لقاء حصري مع برنارد لويس 30/5/2010
نتنياهو سياسي صغير ترجمة/ توفيق أبو شومر
هارتس 29/5/2010 أجرى اللقاء تسفي هندلر
قابلت يوم أول أمس الجمعة الفيلسوف برنارد هنري لويس، ولم يستقبلني خادم الفندق، بل استقبلني هو شخصيا، وكان يلبس لباسه العادي بقميص أبيض مفتوح عند الرقبة.
صعدنا إلى البار في فندق رفائيل بباريس، وجلس على الصوفا الحمراء وطلب مني الجلوس على كرسي إلى جواره، وتعطل اللقاء عشر دقائق بسبب مكالمة من طهران.
قال عن دعمه لإسرائيل
" في يونيو 1967 ذهبت للسفارة الإسرائيلية في باريس، وطلبت التطوع في جيش الدفاع، كان هذا في اليوم الخامس من الحرب، وبعد يوم توقفت الحرب"
منذ أربع سنوات عندما اشتعلت الحرب اللبنانية وقف برنارد على الحدود تحت مرمى الصواريخ وانضم إلى السكان.
وفي عملية الرصاص المصبوب على غزة قبل عام ونصف ، كان أول الذاهبين إلى غزة مع جيش الدفاع، وقد كتب عن ذلك ، وتعرض لانتقادات بسبب دعمه لإسرائيل، في وقت الحرب والسلم، وهو يشعر بالارتياح لهذا النقد، حتى يسمع الإسرائيليون نقده، حتى وإن لم يرق لهم يقول:
" أنا صديق لإسرائيل لسماعها أقوالي سواء أعجبتها أقوالي أم لا"
منذ شهر وقع الفيلسوف برنارد هنري على وثيقة وقعها معه خمسة آلاف مفكر وشخصية ثقافية ، وكان في إطار تنظيم يهودي يساري( جي كول) على غرار (جي ستريت) وطالب الموقعون على البيان أمريكا بأن تلزم إسرائيل بحل (الدولتين) وهذا أثار حول برنارد لويس موجة من الغضب في إسرائيل وأوربا قال :
" من النادر أن أوقع على عرائض جماعية"
جاء في الوثيقة بأن البناء في القدس الشرقية انتهاك للأخلاق، قال معلقا:
" لا أفضل استخدام تعبير( الأخلاق) لقد كنت سعيدا بالتوقيع على الوثيقة، فإذا كنت تؤمن بالصهيونية، فإسرائيل تدخل ضمن اهتمام كل يهودي، فمن المستحيل إقناع اليهود في كل العالم بأن آراءهم لا تكون صحيحة إلا إذا وافقت آراء الحكومة الإسرائيلية، ووفق ذلك يجب منع كل من هو ليس من أنصار الليكود من الكلام، ولا أعتقد بأن أصدقاء إسرائيل وعلى رأسهم أمريكا سوف لا ينتظرون آخر سنة من ولاية أوباما ليطبقوا السلام"
يعتقد المفكر برنارد بأن أوباما صديق وفي لإسرائيل:
" قابلته في صيف 2004 قبل أن يُرشح للرئاسة، وتحدثنا عن إسرائيل، وكان يعرف إسرائيل معرفة حقيقية، وهي بالنسبة له لا تشبه أية دولة أخرى، فهو يحب إسرائيل ويعتبرها دولة لا نظير لها"
بالنسبة له فإن حب إسرائيل يجب أن يكون وفق مقولة ( كيانها في خطر) بسبب الاحتلال والمستوطنات في شرق القدس ، فهو يقول:
" على كل طرف أن يتنازل عن جزء من اليوتوبيا في القدس، فالفلسطينيون ممن تركوا يافا وحيفا وما يزالون يحملون مفاتيح بيوتهم، يجب أن يعرفوا بأن المفاتيح لا تصلح إلا للذكرى، كما أن على إسرائيل أن تتخلى عن حلم إسرائيل الكبرى، فأريحا ونابلس والخليل ليست جزءا منها، وموضوع القدس مؤلم لي أيضا، فهو يوجعني شخصيا ، ولكنه يجب أن يُناقش"
(س) لقد وصفتَ نتنياهو بأنه كارثة، فهل وصفك ما يزال ساري المفعول حتى الآن؟
نتنياهو تغير، لقد نضج، لذا لم أعد أنعته بالكارثة، ففي الغرب لم نسمع خطابه في جامعة بار إيلان عندما أعلن عن (دولتين لشعبين) لقد نطق التعبير بصعوبة، فهو يشبه مناحم بيغن عندما أخلى مستوطنات سيناء، وشارون عندما أخلى مستوطنات غزة، وربما سيفعل أكثر قبل انتهاء ولايته، ولكنني لا أرى ذلك"
لماذا؟
"إذا تغير نتنياهو، فلن يملك الشجاعة لقيادة وتطويع الأحزاب الصغيرة التي يتألف منها تحالفه، فهناك قلة من الزعماء ممن يفضلون صنع التاريخ على الاحتفاظ بالائتلاف الحكومي، إن شارون كان أحد صناع التاريخ، أما نتنياهو فإنني لا أرى بأنه كفء للقيام بتلك المهمة"
قابل برنارد نتنياهو مرتين ، مرة في باريس عندما قدم يمثل حزب الليكود، والثانية عقب انتخابه يقول عنه:
" إنه ذكي ومنطقي وواقعي، يؤمن بإنهاء الاحتلال، كما فهمتُ منه في باريس، غير أنني لم أفهم منه ذلك عندما كنتُ في القدس، فقد تحول إلى سياسي صغير"
سيشارك برنارد لويس في الأسبوع القادم في مؤتمر ينظمه مركز(سوزانا دلال) في تل أبيب ، وسيشارك في مؤتمر تنظمه السفارة الفرنسية مع هارتس بعنوان ( التحديات الديموقراطية) ، وسيلقي خطابا، وسيلتقي وزيرة التعليم ليمور ليفنات (الاثنين) وزعيمة المعارضة تسفي ليفني( الثلاثاء).
هل ستبلغ ليفني بأنها أخطأت عندما لم تنضم إلى حكومة نتنياهو؟
"لن أبلغها بذلك، لأنني لا أعرف بالضبط إن كان ذلك صحيحا أم خطأ، غير أنها لو كانت في الحكومة ، لما تعرض جو بايدن نائب الرئيس أوباما للمهانة في إسرائيل"
" هناك مشكلة عويصة في طبقة السياسيين الإسرائيليين، فهنالك عدد كبير من المفكرين والكتاب، وهم من أبرز كتاب العالم، وهناك شعراء ومهندسين، وهم كأفراد بارزون متألقون، ولكنهم حينما يجتمعون معا في السياسة، يصبحون صغارا"
شمعون بيرس
" هو صديقي وأنا معجب به، وهو رجل المرحلة، وخسارة ألا يكون له دور سياسي، ففي التاريخ اليهودي يجب إقحام المسؤول ليصبح ملكا، وهذه عظمة إسرائيل، غير أن ما يحيط بالسياسة من شكوك يجعل السياسيين لا يحظون بالاحترام، والنماذج على ذلك هي داود وسليمان، لقد لوثا عندما تحملا أعباء السياسة"
ديموقراطية إسرائيل
إنها نموذج ديموقراطي عظيم، وهي من أقوى ديمقراطيات العالم، فمطالبة الجامعات الإسرائيلية من جامعات العالم أن تقاطعها بسبب الاحتلال هو نموذج على الديموقراطية"
اللاسامية
لقد تحول التعبير اللاسامي القديم( اليهودي القذر) فأصبح (الجندي الإسرائيلي القذر)
موقع أريج الثقافات
www.areeejel-thakafat.com
يحظر الاقتباس بدون ذكر المصدر