وَدِيعَةُ الطٌّهْرِ


حُلُمِي قرأتُكَ حين طوَّقَني الكرى=بذراعِه حتى تَنامَ وأَسْهَرَا
وقرأتُ فيك ملاعبي وبراءتي=وإدانتي صارتْ لطفلي دفترا
فيها يراني في مقارعة الخطى=فيثور في وجه الظروفِ تأثُّرا
وقصيدتي العذراءُ يرجعُها كما=عاشتْ بتولا لا يلامسها الثرى
بيضاءَ لم يطمثْ مفاتنَ شعرِها=قلمٌ ،لتبقى مثلَ مريم للورى
وحفظتُ عنْكَ: الليلُ يطوي حافيا=نوماً على قدمِ الشرود تسمَّرا
فاسمحْ لموتي أن يسابقَه الرضا=وبمأتمي أمشي ورائي القهقرى
ولكي تدوسَ على جنوني لم تجد=ساقا تطارحُها الهروبَ تَعثُّرَا
أَ لمََحَتَ في ريفِ العواطفِ كوكباً=بقيمص شِعْرِ فكَّ أزرارَ القرى؟
وتعرَّضت شفتاك حين تزاحمت=بفمي القوافي للسؤال المفترى؟
ماذا يضيرُ إذا ارتكبنا فرحةً=منسيَّةً منها الصوابُ تطيَّرا؟
والليل ماذا يستفيد لو ادَّعت=ظلماتُه أنَّا احترقنا كي نرى
أو أبصر اللغزَ الضريرَ محبةً=ماذا يقدِّمُ أو يُؤخِّر يا ترى؟
**************=**************
بدر ينوح بخاطري وعليه ما=يدعو لمأدبةِ البكاء لما جرى
ويحي قرار السعد أضحى تهمة=لفم بآيات الهدوء تطهَّرا !!!!
حزني على وجهي أراه وفي دمي=أيضا وفي شعري أراه تخثَّرا
والوجد عاد وكنت أحسب أنه=لو عاد لا يأتي لنا مستعمرا
وكما لمرآتي يلاحقني إذا=حاولت تظليلي بها حتى أرى
أَ تُراهُ يقدرُ أن يضمَّ أريجُه=أنثى بذكراها العفافُ تعطرا؟
*************=*****************
حيث ابتزاز العشب تحت وصاية=الأشواك ألبستِ الضحى طهر القرى
من أجلكِ الطرقَ الكفيفةَ أبصرتْ=قدماي ،والقلب الوديع ليُخْبِرا
كم مرة حاولت أن أنسى يديْ=بيديكِ كي أجد السلام معطرا
لكنني آثرت أنساني لدى=عينيكِ حتى لا يغالبني الكرى
أجترُّ صبرا من مخالب غرفة=ضاقت عليَّ بما تيسر للذرا
منِّي انتقلتِ إليَّ عبر حفاوتي=وجعلتِ شعرَكِ للطهارة منبرا
بكِ قد حصلتُ على العفاف ولم أزل=أسعى لِيَمْلُكَنِي العفافُ لأَطْهُرَا
أكبرتُ فيك السير يخنق خطوة=عرجاء حتى تستقيم لأبصرا
وتظل فوق وسادة الصدر التي=سهرت لأجلك ، هائما متحيرا
وأبات في عينيك أنظر فاقتي=ليد ترافقني الضياع لأُشْتَرَى
************=****************
في حضرة النجم الأخير تبعته=فوجدته بين الهموم مخدرا
ورأيت في وجه السعادة دمعة=قفزت وكنت أظن كفي لا ترى
فإذا بها عمياء تجهش بالدجى=وأنامل الإصغاء تمسح ما جرى
الويل أحمر لا يطيق براءة=ليعيش في كنف الغواية أحمرا
من أي باديةِ الهمومِ أتيتنا=يا أيُّها الرَّملُ الرَّجيمُ لتمطرا؟؟
ضيما رماديا توحَّشَ غيمُه=فأجاد تمرين النعومةِ مظهرا
ما كنت أسمع أو أرى في غصتي=إلا الدعاء البكر حين تحررا
********=**********
أخشى عليكِ من القصيد، وبابُه=إن مسَّه الإصرارُ أن يتذكرا
وأخاف من شعري إذا لامستُهُ=بأصابعي الخرساء أن يتفجرا
لا بد من ليل لقرطاس الرؤى=كي يصحوَ الأمل الجريء ويسكرا
ولأنكِ الماء المضاف إلى الندى=غيمُ الدجى لابد أن يتبخرا
وبه تركت قصيدة عذراء لم=أحنث بها قلما بحزني قد درى
يا من تركتِ لي النهار وديعة=ومنحتني فرص الجناح لأَكْبُرَا
أعلمتِ أني بالقصيدةِ مؤمنٌ=وإرادةُ الأطلالِ لن تتكسرا
ولو استطعتُ إلى القوافي عودةً=أو ردةً، شعري يظل مسيَّرا
وعلمت أنكِ آيةً نزلتْ على=قلبٍ تطهره الهدى كي يبصرا
بيد تعيد الذكر غضا يافعا=لدمي وبالأخرى شعورا أخضرا
أدمنتها عشق العطور لوردة=لأريجها الوصف الجميل تجمهرا
سأغيب ملءَ الشعر ألفَ قصيدةٍ=وأذوقُ طعمَ الهجرِ حتى أُعْذَرَا
لا ريب إن قلعت خيام قصيدتي=ستموت واقفةَ الطلولِ تَصَحُّرَا
ولكي أعيش أسيرَ قَلْبِكِ يا هدى=لابد (أن آتي) إليكِ مُحَرِّرَا