منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: وطني أحبك سرا

  1. #1

    وطني أحبك سرا

    وطني أحبك...سراً


    تباً لمن أسرى بي من وطني نهاراً
    إلى تابوتِ أحلامي
    فبين النطع والعرش مقابرٌ حبلى
    تناشد قلباً بالتحجرلئلاّ تجوع
    وهي المعتادة ُكرمَ الأسياد
    أدركت أن رأسي أينع,َ
    ـ قالوا :
    مطلبك الأخير ؟
    ـ قلت :
    شحذ ُالمقصلة

    فجأةً جاء صوتٌ ينادي
    الرأفة ‘ الرحمة ‘الجوع كافر‘
    أمعاءُ مقبرةٍ تجيشُ ، خاوية ً تستجدى عطف َ( مسرورَ) تئنُّ
    فما ذنبُ المقابرَ أن تجوع َ
    ارتفع صوتُها ًوقست نبرته
    ـ من أنت ْ؟ ـ أدركت أني خُلقت الآن . . . .!
    ـ قلتُ: محباً يحلم ُبالوطن .
    ـ ما حالك َ ؟
    ـ ضامرُ البطن ِ‘ خميص َالروح ِ ‘عفيفَ النفس ِ‘ أقولُ الحقَ‘
    ما أمضيتُ من سنواتٍ كانت عجافاً
    أحلم ُ بلحظاتٍ سمان .
    والأسراء من الأقصى إلى وطني
    من الحرام إلى الحلال
    فنُفيتُ إلى الأضغاث نهاراً وأسريَّ بي إليك ِ

    والأقصى أقصوه . . . . والحرام ُ . . . . مباح ُ!
    وللحرية الحمراء ثمن زيارتك قبل الأوان . ..!
    وللزنزانة الظلماء باب . . . (قولوا حطة . . .)
    على قدر قتلاك َتكون مصاناً
    يكفي أن تضعَ يدك َبيد ال . . تكون عزيزا ً. .!
    فعجباً لمن يرقى وععجباً لمن يرضى وتباً لمن نجى ! .
    الحق في حرم الحرام محرم
    والكذبُ في نظرِ الجبانِ جمال . . . . .!
    اصدق ‘ اغمض‘ ترى نطعاً
    ترى نعشاً . . .
    ترى أرجوحة ً نُصبتْ
    تتسع ,لأضيق ِ نقطةٍ من جسمك . . .!
    اكذب أنظر ترى عرشاً ترى خدماً ’سندسا وحور عين
    صفق ترى كلَ شيئ ٍجميل . . . .!
    ترى العفن َزغباً ‘ ترى الحطبَ براعم
    ترى الهياكل َالعظمية مغلفة بشبه ِجسد
    أولم تكن مكسوة يوماً‘ تتبادل الحواس والإحساس .
    لو نملك ُ النظر َ لرأينا أنفسَنا هياكل بإنتظار التعرّي
    فالنتعرَّ . . .!
    وكفانا ‘ كفانا ‘ كفانا ،
    كلنا متشابهون
    كلنا هياكل
    آهٍ لو أني أزفر وأزفر وأزفر ‘ دون شهيق .
    أ ُخرج مخزوناً حبيساً .
    وحده البكاء ‘
    وأنت يانطعي ومقصلتي . . .
    وأنت ياصديقتي
    القادرون . . . . . . . . . . . !

    البرزخ

    تعلو روحي أمتاراً
    دمائي تتدفق .
    قطرات ساخنة تسقط فوق جبين آمر نطعي
    يمسحها لا تمسح، لن تمسح، لتبدي سماهُ . .
    فانهال بصاقا ً وركلاً للجثة .
    وأشار بظاهر يمناه ،
    فشحطت من رجليَّ .
    من خلفي رأسي معلقاً بزناقه .
    وصلت إليك ،
    علّي أجد وطناً خصباً لمواطنتي ،
    ـ لن تجد سوى سرداب .
    ـ قد ينسيني الغربة .
    والوحشة تنقلب أنساً .

    إنتُهك شرف الإنسانية هناك
    بدأت تتلاشى . . . . . . . . تتراخى
    أُجبرت أن أنتمي والسارق والمارق إلى ترابٍ أعشقه،
    امتزج مع جسدي الآن وتوحد .
    أتساءل إن كان سيمتزج مع إلتهم أعشاب الخلود . .؟
    ـأنزلني السرداب شرنْبٌ أسمر
    ذو شنب ملطخ ٍ بغرغرتي وغبارالحِصْحِص
    الملقى عليَّ !
    وأنا الرجل ، ما كنت لأولد َ لولم يكن في هاجسي قضية
    وأي قضية ؟ . !
    من رحم آلآم .البشرية ، نشأتي الأولى ، من صرخات الإنسانية
    لكن في زمن الإستثناءآت ،
    في زمن الأشباه والأنصاف والأرباع
    في زمن الأصداء . . . .!
    * * *
    أُغلقَ سردابي , خشيت نفاذ (الأوكسجين )
    سمعت حسيساً يسخر مني، أن لاحاجة لك به.
    يتملكني رعب ، تذكرت ُ( الأنكرين )،
    أسمع قهقهةً ،لا أعلم كم مر من الوقت . . .؟
    ديدان ـ أذكرها من قبل ـ تخرج من سِمام وجهي . .
    دفق تراب ناعم ينهار على جسدي المتشلشِل
    يدفعه خلد، يتحسس شفتّي المهترئة ،
    صأى بلغته لكني فهمت :
    ـ أنا أحفر التراب ، أدفعه أمامي ، لدي نواجذ صلبة . . .
    أما أنت ، دست الجمر بأقدامٍ حافية ٍ
    أبعدت قريص الدرب بجسد عارٍ ، فأبعدك ،
    سبحت بلا لوح ٍضد التيار .
    نطقت الصدق، شهدت الحق ، أولم تخشى يوماً من هذا اليوم . . .؟
    آه ٍما أسوء حظي إذلاحاجة بي لنواجذك الصلبة .
    لو أن لك عينين ، لبكيت بعينيك .
    فعينيَّ قسُمتا رزقاً للديدان، وجسدي المؤقت . . .
    * * *
    سرمديةٌ رسالتي . .
    لن تفنى بفناء الجسد .
    باقية، خالدة، ما نبض عرق في جسد لم يتدنس ،
    لم يبق إلا من ينتظر لقائي
    ليحاسِبني . . .
    أو نتحاسب .
    و أحاسبه .
    هب أن نوحاً لم يحمل بسفينته زوجين من الديدان ،
    لما أكلت عيناي .
    لولم يحمل زوجين من الأفعى ما كانت لتموت أميرة بصرى . .!
    أولم يحمل زوجين من الهدهد لبقي عرش بلقيس لأصحابه . . .
    لو لم يحمل نحاسا ً كيف ستعلق نياشينُ على صدر الوالي ؟ .
    لو لم يحمل ذهباً كيف كان من خرق الأرضَ . .؟
    وأهدا ما بداخلها أعداء الوطن ِ ، سيضاجع (الليدي )
    لو لم يحمل حديدا ً كيف ستصنع أبواب الزنزانات . .؟
    ونسجن إن أكل أحدنا رغيفَ الآخر . . . .!
    هب أن نوح لم يحمل زوجين من الأسياد . .
    من كان سيحكمنا ؟ . وكيف نحرر القدس وكيف نعيش بلا حكام ؟ .
    أولم ينقذنا نوح من الطوْفان ؟ .
    من ينقذنا اليوم من الطَوَفان ؟ .
    عليك اللعنة يا هدهد . . .
    كم أكرهك . .؟ يا من أفسدت في الأرض .
    * * *
    ـ يا الله ! يا لمعجزة الأرض . .!
    أأنتما ثانيةً ؟ .
    ـ هل تعرفنا ؟ .
    ـ رأيتكما برفقة مولانا من قبل .
    ـ لا . نحن (أنكر ونكير )
    ـ أقسم : أني هذين الوجهين رأيت .
    ـ لا تهذِ ، و أجب عن كل الأسئلة ولا تكذب .
    فيضيق عليك القبر وتتألم .
    ـ هل بقي ألم ؟ .
    بعد أن فرّج عني صديقي النطع وأجتثَّ آلآمي وأحاسيسي .
    وحده النطع يخلصنا . .
    إنتظرت طويلاً شيئاً . . . أحداً . .؟
    غير النطع فلم يأت ِ المخلّص ،
    صلبت أمه وهو جنين .
    المهدي . . . يهوا . . . . صاحب الزمان .
    لم يأت أحد
    * * *
    لسؤال الأول :
    ــ دنست جبين سيدك بثلاث نقاط من دمك،
    أيعقل أن قابل رعيته وجواريه معصوباً . . .؟
    ـ هه . . . .
    أيقابل سيدنا أحداً ؟ .
    السؤال الثاني :
    ـ شربت كأساً من خمرٍ بارد ،
    ونظرت من الشق الخلفي لفستان راقصة القصر . . . .
    ـ هه . . . . . .
    هي الأفخاذ البيضاء تسرق النظر . .
    والخمر البارد يندس في الحلق ، لنرَ القليل كثيرا ،
    فنخال أنّا نملك شيئاً .
    السؤال الثالث :
    ـ كم مرة دخلت الحمام بيمناك . .؟
    وخالفت إشارات السير
    وأكلت رغيف أخيك
    ونظرت نظرتين متتاليتين إلى النساء .
    ولم تغتسل قبل الموت لتلقى ربك بجسد نظيف .
    تأهب لليوم الموعود . . . . . .
    الحساب
    بعد لصق الرقبة وترميم الإهتراء ،
    رُميتُ في مكان مختلف أسمع أصواتاً ،
    ولا أرى إلا النور المبهر،
    مع موسيقا تصويرية فيها رهبة أكثر من وجه ( مسرور) .
    فاشتكل عليّ الأمر وأنا المعتاد على الظلمات،
    ظلمات الإسراء ، ظلمات الزنزانات،
    ظلمات السرداب .
    صوت رهيب . . .
    ـ اركع واسمع خلاصة حكمك .
    أستغرب مندهشاً أتساءل ؟ . ! .
    ـ ألهذا الصوت خرّ موسى صاعقاً ؟ .
    نادى ثانية :
    ـ أنت وقود للنار .
    ـ كنت وقود محرقة في الدنيا وكبش فداء .
    وتعاقبت بلا خطأ .
    و أولوا النعم خرقوا الأرض
    باعوا الأوطان لملذات ٍ
    شردوا أطفالاً ونساءً و شيوخاً
    مقابل خصرٍ غربي يهتز ونهدين يلتطمان .
    سرقوا وزنوا ، سفكوا دماء .
    نهشوا لحمنا أحياء وأمواتا ،
    سلخوا جلودنا من قبل ومن دبر .
    كيف يحاسب من حبس هرة وجوعها . .؟
    فلقد حبسوا، جوعوا، عروا، وأدوا،
    عاقروا، عاشروا ، قامروا،
    أكلوا الميتة .
    رموا القنابل الذرية
    فضوا بكارة كل الأشياء ،
    وعذرية السماء،
    وخضرة الزيتون ورائحة المطر .
    السنديان ،
    الأرز،
    الصنوبر،
    وحياء صفصاف الضفاف .
    جعلونا أرقاماً ،
    علباً ،صناديقاً مفتحة ً
    طمساً، عميا ً،صماً، بكماً .
    الويل لمن فهم ، الويل لمن رأى ،الويل لمن سمع ،
    والنطع لمن نطق .
    نموت سغباً .
    ويسغبلون المن والسلوى إذ يأكلون .
    أيعقل أن نفذت حجارة سجيل . .؟
    إنقرض طير أبابيل . .؟
    و بقي الهدهد . . . .!

    لبنان البقاع 20/4/2007
    [IMG]
    كود:
    123.jbg
    [/IMG]http://123,JFGوأنا الرجل
    ما كنت لأولد لو لم يكن في هاجسي قضية ...
    وأيُّ قضية ! ؟.

  2. #2

    رد: وطني أحبك سرا

    واهلا بجديدك دوما ولو ان النص كان طويلا هذه المرة
    ( أظن ان المقصود:ويسغبون المن والسلوى إذ يأكلون )
    دمت بخير انت والوطن
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: وطني أحبك سرا

    الكبيرة المتألقة دوما تحياتي لك
    أشكر مرورك الكريم وأحيطك علما أن الكلمة يسغبلون وليست يسغبون
    ومعنى كلمة يسغبلون واضح
    لك شكري
    [IMG]
    كود:
    123.jbg
    [/IMG]http://123,JFGوأنا الرجل
    ما كنت لأولد لو لم يكن في هاجسي قضية ...
    وأيُّ قضية ! ؟.

  4. #4

    رد: وطني أحبك سرا


    وطني احبك سرا...
    لفت نظري العنو ان ..
    لماذا سرا شاعرنا العزيز؟ والإفصاح هنا خير من الإسرار
    ولك محبتي
    أسامه
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  5. #5

    رد: وطني أحبك سرا

    الغالي الأستاذ أسامة الحموي تحية طيبة
    لكل إنسان طريقته بالحب وأنا أحبه سرا
    شكرا لردك الطريف الظريف
    [IMG]
    كود:
    123.jbg
    [/IMG]http://123,JFGوأنا الرجل
    ما كنت لأولد لو لم يكن في هاجسي قضية ...
    وأيُّ قضية ! ؟.

  6. #6

    رد: وطني أحبك سرا

    شكرا للأساتذة الكرام والأخوة الأعزاء على مشاركاتهم القيمة
    [IMG]
    كود:
    123.jbg
    [/IMG]http://123,JFGوأنا الرجل
    ما كنت لأولد لو لم يكن في هاجسي قضية ...
    وأيُّ قضية ! ؟.

المواضيع المتشابهه

  1. وطني
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-21-2016, 04:37 AM
  2. وطني>>>
    بواسطة ملكة الشريف في المنتدى من روائع الشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-14-2015, 02:19 AM
  3. وطني
    بواسطة العيادي سلامه في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-22-2012, 11:23 AM
  4. أحبك َ ... أقسم بالله أني أحبك َ
    بواسطة الدكتور حسام الدين خلاصي في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-04-2010, 06:26 AM
  5. في وطني
    بواسطة ميزا عمران في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-12-2009, 05:25 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •