في ظِلِّ مَتَاهَةِ










يَحْمِلُنيِ النَّهْرُ فيِ ظُلُمَاتِهِ الثَّلاَثِ
مِنْ أَوْرِدَتِهِ أَتَغَذَّى
فيِ مِيَاهِهِ أَسْتَحِمُّ كُلَّ آنٍ
يَجْرِفُنيِ النَّهْرُ إِلَى صَحْرَاءَ بَعيِدَةٍ
فيِهَا نَخْلَةٌ تَسَّاقَطُ عَلَيَّ رُطَبًا
تَفُورُ مِنْ فَوْقيِ أَنْهَارٌ مِنْ لِبَانٍ
تَتْرَى



وَتُخْرِجُنيِ مِنْ نَوَى الأَسْرَارِ.
/

يَضُمُّنيِ بَيْنَ ذِرَاعَيْةِ مَلاَكٌ
يَبْسِمُ ليِ
مِنَ السَّمَاءِ يَنْزِعُ ليِ نَجْمَةً َيَدُسُّهَا فيِ قَلْبيِ
يُضيِءُ وَجْهيِ



يَشْتَعِلُ رَأْسيِ شَيْباً


أَرْتَعِشُ كَوَرَقَةٍ تُريِدُ أَنْ تَسْقُطَ


يُقَبِّلُنيِ الْمَلاَكُ


فَيَهْدَأُ مِنِّي الرَّوْعُ


وَيَسْتَنيِرُ مِنْ حَوْليِ الْمَكَانُ.




/
تُلاَعِبُنيِ الرُّمُوزُ فيِ الطُّرُقَاتِ، أُلاَعِبُهَا
تَقْسُو عَلَيَّ الدِّلاَلاَتُ
تُطَوِّحُنيِ الْحُرُوفُ كَالكُرَةِ بَعيِدًا فَوْقَ الكُثْبَانِ
العَصَا تُرَفْرِفُ فَوْقَ رَأْسيِ كَنَسْرٍ كَاسِرٍ
أَرَى بِعَيْنِ قَلْبيِ مَا لاَ أَرَاهُ بِعَيْنِ رَأْسيِ
هَذاَ القَلْبُ ارْتَوَى فَأَجْذَبَ
وَهَذَا الْحَنَانُ كَرُكَامٍ ينَْهَارُ
أَيَقْسُو الدَّوْحُ عَلَى الأَغْصَانِ قَسْوَةَ الْمَحَبَّةِ القَاتِلَةِ؟!!

/

أَنْتِ يَا سَيِّدَةَ العَجْزِ وَالقُوَّة!ِ
تُصَلِّينَ صَلاَةَ الفَرْدِ
وَوَجْهُكِ البَدْرِيُّ يَحْتَلُّ مِنْ قَلْبيِ مَسَاحَاتِ الفَضَاءِ
أَيَجْريِ مِنْكِ الْحَنَانُ أَنْهَارًا وَتَمُوتيِنَ بِالْجَذْبِ الْمَقيِتِ؟!
تَتَعَاوَرُكِ أَرْجُلُ الْجَهَالَةِ بَيْنَ الْخَلاَيَا
يَهَابُكِ الذُّلَُ وَيَرْبِضُ عَلَى هَامَتِكِ مُنَكَّسَ الرَّأْسِ
حَسيِرَ الطَّرْفِ
مُنْكَسِرَ الوِجْدَانِ
مُوتيِ عَلَى كَتِفيِ فَقَدْ سَارَتْ بِفَسَائِلِكِ الرُّكْبَانُ!!



/
الأَلْسُنُ تَقْطَعُ مَسَافَاتِ القُلُوبِ الوَضيِئَةِ
العَوَاصِفُ تَفْتِكُ بِالأَغْصَانِ
فيِ الفَوْضَى يَسْكُنُ الغُبْنُ
أَغْصَانٌ بِلاَ ذَاكِرَةٍ
وَدَوْحٌ يَخْلُدُ إَلَى مَقْبَرَةِ الصَّمْتِ البَهيِمِ
وَجَمَاجِمُ تَجُولُ فيِ أَسْفَارِ الأَكْبَادِ
تَنْميِ الدَّاءَ اللَّعيِنَ.
خَسِئَ الْمُهَنَّدُونَ
عَبَثٌ بِالْمَرَايَا وَلَعْنٌ للِزَّمَانِ الْجَميِلِ.

/
مُشَاكَسَةُ القُرْبِ
نِدَاءُ البَيْنِ
قَلْبٌ تَرَبيَّ فيِ زَنْزَانَةِ البِعَادِ
وَالشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ تَنْهَالُ عَلَيْهَا الْبَرَكَاتُ
القُلُوبُ الْمُشْرَعَةُ عَلَى النُّدْرَةِ تَرْقُصُ طَرَبًا.
آلاَمُ السُّرُورِ كَآهاَتِ التُّبُورِ.








/
وَأَنْتِ يَا زَهْرَةَ الْمَدَائِنِ
وَقَلْبًا يُغَذِّي القَلْبِ الْجَذيِبَ،
عَلَى صَدْرِكِ العَاريِ يُزْهِرُ الغَدُ
فيِ مَجَالِسِ القُرْبِ يُطْوىَ البُعْدُ
الْمِفْتَاحُ سِرُّ الفَلاَحِ
البَسْمَةُ الزُّورُ غِلُّ السَّمَاءِ.
طَوِّحْ بِالدَّوْحِ وَاغْمِسْ رَأْسَكَ فيِ النُّورِ!!
كَيْفَ يُحْضَنُ الشَّتَاتُ
وَيُحْلَبُ مِنَ الضِّرْعِ الْجَذْبِ اللِّبَانُ؟!
أَفِقْ!
فَالعَيْنُ تُفْتَحُ عَلَى الزُّهُورِ
الْحُبُورُ يَمْلأُ الْحَشَا
الذَّاتُ تَسْتَقيِمُ عَلَى مَطَرٍ
وَالدُّنْيَا فيِ كَفِّ الْحَسْنَاءِ قِمَارٌ.
اِرْبَحْ بِالبِعَادِ
فُزْ بِالشِّقَاقِ
تََنَحَّ عَنِ الْمَضَارِبِ القَديِمَةِ
فَالفَاتِنَةُ الْجَميِلَةُ غَيْرىَ
وَأَنْتَ الْمِلْكِيَةُ الوَحيِدَةُ
أَنْتَ الضَّيْعَةُ الفَريِدَةُ.





/
نُشَتِّتُ أَيَّامَنَا لِرِضَى الزَّمَانِ
نَنْحَنيِ لِنَحْفِرَ عَنِ الدُّرِّ فيِ السَّبَخَاتِ
تُدَاسُ الأَزْهَارُ بِالنَّعْلِ اللاَّهيِ
وَتُرْوىَ بِالزَّفَرَاتِ،
اِشْرَبْ نَخْبَ الأَخْدَانِ
تَمَتَّعْ بِالْمَبَاذِلِ الْجَميِلَةِ
حَاصِرِ الطَّهَارَةَ
وَاكْسِرْ جُذُورُ الأَحْلاَمِ،
القَلْبُ سَعَةُ كَأْسٍ مَكْسُوٍر
السَّنَابِلُ مَخَازِنُ الأَبْكَارِ
فيِ السَّمَاءِ نَظْرَةُ الإِشْفَاقِ،
سَنَرْفَعُ الشّاَرةَ
فَالدَّهْرُ حَدَبُ الأَخْيَارِ..





/
فيِ القَرْيَةِ الكَبيِرَةِ
يَتَعَاوَرُ حَوْضيَ الكَبيِرَ سُخْطٌ وَرِضَى
تَفْتَرُّ الْحَضَارَةُ عَنْ أَسْنَانٍ غَيْرِ مُنْتَظِمَةٍ
مَجَالِسُ أُنْسٍ تَغْذُو نَوَارِسَ الرُّوحِ
حُبَيْبَاتُ عَرَقٍ تُضيِءُ وُجُوهَ النُّجُومِ
أَجِبْ نِدَاءَ الأَسْلاَفِ
فَقَدْ آنَ صَحْوُ الأَحْفَادِ
اجْعَلِ الصَّحيِفَةَ عَلَى سَنَامِ الوَرْدِ
عَطِّرْهَا بِالْحُبِّ
عَلَى بِسَاطِ الفَجْرِ سَافِرْ بِالْجِرَاحِ!
مَتىَ يَصْفُو الفُؤَادُ لِلْقُرْبِ
وَيَعْرِفُ الْخَوَارِزْمِيُّ أَنَّ النَّسَقَ قَاتِلُ الطُّيُورِ البَريِئَةِ؟!!