جولة في أقاليم اللغة والأسطورة "2"
نبدأ هذه الحلقة من نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمفردات رعوية)(هناك ما يدعو للاعتقاد بأن كلمة "إيجة"التي تقترن ببحر وجزر إيجة مطابقة لكلمة"عنز"السامية،فكلمة Aegeanمشتقة من Aegis،وهذه من aigoالتي ترجع إلى aiz اليونانية،وتطلق على العنز وتقابلها بالسنسكريتية ajah (تيس)،وبالأرمنية aic (معزى)،وباللتوانية ozys (تيس). ومن هذه المادة أيضا تحدرت الكلمة التي تدل على الجلد في عدد من اللغات الهندية – الأوربية ،مثل aigis اليونانية (جلد المعزى)،وكذلك ajinam السنسكريتية،وتعني (جلد)،و izaenem الفارسية القديمة،وتعني "ما له علاقة بالجلد"(..) ومما يذكر أن كلمة Aegyptus اليونانية التي تطلق على القطر المصري Egypt تعني باليونانية "عنز مستلق،أو كسول"،ولعها مما يدعى بالمشترك اللفظي،لأنها تذكر بكلمة (ح ك ف ت ) التي تطلق على مدينة منفيس المصرية القديمة،وهي أصل كلمة Egypt وتقاطع هذه الألفاظ الأوربية،التي تطلق على العنز مع مادة "عنز"السامية،التي نعتقد،والحالة هذه،أن أصلها "عز"وليس العكس فالعنز بالأوغارتية الكنعانية "ع ز"،وبالأكدية azzatu ،وكذلك enzu ،وبالسريانية عيزا،و عنزا،وبالعبرية عز (..) والجدي يقال له "ج د ي" بالأوغارتية و"جدي"بالعبرية،و"كدو"بالسريانية،وهذه المادة تذكرنا أيضا ببعض الألفاظ الأوربية التي تطلق على المعزى والجدي،مثل كلمة goat (معزى) الانكليزية،و Geiss الألمانية،وكلمة haedus (جدي) اللاتينية،وكلمة gida (معزى) اليونانية){ص 83 - 92}.ومن المعزى،والجدي إلى (الأيل ) نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالأيل في قاموس تاج العروس للزبيدي : الوعل الذكر. والأنثى أيلة. والأيّل هو ذو القرن الأشعث الضخم. وقد تقلب الياء جيما،فيلفظ اجّل. والأيل بالأوغارتية الكنعانية (أي ل )،وبالعبرية "أيّل"وبالسريانية أيلا،وبالأكدية أيالو،وبالحبشية hayal ،وبالقبطية iul .ومما قد يأتي دليلا على قدم هذه الألفاظ،وقدم العلاقة بين الإنسان وهذا الحيوان،أن الكلمات التي تطلق على الأيل في عدد من المجموعات اللغوية الأخرى هي من المادة نفسها. فهي في الهندية – الأوربية hel-n ،فالأيل باللغة الأرمنية heln،وباليونانية ellos (أيل صغير)،وبالأيرلندية القديمة elit،وهي من eln-t (الشموا أحد أصناف الظباء)،وبلغة ويلزelain ،وباللتوانية القديمة alnis (الألكة)،وبالسلافية القديمة jeleno (أيل) إلخ.كما أن الأيل في مجموعة اللغات الدرافيدية Dravidian (وهي لغات جنوب الهند) ele ،ففي التاميلية iralai (غزال،ظبي)،وبلغة كانّادا،ولغة تولي erale (أيل،ظبي)،وبلغة Telegu يقال للأيل المدجن ledit وكذلك ledi . والغزال والأيل يقال لهما باللغات الألطائية ili ،ففي المنغولية ili وبلغة الخلخال il ،وبلغة الكامليك ile ،وبلغة أذربيجان alik إلخ.وإذ يرى أرنست كلاين في معجمه لجذور المفردات الإنكليزية أن الكلمة الدالة على الأيل في اللغات الهندية – الأوربية ترجع إلى مادة eln وأن حرف الـ n زيادة عن الجذر ei- الذي يعني (بُنّي)،الأمر الذي يعني أن هذا الحيوان إنما سمي باسم لونه،فإن غزنينيوس يذهب إلى القول في معجمه للمفردات العبرية في التوراة بأن جذر كلمة "أيل"السامية هو "أول"الذي يفيد معنى القوة (وهذا يذكرنا مرة أخرى بالعلاقة بين "عزّ"بمعنى "قوي"،و العنز). ولكن الألفاظ المماثلة في مجموعات اللغات الدرافيدية تذهب أيضا إلى معنى القوة،فكلمة al التاميلية تعني "القوة"ولفظة ala بلغة kannada ،ومثلها alavi تعني"قوة" أيضا،وكذلك كلمة lavu بلغة Telugu وكلمة lav بلغة Parji تعني "قوة". ){ص 95 - 96}.يتحد المؤلف كثيرا عن تلك الفترات التي كانت المرأة فيها (تعبد) .. وكانت هي المسيطرة .. ثم اخترع الرجل (المحراث) .. (لقد لعب المحراث دورا كبيرا في تطور الزراعة من عزق البقع الصغيرة،وهو ما كانت تنهض به المرأة،إلى حراثة الحقول الكبيرة،وجمع بين الزراعة وتربية المواشي،وإذا كان قد خفف من أعباء المرأة وأراحها من جهد العزق،إلا أنه حرمها من احتكار الحبوب والمنزلة الاجتماعية التي كانت تتمتع بها. فبعد اختراع المحراث صار الرجل هو الذي يقوم بحراثة الحقل،وهذا ما تشير إليه أقدم النصوص السومرية والمصرية،إذ تؤكد على أن الذكور كانوا هم الذين ينهضون بمهمة الحراثة. وأصبح أيل الثور رمزا للخصوبة والإنتاج ليس بفضل ذكورته فحسب،بل وقوته في جر المحراث.ومن الألفاظ الدالية على الحيوان،ككلمة"ثور"العربية،وتقابلها Tor بالآرامية،و shor بالأكدية والعبرية،و(ث ر ) بالأوغارتية الكنعانية،و(سور) بالحبشية واللغات العربية الجنوبية القديمة. والثور باللاتينية taurus ،و اليونانية tauros،وبالسلافية القديمة turu ،وباللتوانية tauras (الأرخص وهو ثور أوربي شبه منقرض)،وبالبروسية القديمة tauris (البيسون،وهو من صنف الثيران الأمريكية)،وبالأيرلندية tarbh وبلغة ويلز tarw .. ){ص 100 - 101}. مع (المحراث) و (الثور) لابد من (كلب) ليحرس المزرعة .. ( أما الكلب باللغات السامية،فهو يالجعزية (والعربية) : كلب،وبالسريانية كلبو،وبالأوغارتية ( ك ل ب ) وبالعبرية القديمة keleb ،وبالأكدية kalbu(..) والكلمة السومرية للراعي هي RIG،والأكدية "ريعو"والعبرية "رعه"وتستعمل الكلمة العبرية للدلالة على رعاية الرب للبشر (..) ويرى جون الليغرو أن كلمة rex اللاتينية التي تقال للملك (ومنها تحدرت كلمة rul الإنكليزية) مستعارة من RIG السومرية لكنها قد تكون مستعارة من اللغات السامية أيضا،وقد تكون مشتركة معها جميعا. ويشير فريدريك أنجلس إلى أن كلمة rex اللاتينية تطابق الكلمة السلتية الأيرلندية righ (شيخ قبيلة)،والكلمة القوطية reiks ،وتعني شيخ (رئيس،زعيم)،العشيرة أو بالهندية القديمة reja ،ومنها جاءت كلمة rajah (ملك)،وكذلك maha-rajah (المهراجا)،وهو العاهل ،أي الملك العظيم،,من هذه المادة جاءت كلمة rich،الإنكليزية والفرنسية،وتعني (غني،ثري)،وبالألمانية reich ،وهي من التيوتونية rik- (حاكم)،وهذه مستعارة من السلتية rig- كما جاء في قاموس أرنست كلاين لأصول المفردات الإنكليزية.هانحن نرى إذن أن النظام الاجتماعي والسياسي انبثق من فكرة الرعي أو العلاقة بين الراعي والقطيع،وما تزال كلمة "الرعية"تذكر بالجذر "رعى".){ص 105 - 110}. من (الراعي) و(القطيع) إلى فصل نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالطبيعة بين الأسطورة واللغة).. (والظاهر أن (المكان) العربية،مثل (الكون)،مشتقة من (كان) ومثلها (م ك ن ت ) الأوغارتية التي تفيد المعنى نفسه. وهناك كلمة (ي ك ن ن ) الأوغارتية وتعني : يكّون،بمعنى يخلق،وتقابلها (كونن) العبرية. ولم نقف في اللغات السامية على لفظة تقابل الكون العربية بما يفيد معناها.بيد أن كلمة (كُون) العبرية تعني : كعكة،كعكة صغيرة. وهي على ما يبدو فينيقية أيضا. لأنها استعملت بصدد المعجنات التي تقدم (؟؟) على ما ورد في سفر إرمياء ( 8 : 18)،والمراد ذلك عبَدَة الأصنام،أي الفينيقيون. وجاء استعمال (كُون) بمعنى كعكة من جذر الفعل الذي يعني "يُعدّ،يعمل،يكوّن"وذلك على غرار "المعمولة"في بلاد الشام وفلسطين من الفعل (عمل) العامية السريانية،وتقابل "الكليجية"العراقية التي أظنها من كلمة (القلّيطة) العامية السرياينة،وهي ضرب من الفطائر.){ ص 115 - 116}. ما أوسع هذا (العالم)!! إذ يبدو أن المؤلف لم يسمع عن (الكليجة القصيمية)!! وعلى ذكر (العالم) .. (أما كلمة mundus اللاتينية فتعني العالم كذلك،ولكنها على غرار اليونانية كانت تعني أيضا زينة شخصية،وهو معنى مستعار من الأخيرة. وأما كلمة univers الفرنسية،ومقابلها universe الإنكليزية فتعني : الكون،البشر،الجن البشر،الخليقة برمتها ( والخالق). وهي من اللاتينية uni+versus حيث تعني uni (واحد) أما versus فهي صيغة المبني للمجهول للفعل vertere ويعني (يدور،يدير)،وهكذا فإن أصل الكلمة يعني : دورة واحدة،وأما كلمة world الإنكليزية التي تقال للعالم فأصلها في اللغات الجرمانية يرجع إلى werz (رجل + ald "عمر"،وبالتالي فالمعنى الأصلي لكلمة world هو : عمر أو حياة الإنسان.(..) وكلمة أرض مشتركة في اللغات السامية،عدا الحبشية التي ترد فيها كلمة (مدر) مقابل الأرض. والمدر بالعربية : الطين الذي لا يخالطه رمل. والأرض بالإنكليزية earth ،وبالألمانية erde ،وبالسنسكريتية dha-ra وبلغة ويلز ( وهي سلتية) daear ،وبالفارسية القديمة arta ،وباللاتينية tarra ،وباليونانية era . ولابد أن هذه الألفاظ الهندية الأوربية والسامية،ترجع إلى أصل واحد.(..) وفي الحبشية (ساماي) سماء،أما (سمه) فقبة. وفي عدد من اللغات الهندية الأوربية اشتقت الكلمة الدال على السماء من لفظة تفيد الغطاء. فمن الجذر الهندي الأوربي squa أو (s)qewa (يغطي) جاءت الكلمة الهندية القديمة skunati (غيم)،والأرمنية ciw (سقف)،والسكسونية القديمة scio (غيم)،ومنها sky (سماء) الإنكليزية. وتحضر في الذهن كلمة (سقف) العربية،وفي العبرية (سحق) : غيوم،سماء،وفي الأكدية (شاقو) : عال،مترفع. أو سحيق بالعربية : بعيد. (..) وعند الكنعانيين كان (يم) سيد العالم السفلي،وبالتالي فهو قاضي الأموات. ومن هنا جاءت التسمية ( ث ف ط. ن هـ ر) أي قاضي النهر. وكان البابليون يلقون بالمتهم في النهر،فإذا كان بريئا لفظه النهر،وإن كان مذنبا ابتلعه،أو "شفطه"،والكلمة البابلية (شفاطو). ومن هنا (شفط) العراقية بمعنى امتص وابتلع،ولعلها من بقايا الاستعمال الأكدي. وكان القاضي الفينيقي يدعى ثافط،وأصبح في اليونانية sofet .){ص 118 - 134}.عند (شفاطو ) و (ثافط) .. نتوقف .. إذا بدت لي هذه السياحة (نخبوية) أكثر مما ينبغي!!! إلى اللقاء .. إذا أذن الله. س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب))