منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 22
  1. #1

    هل القرآن كتاب تاريخي؟

    هل القرآن كتاب تاريخي؟ آخر تحديث:الجمعة ,24/12/2010
    ماهر سقا أميني

    بكل وضوح صادم يقول الجابري: “القرآن كتاب تاريخي، وللتعامل معه لا بد من فكر تاريخي متتبع لتطور الثقافة العربية وخصوصاً الجانب الكلامي والفقهي” . (جريدة الأيام الاسبوعية المغربية - سلسلة مواقف عدد 59 ص 11) . ما الذي يبقى من نقاط الالتقاء بين أي مسلم وهذا الطرح الذي لا يختلف فيه الجابري عن غيره من الحداثيين كنصر حامد ابوزيد ومحمد أركون؟ وما الذي يجعل رجلاً كالجابري يبذل كل هذه الجهود التلفيقية بعد إيمانه بأن القرآن الكريم كتاب تاريخي سبقه ما أثر فيه، وإننا لكي نتعامل مع القرآن الكريم تعاملاً علمياً يجب أن نضعه في سياقه من تطور الثقافة العربية والعقل العربي؟

    إن القضية ليست قضية نقد للجابري أو غيره، وإنما هي وقوف في وجه تيار عابث بثوابت المسلمين، وهو يقوم بالتزوير باسم البحث العلمي والتطور والحداثة، ونحن وإن اشتغلنا على متن من أفكار الجابري، فإننا نقوم بالرد على شبهات الحداثيين في ألطف صيغة لها طرحت في الزمن المعاصر، هذه الشبهات التي اغتذت من الاستشراق مما فضحه أمثال إدوارد سعيد وغيره فضلاً عن الإسلاميين .

    إن تاريخية القرآن هي مفتاح فهمه عند الجابري، الذي يصف إيمان المثقفين من المسلمين وحتى حفاظ القرآن بأنه إيمان العجائز، وهو كما يقول إيمان الجهل بالقرآن وبما فيه وبظروفه، وهو إيمان مقبول من الناحية الدينية، ولكنه غير مقبول من الناحية الفكرية . (المرجع نفسه 19) .

    إن هذا يعني أن كل ماكتب عبر العصور وفي الزمن الحاضر في علوم القرآن وتفسيره ووجوه الاعجاز فيه والتصور الاسلامي المتكامل للسنن في النفس والآفاق فيه هو مجرد إيمان عجائز، والجابري بفهمه التاريخي المعطل للقرآن والمؤول له هو الوحيد الذي يستحق أن يقال أنه فهم القرآن الكريم واستوعب مافيه .

    ان المسلمين - حسب الجابري - يقرؤون القرآن مقلوباً، لأنهم يبدؤون بالبقرة وفيها آيات من آخر ما أنزل، وهو يعلل ذلك بأن الدولة الإسلامية كانت بحاجة الى قرآن التشريع أكثر من قرآن التوحيد الذي نزل في مكة، وكأن الترتيب قد حصل عند تشكل الدولة، أي في عصر الخليفة الراشدي عمر رضي الله عنه في أحسن الأحوال، وكنا قد ذكرنا بالأدلة أن القرآن الكريم رتب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبتوقيف من جبريل عليه السلام، وهذا لا يمكن أن يتفق مع ادعاء الجابري بأننا نقرأ القرآن مقلوباً .

    إننا حسب الجابري - بحاجة الى أن نقرأ القرآن كما نزل منجماً خلال ثلاث وعشرين سنة، من أجل فهم التساوق بين القرآن والسيرة النبوية مما غفل عنه كل المفسرين، ونحن نسأل هل قرأ الجابري كتب التفسير مع عنايتها بأسباب النزول وذكر المأثور فيما يخص معاني القرآن الكريم؟ لأننا نجد عكس ذلك تماماً في كتب التفسير التي اعتمدت أول ما اعتمدت أحداث السيرة ومفردات السنة في فهم معاني القرآن الكريم، ولكن الجابري يريد لأحداث السيرة ومفردات السنة النبوية أن تكون مما يربط معاني القرآن بظروف مرت وتم تجاوزها، وهي مشكلة كل الحداثيين الذين على ما يبدو لا يؤمنون بالمشترك في حياة الإنسان ولا يريدون أن يسلموا بقدرة من أنزل القرآن على مخاطبة الجوهري المشترك في حياة الناس على مدى الأزمان، فذلك تفسير- تفسير المفسرين - يجعل القرآن الكريم معاصرًا لوقت نزوله، في حين أن الجابري يريد تفسيراً معاصراً لنا، وهو التفسير الذي سوف يسقط فيه الجابري مصطلحات الحداثة الأوروبية وقيمها على القرآن الكريم كمن يريد أن يحصر المحيط في مستنقعات ظهر أسنها للناس، فإذا كان القرآن الكريم وحياً من عند الله فما الذي يجعلنا نبحث عن لغة غير لغته وقيم غير قيمه وترجيحات غير ترجيحاته، أليس في تأويل القرآن باستخدام قاموس مفردات غريبة عنه تشويهاً له وانطاقاً بما لم ينطقه،كمن يبحث عن الاشتراكية أو حقوق الإنسان أو العولمة أوالصراع الطبقي أو صدام الحضارات في القرآن ومعانيه؟ وأليس هذا ما جعل الجابري يرفض حد الردة وغيره من الحدود، وحجاب المرأة الواجب في الإسلام ليعصرن القرآن .

  2. #2

    رد: هل القرآن كتاب تاريخي؟

    أخي السلوم الحبيب
    إن منطلقات الجابري هي منطقات فكرية فلسفية، والفلسفة في منظومة الفكرالعربي الإسلامي فــن إغـريقي دخيل، حاربه الفقهاء والمحدثون، ولم يتعامل معها سوى الأصوليون الذين احتاجوا لمنطقها، وقد نمت الفلسفة الإسلامية مع الفارابي والشيخ الرئيس ابن سينا، ومع ابن باجة وابن رشد وابن طفيل وغيرهم،لكن ضربتها القاصمة كانت من قبل شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية،والغزالي منذ تهافت الفلاسفة الذي رد عليه ابن رشد بتهافت التهافت، ومن هنا؛ هل يقرأ الجابري قراءة نقدية انطلاقا من هذه الرؤية التاريخية والفقهية المستقرة؟ أم نقرؤه بالرؤيا التي حاول بها الجابري استنطاق الفهم وإعمال العقل لحلحلة الراهن، وهل كانت أطروحات المرحوم الجابري لأجل خلخلة المستقر أم محاولة لقراءة القرآن في سياقه دون المس بالترتيب الراهن؟ وهل التاريخية تعني فقط أن السابق لـه تأثير فـي اللاحق؟ أليست تعني فيما تعنيه السياق الذي ورد فيه النص؟؟؟؟؟

    قد لا نتفق مع الجابري في رؤاه وأطروحاته لكن ليس لنا حق محاكمته وفق رؤية سائدة مستقرة عندنا ألفها الزمن.
    شكرا لك أخي الكريم
    تحيتي
    لا يـخـدعـنّك مــن عــدوّ دمـعـةً *** وارحـم شـبابـك مـن عدوٍ تُرحَمِ
    ومن البليّة عذل من لا يرعوي*** عن جهلِهِ , وخـطاب من لايفهمِ
    ومـن العـداوة ما يـنالك نـفـعُـهُ *** ومـن الصـداقـة ما يـضر ويؤلمُ
    والذل يـظـهـر فـي الذلـيل مودةً *** وأود مـنـه لـمـن يــود الأرقـــم

  3. #3

    رد: هل القرآن كتاب تاريخي؟

    كلام جميل
    وربما نظلم الفلاسفة في طريقة تفسيرهم ومعالجتهم للقرآن
    ذلك يعود لمسالة مهمة اخرى
    وهو ان ليس كل علم يجب ان يتعلمه العامة
    هناك امور لا يتم مناقشتها إلا مع العلماء فقط وبينهم
    كأبن رشد والغزالي وغيرهم

  4. #4

    رد: هل القرآن كتاب تاريخي؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلقاسم علواش مشاهدة المشاركة
    أخي السلوم الحبيب
    إن منطلقات الجابري هي منطقات فكرية فلسفية، والفلسفة في منظومة الفكرالعربي الإسلامي فــن إغـريقي دخيل، حاربه الفقهاء والمحدثون، ولم يتعامل معها سوى الأصوليون الذين احتاجوا لمنطقها، وقد نمت الفلسفة الإسلامية مع الفارابي والشيخ الرئيس ابن سينا، ومع ابن باجة وابن رشد وابن طفيل وغيرهم،لكن ضربتها القاصمة كانت من قبل شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية،والغزالي منذ تهافت الفلاسفة الذي رد عليه ابن رشد بتهافت التهافت، ومن هنا؛ هل يقرأ الجابري قراءة نقدية انطلاقا من هذه الرؤية التاريخية والفقهية المستقرة؟ أم نقرؤه بالرؤيا التي حاول بها الجابري استنطاق الفهم وإعمال العقل لحلحلة الراهن، وهل كانت أطروحات المرحوم الجابري لأجل خلخلة المستقر أم محاولة لقراءة القرآن في سياقه دون المس بالترتيب الراهن؟ وهل التاريخية تعني فقط أن السابق لـه تأثير فـي اللاحق؟ أليست تعني فيما تعنيه السياق الذي ورد فيه النص؟؟؟؟؟

    قد لا نتفق مع الجابري في رؤاه وأطروحاته لكن ليس لنا حق محاكمته وفق رؤية سائدة مستقرة عندنا ألفها الزمن.
    شكرا لك أخي الكريم
    تحيتي
    اخي الكريم بلقاسم
    حاول الجابري الخروج على المألوف والمعروف في ديننا الحنيف وهاجم الكيان والوجود العربي بحد ذاته بل واسباب وجوده ولم يكن ليناقش بعقل ولا بمنطق كما لم يكن فكره اصلاحيا وانما هداما وهناك فرق بين العمل على اصلاح الامة وتحديثها مع الحفاظ على هويتها وانتمائها الاصيل وبين اعمال الغرائز المغرضة تجاه مقومات العروبة والاسلام واساسات تلك العروبة والاسلام فحداثته ومنطلقاته لم تكن جادة وانما غرضها غير بناء قائم على عنصرية شعوبية تاريخية تجاه العروبة والاسلام
    تحياتي اليك ومحبتي الخالصة
    محمد زعل السلوم

  5. #5

    رد: هل القرآن كتاب تاريخي؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظميان غدير مشاهدة المشاركة
    كلام جميل
    وربما نظلم الفلاسفة في طريقة تفسيرهم ومعالجتهم للقرآن
    ذلك يعود لمسالة مهمة اخرى
    وهو ان ليس كل علم يجب ان يتعلمه العامة
    هناك امور لا يتم مناقشتها إلا مع العلماء فقط وبينهم
    كأبن رشد والغزالي وغيرهم
    اخي الكريم العلم بعد اليوم لم يعد نخبويا وكذلك دين الاسلام فهو للناس اجمعين وكل شيء واضح كالشمس اما تلاعب الجابري وسخريته وتهكمه المريض فهو يعود الى قصر نظره وضعف رؤيته وامتهانه لارضاء الغير من الحاقدين على دين الاسلام
    لم يعد هناك من عامة في عالمنا الصغير هذا اخي الكريم
    بل على العكس تماما الامة العربية والاسلامية اليوم افضل منها قبل 500 عام وهناك جيل ذكي وقوي جدا ومنفتح ومتنور بنور العقل والاسلام
    وكلنا يعلم ان دين الاسلام هو دين العقل وهو واقعي جدا ودين يسر وسهولة وليس بحاجة الى تلك الالتواءات الجابرية المعقوفة
    الجابري هدم كل البناء الاسلامي لتفصيل بناء اعوج كما في انظمة الحكم العربية اليوم القائمة على الوشاية الرخيصة والخدمة المجانية للاعداء المتربصين للامة واخر تربصاته تقسيم السودان وتفتيت العراق ودعم الصهيونية كل هذا بفضل فكر الجابري المتنور بين قوسين والذي سيهدمه الجيل الحديث ويعيد بناء تجربة امة عريقة امتدت فارضة لغتها على العالم لثمانية قرون
    اشكرك اخي الكريم ظميان غدير على تعليقك
    وكل الشكر لك
    محمد زعل السلوم

  6. #6

    رد: هل القرآن كتاب تاريخي؟

    ترتيب القرآن الكريم آخر تحديث:الجمعة ,17/12/2010
    ماهر سقا أميني

    من المعروف أن ترتيب الآيات والسور في القرآن الكريم لم يتم حسب ترتيب النزول، اذ كانت الآيات تنزل حسب ماتحتاج اليه الدعوة وتهيئة النفوس وتربيتها ثم يأمر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بوضعها في موضعها من السور ومن القرآن الكريم وذلك بتوقيف من جبريل عليه السلام حتى اذا كان العام الأخير من حياة النبي صلى الله عليه وسلم عرض الرسول على جبريل عليه السلام القرآن كاملا مرتبا كما هو اليوم بين أيدينا في رمضان مرتين وكان زيد بن ثابت حاضرا العرضتين،وهذا يعني عدة أمور: منها أن القرآن الكريم الذي نزل على مدى ثلاث وعشرين سنة رتب خلال هذه المدة بكاملها بترتيب لم يتفق مع ترتيب النزول وانما رتب لأغراض تتبدى فيها صور الاعجاز والبيان ووحدة الموضوع في السورة نفسها،ومنها أن الترتيب سبق الاكتمال وهذا دليل صارخ على أن القرآن الكريم من عند رب العزة لأنه مامن أحد حتى الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم ماالذي ستأتي به الأيام وماالذي سيأتي من آيات؟ والمدة كما ذكرنا مدة طويلة لا يمكن فيها التنبؤ بما سيأتي من آيات تناسب الحدث وتتفق مع الظروف النفسية للصحابة الكرام،ومنها أن هذا دليل على وجود القرآن الكريم بتناسقه المعروف اليوم في اللوح المحفوظ قبل التنزيل، وهذا عكس ما ذكره الجابري من قصة (نمو القرآن)وتكونه،وأخيرا فان العلماء قد أجمعوا على استحالة القطع بترتيب القرآن حسب النزول لاهتمام الصحابة الكرام ومن تبعهم بالترتيب المأمور به من قبل الرسول الأعظم والموحى به من قبل رب العالمين،وان جاز البحث والاهتمام بترتيب النزول لأغراض بحثية وأكاديمية فقط فانه لا يمكن اعادة ترتيب المصحف حسب النزول لا من حيث الامكان ولا من حيث الأمر الشرعي، أما أن يقول الجابري بأنه لا يفهم سببا لترتيب المصحف على الشكل الذي بين أيدينا فهو جهل بتراث عظيم من الدراسات التي قام بها المفسرون وعلماء الاسلام مما يفسر اعجاز التناسق البديع بالترتيب الحالي .

    ثم ان الجابري لم يعتمد أقوال علماء المسلمين في أسباب النزول وترتيبه-مع ما فيها من تعدد في الروايات-وانما اعتمد الترتيب الاستشراقي الذي وضعه “نولدكه” الألماني ثم “بلاشير” الفرنسي،وهو ترتيب أقل ما يقال فيه أنه افتراضي وبالتالي فان ما يبنى عليه لا يأخذ صفة القطع،كما أنه وضع كما يقول الجابري- من أجل فهم تطور الوحي المحمدي،وقد ذكرنا أن هذا مرفوض قطعا من الوجهة الاسلامية لأن الوحي ليس من الظواهر البشرية أو الطبيعية القابلة لدراسة تطورها أو نموها،وهو غرض استشراقي غير نظيف يأخذ عند الجابري صيغة مواربةهي التعرف على المسار التكويني للقرآن مع مسار السيرة النبوية من أجل وضع منطق جديد للاجتهاد(ص245) .

    إن الغرض من فهم القرآن الكريم عند الجابري أو تفهيمه-على حد تعبيره- حسب تاريخ النزول هو البحث في بيئة النزول عما يعطل النص أو ينحرف به إلى معان أخرى تتسق مع قيم الحداثة التي يؤمن بها ويريد للقرآن الكريم أن يكون داعيا اليها أو مقرا بها أو غير معارض لها،وقد رأينا كيف استطاع من خلال هذا المنظار أن يعطل حكم ارث المرأة في الاسلام باعتباره كان مناسبا للظرف الاجتماعي والانتاجي الذي نزل فيه في حين أنه يرى أن المصلحة اليوم تقتضي المساواة في الارث بين الأخ والأخت مما يتفق مع العدل الذي يسعى اليه التشريع،في حين أن الحق الذي يتماشى مع التصور الاسلامي لكل من دور الرجل والمرأة في المجتمع هو مسؤولية الرجل عن الانفاق على المرأة لتكون أقدر على القيام بواجبات الأمومة والرعاية ولكي لا يضطرها العمل للخروج إلى بيئات تسبب لها الازعاج والأذى،وبالتالي فان لها نصيبها من الارث الذي لا تنفق منه حتى على نفسها في حين يكون للرجل نصيب يتفق مع مسؤولياته عن زوجته وأخواته ووالدته وكل من حوله من النساء فضلا عن أولاده ممن يعول .

  7. #7

    رد: هل القرآن كتاب تاريخي؟

    لقرآن وتجاوز الزمان والمكان آخر تحديث:الجمعة ,10/12/2010
    ماهر سقا أميني

    يقول الجابري إنه سيعتمد منهجاً يراه هو الأصح في فهم القرآن الكريم وهو (أن القرآن يشرح بعضه بعضاً)، ومع أن هذه القاعدة ليست بالجديدة إلا أنها عنده تقوم على حساب الأخذ بالأحاديث الصحيحة، ومن المعلوم أن السنة جاءت شارحة للقرآن الكريم ومفصلة مجمله، بل ومكملة له بحيث يصح اعتبارها وحياً ثانياً لا يقل أهمية عن الوحي الأول، ومن المعروف أن بعض السنة قد نسخ بعض القرآن، إلا أن الجابري يبدو غير واثق بالسنة النبوية وأساليب جمعها وتدوينها ومقاييس الحكم عليها فنجده يقول: (سنتعامل ايجابيا مع أي اجتهاد أو رواية نجد في القرآن ما يشهد لهما بالصحة من قريب أو بعيد، ذلك هو سلاحنا ضد الوضع سواء كان بدافع الترغيب والترهيب أو بدوافع سياسية أو مذهبية، وهو سلاحنا أيضاً ضد “الإسرائيليات” وأنواع الموروث القديم السابق على الاسلام) . (ص 28)

    ومن الواضح من أسلوب الجابري اهتمامه بالترويج لمفهوم الظاهرة القرآنية التي لا حدود واضحة فيها بين الوحي (قرآنا وسنة) والتعامل والفهم البشريين لهذا الوحي، فالاجتهاد لا صلة له بالوحي في حين أن الرواية للأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من صميم الوحي، ولا ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم اجتهاد في التشريع، وإنما كل ما يصدر عنه في هذا الصدد هو وحي من الله عز وجل، وعند الأصوليين وعلماء الحديث آلة متكاملة لفرز الوضع عن الصحيح إذ لا يكفي في ذلك الاحتكام الى القرآن الكريم الذي لم يجمع كل ماجاء في السنة النبوية،والتهويل من أمر الوضع والادعاء بعدم القدرة على السيطرة عليه من محاب الحداثيين الذين يريدون اختزال الاسلام الى القرآن الكريم فقط ثم يخضعونه للتأويل فلا يبقى منه الا اسمه .

    ثم ينتقل الجابري الى تشريح القرآن الكريم الى ما هو زمني نسبي وماهو مطلق لا زمني، حيث يقول: “إن كان الموضوع مما ينتمي إلى النسبي التاريخي رجعنا به إلى ترتيب النزول، وإن كان ينتمي إلى المطلق واللازمني طرحناه على مستوى القرآن ككل بوصفه يشرح بعضه بعضا، ويكون الحكم فيه قصد الشارع وليس الزمن والتاريخ” . (ص 29)

    ترى ما الضابط في توزيع القرآن الكريم الى آيات زمنية تاريخية سيرى الجابري أنها استنفذت دورها لتجاوز زمنها أو سيجد تفسيراً يربط بين أحد جوانب زمنها وما فيها من حكم أو قيمة وبالتالي سيجد فرصة لتغيير اتجاه الحكم والقيمة لتغير الظرف،وآيات مطلقة لا زمنية سيعتبرها معبرة عن قصد الشارع المتجاوز للزمان والمكان؟

    إن الذي لا يريد أن يفهمه الحداثيون أن الوحي وإن نزل في زمان ومكان معينين الا أنه (كله)متجاوز للزمان والمكان ويمكن تنزيله على كل زمان ومكان، فنحن لسنا أمام نص بشري تحده ظروف ودرجة نمو إنتاجه، بل أمام نص إلهي قادر على العطاء من دون تأويل مجحف في كل زمن عطائه يوم نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم، وخير بيان لهذا هو الدراسة التفصيلية للأحكام الشرعية والأخلاق الاسلامية العاصمة والحافظة والمرشدة للسلوك الانساني في أي ظرف أو زمان أو مكان، وعلى سبيل المثال إن العفاف قيمة إسلامية والحجاب فريضة إسلامية وكلاهما ثابتان ومطلوبان من يوم نزول القرآن إلى يوم القيامة، ولا يمكن لزمان أن يشعرنا بضرورة اعادة تعريف العفاف أو تجاوز الحجاب لانعدام مبرراته الإنسانية الزمنية، والزكاة فريضة إسلامية بمصارفها وأنصبتها ونسبها ولا يمكن لزمان أن يغير في حكم هذه التفاصيل بدعوى وجود ظروف تختلف عن ظروف التنزيل، ولنسأل أنفسنا الآن في القرن الحادي والعشرين عن جدارة أحكام الزكاة في معالجة مشكلات العالم، وسوف نجد أنه لا يمكن لأي ابتكار آخر في التكافل أو توزيع الثروة يضعه البشر أن يحل محل الزكاة،مهما تغيرت الظروف واختلفت طبيعة الاقتصاد في المجتمعات، فنحن أمام شريعة موحاة هي المرشدة لتطور المجتمعات ولا يمكن لتطور المجتمعات أن يتجاوزها.

  8. #8

    رد: هل القرآن كتاب تاريخي؟

    التجربة الروحية آخر تحديث:الجمعة ,03/12/2010
    ماهر سقا أميني


    يقول محمد عابد الجابري: “القرآن أذن وحي من الله، حمله جبريل، إلى محمد، بلغة العرب، وهو من جنس الوحي الذي في كتب الأولين” (ص24) من الواضح أن تعريفاً كهذا ومن دون استخدام أية عبارات يستخدمها المسلمون عادة عندما يذكرون الله عزوجل، أو النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، أو جبريل عليه السلام، يركز على العلاقة بين جبريل والنبي عليه الصلاة والسلام مما تمكن تسميته بالبعد النفسي لظاهرة الوحي، وعلى التشابه بين القرآن وأشكال الوحي الأخرى، ذلك أن هذين البعدين يمكن التوسع فيهما باتجاه خلخلة المفاهيم الرئيسة وزرع الشكوك المطلوبة، ونحن نرى أن هذين البعدين لا يعرفان القرآن الكريم بقدر ما يعرفه ذكر حقيقة الوحي، ومضامين القرآن، واحكامه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وانتقاله بالتواتر، ومكانة القرآن في حياة المسلم تعبداً وتحكيماً وتنظيماً للحياة، فالقرآن شيء وعملية نقله عبر الوحي شيء آخر، والقرآن ليس فقط من جنس الوحي الذي في كتب الأولين بل هو أيضاً آخر ما نزل به الوحي على الأرض ولا يوجد بعده وحي آخر، وهو ناسخ لكل الكتب السابقة، الا أن الجابري سيذكر فقط ما يناسب توجهه نحو تعطيل أكثر القرآن وإعادة فهمه من جديد بالطريقة التي تناسب العصر، من هنا نجد أن مصطلح (دلائل النبوة) لا يعجبه لأنه يشير بشكل واضح إلى الإعجاز الذي لا يأتي ذكره أبداً في تعريفه للقرآن، وهو يستخدم بدلا عنه مفهوم (الظاهرة القرآنية) .

    ان الجابري لا يريد منا الوقوف على دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في شخصه وحياته ومعجزاته، وفي إعجاز القرآن الكريم، بقدر ما يريد لنا أن نبحث عن أثر أو أصل اجتماعي أو ثقافي أو طبيعي للظاهرة القرآنية . ويعود الجابري ليستخدم عبارة (تجربة روحية) في الاشارة إلى الوحي أو النبوة أو الرسالة، فيقول: وفي القاموس الاسلامي يكون صاحب هذه التجربة الروحية نبياً فقط إذا اقتصر على معاناتها في داخله، غير مهتم بما هو عليه الحال خارج ذاته، ويكون نبياً ورسولاً عندما يجد نفسه مطلوباً منه أن يبلغها بلسانه إلى الناس (ص26-27) .

    إن النبوة أو الرسالة ليست تجربة روحية بالمعنى الذي قد يوجد عند الشاعر أو الفيلسوف أو الناسك، ثم من قال إن النبي هو من يعاني هذه التجربة في نفسه غير مهتم بما عليه الناس من حوله؟ إن هذا الوصف لا يمكن أن ينطبق على النبوة في حال من الأحوال، لأن الأنبياء لم يكونوا معتزلين الناس بل لعبوا أدوارا مهمة في تغيير من حولهم، وإن لم يكونوا مأمورين بالتبليغ، ثم من قال إن الرسول يدعو إلى أن يجسد الناس تجربته الروحية في مضامين عقدية وسلوكية؟ إن الرسول يأتي بكتاب أو برسالة واضحة المعالم والتفاصيل، ويكون على الناس من حوله أن يصدقوه بأن هذه الرسالة قد أتته وحياً، من خلال مايكون لديه من معجزات وقدرات على الحوار والإقناع مع التسديد من رب العالمين، فالفارق واضح بين الإيمان بالرسالة والاستجابة لأوامر الوحي بعد تصديق صاحب الرسالة، ومحاولة تجسيد تجربته الروحية في أفكار وسلوكات، كأنما القوم يشرعون لأنفسهم في ضوء تجربة نفسية خاصة برسولهم، والتجربة الروحية أو النفسية لأي شخص انما هي تجربة فردية .

    أما ثالثة الأثافي فهي أن الجابري يدعي أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم قابل نزول الوحي عليه في المرة الأولى بالمخاوف والظنون نفسها التي قابله بها المشركون في قريش (كاهن، ساحر، مجنون، شاعر) . والحق أن النبي عليه الصلاة والسلام فاجأه الوحي في المرة الأولى فقال: (خشيت على نفسي، وقال: زملوني زملوني) . وهذا دليل صدقه عليه الصلاة والسلام-في حال صدقنا الرواية، أما في حال عدم تصديقنا لها فلا مكان لمناقشة الموضوع أصلاً - ولكنه لم يشك عليه الصلاة والسلام في نفسه أو قدراته أو في أنه هو صاحب الكلام الذي نزل عليه، وسرعان ما فهم عليه الصلاة والسلام أنه انما أوحي إليه من رب السموات والأرض، وهكذا فإن وصف الوحي بهذه الطريقة يلبس على الناس من حيث أنه تجربة روحية نفسية فردية لا تنتمي إلى السماء أبداً.

  9. #9

    رد: هل القرآن كتاب تاريخي؟

    نمو القرآن أم تنزله منجماً؟ آخر تحديث:الجمعة ,26/11/2010
    ماهر سقا أميني

    يرى الجابري أن تعريف القرآن الكريم يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التعرف إليه من خلال رصد عملية نموه الداخلي وتتبع الكيفيات التي تم التعامل بها معه خلال مسيرته نحو اكتمال وجوده بين الناس كنص نهائي مصون من الزيادة والنقصان (ص20) .

    والذي يقرأ هذا الكلام لا يمكن أن يفهم منه إيمان الجابري بما يؤمن به كل مسلم، وهو أن القرآن الكريم كان قبل تنزله نصاً كاملاً في اللوح المحفوظ وأن تنزيله منجماً كان لحكم تشريعية ولتثبيت فؤاد المصطفى عليه الصلاة والسلام، فما المقصود بالنمو الداخلي إذا كنا نتكلم عن كلام الله عز وجل، ثم يبدو واضحاً غمزه في سلامة النص وأحكامه قبل جمعه وتدوينه ليتحول إلى نص (مغلق) - على حد تعبير صاحبه أركون - لا يزاد عليه ولا ينقص منه .

    إن الفارق شاسع بين الحديث عن تنجيم تنزل القرآن الكريم، والنمو الداخلي والتكون للنص خلال 23 سنة هي فترة الوحي، وهذا يظهر قناعة الجابري بأن القرآن الكريم يخضع كأي نص بشري للمنهج البنيوي في تحليل النصوص، ويدعي الجابري أنه قد أتى بما لم يأت به الأقدمون حيث أن علماء الأمة برأيه لم يتناولوا في علوم القرآن الكريم ما يسميه بالأسئلة التكوينية، والحق أن علوم القرآن كما هي عند علماء الأمة ومفسريها ومنهم السيوطي صاحب الاتقان لم تترك تفصيلاً من تفاصيل ما يتصل بالقرآن الكريم إلا وأشبعته درساً إلا أنهم لم يكونوا ليأتوا بما لا يتفق مع قدسية القرآن الكريم، ومع ذلك فإن الجابري يريد منا أن نعيد الأسئلة القديمة ونأتي بأسئلة جديدة تمليها علينا اهتمامات عصرنا لرفع مستوى فهمنا للظاهرة القرآنية بحيث نكون معاصرين لها وتكون معاصرة لنا . (ص23) .

    كيف نعاصر التنزيل بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام مادام صاحبنا لا يرى المعاصرة إلا في فهم السياقات التكوينية للنص القرآني؟ أنكون معاصرين أكثر من الصحابة الذين نقلوا وبالتواتر الذي لا يحتمل الخطأ أو التواطؤ معه ما رأوه وسمعوه بأنفسهم؟ ثم إن الجابري يلقي عبارة تشكيكية من دون أن يقف عندها كثيراً، (إن المرجع في حفظ القرآن الكريم من الضياع هم قراؤه الذين حفظوه عن ظهر قلب فقط)، ومن الواضح أن تدوين القرآن الكريم بدأ مع أول نزول لآيات منه مع الحفظ، فكان الحفظ في الصدور وفي السطور معاً منذ البدء في خدمة حفظ وعصمة القرآن الكريم، ولم يغادر النبي عليه الصلاة والسلام الدنيا إلا بعد أحكام القرآن الكريم وترتيبه بالتوقيف من جبريل عليه السلام، أما ما حدث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان الجمع والتوثيق والتدوين بعرض ما في السطور على ما في الصدور، وكل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حضور وشاهدون على ذلك .

    لغرض واضح يحاول كثيرون أن يوقعوا الناس في وهم أن القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم هو النص النهائي الذي تم إغلاقه بعد زيادة ونقص وإضافة وحذف وهو ادعاء يخرج عن الملة باجماع الأمة كلها، وما حدث من نسخ بعض الآيات ورد ذكره في القرآن الكريم الذي هو بيننا اليوم وهو لا يزيد على آيات قليلة نسخ حكمها أو تلاوتها وأمرها معروف ومذكور في كتب علماء الأمة، أي أنها ليست سراً نخفيه ولكنها في الوقت نفسه ليست سبباً للإآيهام بأن الحذف قد نال شطراً من القرآن الكريم، والنسخ المعلوم هو نسخ تم بأمر إلهي وفي حياة النبي عليه الصلاة والسلام، وأجد نفسي في حاجة إلى أن أؤكد بأن القرآن الكريم قد تم أحكامه من حيث آياته وترتيبها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبالعرض على جبريل عليه السلام، وقد كان زيد بن ثابت الذي كلف بجمع القرآن الكريم من قبل أبي بكر رضي الله عنه بالمقارنة بين المسطور وبين ما في الصدور وبوجود الشهود حاضراً العرضتين اللتين عرضهما الرسول الأعظم للقرآن الكريم كاملاً مرتباً على جبريل في آخر رمضان في حياته عليه الصلاة والسلام .

  10. #10

    رد: هل القرآن كتاب تاريخي؟

    طامات حداثية آخر تحديث:الجمعة ,19/11/2010
    ماهر سقا أميني

    من دون سابق تمهيد خرج الجابري على الناس بكتاب (مدخل إلى فهم القرآن الكريم)، الذي يعتبر بحثا في علوم القرآن مما لا نظن أنه أهل له، ثم بثلاثة أجزاء ادعى فيها أنه يعيد فهم القرآن الكريم ولكن حسب ترتيب النزول، أي ليس بالترتيب القرآني التوقيفي الذي رتب في حياة النبي عليه الصلاة والسلام وباملاء من جبريل عليه السلام، معتبراً أن هذا الفهم يلقي أضواء على تطور الدعوة والمفاهيم القرآنية، ومع أن هذا قد سبقه اليه كثيرون ومنهم من أهل العلم الثقات، الا أن أحدا لم يجرؤ على حشو ماكتب بالمغالطات التي أتى بها في عملية تزوير واضح ومقصود لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهانحن نقف وقفات سريعة عند بعض هذه المفاهيم تحذيرا من فكر روج له كثيرا باعتباره فتحا في دراسة العقل العربي والدين الاسلامي، وهو في الحقيقة لا يختلف عن غيره من محاولات الحداثيين في تزييف الحقائق الكبرى في الاسلام وفي محاولة التهجين الفاشلة بين قيم الحداثة الغربيه وهيكل الحقائق الاسلامية الأصيلة . فهو لا يعترف بمعجزة للنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم غير القرآن الكريم، ويعتبر أن المعجزة في الدين تحيل إلى الخرافة واللاعقل (ص 45) وهو ماكان قد ذهب إليه هيكل في بدايات القرن العشرين وتابعه على ذلك رشيد رضا، أي أن أصل هذه الشبهة يرجع إلى حوالي المئة عام، ومع أن هذا يضرب عرض الحائط بكثير من صحيح القرآن الكريم والسنة الصحيحة الا أن الجابري متأثرا بعقلنة الغرب المغالية في الوضعية والسببية يتجاوز كل ذلك، وحبذا لو استمع الجابري لرد الشيخ محمد عبده على ذلك عندما قال: ان الله تعالى موجد الكائنات فليس من العسير عليه أن يضع نواميس خاصة بخوارق العادات، غاية مافي الأمر أننا لا نعرفها، ولكننا نرى أثرها على من اختصه الله بفضل من عنده، على أننا بعد الاعتقاد بأن صانع الكون قادر مختار، يسهل علينا العلم بأنه لا يمتنع عليه، أن يحدث الحادث على أي هيئة تابعا لأي سبب اذا سبق في علمه أنه يحدثه كذلك(رسالة التوحيد) . ويرى الجابري أن التعريف الذي يقول “القرآن الكريم كلام الله منه بدأ، بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى حقاً ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر” هو تعريف مذهبي ولا يعترف بحق الآخر في الاختلاف حول القرآن الكريم . (ص18-19) .

    وبالعودة إلى التعريف السابق حاولت وغيري ممن لجأت اليهم أن أقف عند (المذهبي والذي لا يعترف برأي الآخر )فيه فلم أجد الا القول بأن القرآن من كلام البشر وهو كفر صريح بتعريف الاسلام بغض النظر عن الترحيب الحداثي بنسبية كل الحقائق، أو القول بأن القرآن مخلوق وهي فتنة قديمة عمرها أكثر من ألف عام وقد تجاوزها الفكر الانساني والاسلامي ومامن حاجة لاعادة احيائها . ويحاول الجابري أن يصور التعريفات المختلفة التي أتى بها العلماء للقرآن الكريم على أنها تعريفات مختلفة ومتعارضة، في حين أنها تتكامل فيما بينها لتشكل عقا ثمينا بين الاختصار والاطناب، ويقول إنه يريد أن يستمد تعريف القرآن من القرآن نفسه فيقف عند آيات تحمل معاني: التنزيل، التصديق للكتب السابقة، التفريق، العربية، ويعفو عن آيات كثيرة تتكامل مع هذه الآيات في التعريف الواضح القاطع من مثل: الحفظ بالتواتر، خاتم الكتب السابقة وناسخها، الاحكام، الاعجاز، الوحي، فهل يعني هذا شيئا آخر غير التزوير؟ أم أنه التمهيد لخلخلة الايمان بالقرآن الكريم الذي هو أصل هذا الدين وحافظه إلى يوم القيامة؟

    إنه المدخل إلى تناول ما أسماه الجابري بالظاهرة القرآنية وهو مصطلح استخدمه المرحوم مالك بن نبي في عنوان كتاب له يتناول القرآن الكريم كحدث كوني على المستوى النفسي للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والمستوى الاجتماعي خلال فترة التنزيل والوحي، الا أن الجابري يستخدم المصطلح نفسه ليشير بذلك إلى القرآن الكريم والى كل القراءات التي تدور في مجاله بما فيها السنة النبوية، وهذا الخلط بين القرآن والسنة وفهم الصحابة والتابعين واجتهادات العلماء في التفسير والتأويل وصولا إلى الفهوم المنحرفة للقرآن من أخطر ما يمكن طرحه تحت عنوان واحد دون تفريق بين وحي وغير وحي وبين ثابت ومتحول .

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لقاء تاريخي
    بواسطة د. حازم خيري في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-06-2013, 05:00 PM
  2. كتاب غريب القرآن.
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-05-2013, 09:19 PM
  3. وليد سيف:كل عمل تاريخي هو دراما معاصرة
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-27-2011, 06:42 PM
  4. إيران: تسلسل تاريخي
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-29-2010, 04:37 PM
  5. لغز تاريخي مشوق جدا...
    بواسطة مصطفى الطنطاوى في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-14-2010, 11:14 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •