فقدان الطاقة.. بين الاكتئاب والرهاب
الموضوع شبابي - نفسي
المشكلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكلتي أني لا أكمل عملا بدأت به، ولا أعرف أن أعبر عما في نفسي، وحتى الآن لا أعرف ماذا أكتب لكم، وإذا قرأت مشكلة من المشاكل التي تأتيكم وكانت طويلة فإني لا أكملها و"أقرأ كلمة، وعشرة لا" وحتى لو لم تكن طويلة، وأتردد كثيرا في أموري، وكثيرا ما أتكلم شيئا ويفهم مني شيء آخر أو أتكلم كلاما لا أعنيه.

وصادفتني مشكلة أخيرة أني لا أعرف أن "أتكلم إنجليزي" وأتلعثم؛ حيث إن لغتي الإنجليزية على "قدها"، ولكني كنت أكثر طلاقة من الآن، فأصبحت لا أجيد التحدث، كثيرا ما أتضايق من مواقف أكون بها؛ حيث إني أجد نفسي لا أجيد التصرف أو الكلام، ولا أدري أصلا هل التصرف الفلاني أو طريقة كلامي مع ذلك الشخص صواب أم خطأ؟

كثيرا ما أكره نفسي أو أحيانا أجد نفسي أحسن واحد بالعالم عندما أحرز شيئا أو أتصرف تصرفا أقتنع أنه جيد، كثيرا ما يخطر ببالي أنني لو فعلت كذا أو قلت أو رددت على ذلك الشخص كذا كان أفضل بكثير لكن بعد فوات الأوان.

كثيرا ما أنسى، وأعتقد سبب عدم إتقاني الإنجليزي هو نسياني السريع للمفردات؛ حيث إني أفهم ما أسمع، لكني لا أستطيع تذكر ما أريد قوله، أنسى دروسي، وأحاول حفظها بصعوبة.
أتمنى أن أكون وفقت بالتعبير عما في نفسي وأن تفهموا مني تماما مشكلتي، وألا أكون قد نسيت شيئا!


اسم الخبير أ.د. وائل أبو هندي
الحل

الأخ العزيز،
أهلا وسهلا بك على صفحتنا مشاكل وحلول للشباب، وشكرا جزيلا على ثقتك..

الحقيقة أنك لم تعطنا معلومات كافية عن العمر الزمني لما تصفه من أعراض ظهرت عليك؛ فنحن لا نعرف هل منذ ستة أشهر أم عامٍ أم أسابيع ظهرت عليك تلك الأعراض، وأصبحت في الحالة التي تصفها مترددا تائها عاجزا عن إيصال ما تريد، وعاجزا عن التركيز فيما تحاول التركيز فيه... إلخ، على أي حال كونك تحمل شهادة عليا وأنت بين العشرين والخامسة والعشرين من العمر معناه أنك بفضل الله تجاوزت جزءا مهما من أعباء الإعداد للمرحلة التي تعيشها الآن.

أقول ذلك لأن أعراضا كالتي تصفها كانت كفيلة بتعطيل دراستك أو جعلها من الصعوبة والإعاقة بمكان؛ فالحمد لله أنك اجتزت البكالوريوس، ولعل أخطر ما وصفته من أعراض "وأتردد كثيرا في أموري، وكثيرا ما أتكلم شيئا ويفهم مني شيء آخر أو أتكلم كلاما لا أعنيه"؛ فهذا كلام في منتهى الخطورة، ويستدعي أن تبدأ التفكير في عرض نفسك على أقرب طبيب نفسي، بمجرد أن تكمل ما أسطره لك من سطور إلكترونية، أسأل الله أن تصلك في الموعد الميمون إن شاء الله، ودعوتي لك في رمضان أن يهديك الله سواء السبيل.

أما بعد فإن مزيجا من الوسوسة والرهاب والاكتئاب واضطراب الكلام، والاستغراق المفرط في أحلام اليقظة، وعدم الاستقرار الانفعالي كما يظهر من قولك: "كثيرا ما أكره نفسي أو أحيانا أجد نفسي أحسن واحد بالعالم عندما أحرز شيئا أو أتصرف تصرفا أقتنع أنه جيد كثيرا، ما يخطر ببالي أنه لو أني فعلت كذا أو قلت أو رددت على ذلك الشخص كذا كان أفضل بكثير لكن بعد فوات الأوان".

ثم إن هناك التكاسل وعدم القدرة على التواصل استجابة للمثيرات الحياتية العادية حتى وإن كانت مسلية، فضلا عن فقدان الطاقة والرغبة والمثابرة والنسيان كذلك، وكلها قد تكون مجرد أعراض اكتئاب جسيم، وعن أعراضه المختلطة بأعراض أخرى اقرأ ما تقودك إليه الروابط التالية:
قد.. وأحيانا.. وقلة التركيز!
أنقذونى من كابوس الاكتئاب
خلطة الرهاب المختلط مع الاكتئاب!

وليس معنى ذلك أنني أعطي انطباعا مبدئيا عن الحالة أنها اكتئاب جسيم؛ فقد تكونُ أعراضك نفسها أعراض اضطرابات أخرى أُمسك عن الخوض فيها إلى أن تكمل ما بدأت؛ لأنني كطبيب نفسي أستشعرُ أن جوانب عديدةً من معاناتك ومن ملابسات حالتك لم تصلني بعد.

ببساطة ربما لأنك لم تهتم بأن تكمل، إذن قم باستخارة ربك وتوجه إلى أقرب طبيب نفسي، وتابعني بالتطورات فأنا معك، أو إذا خفت من التجربة الأولى فعليك أن تعقد العزم على كتابة كل شيء، ملتزما بالنصائح التالية عند الكتابة إلكترونيا لطبيب نفسي:
- يفضل ترتيب الأعراض ترتيبًا زمنيا، مع بيان التاريخ التقريبي لبداية ظهور الأعراض.

- يراعى ذكر مسار كل عرض من الأعراض؛ بمعنى هل زادت شدته مع الوقت أم قلت أم ظلت كما بدأت؟ وهكذا.

- من المهم الإشارة إلى علاقات صاحب المشكلة بأفراد أسرته، خاصةً إذا كان يعيش معهم. ومن المهم أيضا الإشارة إلى التاريخ العائلي للأمراض النفسية أو العصبية.

إذن لو اخترت التجربة الأخيرة فأفدني بما طلبتك وانتظر ردي. وتابعني أيضا بالتطورات .