اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد زعل السلوم مشاهدة المشاركة
الفرنسية أضفت طلاوة على الألفاظ الإنجليزية




ثرسداي: يوم الخميس في الانجليزية وهو حرفياً يوم «ثًور» كناية عن الإله الوثني عند الجرمان سكان الأراضي الألمانية الأقدمين وكان اسمهم ثونور.. ومعناها حرفياَ الرعد..


وبديهي أن يكون هناك في إطار تعدد أرباب الوثنية رموز للرعد الذي كانت تخشاه الشعوب البدائية أو للسحاب والمطر وهو ما كانت تطلبه وتتضرع في طلبه جموع الناس من أجل الري والسقايا.. فضلاً عن رموز يضفون عليها من واقع أوهامهم صفة الربوببة..


وخاصة عند قدماء المصريين والإغريق والرومان.. ما بين أوزيريس كبير الأرباب في طيبة المصرية وهو أيضاً رئيس محكمة الحساب في العالم الآخر.. وما بين زيوس كبير أرباب اليونان وابنته أثينا التي ولدت من عقل (!) أبيها لتصبح ربة الحكمة والتفلسف.. ثم منير؟ا ربة الجمال الرائع والسحر الأخاذ..


ولقد كانت الشعوب البدائية تعبد الظاهرة التي تخشاها وتعبد الحيوان الوحشي الذي ترتعد من مرآه.. وهكذا عبد المصريون القدماء حيوان التمساح وعبد الألمان الأقدمون ظاهرة الرعد التي كانوا يرتعدون من قصفها وهزيمها ومن اسم إله الرعد الجرماني ثونور.. جاء اسم الرعد «ثندر» في لغات غرب أوروبا واسم «ثور» للرعد أيضاً في لغات النورس بالشمال الاسكندينافي..


وعندما اعتمدت قدامى شعوب الألمان روزنامة الأسبوع الروماني بأيامها السبعة التي نعرفها اليوم.. خلعت على أحد أيامها اسم يوم الرعد أو يوم الإله ثور المسؤول عن قصف الرعد وعصف الرياح الذي تدوي جلجلته في أجواز الفضاء السموات وتصيب البشر البسطاء بالهلع إزاء غضبة يخشونها من السماء..


هكذا مزجوا بين اسم الإله ثور وبين كلمة يوم وهي داي في لاتينية الرومان فكان اسم «ثورسداي» وقد خففها النطق الانجليزي بعد العصور الوسطى لتصدق على يوم الخميس.. ومن عجب أن اسم المعبود «ثور» بل واسم ظاهرة الرعد «ثندر» يعود أصلها إلى السنسكريتية - لغة الهند القديمة في كلمة ستينا ومعناها قصف الرعد الذي يبعث الخوف في النفوس.


ومثلما اشتق من لفظة الرعد العربية معنى الرعدة أو الارتعاد أو الجبان الرعديد.. فقد اشتقوا من لفظة ستينا الهندية معاني الدهشة الصاعقة في الانجليزية التي تدل عليها كلمة سَتَن. ومن نفس الأصل الهندي جاءت كلمة أخرى هي تورنادو وهي الإعصار العاصف الصاعق وكلمة تورنادو بدورها مطروحة بنكهة اللغة الإسبانية التي تصف الرعد بأنه تورنيدو.



وجيه هذا التحليل اللغوي ودقيق
وأقل فوائده شأنا أن الأسماء التي تبدو جامدة الاشتقاق
تجدها بعد التحليل ذات صلة وثيقة بثقافة الأمم وأصول تفكيرها الأولى