعة الخجلة رائع ما سطرت من كلماتٍ شجية

    وانا فخورة بانني اقرأ لك سيدي الفاضل

    رحمه الله وقد اعطى من مداد قلمه ودمه فكانت الشهادة شهادة

    تقبل مروري المتواضع

    تحياتي لشخصك النبيل
    وإني لفي العلياء شمسُ أصائلٍ ***وبدر تمامٍ لا يماثلهُ بدرُأنا القمة الشمّاء لا يرتقي لها ***سوى صارمٍ في نصلهِ ولد النصرُ

  5. #5

    رد: غسّان

    الأديب الكبير عدنان كنفاني . رائعتك في الروائي الأديب الرائع غسان كنفاني تستحق كل القراءة و التأمل مثلما يستحق شهيد الأدب و الكلمة كل التقدير . لقد كان عظيما بمواقفه و ابداعه . و كنا نقرأ له متعة لا أدبافحسب . بورك في وفائك .

  6. #6

    رد: غسّان

    وخلفَ الحواجزِ
    خلفَ الوثيقةِ أجترُّ موتي
    أصارعُ حظّي البليد..

    **
    *
    سلمت على هذا الوفاء أستاذنا الاديب " عدنان كنفاني "
    لأنه يستحق أديب القضية غسان كنفاني ...
    وهو القائل " أنا أتحدث عن الحرية التي لا مقابل لها .. الحرية التي هي نفسها المقابل "
    رحمه الله
    إذا كان الغراب دليل قومٍ
    يمر بهم على جيف الكلابِ
    !

المواضيع المتشابهه

  1. آهِ يا غسّان
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-07-2013, 06:01 PM
  2. غسّان كنفاني.. قلم نادر في سخريته وفي صدقه.!
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-10-2013, 01:35 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •