بقلم: عبد الحميد عبد العاطي
محرر شبكة الكاتب العربي
Pal_one_1@hotail.com
www.ati2.tk


حدث معي قبل أسبوعين أي في منتصف شهر مايو لعام 2010 ، أنني سمعت احد الباعة المتجولين في شوارع مشروع بيت لاهيا بمدينة غزة ينادي " شراب يا بطيخ ، عالسكين يا بطيخ ، العشرة بمية يا بطيخ "، فما كان مني إلا أن نفضت جسدي المخدر بالقيلولة الظهيرة والانقسام والحصار الإسرائيلي الممتد بالأفق وذهبت مسرعا لألحق بالبائع وفعلا تمكنت من ذلك ،توقف وطلبت منه أن يعطيني بعشرة شواقل أي ما يعادل" 2ونص دولار"، فإذا به يزن ثلاثة بطيخات، دفعت وذهبت للبيت عائدا إدراجي للترطيب من الحرارة المبشرة بصيف ساخن علي كل الأصعدة، أمسكت السكينة وقمت بشطر البطيخة الأولي للنصفين فإذا بها بيضاء وبمنتصفها اصفرار فأدنيت مني الثانية والثالثة للقطع فلم أجد أي لون أو نكهة أو رائحة تدل على البطيخ الذي اعرفه، وقبل شهر تقريبا تسمم ثلاثة أطفال من عائلة موسي جراء تناولهم البطيخ. ويبدو أن المعنيين يتكتمون عن حالات التسمم في قطاع غزة .

فمع اقتراب موسم الصيف يقترن البطيخ بالمسمي، ففي كل عام يشهد محصول البطيخ إقبالا لا يستدعي إنتاج أفلام أو عمل إعلانات للترويج عنه فهو ملتصق بأذهان الصغار قبل الكبار، فإذا أراد سكان القطاع الذهاب للبحر أو حتى التنزه فأول فاكهه محببة لهم هي البطيخ، كونه يحتوي على نسبة عالية من الماء إذ تبلغ نسبة الماء فيه 90-93% من وزنه، أما المواد الأخرى فهي قليلة جداً وعلى رأسها السكر الذي تبلغ نسبته 6-9 % من وزنه. وهو غني بفيتامين "ج" وبه نسبة ضئيلة من فيتامين " أ"، مع نسبة ضئيلة جداً من حمض النيكوتنيك، علاوة على ذلك يحتوي البطيخ على الكبريت والفوسفور والكلور والسودا والبوتاس، واستعمال البطيخ في الطب الشعبي معروف منذ القدم . فننقل عن ابن سينا قوله: انه ينقي الجلد ويعالج الكلف والبهاق ويدر البول ويفتت حصى الكلى والمثانة. كما أنه ملين خفيف، ولذلك يمكن تناوله في حالات الإمساك.

إذا ما الذي حدث للبطيخ في هذا العام؟، وعدم رغبة الكثيرين من الناس لشرائه فبعض مخاوفهم تقول "إن المزارعين يضعون سم الفئران والنيمكور علي نبتة البطيخ فما يمكنها من التغلغل في البذرة ومن ثم إلي الجذع وثم إلي الأوراق وأخيرا إلي الثمرة إلي جانب الاستعمال المفرط للكيماويات والأدوية الزراعية من اجل نضوجها بسرعة وزيادة حجمها".

ربنا عز وجل قال والتين والزيتون وطور سنين ، هذا التطوير في النبات والحيوان والإنسان ، فالطفل ينمو ، يمشي ، يتكلم ، يدرك ، يحاكم ، يفكر ، يتذكر ، يكبر ، تنبت لحيته ويخشن صوته ، يصبح شاباً ، يزداد عقله ، يقل طيشه ، ثم يصبح كهلاً ، يعقل ، يفكر في مستقبله ، يتزن في كلامه ، أطوار والشجرة كذلك .
أخي القارئ دقق معي في هذين الحديثين الشريفين وتمعن، روى أبو داود والترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان يأكل البطيخ بالرطب ويقول: يدفع حر هذا، برد هذا، وبرد هذا حر هذا. وقال الترمذي حديث حسن غريب.، ويروى عن أنس، رضي الله عنه، مرفوعاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل الرطب مع الخريز( يعني البطيخ).


"كان يأكل البطيخ بالرطب و كان يأكل الرطب مع الخريز" السؤال والإجابة متى يبدأ قطف الرطب يبدأ قطف محصول البطيخ ، ويبدأ قطف الرطب من منتصف شهر سبتمبر، إذا السؤال الحقيقي ما الذي نأكله الآن بشهر مايو بطيخ وله مبيدات ؟.

وتأكيدا علي ذلك يقول احد المزارعين من شمال قطاع غزة " توافرت المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية اللازمة لزراعة محصول البطيخ هذا العام بكثرة بفعل إدخالها عبر الأنفاق".
ما هي بعض المواد السرطانية المستخدمة في الزراعة البطيخ ؟
1. الكونفدور _يضاف على البطيخ_يؤدي إلى زيادة حجم المحصول ويسبب الأمراض
2. اليتمك _ يضاف على البطيخ _ يؤدي إلى حدوث حالات من التسمم
3. النيماكور _ يضاف على البطيخ والبندورة والكوسا_تؤدى إلى تطهير التربة من الديدان
4. السولانين – تضاف على البندورة والبطاطا – هي مادة سامة تؤدى إلى مقتل الحيوانات وتسبب الغثيان والهلوسة والموت للإنسان.


دوافع استخدام المبيدات السرطانية لدي مزارعين قطاع غزة ؟
1. الدافع من استخدام المبيدات السرطانية في الزراعية هو رفع القيمة الغذائية للمحاصيل
2. وتوفيرها بصورة أسرع وتحقيق الزيادة في عائد التسويق
3. حيث يؤدي استخدام المواد السرطانية إلى زيادة الحجم الطبيعي للمحصول وأيضا يؤدي إلى تنشيط التربة، البديل من استخدام هذه المواد هو الاعتماد على الطاقة الشمسية واستخدام الأسمدة العضوية والابتعاد عن استخدام هذه المواد الكيميائية.


أهداف استخدام ما يسمى (الزراعة العضوية)
1. إنتاج غذاء صحي وذو جودة عالية
2. المحافظة على خصوبة التربة
3. المحافظة على الموارد المائية
4. إيجاد توازن بيئي كامل بين إنتاج المحاصيل
5. حسن استغلال المخلفات النباتية والحيوانية


وللأسف دائما أرى حديث الرسول معلقا في عارضات الطريق" من غشنا فليس منا " ، أين هي الأمانة ،وأين دور وزارة الزراعة والجمعيات المختصة كالإغاثة الزراعية واتحاد لجان العمل الزراعي لمراقبة المزارعين؟، ولماذا لا نقدم المجرمين للعدالة حيث أنهم يهددون حياة المواطن الفلسطيني أكثر من الاحتلال نفسه وهي صرخة لكل المعنيين ، أرجوكم كفا تدميرا بصحتنا واتقوا الله فينا،وهي دعوة للحذر أيضا لان أطفالنا مستقبل دولتنا إذا أردنا لها أن تكون .