( الفقر )
الفقر اليوم آفة كبرى,جاثمة فوق الصدور.لقد أرهق شريحة من الناس أيما إرهاق.والمشكلة في تفاقم واتساع.والواقع المعلن يشير
إلى أن واحداً من كل انثنين يشكو الفقر, استوقفتني هذه الظاهرة.
جلست أفكر فيها, فقلت: أمن المعقول أن نكون قد فقدنا كل أوراق الحل لهذه المشكلة ؟وبدافع الغيرة على أخواني الفقراء في كل مكان على امتداد الأرض. علماّ أني لست من الأغنياء,بل موظف بدخل محدود,ويطل الفقر عليّ ما بين حين وآخر, وأعاني منه , أذوق مرارته.ثم أخرج منه أول كل شهر ليعود من جديد في الأيام الأخيرة.أقول:يجب أبدي حلاً سهلاً لهذه الظاهرة يقدر على النهوض به كل أبناء الأمة بمختلف شرائحها.بيد أني قبل أن أعرض ما عندي,رأيت أن أضع أمام الأمة أحدث ما كتب في علاج ظاهرة الفقر,بحث تحت عنوان:رسالة الإسلام في الحد من الفقر والبطالة. للدكتور عمر عبد الكافي,الذي يعرفه الجميع داعية مجدداً له مكانته في عالم الدعوة إلى الدين الحق
وقد قدّم هذا البحث أمام هيئة علمية لها مكانتها "المؤتمر الدولي الذي أقامته وزارة الأوقاف في سورية بالتعاون مع السفارة البريطانية بعنوان "رسالة السلام في الإسلام" في قصر المؤتمرات
بدمشق ما بين 1و2 حزيران 2009م.وهذه أهم النقاط التي جاءت في البحث : لعلاج الفقر والحد منه نوعان من الوسائل :
1- الوسائل الوقائية : الأيمان بالله – التقوى – الشكر – الاستغفار
إعمار المساجد - .
2- الوسائل العلاجية: أ- تشجيع الناس على مزاولة الأعمال الحرّة,
وبعض المهن والصناعات .
ب- التكافل الاجتماعي : كفالة الأغنياء لمن
يلوذ بهم من أقارب ويتامى.

*- عناصر التكافل : - حق لك وواجب عليك – فتح باب العمل
لكل القادرين عليه – توزيع المال العام بعدالة
اشتراك كل أفراد المجتمع في عملية التنمية.
3- الحقوق المفروضة في المال : الزكاة – الكفّارات – الأضاحي –
الصّدقات .
أقول : لقد وضع فضيلة الدكتور حفظه الله علاجاً منهجياً راقياً لهذه الظاهرة الجاثمة على كاهل الملايين هنا وهناك في أنحاء العالم الإسلامي.ولكن لا يوجد من ينهض للعمل به.ربما لأسباب تعود إلى وجود بعض العقبات,أو لرؤية اقتنع بها أو نحو ذلك.ومع هذا فإني أدعوا إلى قراءة هذا البحث الهام من قبل صناع القرار وتطبيق ما جاء فيه ولو على مراحل.لعلهم يوفقون في تضييق مساحة الفقر.
لقد خطر بذهني علاج بسيط لظاهرة الفقر,سهل التطبيق عندما ننهض جديّاً للخروج من هذه الظاهرة,من كل مواطن ليرة واحدة فقط كل أسبوع,في كل قرية ومدينة على امتداد سورية.ترعى هذا المشروع جهات خاصة تشكّل لهذا الغرض بمعرفة الثقات من أهل الخبرة والتجربة في كل قرية , مدينة , وحتى عائلة كبيرة.وإليكم
هذا المثال من قلب مدينتي التي أقطن فيها :
- عدد السكان /40000/ أربعون ألف نسمة .
- كل مواطن يساهم بليرة واحدة أسبوعياً = 40000ألف ليرة.
- في الشهر الواحد تصبح المساهمات = 160000 ألف ليرة.
- في السنة الواحدة تصبح المساهمات = 1920000 مليون وتسعمائة وعشرون ألف ليرة سورية. هذا كاف للقضاء على ظاهرة الفقر في مدينتي خلال زمن قياسي . فما بالك بالمدن التي يفوق عدد سكانها المليون نسمة أو أكثر. إذا نهض المواطن السوري بهذا المشروع على قاعدة التقوى مقرونة بالثقة,في إطار من التعاون البنّاء. أقول : إني واثق يقيناً أن الفقر يرحل عن سورية إلى غير رجعة.شخصنا المشكلة وعرضنا الحل في أبسط صوره فهل من مجيب ؟ المأمول أن نجد قلباً واعياً وأذناً صاغية . والله المستعان.
****************************************