بسم الله الرحمن الرحيم


اقول لم تكن العرب قبل الاسلام تعيش اية حضارة ولم تمتلك اية قوانين وانظمة وآداب قبل مجيئ الاسلام فكانت محرومة من جميع المقومات الاجتماعية التي تساعد على التقدم والرقي الى جانب عالم الانسانية الواسع وأفق الحضارة مثل ماوصلت اليه الأن والقرآن الكريم هو خير مرآة تعكس وتصف أحوال العرب وأوضاعهم بالدقة وكذلك نجد كتاب نهج البلاغة للأمام علي رضي الله عنه وعليه السلام وصف هذه الحالةعند العرب قبل الأسلام فقد ورد بالقران الكريم ونهج البلاغة تصريحات ونصوص تكشف عما كان عليه العرب في الجاهلية من سوء احوال واوضاع واخلاق سيئة وبالرغم من ان العرب من ولد عدنان قد اتصفوا بصفات حسنة إذ كانوا يكرمون الضيف ويصونون الأمانة و يضحون في سبيل المعتقد ويتحلون بالصراحة وبارعين بالشعر والخطابة ويضرب بهم بالشجاعة الا أنهم الى جانب ذلك كانوا يعانون من مفاسد كثيرة منها لأن الحجاز لم تقم به اية حضارة فشاعت به عادات الشرك في بالعبادةو انكار المعاد و هيمنة الخرافات وانتشار القمار والخمر والزنا واللواط والبغاء وأد البنات وهن أحياء وهي من أقبح الجرائم التي ذمها القرآن ولن تمر بدون عقاب والمرأة محرومة من جميع الحقوق لاأرث وتباع وتشترى كالحيوانات والرجل يتزوج بزوجة أبيه متى طلقها او بعد وفاته ويتناولون الدم ولحم الخنزير والربا والنهب والسلب والأغارة على بعضهم البعض حتى أن حروب أمتدت مائة سنة وأكثر والذين يعرفون القراءة ماقبل الاسلام لايتجاوزعددهم 17 شخصا في مكة و11 شخصا في المدينة المنورة فأهل الحجاز وصفوا بالأميين وعلى هذه المقدمة نقول ان تاريخ العرب ماقبل الأسلام عهد جاهلي ووثني وأجرامي بينما مابعد الأسلام علم ومعرفة ووحدانية وانسانية وايمان وحضارة وبهذه السيرة السابقة يمكن معرفة مدى تأثير الأسلام وعظمة الاسلام وتعاليم الاسلام في جميع المجالات في حين لم يستطع عرب اليمن الذين أمتلكوا الحضارة والثقافة أن يصلوا الى هذه النهضة الشاملة وحتى الذين تحت حضارة الروم من العرب الغساسنة اوعرب الحيرة الذين عاشوا تحت ظل الامبراطورية الفارسية أن ينالوا مثل هذا الرقي والتقدم في الوقت الذي تمكن أهل الحجاز من تحقيق هذه النهنضة الجبارة وورثوا الحضارة العظمى.
(ونأخذ مقاطع من خطبة علي بن ابي طالب من كتاب نهج البلاغة كيف يصف حالة العرب قبل النبي محمد صلى الله عليه وأله) قال أن الله بعث محمدا نذيرا"للعالمين وأمينا"على التنزيل وأنتم معشر العرب على شرّ دين وفي شر دار منيخون، (أي مقيمون) بين حجارة خُشن،وحيّات صُمّ، (أي التي لاتسمع ولاتنزجر بالأصوات) تشربون الكَدر، وتأكلون الجشِب، وتسفكون دماءكم ، وتقطعون أرحامكم ، الأصنام فيكم منصوبةٌ ، والآثام بكم معصوبة)) أي بمعنى مشدودة............ نكتفي اليوم ببحثنا هذا وسنواصله يوم غد أرجوا أن ينال رضاكم
محمد الزويغي