اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراس الحكيم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
كم انا فخور وسعيد وبكل صدق بما أقرأ وبما أجد وربما بادرني سؤال ( تقليدي ) :
هل انت راض عن مسيرة حياتك؟ ولم؟وماهي نصيحتك للجيل الجديد بكل صدق ؟
دمت بخير وتوفيق
فراس
تحيتي لك مهندس فراس
حقيقة لم أكن يوماً راض عن مسيرة حياتي تمام الرضا ،حيث أرى أنني لم أقدم أفضل ماعندي حتى الآن ( وهذا من باب عدم الرضا عن النفس وليس القناعة بما قسمه الله لي )،ودوماً ألوم نفسي على تقصيرها عسى أن أحسن من نتائج أعمالي.
بالنسبة للشق الثاني من السؤال وبما له علاقة بالجيل الجديد ، وكون السائل مهندس اتصالات ارتأيت اقتطاع جزء من لقاء أجراه معي موقع طلاب كلية الهمك(هندسة ميكانيك وكهرباء)بجامعة دمشق ، أعتقد أنه مناسب بعموميته ليكون إجابة على هذا السؤال ، وأحفزك يامهندس فراس لقراءة اللقاء كاملاً وايفادي برأيك بمحتوياته ، وستجده على الرابط
http://hamak.org/forum/viewtopic.php...197450#p197450
وإليك هذا الجزء منه:
"اعتدت في معظم الأعوام اللقاء مع طلابي من أعضاء مركز العلوم التخصصي وهم على أعتاب التخرج كي نتبادل الأفكار بحيث يتم مناقشة خططهم للمرحلة التي تعقب التخرج .. وفي معظم الحالات كنت ألمس غياباً واضحاً لما يسمى التخطيط في حياة الخريج .. كان جل همه في الفترة السابقة هو التخرج .. وكأنه هدف حياته الأوحد .. لذلك وبعد أن يحقق هذا الهدف تبدأ مرحلة الضياع والتي سببها الأساسي غياب الهدف .. وهنا أقول للأخوة الخريجين بعض النصائح علها تنير دربهم وتخفف من حالة الضياع التي يعانونها:
1- يجب أن تحدد أهدافك سواء بعيدة المدى أو قريبة المدى مع ملاحظة أن التخرج هو نقطة بارزة فقط ضمن مسيرتك وليس غاية بحد ذاته.
2- توكل على الله ولا تتواكل ولا تظن أن النجاح ستصل إليه بدون بذل الجهد وأن طموحك سيتحقق دون دفع الثمن .. كما أن الفاكهة كي تنضج ويطيب طعمها تحتاج إلى الوقت .
3- إذا فكرت في السفر فليكن سفرك وسيلة وليس غاية ، وليكن مؤقتاً ومحدداً بسببه وإياك والانسياق إلى التفكير السائد عند بعض الشباب وهو الجنوح للهجرة .. فوطنك الذي أنبتك أحق بأن ترد له الجميل وخصوصاً عندما بدأت بالإنتاج.
4- لا تتوقع أبداً بأن فرصة العمل التي تحلم بها ستأتي إليك على طبق من فضة ، ولكن اعلم أن الفرصة الجيدة تقتنص ، ويجب أن تكون مبادراً .. واقبل بفرصة العمل التي تأتيك ولو كانت أقل نسبياً من طموحك وحاول خلالها إثبات وجودك وتحسين وضعك فهذا خير من انتظار فرصة قد لا تأتي أبداً .
5- اعلم أنه سيتخرج معك أقران كثيرون وجميعهم يحاول أن يشق طريقه كما تفعل وغالباً ما تذهب الفرص الجيدة للمتميزين .. وهنا قد يظن البعض أن معيار التميز هنا فقط معدل التخرج ، وهذا التفكير خاطئ إذا تم الاكتفاء به .. أما الحقيقة العملية التي اقتنعت بها بعد خبرة أن النجاح بحاجة إلى عاملين ( كالطائر الذي لن يحلق عالياً إلا بجناحين قويين) هما التميز الأكاديمي والتميز الشخصي، فأقول لكل طالب على أعتاب التخرج اتعب على بناء شخصية قوية متوازنة حتى تستطيع أن تقنع الطرف الآخر بإمكانياتك الهندسية ".

لك مني كل الاحترام.