قصيدة حول تعدد الزوجات
يا شِعْرُ عُدْ بـي لِلزَّمانِ الْأَوَّلِ = حَيْثُ الطَّبيعَةُ طُهْرُها لَـمْ يُقْتَلِ
حَيْثُ السَّعادَةُ وَالْبَساطَةُ وَالْـهَنا = حَيْثُ الْـجَمـالُ وَغادِياتُ الْـجَدْوَلِ
حَيْثُ الْبُكورُ بِكُلِّ حُسْنٍ تَبْتَدي = حَيْثُ الْعَشايا بِالصَّفا لَـمْ تَبْخَلِ
وَالذِّكْرُ يَهْمي فـي الْوِهادِ وَفـي الْقُرى= عَذْبًا نَدِيًّا فـي خُشوعِ مُرَتِّلِ
وَالْعَيْشُ صَفْوٌ رَغْمَ فَقْرٍ شامِلٍ = حَتَّى الرَّغيفُ تَقاسَموهُ لِـمَأْكَلِ
كانَ التَّكافُلُ رَغْمَ قِلَّةِ حيلَةٍ = يَمْشي بِلا دَفْعٍ وَغَيْرَ مُعَطَّلِ
وَالْيَوْمَ عَمَّ الْـمـالُ أَرْكانَ الدُّنى = وَالْفَقْرُ أَوْدى بِالْكِفافِ، فَحَوْقِلِ
لَوْ قيسَ ماضينا الْـجَميلُ بِعَصْرِنا = رَجَحَ الْقَديمُ عَلى الْـجَديدِ، وَحَـمْدِلِ
وَعَنِ الْـجَمـالِ إِذا سَأَلْتَ فَلَنْ تَفي = لِبَيانِهِ الصَّفَحاتُ مَهْمـا تُـحْمَلِ
مِنْهُ الْـهُدوءُ وَراحَةُ الْبالِ الَّتي = رَحَلَتْ وَما عادَتْ تُرى فـي مَنْزِلِ
مِنْهُ الزَّواجُ لَدى الْبُلوغِ تَـحَصُّنًا = وَحِـمـايَةً لِلْعِرْضِ مِنْ مُتَسَلِّلِ
وَتَعَدُّدُ الزَّوْجاتِ شِرْعَةُ خالِقٍ = ما كانَ عاداتٍ وَنَهْجَ تَبَدُّلِ
وَالْيَوْمَ أَصْبَحْنا رَديفًا لِلنِّسا = فـي شَرْحِ آياتِ التَّعَدُّدِ وَالْوَلـي
لا يَرْتَضينَ ضَرائِرًا وَشَراكَةً = إِلَّا عَلى كُرْهٍ بِضِغْنٍ مُـمْتَلـي
وَنُفَسِّرُ الْآياتِ وِفْقَ رَغائِبٍ = لِلرَّافِضاتِ الْـهائِمـاتِ بِمِكْحَلِ
وَنُذِلُّ أَنْفُسَنا، نُذِلُّ حُروفَنا = بِقَصائِدٍ، كَزُؤانَ عِنْدَ مُغَرْبِلِ
فَكَأَنَّمـا صارَ الْقَصيدُ مُوَظَّفًا = يُنْهى وَيُؤْمَرُ بِالْعَميلِ الْأَنْذَلِ
يا شِعْرُ عَهْدي بِانْفِجارِكَ لَـمْ يَـخِبْ = ما كُنْتَ صَوْتَ مُـخَنَّثٍ مُسْتَرْجِلِ
بَلْ كُنْتَ صَوْتًا لا يَزالُ مُدَوِّيًا = يَـجْلو الْـحَقائِقَ رَغْمَ كُلِّ مُدَجِّلِ
يا شِعْرُ لَسْتَ مُـخَيَّرًا فـي أُمَّةٍ = عَدَلَتْ عَنِ النَّهْجِ الْقَويمِ، فَعَدِّلِ
وَاشْهِرْ جَـمـالَ الْـحَقِّ وَاطْلِعْ شَمْسَهُ = وَالنَّقْدُ لِلسَّلْبِيِّ فَرْضٌ فَافْعَلِ
وَاسْتَنْكِرِ الظُّلْمَ الْبَغيضَ جَـميعَهُ = ما كانَ، مِنْ فَرْدٍ وَفِكْرٍ مُـمْحِلِ
وَاهْجُ الْقَبيحَ وَعَرِّهِ مِنْ ثَوْبِهِ = وَارْفَعْ مَقامَ الْأَجْـمَلِ الْـمُتَأَصِّلِ
جَلَّ الَّذي جَعَلَ التَّعَدُّدَ شِرْعَةً = وَبَيانُ ذٰلِكَ فـي الْكِتابِ الْـمُنْزَلِ
حُكْمُ التَّعَدُّدِ قَدْ يَغيبُ عَنِ الْـحِجى = فَيَرى الصَّريحَ بِحاجَةٍ لِتَأَوُّلِ
وَالْبَعْضُ يَغْلو فـي تَأَوُّلِ آيَةٍ = فَيَرى حَرامًا طَيَّ كُلِّ مُـحَلَّلِ
وَالْبَعْضُ يَطْعَنُ فـي الشَّريعَةِ عامِدًا = قَصْدَ انْتِقاصٍ لِلصَّحيحِ الْأَفْضَلِ
فَيَطيرُ كُلُّ مُفَرْنَجٍ فَرِحًا بِهِ = وَيَصيحُ: هٰذا الْفِكْرُ أَجْـمَلُ، فَاعْدِلِ
وَكَذا مُفَرْنَجَةُ الْـحِجى مِنْ جَهْلِها = هامَتْ هُيامَ الْعاشِقِ الْـمُسْتَتْبَلِ
وَيُعينُ فـي كُلِّ الْـمَطاعِنِ أَبْتَرٌ = ظَنَّ التَّحَضُّرَ فـي اتِّباعِ الْأَرْذَلِ
ظَنُّوا التَّحَضُّرَ فـي التَّفَرْنُجِ وَانْثَنَوْا = يَتَسابَقونَ لِـهَدْمِ نَهْجٍ أَمْثَلِ
وَإِذا أَتى ذِكْرُ النِّساءِ تَصايَـحوا: = إِنَّ التَّعَدُّدَ لِلزَّمانِ الْأَوَّلِ
وَبِعَصْرِنا كُلُّ النِّساءِ تَـحَرَّرَتْ = وَعَنِ التَّعَدُّدِ جُـمْلَةً، لَـمْ تَسْأَلِ
فَتَعَدُّدُ الزَّوْجاتِ ظُلْمٌ واضِحٌ = مَنْ يَرْضَ ظُلْمًـا يا مُعَقَّدُ، يُعْزَلِ
فـي الْغَرْبِ تَـخْتارُ الْفَتاةُ حَليلَها = وَعَشيقَها، لَوْ كانَ خُنْثى الْـهَيْكَلِ
أَوْ زَوْجَ أُخْرى، أَوْ خَطيبَ عَفيفَةٍ = فَالْعِشْقُ يَأْتـي فـي الْـمَقامِ الْأَوَّلِ
حاءُ الْـحَليلَةِ ضَعْ عَلَيْها نُقْطَةً = هٰذا شِعارُ الْعَصْرِ وَالْـمُسْتَقْبَلِ
وَلَدَيْكَ آيَةُ ( فَانْكِحوا ما طابَ) لـي = وَلَهُ، وَلٰكِنْ لِلنِّسا لَـمْ تَشْمَلِ
أَيْنَ الْـمُساواةُ الَّتي قُلْتُمْ بِها = وَالْعَدْلُ لِلْجِنْسَيْنِ فـي ذا الْـمُشْكِلِ
أَتَرى النِّساءَ خُلِقْنَ مَفْعولًا بِهِ = لا فاعِلًا مُتَصَرِّفًا فـي أَفْعَلِ؟
جَهِلوا شَريعَةَ رَبِّنا وَاسْتَرْشَدوا = فـي فَهْمِها، بِمُضَلَّلٍ وَمُضَلِّلِ
فَحَلالُـهُمْ تَـحْليلُ كُلِّ مُـحَرَّمٍ = وَحَرامُهُمْ تَـحْريمُ كُلِّ مُـحَلَّلِ
إِنَّ الَّذي خَلَقَ الْـخَليقَةَ عالِـمٌ = أَنَّ الْـخَليقَةَ فَهْمُها لَـمْ يَكْمَلِ
وَالنَّقْصُ فـي الْـمَخْلوقِ طَبْعٌ لازِمٌ = إِذْ ظَنَّ عَبْدَ الدَّارِ رَبَّ الْـمَنْزِلِ
فَاللهُ حَلَّلَ لِلْعِبادِ تَعَدُّدًا = بِشَريعَةٍ بِالنَّقْصِ لَـمْ تَتَوَسَّلِ
وَهُمُ أَباحوا لِلتَّعَدُّدِ إِنَّمـا = بِحَليلَةٍ وَخَليلَةٍ فـي الْـمُجْمَلِ
وَتَرى الْـخَليلَةَ عِنْدَهُمْ أَمَةً فَلا = حَقٌّ لَـها، شِبْهَ الْـمَتاعِ الْـمُهْمَلِ
حَتَّى إِذا ما احْتاجَها لِسَريرِهِ = نادى فَلَبَّتْ لِلنِّداءِ الْـمُخْمَلي
وَلَدى امْتِناعٍ تُسْتَباحُ لِسَيِّدٍ = وَالْاِغْتِصابُ يُـحيلُها لِلْمَحْمَلِ
أَوْ تَشْتَكي بِسَريرِ مَشْفى بَعْدَما = حالَتْ نَضارَةُ جِسْمِها مِنْ تَنْبَلِ
أَوْ تَغْتَدي خَبَرَ الصَّحافَةِ عاجِلًا = وَوَسائِلِ الْاِعْلامِ دونَ تَـمَهُّلِ
وَيُـخَفِّفونَ بِمـا اسْتَطاعوا وَقْعَهُ = وَيَمُرُّ مُقْتَضَبًا بِغَيْرِ تَرَسُّلِ
أَمَّا إِذا كانَ الْـمُقارِفُ مُسْلِمًـا = هاجَتْ مَـجامِعُهُمْ كَسَيْلٍ مِنْ عَلِ
يَتَجَهَّمونَ وَيَغْضَبونَ كَأَنَّمـا = بُرْكانُ أَوْدى بِالْقُرى وَالْعُزَّلِ
أَوْ زُلْزِلَتْ بُلْدانُهُمْ وَتَـحَوَّلَتْ = أَثَرًا، وَجالَ الْـمَوْتُ فـي الْـمُتَزَلْزِلِ
وَمَقولَةُ الْاِرْهابِ جاهِزَةٌ وَكَمْ = لُصِقَتْ بِشَرْقِيِّ الْـمَلامِحِ، فَابْتُلي
يَسْتَنْكِرونَ وَيُنْكِرونَ جَريمَةً = وَلَدَيْهِمُ أَضْعافُها لَـمْ تُنْقَلِ
وَتَرى النَّواشِزَ بَيْنَنا فـي صَدْمَةٍ = يَبْكينَ، يَسْتَصْرِخْنَ كُلَّ مُغَفَّلِ
يَرْمينَ شِرْعَةَ رَبِّنا بِنَقائِصٍ = وَيَرُمْنَ رَيًّا مِنْ عُصارَةِ حَنْظَلِ
مُسْتَرْجِلاتٍ لِلْمَثالِبِ جُنِّدَتْ = بَثًّا وَتَشْويهًا بِغَيْرِ تَعَقُّلِ
شَتَّانَ بَيْنَ شَريعَةٍ وَمُشَرْعِنٍ = هٰذي الْـحَلالُ وَذاكَ مِنْ مُتَمَحِّلِ
فَشَريعَةٌ حَوَتِ الْكَمـالَ بِدايَةً = تِلْكَ الْوِعاءُ وَغَيْرُها كَالْـمُنْخُلِ
وَالْـمـاءُ يَثْبُتُ فـي الْوِعاءِ عَلى الْـمَدى = وَتَرى الْـمَناخِلَ حِفْظَهُ لَـمْ تَقْبَلِ
ما النَّقْصُ فـي شَرْعِ الْإِلٰهِ وَحُكْمِهِ = اَلنَّقْصُ فـي عَقْلِ الْـخَليقَةِ فَاعْقِلِ
وَاقْنَعْ بِمـا حَكَمَ الْإِلٰهُ وَخُذْ بِهِ = فَالْفَوْزُ فـي إِتْيانِهِ، لا تَكْسَلِ
وَانْظُرْ لِنَفْسِكَ فـي الْـحَلالِ مُنَعَّمًـا = إِنْ كانَ مَثْنى أَوْ ثَلاثَ، تَـخَيَّلِ
أَوْ كانَ أَرْبَعَ، لَيْسَ ذٰلِكَ مَأْثَمًـا = أَوْ مَغْرَمًا، يا صاحِ، لا تَسْتَعْجِلِ
بِالنَّقْدِ لِلتَّشْريعِ وَانْظُرْ لِلَّذي = شَرَعَ التَّعَدُّدَ قَبْلَ عَصْرٍ أَجْهَلِ
فَهُوَ الْعَليمُ بِضَعْفِ حالِكَ قَبْلَمـا = يُنْشيكَ فـي رَحِمٍ، وَقَبْلَ تَشَكُّلِ
وَبِأَنَّ روحَكَ سَوْفَ تَهْفو كُلَّمـا = لاحَتْ لِعَيْنِكَ غادَةٌ فـي مَنْزِلِ
قَدْ قالَ رَبُّكَ (فَانْكِحوا ما طابَ) لا = قَصْدَ التَّصاهُرِ وَابْتِغاءَ تَنَسُّلِ
وَالْعَدْلَ عَنْكَ نَفاهُ فـي أَمْرِ النِّسا = مَهْمـا حَرَصْتَ عَلَيْهِ، مِلْتَ لِأَجْـمَلِ
وَعَدَلْتَ لِلْأُخْرى وَتِلْكَ خَليقَةٌ = كُلُّ الرِّجالِ بِها سَواءٌ، فَاقْبَلِ
وَكَذا النِّساءُ تَـميلُ نَحْوَكَ خِلْقَةً = وَانْظُرْ إِلـى (امْرَأَةِ الْعَزيزِ)، تَأَمَّلِ
شُغِفَتْ بِيوسُفَ، صَرَّحَتْ عَنْ عِشْقِها= لَـمْ تَسْتَطِعْ كَتْمًـا لِـحُبٍّ مُثْمِلِ
وَانْظُرْ إِلـى موسى عَلى ما مَدْيَنٍ= إِذْ أَقْبَلَتْ (إِحْداهُما) لِلْمَنْهَلِ
وَتَقولُ (إِنَّ أَبـي) وَ (يا أَبَتي) وَفـي = لُغَةِ الْفَتاةِ إِبانَةٌ عَنْ مَأْمَلِ
إِنَّ الَّذي خَلَقَ الرِّجالَ مَعَ النِّسا = أَدْرى وَأَعْلَمُ بِالسَّبيلِ الْأَعْدَلِ
وَهُوَ الْعَليمُ صَلاحَهُ وَصَلاحَها = وَحِـمـايَةً لَـهُمـا بِأَمْنَعِ مَوْئِلِ
وَالظُّلْمُ أَفْظَعُ ما رَأَيْتُ تَعامُلًا = يا مَنْ تُـمـارسُ ظُلْمَها لا تَفْعَلِ
ما جازَ تَظْلِمُها بِشِرْعَةِ رَبِّنا = وَبِشَرْعِهِ زُوِّجْتَها، فَتَمَهَّلِ
إِنْ كانَ ساءَكَ بَعْضُ خُلْقٍ فـي النِّسا = أَفَأَنْتَ عَنْ هٰذي الصِّفاتِ بِمَعْزِلِ؟
عامِلْ بِلُطْفٍ وَاجْتَنِبْ كُلَّ الَّذي = إِنْ حَلَّ أَفْضى لِلشَّقاءِ الْـمُرْمِلِ
إِنَّ الَّذي أَغْناكَ أَغْناها فَلا = تَـحْسَبْ بِأَنَّ الْـمـالَ حَظُّ الْأَفْضَلِ
اَلْـمـالُ يَفْنى وَالشَّبابُ مَسيرَةٌ = فَإِذا بَلَغْتَ تَـمـامَها تَتَحَوَّلِ
وَكَذا الَّذي قَوَّاكَ قَوَّاها وَكَمْ = ضَعْفٍ رَمى الْفُرْسانَ فَوْقَ الْـجَنْدَلِ
فَكُنِ الْـحَريصَ عَلى رِضاها تَلْقَها = أَحْنى عَلَيْكَ، وَإِنْ تَزِدْ تَتَدَلَّلِ
إِنْ تُرْضِها فَرِضاكَ أَكْبَرُ هَمِّها = أَوْ تُؤْذِها فَلْتَنْتَظِرْ لِلْمُقْبِلِ
وَعَجِبْتُ مِـمَّنْ لِلتَّعَدُّدِ فَسَّروا = بِغَرائِبِ التَّفْسيرِ رَغْمَ تَأَصُّلِ
يا صاحِ، خالَفْناكَ فـي شِعْرٍ بَدا = وَأراكَ جانَبْتَ الصَّوابَ بِمُجْمَلِ
ما قالَ رَبِّـي بِالتَّعَدُّدِ وِفْقَ ما = أَوْرَدْتَ مِنْ حُكْمٍ خِلافَ الْـمُنْزَلِ
أَنْطَقْتَ شَرْعَ اللهِ غَيْرَ بَيانِهِ = حَـمَّلْتَ آيَ الذِّكْرِ ما لَـمْ تَـحْمِلِ
كَلَّا، فَمـا حَصَرَ الْإِلٰهُ تَعَدُّدًا = فـي (الْباكِياتِ فُجِعْنَ بَعْدَ تَرَمُّلِ)
أَوْ فـي (الْعَوانِسِ وَالْـمُطَلَّقَةِ الَّتي = تُرِكَتْ) وَلا خَصَّ الْيَتامى، فَافْصِلِ
وَانْظُرْ لِأَسْبابِ النُّزولِ فَقَدْ حَوَتْ = فَصْلَ الْـخِطابِ وَفَسَّرَتْ لِلْمُشْكِلِ
وَاقْرَأْ (فَإِنْ خِفْتُمْ) وَ (أَلَّا تُقْسِطوا) = تَـجِدِ التَّعَدُّدَ سابِقًا لِـمُكَمِّلِ
لٰكِنَّمـا الْـمَعْنى يُـخالِفُ فَهْمَكُمْ = أَصْلَ التَّعَدُّدِ، صاحِ، لا تَتَأَوَّلِ
قَدْ كانَ يَـجْمَعُ واحِدٌ عَشْرًا وَزِدْ = وَيَـخافُ مَنْعَ الْـمَهْرِ بَعْضًا، وَاسْأَلِ
فَتَنَزَّلَ الْـحَلُّ الصَّحيحُ مِنَ السَّمـا = فَانْزِلْ عَلى حُكْمِ السَّمـا، لا تَعْدِلِ
إِنَّ التَّعَدُّدَ فـي شَريعَةِ رَبِّنا = حِلٌّ مُباحٌ مِنْ لَدُنْ رَبٍّ عَلي
وَالشَّرْطُ فيهِ الْعَدْلُ حَصْرًا يا أَخي = فَمَنِ اسْتَطاعَ تَعَدُّدًا فَلْيَفْعَلِ
وَلَـها اشْتِراطُ زَواجِهِ مِنْ غَيْرِها = أَوْ مَنْعِهِ، فـي الْعَقْدِ، دونَ تَفَضُّلِ
فَاصْدَعْ بِأَمْرِ اللهِ دونَ تَهَيُّبٍ = مِنْ غَضْبَةِ النِّسْوانِ وَالْعِلْجِ الْـخَلي
لَوْ خُيِّرَتْ جُلُّ النِّسا ما اخْتَرْنَ ما = شَرَعَ الْإِلٰهُ لِأُمَّةِ الْـمُزَّمِّلِ
بَلْ كُنَّ شَرَّ مَعاوِلٍ بِيَدِ الَّذي = يَبْغي زَوالَ شَريعَةِ الْـمُتَبَتِّلِ
وَالْعِلْجُ يَرْقُبُ أَنْ تَـموتَ شَريعَةٌ = وَيُرى كِتابُ اللهِ تَـحْتَ الْأَرْجُلِ
وَلَقَدْ رَأَيْنا لِلْعُلوجِ وَفِعْلَهُمْ = وَسَلِ الْعِراقَ فَكَمْ شَكا مِنْ أَرْذَلِ
أَوَ ما سَمِعْتُمْ بِالنِّساءِ وَهَتْكِها = بِأَبـي غُرَيْبٍ، بَصْرَةٍ، وَالْـمَوْصِلِ
وَاعْطِفْ إِلى الْأَفْغانِ وَاسْأَلْ حالَـهُمْ = وَلِكُلِّ رُكْنٍ بِالْفِرِنْجَةِ يَصْطَلي
هَلْ غَيْرَ دينِ اللهِ أَوْ أَتْباعِهِ = يَصْلَوْنَ نارَ الْغاصِبِ الْـمُتَجَوْقِلِ؟
هَلْ غَيْرَ شَرْعِ اللهِ أَمْسى خَصْمَهُمْ = وَزوالُهُ هَدَفًا لِأَخْبَثِ مَـحْفَلِ؟
وَاقْصِدْ لِباريسِ الدَّواجِنِ فاحِصًا = وَاسْمَعْ لِسارْكوزِ الدَّعِيِّ الْأَهْبَلِ
يُفْتي بِأَمْرِ صِيامِنا وَصَلاتِنا = فَاعْجَبْ لِشَرِّ مَغَفَّلٍ مُسْتَغْفِلِ
وَاسْأَلْ لِبوشِ الْـمَخازي إِذْ عَوى = وَغَوى، وَثارَ وَحارَ حيرَةَ دَغْفَلِ
عَجَبًا لَـهُمْ زَعَموا التَّحَرُّرَ دَأْبَهُمْ = وَتَسابَقوا لِتَحَرُّري بِالْـجَحْفَلِ
وَلِـجَهْلِهِمْ وَغَبائِهِمْ وَخَبالِـهِمْ = فَهِموا التَّحَرُّرَ فـي انْتِشارِ الْقَسْطَلِ
وَخِطابُهُمْ حَوْلَ النِّساءِ مُرَكَّزٌ = وَعَلى النِّساءِ خِداعُهُمْ كَمْ يَنْطَلي
هٰذي تَثورُ وَتِلْكَ تَصْرُخُ وَالَّتي = تَأْبى انْسِياقًا فَهْيَ رَمْزُ الْغُفَّلِ
هٰذي تُطالِبُ شَطْبَ آيِ تَعَدُّدٍ = وَتَرى الْـحِجابَ لِباسَ عَصْرٍ أَوَّلِ
وَتَرى التَّحَرُّرَ فِعْلَ ما يَـحْلو لَـها = وَإِذا أَبَيْتَ سُلوكَها، فَتَحَمَّلِ
أَنْتَ التَّخَلُّفُ وَالتَّحَجُّرُ فـي الْوَرى = وَيَزينُ مَسْلَكَها صَديقٌ أَوْ وَلـي
يا قَوْمُ إِنِّـي بِالتَّحَرُّرِ جاهِلٌ = يا عالِـمًـا فَحْواهُ، أَنْتَ مُعَوَّلـي
أَمِنَ التَّحَرُّرِ أَنْ تَكونَ نِساؤُنا = شِبْهَ السَّوائِمِ فَوْقَ أَرْضٍ مَـجْهَلِ؟
أَمِنَ التَّحَرُّرِ أَنْ نُديرَ ظُهورَنا = لِصَريحِ آياتٍ وَنَهْجِ الْـمُرْسَلِ؟
أَمِنَ التَّحَرُّرِ رَفْضُ شَرْعِ تَعَدُّدٍ = بِاسْمِ التَّعَصْرُنِ وَاتِّقاءَ تَقَوُّلِ؟
فـي الشَّرْعِ تُنْكَحُ فـي الْـحَلالِ لِواحِدٍ = وَهُناكَ تؤطَأُ فـي الْـحَرامِ بِمَرْجَلِ
وَلَرُبَّمـا عادَتْ صباحًا حامِلًا = وَأَبو الْـجَنينِ بِحِضْنِ ذاتِ تَغَزُّلِ
وَالظُّلْمُ لِلنِّسْوانِ، تِلْكَ ذَريعَةٌ = لَيْسَتْ تَـمُرُّ عَلى الْـحَكيمِ الْأَعْقَلِ
ما ذَنْبُ تَشْريعِ السَّمـاءِ بِفِعْلَةٍ = مِنْ جاهِلِ التَّشْريعِ خَبٍّ موهَلِ
اَلظُّلْمُ فـي الْإِنْسانِ لا فـي شَرْعِنا = مَنْ يَقْتَرِفْهُ بِحَقِّها فَلْيُسْأَلِ
وَعِقابُهُ فَرْضٌ كَأَيِّ جَريمَةٍ = لا شافِعٌ، وَالْـحُكْمُ غَيْرُ مُؤَجَّلِ
هٰذا هُوَ الْعَدْلُ الصَّحيحُ وَلَيْسَ ما = شَرَعَ الْأُلـى نَظَروا بِعَيْنِ الْأَحْوَلِ
وَانْظُرْ إِلـى الْإِنْجيلِ، وَاسْتَفْتِ الْأُلـى = دَرَسوهُ عَنْ مَعْنى الْـجُسومِ وَمَدْخَلِ
أَنْ لَيْسَ ما دَخَلَ الْـجُسومَ مُنَجِّسًا = فـي شَرْعِهِمْ، وَالنَّصُّ مَعْروفٌ جَلي
وَاسْأَلْ عَنِ السُّفَهاءِ أَوْ مَنْ حَلَّلوا = فِعْلَ اللَّواطِ بِلَـيِّ عُنْقِ مُرَتَّلِ
بِاسْمِ التَّحَرُّرِ قَدْ أَتَوْهُ وَمارَسوا = بَلْ أَسْنَدوا ما قَدْ أَتَوْا لِلْإِنْجِلِ
وَاسْتَنْكَرَ الْعُقَلاءُ قُبْحَ فِعالِـهِمْ = وَتَبَرَّأَ الْإِنْجيلُ مِنْ مُسْتَحْلِلِ
لٰكِنَّهُمْ لَـمْ يَقْبَلوا حَذْفًا وَلا = تَبْديلَ أَوْ تَعْديلَ أَيِّ مُعَدِّلِ
فَعَلامَ تُلْوى عُنْقُ نَصِّ كِتابِنا = وَيُـجازُ غَيْرُ مَقولِهِ الْـمُتَعَقَّلِ
دَعْ عَنْكَ لَوْمي وَافْتِني يا صاحِبي = أَتَلومُ لِلْإِنْجيلِ أَمْ لِـمُؤَوِّلِ
وَهَلِ التَّحَرُّرُ أَنْ تَشيعَ فَواحِشٌ = اَلْبُهْمُ قَدْ نَكِرَتْ وَلَـمْ تَتَقَبَّلِ
بَلْ حارَبوا رَبَّ السَّمـاءِ بِباطِلٍ = (قُرْآنِ حَقٍّ) أَلَّفوا لِتَبَلْبُلي
قَدْ جَوَّزوا تَبْديلَ قُرْآنـي فَهَلْ = حُرِّيَّةُ التَّعْبيرِ شَطْبُ مُنَزَّلِ
وَهَلِ التَّحَرُّرُ فـي مُـحارَبَةِ الْـهُدى = فَدَعِ ادَّعاءَ تَـحَضُّرٍ، لا تَأْتَلِ
سَخِروا بِأَحْـمَدَ فـي رُسومٍ وَانْثَنوا = يُعْلونَ شَأْنَ الْأَبْتَرِ الْـمُسْتَأْصَلِ
إِنْ كانَ ذاكَ هُوَ التَّحَرُّرُ فَاعْلَموا = أَنَّ التَّحَرُّرَ بابُ لَيْلٍ أَلْيَلِ
وَبِهِ وَلَوْ حَكَمَ الْبَسيطَةَ كُلَّها = كَفَرَ الْفُؤادُ مَعَ الْـحِجى وَالْـمِقْوَلِ