لوعة الشوق



أجرى النوى مدمعي شوقاً وتعذيبا
وذوّبَ البعد قلبـي فيـكِ تذْويبـا
وما استزاد النـوى إلا وخلّفنـي
كما يُخلفُ ولدان الهـوى شِيبـا
وما سرى البرقُ إلا ومضه وَلَهي
يقول يا أنتِ إنـي مـتُ تغريبا
فبالـذي بيننـا حبـاً وتضحيـةً
بمجلسٍ ضمّنا من حسنـه طِيبـا
بلوعةِ الشوقِ إنْ كانتْ مُصَدقـةٌ
إذ ما استطعْتُ لفرط الشوق تكذيبا
ياغاية الحبِ يا عمـري وأجملـه
أما كفـاكِ لهـذا القلـب تعذيبـا
فكم على الغيم قد مرّتْ مراكبنـا
كانت تغني الهوى وجداً وتشبيبـا
وكم حلمنا ببيـتٍ لا حـدودَ لـه
يُحيطه الـورد تنسيقـاً وترتيبـا
آثار مشيتنا للحـب مـا اندثـرتْ
وقبلة أَوقدتْ في القلـب تلْهيبـا
وقصة في حنايا الروح مسكنهـا
تُترْجم الوجْـد أنغامـاً وتعريبـا
وكم وكم. كلها أحلامنا اندثـرتْ
في لحظة هكذا يغدو الهوى رِيبـا
فصار حبكِ يبكينـي ويضحكنـي
أيمكن الظَّبْي يغـدو مـرةً ذيبـا
شعر: خالد بـن علـي البهكلـي