تترقب الأراضي الفلسطينية المحتلة ــ هذه الأيام ــ قدوم زائر جديد، لم يكن في الحسبان قدومه، يتمثل في الميليشيا المسلحة المسماة "لواء بدر" الموالية لحركة "فتح" ورئيس السلطة محمود عباس (أبومازن) والموجودة في الأردن منذ تشكيلها عام 1974. حيث نقلت مصادر عديدة عن السفير الفلسطيني في عمان قوله : إن لواء بدر، يجري الترتيبات الأخيرة استعداداً لانتشاره في قطاع غزة. معبراً عن أمله في أن يتم انتقال اللواء الذي يضم 1500 جندي، قبل نهاية السنة الجارية.

ولما كان دخول هذه الميليشيا المسلحة ــ إلى فلسطين ــ يعد من الكبائر لدى قادة الكيان الصهيوني، الذين لم يكن من السهل عليهم القبول بأي حال من الأحوال قدومها من الأردن، ورفضوا طلباً فلسطينياً ــ بهذا الخصوص ــ عدة مرات في السابق. فقد أشارت المعطيات الحالية لهذا الملف، إلى أن الرئيس الفلسطيني توجه بوساطة مصرية إلى إسرائيل، يطلب فيها السماح بإدخال "لواء بدر" إلى غزة، ما دعا الدولة اليهودية إلى التفكير في جدوى الأمر، خاصة بعد نجاح "حماس" في الانتخابات وتولي حكومتها زمام الأمور هناك.

وحول إصرار الرئيس الفلسطيني، أشارت مصادر صحفية عربية إلى أن محمود عباس، يريد تعزيز القوات المسلحة التابعة له، خشية نشوب أي مواجهة مسلحة.. حيث سيصاحب دخول قوات بدر نقل آلاف البنادق من مصر إلى حرسه الرئاسي، كخطوة لتعزيز مكانة الرئاسة في الشارع الفلسطيني في مواجهة الفصائل . وفي هذا الإطار، رأت مصادر دبلوماسية بالقاهرة : أن مصر نجحت في إقناع تل أبيب بالموافقه علي دخول وحدات "بدر" بهدف مساندة محمود عباس في مواجهه "حماس".

يتشكل "لواء بدر" من 1500 جندي، معظمهم نشطاء قدامى في حركة "فتح" تحت قيادة الجنرال فيصل الفاهوم.. وينظر لتلك القوات باعتبارها وحدة عسكرية فلسطينية تتبع الجيش الأردني، حيث تحظى بتدريبات ثابتة ونوعية، ومسلحة بأسلحة غربية حديثة يستخدمها الجيش الأردني نفسه.

وهي موجودة في الأردن كجزء من "جيش التحرير الفلسطيني" الذي أنشئ في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، برعاية "منظمة التحرير الفلسطينية" وبقيت وحداته خاضعة لسيطرة الدولة التي سمحت له بالوجود على أراضيها. وتوزعت تلك الوحدات على أربع دول عربية هي : مصر والأردن و سوريا والعراق، ويصل تعدادها إلى 3000 عسكري نظامي نصفهم في الأردن وحده، وتحت رعاية قواته المسلحة.

وتخضع تلك العناصر إلى تدريبات مكثفة، منذ أشهر قليلة بانتظار تلقيها الأوامر بمغادرة أماكنها والتوجه إلى الأراضي الفلسطينية، فيما تؤكد مصادر في صفوف قواتها جاهزية العناصر ، مشيرة إلى أنها لم تبلغ رسمياً بالتوجه حتى الآن .

و تشير مصادر فلسطينية إلى حقيقة الدور الذي ستضطلع به قوات بدر في الأراضي المحتلة، معتبرة دخول تلك القوة إلى شمال قطاع غزة، وخاصة إلى بيت حانون وبيت لاهيا، حيث سيطلب منها بسط السيطرة على المنطقة، والعمل بنشاط على منع إطلاق صواريخ "القسام" ووقف محاولات تنفيذ العمليات الهجومية من قبل مختلف الفصائل الفلسطينية.وهو ما أشارت إليه صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قائلة : إن نائب وزير الأمن الإسرائيلي أفرايم سنيه، على اتصال دائم بمكتب الرئاسة الفلسطيني لمناقشة مسألة إدخال "قوات بدر" إلى شمال قطاع غزة، لحماية إسرائيل من إطلاق صواريخ القسام، ومنع محاولات تنفيذ عمليات في داخل إسرائيل.


علي عبد العال


أخوكم تمــــــــــــــــــــــام