مودة لا تنتهي

إليك يا حبيبتي المُعتّقه
يا نسمة تعلّقتْ على خدود زنبقه
يا نكهة الوجد التي تجتاحني
تلعثم الأشواق في أنشودتي
كأنها على فمي معلّقه
إليك من دفاتري
قصيدة مجنونة
أفكارها رغم جنوني كلها منمّقه
تطير في خواطري
زوارقي
تبعثر الأمواج من مشاعري
وتلثم الخلجان من حرائقي
فنار حبي تحت بحري مُوقَده
بركانها يغلي مياهي وأنا
في فُوَّهات صدرهِ
أزيد حراً مَوْقِده
أزيده حرارةً
يزيدني حماسة
وكلما أثار فيّ رغبة مجنونة
أعود نحو زورقي
أترجم الجنون شعراً عاقلاً
أعيد جمع أحرفي
وفكرتي الممزقه
إليك يا نصف الأنا
إليك يا حقلاً
- رحيقي من معاناتي - جنى
إليك يا أرضاً على أعشابها
ينمو اخضراري
مثلما ينمو على الشمس السنا
إليك إخلاص الشهيدْ
يا وطناً أعاد لي بعض الأغاني
بعد أن مات النشيدْ
خذي بلاغات الدنا
من عَبرتي
فإنني في زمن الجريمة الموثّقه
يحق لي
أن ألقيَ الشعر على نفسي
كأي امرأة مطلقه
ولا يحق لي أنا
أن أنجب الحروف كيفما أشاءْ
أن أحتفي بقبلةٍ
بلا دماءْ
أن ألتقيك مرةً
كشاعر حرٍ
أبى أن يستحيل حرفهُ
جريدة مسفوحة تحت الحذاءْ
الثورة الكبرى على كل القيودْ
بداية جيدة لقلعة فكريةٍ
حراسها
جميع أنواع الورودْ
فالفكر لا يحتاج آ ربي جي
ولا يحتاج مدفعاً ولا جنودْ
الفكر حقلٌ
إن زرعناه شموخاً سيجودْ
الفكر أرضٌ
إن سقيناها دمانا ستعودْ
الفكر يا حبيبتي
حب يفوق حبّنا
الفكر يا قصيدتي
أن تحفظي كل العهودْ
أن ترسمي مودةً
لا تنتهي
بين الحديث والعمودْ