ماذا دهاك
/
\
/
\
مالي أراك على الفجيعة مؤتمن = والحزنُ جُبٌّ للعواطفِ والْبدَن
و غرابُ بَيْنٍ في اللِّسان نُوَاحُه = و حمامُ دَوْحٍِ لَا يحطُّ على فَنَنْ
ما بين روحِكَ والوجودِ مسافةٌ = تُمْلِي عليك ضنى التَّشَاؤُمِ والحَزَن
تأبى عليك إذا ابتسمت تناسيًا = يُبْري جروحا قُرِّحت بيدُ الزَمَن
ماذا دهاك فهل تظل بلا مدىً = أفَلَنْ يُطِلَّ الحلمُ من ثُقب الإِحَن
آفاقُ فِكرِكَ حُوصِرَتْ وتَقَوْقَعَتْ = في يأسِها حتَّى غدا منْها الرَّسَن
مازلتَ في الرَّيْعانِ كيْفَ إذا انتهى = والشَّيْبُ أَغْرى الْمِفْرَقَيْن على الوَهَن
يا سيدي طابَ اعتلاءُ همومنا = سقْفا على أفلاكِ روحِك فافْتَتَن
العنصرُ المنزوعُ من طينٍ تقا= طر سمَّه فأحالنا حالَ الشَّجَن
شِريانُنَا يأبى التأكْسُدَ عنوةً = و مساحةُ الشريانِ مشنقة الوطَن
والرأس يأبى الإحتضار بعنفه = وسرير (إن عاشٍ) من الإصرار أَنْ
يا صاح إن مثَّلْتنا دودا رعى = ملءَ الحياةِ وبعضَ أشْلاءٍ دِمَن
سؤلي بثوب تعجُّبي قد سقته = أنوافذ الأفكار يكسوها العفن
في الكون ثوب النور فالبس شاكرا = ذي أعطيات الله لطفا والمِنَن
و انس التذرُّعَ بالأصول وذا التد =رُّعَ بالدَّواهي الحالكاتِ أو المِحَن
قم وانتفض فوق المدى قال: انتظر = ساقي تأبَّت حِمْلَها جبلَ الوَهَن
و السمُّ من تعدادِ قومي قد سرى =ما للغثاءِ تناصحي لِمَ لَمْ و لَنْ؟!
شمس المبادئ أطفأت يا دامعي = والقلبُ من ماء الحقيقة قد أسَن
لكنني منذ احتملت جراحها = يا صاحبي و حملتها لم أنس أن
أطوي بعمق الجرح حقل ثوابهِ = و أجدِّدُ التذكيرَ قلبيَ فاطمأن
أَهْدَى إليَّ هديةًً- مُتْ نَخْلَةً -= يا حاملَ الرطبَ الجَنِيَّ الجذعُ حَن
فلعلَّ آثارَ الفجيعةِ نبتةٌ= من دمعةٍ شقَّت لشرنقةِ الوَطََن



دمتم مبدعين