سوري يحصل على براءة اختراع للقطارات من معهد كوستن بواشنطن
15 November, 2010 10:44:00
استحق بجدارة أن يدون اسمه على المستوى المحلي والعالمي فرغم عدم اختصاصه أكاديميا برع "صباح قاسم" في مجالات متنوعة من العلوم والفنون والمعارف.
ويمتهن قاسم حرفة الحدادة إلى جانب مواهبه المتعددة في مجال الشعر والأعمال اليدوية والترميم الأثري والبحث والتوثيق متوجا كل ذلك باختراع بعض الأدوات والأجهزة التي سجلت حضورا قويا في خدمة وتسهيل أعمال البعثات الأثرية.
ويقول قاسم إنه استفاد من عمله كحداد اثناء عمله مع البعثة الأثرية الأمريكية في موقع تل موزان الأثري بالحسكة حيث مكنته خبرته عام 1998 من اختراع قطارات تعمل بقوة دفع ذاتي لنقل ألف كيلوغرام من الأتربة خلال دقيقتين محمولة على أرجل قابلة للمعايرة وتعمل في مختلف التضاريس.
ولقي اختراعه صدى واهتماما عالميا وحوضر عنه في معهد كوستن للترميم الآثري بواشنطن عام 2003 وحصل على براءة اختراع للقطارات عام 2007 من المعهد نفسه ونشرت مادة صحفية عن المخترع في صحيفة جيوغرافيك أنترناشيونال الأمريكية.
كما استطاع قاسم ايجاد حل لمشكلة اعترضت سير عمل بعثة أثرية ألمانية عملت في موقع تل موزان عام 2001 عندما حولت الأمطار الغزيرة مساحة 4 آلاف متر مربع من أتربة حفريات الموقع إلى طين وبعمق يتراوح بين 20 إلى 40 سم فابتكر جهازا بسيطا يعمل على الغاز المنزلي وهو عبارة عن أنبوب اسطواني ذي عنفة يبلغ طول الأنبوب 6 أمتار تمكن بواسطته من تجفيف 4 آلاف متر مربع من الطين تجفيفا كاملا خلال ساعتين ما دفع الأستاذ بيتر بفلزنر رئيس البعثة الأثرية الألمانية للحديث عن هذا الأمر في محاضرة ألقاها في جامعة توبنكن الألمانية.
وتتعدد ابتكارات قاسم فنجد بينها جسرا يصل طوله إلى 27 مترا محمولا على عمودين يعمل باتجاهين ويستغرق دقيقة واحدة لرفع 250 كغ من أتربة الحفريات الاثرية من أسفل إلى أعلى واختراعه مثقبا دوارا لترميم الجدران الاثرية محمولا على أرجل قابلة للمعايرة استطاعة ثقبه 50 مترا مائلا كما اخترع موقدا متنقلا ملبسا بمادة الغرافيت ليحافظ على حرارته يخدم في المجال الصناعي لصهر النحاس والقصدير والألمنيوم كما ابتكر فرنا موفرا للطاقة لإحماء المعادن يعمل على الغاز المنزلي.
وأوضح غازي الناصر معاون مدير التجارة الداخلية والمسؤول عن تنظيم المخترعين المبدعين في محافظة الحسكة ان صباح قاسم شارك بخمسة من اختراعاته في معرض الباسل للاختراع خلال العام الماضي داعيا إياه الى تسجيل اختراعاته لدى دائرة البراءات في مديرية حماية الملكية التجارية الصناعية التابعة لوزارة الاقتصاد والتجارة .
وقال فرحان المحمود مدير المركز الثقافي بمدينة عامودا في محافظة الحسكة ان صباح قاسم برز كفنان في مجال الأعمال اليدوية وهناك قسم خاص باعماله في متحف الأعمال اليدوية في المركز الثقافي بعامودا يضم أكثر من 200 قطعة متنوعة ومختلفة الأحجام جسد بها إرثا حضاريا من مختلف العادات والتقاليد والفنون مستخدما في صنعها مواد مختلفة كالطين والحديد والبازلت والحجر والخشب والنحاسيات وغيرها مشيرا إلى ان أعماله تتضمن مجسمات لعمارات حضارية وتاريخية وأدوات استخدمت في الصيد والحروب والحصاد شارك بها في عدة معارض منها معرض دمشق الدولي في العام الماضي ومعرض الزهور و مهرجان الحسكة الأول للفنون الشعبية في العام الحالي .
بدوره لفت الدكتور أحمد الدريس مدير ثقافة الحسكة إلى تميز الفنان صباح قاسم بلمساته الجمالية ورؤيته الفنية الذاتية المخلصة للبيئة المحلية وسعيه الدؤوب لجمع المقتنيات التراثية المتعلقة بالعمل والمعيشة والطقوس الحياتية للإنسان منوها بدور الفنان كباحث مهتم بجمع التراث اللامادي وقد أنجز عددا من الأبحاث المهمة في مجال التراث الشعبي كسيكولوجيا اللعب عند الأطفال والتداوي بالأعشاب وغيرها.
وأوضح الباحث صباح قاسم أنه سلم لوزارة الثقافة عددا من الأبحاث بعناوين مختلفة ويعمل حاليا على استكمال بحث حول سيكولوجيا اللعب عند الأطفال يتضمن 60 لعبة من الألعاب التي يصنعها الأطفال بأنفسهم .
يذكر أن صباح قاسم من مواليد مدينة عامودا عام 1957 لم يكمل دراسته بعد حصوله على الشهادة الإعدادية بسبب ظروفه المادية واضطراره لمساعدة والده في إعالة أسرته.
الوطن أونلاين - سانا