سم الله الرحمان الرحيم
هذه قراءة وتلخيص لموضوع :النص الأدبي وأسئلة الإقراء لأحمد فرشوخ والذي ساهم به في إحدى الندوات المنظمة من قبل جمعية الإمام الأصيلي بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة.
التفكير في موضوع القراءة هو تفكير في الأسئلة المشتركة بين الثقافي والتربوي ، ولايخفى أن الموضوع المطروح للتداول يتسم بأهمية حيوية وأكيدة ، إذ نادرة هي الأبحاث السوسيولوجية التي اشتغلت على ظاهرة القراءة في مجتماعنا المغربي من جهة رصد تكونها التاريخي ومعرفة تحولاتها وانقطاعاتها ، فضلا عن معرفة أحوال القراء وعاداتهم وحوافز وموانع قراءتهم .
وتعتبر سوسيولوجية القراءة حقلا معرفيا بكرا في الثقافة العربية عامة والمغرب خاصة ، ويتفق الجميع على الوضع الإعتباري للكتاب الذي لم يعد يشكل ضرورية يومية أمام تنامي خطابات التقنين والمقاربة وكذا التخييل الجماهيري الممثل في الأشرطة السينمائية والفيديو ....
وهكذا إذا تم طرح الموضوع القرائي ، إلا وتم ربطه بالأزمات الإقتصادية والإجتماعية ، وأيضا العوامل النفسية والتربوية ، الشيء الذي يجعل إشكالية تعليم القراءة في المدرسة المغربية تتدنى تدريجيا غير مراعية لخصوصيات النصوص وقواعد تركيبها وعناصر تشاكلها وأنساقها الجمالية ، مع عدم وصل هذه النصوص بمحيطها السوسيوثقافي في سياق استضمارتحولات المعرفة والإنفتاح على سيرورة المجتمع.
وأمام هذه الثغرات ، فكر واضعوا المناهج ، في صيانة مشروع برنامج يقوم على تمثل منفتح وحديث للقراءة ، يعرفها في توظيفها التربوي كنشاط لغوي يستدعي سلوكات عقلية كالمعرفة والفهم والتحليل ، لأجل إدراك العلائق بين مكونات الخطاب صوتا ومعجما وتركيبا واستكشاف دلالاتها وأساليب تأليفهاوصوغها ،ذلك أنها تشمل عمليات مركبة ومعقدة ، وأدوات متنوعة يمكن تصنيفها وترتيبها المنهجي من تيسير التقاط المتعلم للإشارات والعلامات الدالة ، وتسهيل النشاط العقلي الذي يقوم به.
والقراءة تكتسي صدقيتها من خلال مسارب منهجية ولغوية وثقافية ، عن طريق استثمار المناهج النقدية الحديثة في سياق تمثل بيداغوجي يميز بين المعرفة العالمة والمعرفة التعليمية ، عبر تحويل ديداكتيكي يضبط تمفصلات القراءة والإقراءمن جهتي التوازي والتقاطع ، بالإضافة إلى الإفادة من المقاربة الثقافية في انتقاء النصوص وتحليل الخطابات ، وتشخيص العوائق التعلمية بشكل يجعل الخطاب التربوي يند عن علائقه التقليدية بعلمي النفس والإجتماع ، ويدعو إلى التفكير في البعد الثقافي للتعلم، مع تفعيل بيداغوجيا التلقي على مستوى إعادة الإعتبار للتلميذ كقارئ متلق متمكن من وضع فرضياته المستمدة من خبراته وخيالاته ومكتساباته .
قراءة وتلخيص الأستاذ محمد محقق
أتمنى أن أكون موفقا في هذه القراءة و التلخيص دون أن أمس بجوهر الموضوع الجيد والجميل ، متمكنيا أن يستفيدوا منه القراء الأعزاء.