منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    شابة فلسطينية تحترف صيد الأسماك في بحر غزة ..شاهد الصور

    شابة فلسطينية تحترف صيد الأسماك في بحر غزة ..شاهد الصور

    تاريخ النشر : 2010-07-29

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    غزة - دنيا الوطن
    في كل صباح تلقي مادلين شبكة الصيد من على متن قاربها الصغير في عمق بحر غزة، لتكون أول فتاة تحترف صيد الاسماك في القطاع لتشارك في اعالة عائلتها الفقيرة.

    وفي حوالى السادسة صباحا من كل صباح يوم تستقل مادلين كلاب (16 عاما) برفقة شقيقتها ريم (13 عاما) وشقيقها كايد (14 عاما) قاربا صغيرا (حسكة) قاصدة الصيد على مسافة كيلومترين من الشاطىء في منطقة السودانية شمال غزة حيث تلقي شباكها وتغطس في الماء مرارا لتراقب صيدها.

    وتحرص الفتاة النحيفة وطويلة القامة على غطاء الرأس وارتداء بنطال جينز وفانيلا (تي شيرت) اثناء السباحة والصيد في اطار تقاليد اسرتها .

    ولا خيار بالنسبة لمادلين ذات العينين الواسعتين والابتسامة العريضة سوى الصيد وتتساءل "كيف يمكن ان نعيش من دون صيد الاسماك ؟ ابي اصيب بشلل في القدمين ولا يقدر على العمل..الحياة قاسية تفرض على فتاة مثلي العمل في الصيد رغم خطورته" وتتابع "لكني سعيدة لمساعدة اسرتي".

    وتأمل مادلين التي انهت للتو تدريبا في مركز اتحاد الكنائس بغزة لتصبح مصممة ازياء الحصول على "وظيفة لاستريح من الصيد رغم انني اعشق البحر".

    ولا تسطيع قوارب الصيد الصغيرة الابتعاد اكثر من كيلومترين عن الشاطىء، في حين تتعرض قوارب الصيد الكبيرة لمطاردات متكررة من القوات الاسرائيلية كلما ابتعدت اكثر عن الشاطىء.

    ويعاني صيادو غزة البالغ عددهم نحو 3000 صياد انحسارا كبيرا في مهنتهم بسبب الحصار الاسرائيلي وشح الامكانات.

    وفي خيمة صغيرة مغطى سقفها بعسف النخيل تنتصب فوق تلة رملية على الشاطئ تنشغل ريم بانتزاع اسماك مختلفة من بين ثنايا خيوط الشبكة الصغيرة وتجمعها في إناء، قبل بيعها او ارسالها الى البيت لتكون غذاء للعائلة.

    ويصل متوسط صيد الفتاتين الى نحو ثلاثة كيلوغرامات من الاسماك يوميا تباع ب30 شيكلا (حوالى 8 دولارات).

    ويشرح محمد كلاب (52 عاما) المتحدرة عائلته من قرية حمامة الساحلية قرب مدينة المجدل (اشكلون) والذي توارث مهنة الصيد عن ابيه واجداده، معاناته عندما اصيب بشلل اقعده عن الصيد قبل عشر سنوات "علمت ابنتي مادلين وريم السباحة والصيد ليعتمدا على نفسيهما..اولويتي كانت اكمال تعليمهما لكن ما باليد حيلة".

    وتعمل مادلين وريم اربع ساعات يوميا في الصيد صباحا واحيانا لساعة في المساء.

    وتوضح ريم وهي متفوقة في الدراسة "اعمل لساعة او ساعتين ثم اتوجه الى مدرستي..دائما اجهز ملابسي وحقيبتي المدرسية معي لاكون جاهزة للتوجه للمدرسة".

    ويؤكد الوالد محمد ان قاربه الصغير دمر في الحرب وانه يملك قارب صيد متوسطا توقف عن استخدامه لانه بحاجة الى خمسة الاف دولار لاصلاحه "انتظر ان يشب اولادي لاتمكن ربما من اعادة تشغيله".

    وتحلم ريم ،التي تجيد السباحة منذ ثلاث سنوات وهي تستعد لدخول الصف الثامن، ان تصبح صحافية "لانقل معاناة الناس ..الحياة تظلمنا".

    وبينما كان الرجل الذي ترتسم على وجهه علامات التعب والاعياء يعد وجبة الافطار من صيد السمك على موقد نار صرخ فجأة على طفلته ريم وجاره الصياد الشاب حسن لانقاذ رجل انقلب به القارب قرب الشاطئ.

    وتتلقى عائلة كلاب مثلها مثل 850 الف لاجئ في القطاع مساعدات تموينية واحيانا مالية بسيطة من وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الانروا).

    ويقع بيت العائلة القرميدي المتواضع والذي يخلو الا من قليل من الاثاث وادوات الطبخ، قرب مخيم الشاطئ.

    ويساعد حسن صيام (20 عاما) وهو صديق محمد، احيانا الفتيات الصغيرات .لكن الشاب الملتحي يلتقي في معاناة اسرته مع عائلة كلاب.

    ويقول صيام "لا خيار للشباب..ابي عاطل عن العمل وهو ما اضطرني قبل خمس سنوات الى الاعتماد على الصيد البحري لاعالة اسرتي ولو بالحد الادنى".

    وعلى عكس الكثير من الغزيين في المجتمع المحافظ، لا يرى صيام اي مشكلة في عمل فتاة بالصيد.

    وتقول ريم "ربما لا يوجد قبول لعمل فتاة في الصيد او السباحة لكنني مرتاحة لانني اساعد ابي" وتتابع "سبق وان انقذت فتاة وطفلا من الغرق".

    محمد جحجوح (19 عاما) من مخيم الشاطئ يملك قاربا صغيرا للصيد ويفخر بعلاقته بعائلة محمد كلاب. ويقول "الشغل ليس عيبا..نعيش بكرامة افضل من التسول" ويتابع "لا زلت احلم باكمال دراستي وتحسين اوضاعنا المعيشية".

    ولا يملك محمد كلاب الا الدعاء وهو يجلس على رمال الشاطئ ينتظر عودة صغاره "سالمين اولا انهم كل ما املك" مع حصاد صيدهم.

    ولا تخلو مهنة الصيد في غزة من المخاطر فالرصاص والقذائف التي تطلقها بشكل متكرر القوات الاسرائيلية تضطر مادلين وريم احيانا لترك شباك الصيد مسرعين نحو الشاطئ .

    ولا تزال ريم ذات العينين الخضراوين والشعر البني تتذكر عندما اصيب صيادون في منطقتهم برصاص الجيش الاسرائيلي بينما كانت على متن قاربها تحاول جر صيدها في الشبكة "طبعا اخاف كثيرا".

    وتشير انها "تضطر للغوص في عمق المياه واحيانا المجازفة في حال اصيب القارب باي عطل او تعرقلت الشباك".

    لكن الفتاة الصغيرة تعبر عن فخرها لاحتراف السباحة والصيد "لا اخجل من صديقاتي في المدرسة لانني اساعد ابي واخوتي واحاول تخفيف العبء عن امي".

    وتعمل الأم مزين كلاب (50 عاما) في منزلها بالخياطة المنزلية لاعالة اسرتها.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2010/07/29/152176.html

  2. #2

    رد: شابة فلسطينية تحترف صيد الأسماك في بحر غزة ..شاهد الصور

    فتاة من غزة تستحق التقدير
    عبد الرحمن أبو العطا*
    أثار في نفسي خبر يتعلق بشابة فلسطينية تحترف صيد الأسماك في بحر غزة معانٍ ساميةٍ كثيرة ، كما هيَّج أيضاً مدامع ومواجع عديدة وأنا أقرأ تفاصيل خبر يتحدث عن فتاة تواجه من أجل أسرتها صعاب الحياة في ظل الحصار بكل شجاعة وصبر.
    المسألة بإيجاز أن فتاة فلسطينية تُدعى مادلين كلاب (16 عاماً) تخرج يومياً في الصباح الباكر مع شقيقتها ريم وشقيقها كايد وهما يصغرانها في السنِّ على متن قارب صيد صغير إلى عرض البحر لصيد الأسماك ، والجميل أنها تراقب صيدها بعد أن تلقي بالشباك وتغطس في الماء لأجل ذلك كصياد ماهر متمرس في مهنته.
    وليست هذه هواية للاحتراف لدى الفتاة التي بالكاد بدأت تدرك تفاصيل الحياة من حولها وتتعرف على المعاني العميقة للأمور ولكنها قصة من القصص الواقعية التي تحمل في طياتها عبراً توزن بالذهب لتمحو كلمة مستحيل، ولا نستطيع، ولا نقدر، ولو أنه يحدث كذا ، ويا ليت يصير كذا ، وكل العبارات التي تعطل التفاعل الإيجابي مع الحياة وتمنع مواجهة الأمور على نحو سليم .
    فوالدها محمد كلاب (52 عاما) المتحدرة عائلته من قرية حمامة الساحلية المهجر أهلها قرب مدينة المجدل المحتلة والذي ورث مهنة الصيد عن أبيه وأجداده، يشرح الأسباب والتي أهمها ما أصابه من شلل أقعده عن الصيد قبل عشر سنوات _اللهم اشفه شفاءً لا يغادر سقماً_ ويقول في تقرير صحفي منشور: "علمت ابنتي مادلين وريم السباحة والصيد ليعتمدا على نفسيهما..أولويتي كانت إكمال تعليمهما لكن ما باليد حيلة".
    ولكنني سأبدأ بمدامعي حتى أمسحها بالمعاني السامية في نهاية مقالتي ، والتي منها أن فتاة حديثة السنّ ووالدها مقعدٌ مصابٌ بالشلل يعيشون في مجتمع صغير وسجن كبير مع أصحاب رؤوس أموال و رجال أعمال تبلغ زكاة أموالهم مئات آلاف الدنانير بل بعضهم زكاة مالهم تجاوزت المليون دينار إلا أنهم مقصرون في حقوق الفقراء والمحتاجين ومانعون لفريضة أوجبها الله على المؤمنين، وهي لا تنقص من المال بل تزيده كما هو ثابت في صحيح السّنّة وتجارب الأمة.
    ونظرت إلى أمتي العزيزة وإلى موسريها الذين تفصلهم عنها الحدود الجبرية وإلى بذخهم وإسرافهم بل وتبذيرهم لأموالهم فيما لا طائل منه ناهيك عن المشاريع التي تخدم أعداءنا بينما أهل غزة في شقاء وكرب.
    ورجعت إلى الوراء عندما كنا نسكن إلى جوار أرملة عجوز قبل سنين معدودة ، وكيف تعلمنا أن نحمل الطعام ، والخبز إليها لتأكل هي وحفيدتها ونتزاحم مع الآخرين على هذا الفعل الحسن في صورة بهية للتكافل الاجتماعي نفتقدها في هذه الأيام ، أو ربما باتت من الأمور النادرة فالخير باقٍ في هذه الأمة إلى قيام الساعة.
    وفي اتجاه آخر فإنه دخل إلى نفسي فرحٌ وكربٌ في آنٍ واحدٍ متعلق بالحجاب الشرعي فالفتاة حفظها الله من كل سوء متمسكة بغطاء الرأس ، ولكن المؤسف أنّ الحجاب ليس تغطية الشعر فحسب وله شروط لعل حداثة سنها منعتها من الاهتمام بها ؛ وهي أن يكون ساتراً و ألا يشف عما تحته وألا يصفه ، وألا يكون زينة في ذاته ، وألا يكون ملفتا للنظر كأغطية الرأس الملونة مثلا أو ذات الألوان الفاقعة.
    كما أننا في حاجة ملحة إلى أن نستقي المعاني السامية من هذه القصة الواقعية لنخطو نحو التحرر الثقافي والاستقرار النفسي المفضي إلى تحرير الأرض والمقدسات وإقامة الدولة التي تخدم المقيمين فيها وتحقق مصالحهم وترعى شئونهم على أحسن وجه.
    ومن هذه المعاني رفض الاستسلام لصعوبة الحال، و انتظار الكوبونات بحالة مزرية من العجز، و تعليق الكسل و الفشل و الخجل المعيب على شماعة الحصار و شدة الظروف ، و كذلك البحث بجدية عن فرصة عمل وصنع واقع جديد للكسب الحلال وكفاية الأسرة.
    وهذه النماذج باتت كثيرة مما يعني أننا في حالة نهوض نحو الاعتماد على الذات والبحث في سبل العيش الكريم ، وكم تُسرُّ نفسي من ذلك العامل الذي لا يجد عملاً ويصنعه لنفسه فمثلا يجوب الحارات يبيع الترمس والفول النابت ، أو البوظة والبراد ، وآخرون يحملون ركام المنازل ليبيعوها لأصحاب معامل الحجارة ، وامرأة تقف بجوار مركز صحي تبيع ألعابا للأطفال والشوكولاتة ، وآخر متعدد الأعمال فتجده في الصباح يوزع كراتين البيض للمحلات ، وبعد قليل يذهب ليعمل في البناء و بعدها أو قبلها يبيع الشيبسي ، كل هؤلاء يستحقون الاحترام لأنهم لم يقفوا طويلاً أمام البطالة القسرية و قرروا أن يجتازوا المصاعب.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
    * كاتب وصحفي فلسطيني يقيم في قطاع غزة

    تنويه مهم:
    كل ما يرد في مقالاتي يعبر عن رأيي الشخصي وليس لأية جهة كانت مسئولية عما جاء فيها.

    بريد إلكتروني: abed398@hotmail.com
    *********************///\\\*********************
    حرا يا قلمي فلتبقى*ولتكتب حقاً أو صدقا
    فلكسرُك قلمي أحمدُه*من زورٍ يملؤه الورقا
    *********************\\\///*********************


    --
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  3. #3

    رد: شابة فلسطينية تحترف صيد الأسماك في بحر غزة ..شاهد الصور

    فتاة من غزة تستحق التقدير


    عبد الرحمن أبو العطا*
    أثار في نفسي خبر يتعلق بشابة فلسطينية تحترف صيد الأسماك في بحر غزة معانٍ ساميةٍ كثيرة ، كما هيَّج أيضاً مدامع ومواجع عديدة وأنا أقرأ تفاصيل خبر يتحدث عن فتاة تواجه من أجل أسرتها صعاب الحياة في ظل الحصار بكل شجاعة وصبر.
    المسألة بإيجاز أن فتاة فلسطينية تُدعى مادلين كلاب (16 عاماً) تخرج يومياً في الصباح الباكر مع شقيقتها ريم وشقيقها كايد وهما يصغرانها في السنِّ على متن قارب صيد صغير إلى عرض البحر لصيد الأسماك ، والجميل أنها تراقب صيدها بعد أن تلقي بالشباك وتغطس في الماء لأجل ذلك كصياد ماهر متمرس في مهنته.
    وليست هذه هواية للاحتراف لدى الفتاة التي بالكاد بدأت تدرك تفاصيل الحياة من حولها وتتعرف على المعاني العميقة للأمور ولكنها قصة من القصص الواقعية التي تحمل في طياتها عبراً توزن بالذهب لتمحو كلمة مستحيل، ولا نستطيع، ولا نقدر، ولو أنه يحدث كذا ، ويا ليت يصير كذا ، وكل العبارات التي تعطل التفاعل الإيجابي مع الحياة وتمنع مواجهة الأمور على نحو سليم .
    فوالدها محمد كلاب (52 عاما) المتحدرة عائلته من قرية حمامة الساحلية المهجر أهلها قرب مدينة المجدل المحتلة والذي ورث مهنة الصيد عن أبيه وأجداده، يشرح الأسباب والتي أهمها ما أصابه من شلل أقعده عن الصيد قبل عشر سنوات _اللهم اشفه شفاءً لا يغادر سقماً_ ويقول في تقرير صحفي منشور: "علمت ابنتي مادلين وريم السباحة والصيد ليعتمدا على نفسيهما..أولويتي كانت إكمال تعليمهما لكن ما باليد حيلة".
    ولكنني سأبدأ بمدامعي حتى أمسحها بالمعاني السامية في نهاية مقالتي ، والتي منها أن فتاة حديثة السنّ ووالدها مقعدٌ مصابٌ بالشلل يعيشون في مجتمع صغير وسجن كبير مع أصحاب رؤوس أموال و رجال أعمال تبلغ زكاة أموالهم مئات آلاف الدنانير بل بعضهم زكاة مالهم تجاوزت المليون دينار إلا أنهم مقصرون في حقوق الفقراء والمحتاجين ومانعون لفريضة أوجبها الله على المؤمنين، وهي لا تنقص من المال بل تزيده كما هو ثابت في صحيح السّنّة وتجارب الأمة.
    ونظرت إلى أمتي العزيزة وإلى موسريها الذين تفصلهم عنها الحدود الجبرية وإلى بذخهم وإسرافهم بل وتبذيرهم لأموالهم فيما لا طائل منه ناهيك عن المشاريع التي تخدم أعداءنا بينما أهل غزة في شقاء وكرب.
    ورجعت إلى الوراء عندما كنا نسكن إلى جوار أرملة عجوز قبل سنين معدودة ، وكيف تعلمنا أن نحمل الطعام ، والخبز إليها لتأكل هي وحفيدتها ونتزاحم مع الآخرين على هذا الفعل الحسن في صورة بهية للتكافل الاجتماعي نفتقدها في هذه الأيام ، أو ربما باتت من الأمور النادرة فالخير باقٍ في هذه الأمة إلى قيام الساعة.
    وفي اتجاه آخر فإنه دخل إلى نفسي فرحٌ وكربٌ في آنٍ واحدٍ متعلق بالحجاب الشرعي فالفتاة حفظها الله من كل سوء متمسكة بغطاء الرأس ، ولكن المؤسف أنّ الحجاب ليس تغطية الشعر فحسب وله شروط لعل حداثة سنها منعتها من الاهتمام بها ؛ وهي أن يكون ساتراً و ألا يشف عما تحته وألا يصفه ، وألا يكون زينة في ذاته ، وألا يكون ملفتا للنظر كأغطية الرأس الملونة مثلا أو ذات الألوان الفاقعة.
    كما أننا في حاجة ملحة إلى أن نستقي المعاني السامية من هذه القصة الواقعية لنخطو نحو التحرر الثقافي والاستقرار النفسي المفضي إلى تحرير الأرض والمقدسات وإقامة الدولة التي تخدم المقيمين فيها وتحقق مصالحهم وترعى شئونهم على أحسن وجه.
    ومن هذه المعاني رفض الاستسلام لصعوبة الحال، و انتظار الكوبونات بحالة مزرية من العجز، و تعليق الكسل و الفشل و الخجل المعيب على شماعة الحصار و شدة الظروف ، و كذلك البحث بجدية عن فرصة عمل وصنع واقع جديد للكسب الحلال وكفاية الأسرة.
    وهذه النماذج باتت كثيرة مما يعني أننا في حالة نهوض نحو الاعتماد على الذات والبحث في سبل العيش الكريم ، وكم تُسرُّ نفسي من ذلك العامل الذي لا يجد عملاً ويصنعه لنفسه فمثلا يجوب الحارات يبيع الترمس والفول النابت ، أو البوظة والبراد ، وآخرون يحملون ركام المنازل ليبيعوها لأصحاب معامل الحجارة ، وامرأة تقف بجوار مركز صحي تبيع ألعابا للأطفال والشوكولاتة ، وآخر متعدد الأعمال فتجده في الصباح يوزع كراتين البيض للمحلات ، وبعد قليل يذهب ليعمل في البناء و بعدها أو قبلها يبيع الشيبسي ، كل هؤلاء يستحقون الاحترام لأنهم لم يقفوا طويلاً أمام البطالة القسرية و قرروا أن يجتازوا المصاعب.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
    * كاتب وصحفي فلسطيني يقيم في قطاع غزة

    تنويه مهم:
    كل ما يرد في مقالاتي يعبر عن رأيي الشخصي وليس لأية جهة كانت مسئولية عما جاء فيها.


    بريد إلكتروني: abed398@hotmail.com



    *********************///\\\*********************


    حرا يا قلمي فلتبقى*ولتكتب حقاً أو صدقا


    فلكسرُك قلمي أحمدُه*من زورٍ يملؤه الورقا


    *********************\\\///*********************



    --
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

المواضيع المتشابهه

  1. حوار سياسي مع شابة فلسطينية في الداخل الفلسطيني
    بواسطة احمد محمود القاسم في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-11-2012, 11:59 AM
  2. مفاجأة الحج هذا العام شاهد الصور
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى مال وأعمال
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-15-2010, 02:57 PM
  3. خروف صيني بساقين فقط - شاهد الصور
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان أخبار العلوم.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-06-2010, 08:37 AM
  4. العريس يتزوج عروسه المقتولة... شاهد الصور
    بواسطة عرموش في المنتدى فرسان العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-30-2010, 07:04 AM
  5. قصور صدام تتحول إلى أماكن سياحية..شاهد الصور
    بواسطة فتى الشام في المنتدى فرسان السياحة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-05-2010, 06:39 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •