زنقة زنقة !
كانت السماء مُلبّدة بهامات وأفئدة ثورة أبناء وأحفاد الشهيد عُمر المُختار ..
وأزيز الرصاص القاتل ، ولهيب المدافع القذافية تتقيئ وتقذف بأيدي المُرتزقة
حِمَم إجرامها الجحيميّ فتنهش في أكباد شباب الحق والحرّية ، وتأكل قلوبٌ
إعتمرت بشهادة الله ورسوله ! .
قال فضيل وهو يحتضن رشاشه :
ـــ الآن يا أخوتي لم يبقى لنا إلا الشهادة أو النصر ... !
وارتفعت أصوات الثوار إلى عنان الفضاء مُكبرين مُهللين ، ثم هتفوا :
ـــ تحيا ليبيا .. تحيا ليبيا .. تحيا ليبيا ...
وطفق المؤمنون في بن غازي يُقيمون صلاة الجنازة على أرواح المظلومين
وروح الشهيد علي حسن الجابري رئيس فريق الجزيرة .
واشتد أوار القتال ، وأخذت طائرات العقيد القذافي تقصف وتدمّر كل شيئ ،
وراح الشهداء يتساقطون كحبات المطر مِن مُزِن الرحمة ، وهم يدافعون عن
رأس لانوف وبقية المُدن المُحررة ..
بينما الكتائب الأمنية القذافية تُذيع صوت الطاغية وهو يعوي قائلاً :
ـــ ... بيت بيت ، دار دار ، زنقة زنقة .... !
بقلم : ايهاب هديب