وزارة الزير !!
تحكى القصة عن امير بلغه ذات يوم ان بعض رعاياه في حاجة الى زير ماء يشربون منه ..... فامر لهم بزير وعامل يملأه وينظفه ويحرسه, وأمر وزيره بمتابعة الموضوع ....
مرت اعوام على الموضوع ودخل في عالم النسيان الى ان تذكره الامير بالصدفة وسأل عنه الوزير ، فأجابه الوزير بأن كل شىء على
مايرام وأن الناس يذكرونه بالخير ويثنون على سموه ويشكرونه
صباح مساء على هذا المشروع الكبير ، فبدت الدهشة على الأمير وسأله ..(أى مشروع ؟!)، فأجاب الوزير بأن الناس تزاحموا
على الشرب فاقتضت الحاجة تعيين مجموعة من العاملين لحمايته،
وانشاء مبنى لاقامتهم ، ومبنى آخر لسكنهم ، ومبنى للزير نفسه،
وكان لابد ان يتبع ذلك انشاء جهاز اداري للزير، وآخر مالي لأن الدولة اصبح لها مبان واثاث وعهدة وعاملون ....... الخ
وتمضى القصة الى انشاء ادارة قائمة بذاتها للزير هى (ادارة
الزير) تضم بداخلها مجموعة من الادارات المتخصصة مثل ادارة الفخار التي تعني بالزير نفسه، وادارة الحديد وهي مختصة بحمالة
الزير ، وادارة الخشب وهي مختصة بالغطاء، ولكل ادارة طاقم من
العمال والموظفين وميزانية مكونة من فصل اول وثاني وثالث، وسيارات للمدراء وكبار الموظفين!!
وبما ان ادارة الزير على اتصال دائم بمؤسسات الدولة كان لابد من
انشاء ادارة للعلاقات العامة مهمتها التنسيق مع وزارات الدولة
المختلفة مثل الاشغال والمالية والداخلية والخارجية !! وهنا تشتد
الحيرة بالامير فيتساءل ما شأن ادارة عموم الزير بالخارجية، فيجيبه
الوزير بأن شهرة ادارة عموم الزير قد طبقت الافاق ومديرها يحضر
عشرات المؤتمرات الدولية بالخارج كل عام لينقل تجربتنا الفريدة
الى العالم ، فيقاطعه الامير ...(وهل في العالم ادارات عموم للازيار
مثل ادارتنا؟!)،فيجيب الوزير ..( لا يا سيدي اننا نفخر باننا الدولة الوحيدة في العالم التى توجد بها مثل هذه الادارة بينما بقية دول
العالم التى تديرها العقليات التقليدية ليس لديها سوى محطات مياه)!!
المهم ... يقوم الامير بزيارة مفاجئة لادارة عموم الزير فيجد كل شىء كما قاله الوزير ما عدا ( الزير ) نفسه الذي لم يكن له وجود،
بينما يموت الناس بالعطش في ذلك الجزء من امارته !!!!
تلرم تلرم تلرم تلرم تلرم