بسم الله الرحمن الرحيم
ونتحدث اليوم من السيرة المحمدية عندما ذهب جعفرُ بن أبي طالب الى الحبشةمهاجراً وخطب أمام النجاشي في الحبشة، يشرح احوال المسلمين والمشركين فقال :
(( أيها الملك، كُنّا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش ، ونقطعُ الأرحام، ونسيئ الجوار، ويأكل القوي منّا الضعيف ، فكنّا على ذلك حتّى بعث اللّه الينا رسولاً منّا نعرف نَسَبَه وصدقَه وأمانته وعفافه ، فدعانا الى اللّه لنوحّده ونعبده ، ونخلع ماكنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرَنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم وحسن الجوار ،والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقول الزور ، وأكلِ مال اليتيم ، وقذف المحصنات وأمرنا أن نعبد اللّه وحده لانشرك به شيئاً ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام )) 0000000000000000 بأبي وأمي يارسول اللّه0000 000اللهم أتي محمداً الفضيلة والوسيلة والمقام المحمود الذي وعدته أنك لا تخلف الميعاد0000 أقول لابد من أن نذكر الاحوال السياسية المجاورة للبيئة التي ظهر فيها الأسلام 000فامبراطورية الروم كانت تعيش حالة حروب داخلية وخارجية خاصة مع الدولة الفارسية كما كان للنزاعات الطائفية والمذهبية نصيب حينما مارس رجال الكنيسة أشد أنواع الضغط والأضطهاد بحق الأخرين ساعدت بتقبل الشعب الروماني بالدعوة الأسلامية أمّا امبراطورية فارس تميزت بالنزاع الدائم مع الروم على تقاسم مناطق النفوذ دامت 24 عام الى زمن (( خسرو برويز)) و أشتهر برويز بالترف وحياة البذخ والنساء حتى بلغ عدد نسائه الالاف من الحرائر والجواري وأدى الى تردي أوضاع شعبه ونقمته عليه وظهر طبقة الأغنياء وأصبح التعليم فقط من نصيبهم وبدأت النزاعات الداخلية بين الأمراء والأعيان ومما أدى بسبب هذه النزاعات عقد صلح مع الروم وأن يدفع الروم ما يعادل (20ألف دينار ألى فارس) الا ان الروم عادوا الى الحرب فكان النصر حليف (خسروا ملك فارس) فتمكن خسروا الأستيلاء على بلاد الشام وفلسطين وأفريقية ، ونهب أورشليم ،وحرق كنيسة القيامة ومزار السيد المسيح عليه السلام؛ وقتل 90 ألف نصراني 0 وقد حدث ذلك في زمن بعثة الرسول محمدصلى الله عليه وأله وسلم وقد حزن المسلمون حزناً شديداً على هزيمة الرّوم الّذين كانوا أصحاب كتاب ، ولم يتخذ الرسول صلى الله عليه وأله وسلم موقفا خاص بالمسلمين أزاء هذه الأحداث حتى نزل الوحي عليه مبشّراً ( أن الروم سوف ينتصروا بالمستقبل القريب ، وقد تحققت هذه البشارة في سنة 627 م 0 ) وبعد هذه الصراعات أستطاع المسلمون بعد تشكيل الجيش الأسلامي أن يضع حدا لتلك الأوضاع والصراع في بلاد فارس أن يختار الشعب الفارسي الأسلام دينه ومعتقده بحرية بدون قهروقسر ةهكذا الأسلام دخلت فيه الأمم ليس بقوة السيف كما يقولون الأسلام دائما كان في حالة مقاومة لا في حالة هجوم وسطوة كما يفعله الدول العظمة الأن 000000 غدا سوف نتحدث عن أسلاف النبي والتعريف بهم تصبحون على خير
محمد الزويغي