* فـتــح مـكـــة *

بسم الله الرحمان الرحيم
{ إِذَا جَـاءَ نَصْـرُ اللَّهِ وَالْفَتْـحُ }
صدق الله العظيم


واحة الأنصارِ أمستْ ..
في أمان الدين تشدو للوئامْ ..
رددت أنسامُها و الجدول المنسابُ لحنـًا ..
قدسيّــًـا..
يحمل العـزّ َ صفاءً و ترانيـمَ سـلامْ ..
وغدت أيامُها في بهجة العيش تناجي..
بسمة َ التاريخ فخرًا..
واعتزازا برسول اللهِ..بالبَرّ الهُمـــامْ ..
.... ذات قيظ ٍ ..
أسلـم القفـرُ ســرابـًا ..
متعبـًا..أضناه دأبُ السير في لفـْح الهجيرْ..
و تهـــاوى ..
عند باب المصطفى في لهفة يرجو النصيرْ..
- يا رسول الله..إني سيـّدُ قومي خـزاعــهْ..
أيها الصادق ُ, خان الشركُ عهدَ الصلح ِغدرًا..
و رمانا بسبـاع ٍ..
تنهشُ الأبناءَ .. تغتال الوداعــهْ ..
...كان أهلي ..
يا حبيبَ الله عند النبع في نوم عميــقْ ..
فإذا – بَكْرُ - تعنـّت.. في قريش ٍ..
يغمرون النبعَ كيـدًا ..و دماءً..و فضاعــهْ ..
شـرّدوا في القـفـر ربـعــي ..
جـئــتُ حِـلفـــي ..
أبتغــي النصرَ لأهلــي ..
أرتجــي دومَ المنـــاعــهْ ..
.... فبكــى الصادقُ للوقـع ِ..
أذاع القولَ في نصــر ِ خـزاعـــهْ ..
* * *
طيـبــة ُ..تختالُ تبني الحشـدَ للفتح المبينْ ..
و ريــاض الواح تهفــو ..
لنشيـد ٍ عاطر الأنسام ِ يرويـــه الحنيــنْ ..
موكــبُ الفـتـح تهـــادى ..
يتســـامى ..
من صفــاء الصدق ِ .. من عمق اليقيـنْ ..
هذه الراياتُ فوق الحشد تــزهو ..
في فضـــاء ٍ ..
نورُه يزدان بالإخلاص للدين المتينْ ..
و حفيــدُ الخير يرنــو ..
لسبيــل ٍ ..
كان بالأمس منـــارًا ..
لخليل الحق مرفوعَ الجبيــنْ ..
ناقة ٌقصواءُ تطوي الدربَ
نحو البيت و الربع الأميــنْ ..
و حشود ..
ترتوي من فيض نبع المصطفى..
ترسم الإيمان دربًــا ..
و سلـــوكــًا ..
يحمل البِشْـرَ أمــانــًا..رحمة للعالمينْ ..
جاء نصر الله يسمــو ..
في فضاء الحمد و التسبيح وصـلا ً ..
لعهــود أزهرت عبــر السنينْ ..
و نــداءُ – اللهُ أكبــر-
في شمــوخ ٍ..
يملأ الآفــاقَ بالنور المبيــنْ ..
* * *
بلغ المرسل بالحق دروب الربع ِ
يحويه الخشوعْ ..
يحمل الذكرى عـبيـرًا ..
عابـقَ الأنســام ِ يرتاد الضلوع ..
ذات فصل ٍ ..
من فصول الكدح و الدأب الرفيعْ ..
غادر الأهل َ بليل ٍ ..
يتخفـّى بين أوتاد الربوع ْ ..
و يعــود اليوم يعلــو ..
متنَ درب النصر في حشد الجمــوع ْ ..
سار نحو البيت في ركب جليـلْ ..
فـإذا الأصنام تهوي ..
غاب عنها الإفـكُ ناداها الرحيـل ْ ..
فتردّت في متــاهٍ أبــدي ..
و سما الحق شعــاعـًا ..
في فضاء النصر بالمجد الأثيــلْ ..
طاف ذاك المصطفى باليت سبعـًا ..
ثــم صلــّى ..
حمـد الله و أثنــى ..
و دعــا بالخير ِ ..للوصل الجميلْ ..
- أهلَ مكه ..
حل نورُ الله بعد الكفر و الشرك الضليلْ ..
وتوارت نخوة الأنساب عبر الجاهليــهْ..
وأهلـّت رحمـة التقوى أريجـًا..
يغمر الأكوان بالهدي الأصيل ْ ..
- أهلَ مكه ..
ما ترون اليومَ إني فاعل بالقوم ِ
من هذا القبيــلْ ..
قالوا خيــرًا ..
قال أنتم طلقاءُ العهدِ و الإيمان ذودوا
عن حمى الرحمان بالعزم الوطيـدْ ..
و أقيموا الدين عــدلا ..
و أمــانـًا ..
شائعـا في الخلق بالدرب المـديــدْ ..
فتهادى اليُمن والإحسانُ ركبــًا ..
في ربوع البيت يزهو ..
بنشيد الحق والإخلاص للدين الجديدْ ..
و تولى المصطفى إرساءَ عهدٍ ..
دربه التوحيدُ والإذعانُ لله المجيــدْ \

عبـدالله المـؤدب البـدروشي
من ديواني موكب النور